فشبه تالي القرآن من غير أن يفهمه كمثل الحمار يحمل أسفارا وفيه وجهان :
الاول : قال ابن عباس { كلفوا العمل بها فأقروا بها ثم لم يعملوا بما فيها } .
و الثاني : أن هذا من الحمالة و الضمان ,لأن من الحمل على الظهر يقول : حملوا مافي التوراة ثم لم يرضوا بها .
{ كمل الحمار يحمل أسفارا } قال الفراء : الأسفار الكتب العظام واحدها سفر وهو مأخوذ من الإسفار , قال الله العظيم { و الصبح إذا أسفر} لأن الكتاب يسفر عما استودعته فيه فكما أن الحمار يحملها ولا يدري مافيها , كذلك التوراة والإنجيل إذا دلتهم على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم - ثم لم يقروا به ولم يعملوا بما فيها من الدلالة على النبوة لم ينفعهم حفظها .
فدخل في عموم هذا من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لا يفهمه ولا يعمل بما فيه .
وفيه قال الناظم :
زوامل للأسفار لا علم عندهم ----- بجيدها إلا كعلم الأباعر .
لعمرك لا يدري البعير إذا غدا ---- بأسواقه أو راح مافي الغرائر*