القصة إهداء للأخت ....... رتيل
طرق الجار باب بيت أبو فالح ... ففتح له الأخير مرحباً به
ولكن أبو فالح لم تعجبه ملامح جاره فأجبره على الدخول
ودخل الجار المجلس وحين همّ أبو فالح ليجلب له القهوة
أمسك جاره بيد أبو فالح وأوقفه ثم قال: أنا على عجلةٍ من
أمري ... إلتفت أبو فالح إلى جاره بعدما سمع تلك النبرة
التي تحمل وجعاً ويغالبها البكاء نظر لوجه جاره ثم سأله:
ما بك يا جار عسى بالأمر خيراً ... قال جاره وقد بدت
دموعه تتسابق لعينيه بينما يحاول النظر لملامح ابوفالح
ثم قال: لقد تعرّض فالح لحادث ... صرخ أبو فالح: كيف!!
عسى ما جاه شي ... الله يعظم أجرك فيه ... سقط أبوفالح
حين خارت به قدماه ولم يستطع الوقوف فحمله جاره نحو
المركاة وأجلسه عليها ... فنظر لملامح ابوفالح وكأنه للتو
استيقظ من غيبوبه وأخذ أبو فالح ينظر للسقف ويسأل:
وش صار ثم استوعب انه تلقّى وفاة خبر ابنه: فالح مات
... نعم يا أبو فالح ... مات فالح ... الله يجعله من أهل الجنه
فالح يا قلب ابوك ... إستهدي بالله يا أبو فالح ونسأل الله
أن يجمعكم به في الجنه ... يا ويلي عليك يا فالح ... قل لا
إله الا الله يا أبو فالح ... لا إله إلا الله يافالح يا قلب ابوك
وبينما تضع أم فالح القهوة خلف الباب حتى سمعت أبو
فالح يسترجع ويحوقل بالله فصاحت من خلف الباب: وش
فيه عسى ما شر ... قال الجار: عظم الله أجرك في وحيدك
يا أم فالح ... فصرخت مرتين : الله ربي لا رب لي سواه
ثم اجهشت بالبكاء وهي تصيح باسم فالح ذلك الشاب الذي
خدم والديه ورفض الزواج لأجلهما وحين أجبره والده
رضخ للأمر فتقدم لإبنة عمه واعتذر منه عمّه نظراً لحالة
فالح وحالة والديه الماديه وهو يحلم أن تعيش ابنته الجميله
حياة رفاهيه غير الحياة التي عانت منها في بيت والدها
فتزوّج فالح من أخت صديقه ووقع الحادث عليه حين أخذها
من بيت والدها ليعود بها إلى بيته بعد أن أمضت يوم هناك
واسنمر زواجهما السعيد أربعة أشهر قبل الحادث وكانت
سعيدة معه وساهمت في الاهتمام ببيت والده وأحبت
أم فالح حتى أن الأخيره تسميها بإبنتي ... وفجأه تصيح
الأم : زوجته معه بالسياره ... الحمد لله يا ام فالح زوجته
في المستشفى لكن الأطباء غير متأكدين من سلامة جنينها
ويقولون لديها ارتجاج بالمخ يحتاج إلى راحه بالمسشتفى
لكي يستعيد الدماغ إستقراره ولديها كسر في يدها وشعر
بسيط في عظمة الفخذ ولكن حالتها مستقره وينتظرون
للتأكد من جنينها ... ولولا حضور الجيران لمنزل أبو فالح
ما كان جاره ليتركه في هذا الموقف العصيب ... وفي اليوم
الثالث يزوره جماعة الطرف الآخر والذي انفجر عليه كفر
سيارته لتنحرف سيارته ويصطدم بسيارة فالح بالطريق
المقابل ويموت معه وحالة الصادم الماديه ضعيفه جداً ...
ليقوم مسئولي المرور بزيارة أبو فالح ... للتفاهم بالديه
إلا أن أبو فالح رفض أن يسامحهم ... فجمعوا ما إستطاعوا
من مبلغ ... فأخذ المبلغ ثم أعطاه لمندوب الشرطه وقال:
هناك عائله لا ذنب لوالدهم فيما حدث ... وما كان رفضي
إلا لأجلهم وانتهى العزاء وجاء أبناء المتسبب في الحادث
رغم انهم صغار فقد جاءوا لتقديم العزاء مع خالهم
وبعد أن تعشوا عادوا لمنزلهم ... وبقى هناك بعدهم
أربعة أشخاص ... يبكون بكاءً على مدار اليوم لرحيل
فالح ... زوجه إستعادت وعيها وأم لم تغادر سجادتها
دعاءً لفقيدها وأب يتصفح أجمل أيامه مع إبنه ويظلّ
يرددها على مسمع من أمه... فيتأمل كيف كان
فالح يحرث المزرعه ويعلّف الأغتام ويرعاها
وأحياناً يمضي وقته مستمعاً لحديث والده عن أيامٍ
مضت تعب فيها والده الشاعر وبدأ يسرد أبياتاً
لكي يطرب بها ابنه أثناء رعي الغنم أو إهتمامه
بالمزرعه ... وهناك إبنة عــــمٍّ أحبّت إبن عمها فالحاً
سنين طويله وكم كانت تتمنى أن تتزوّجه ولم
يكن لفالح أخت قادره على تسريب خبر إبنة عمه له
لكي يلحّ كثيراً لدى عمه في طلب يد إبنته رغم أن
والدها وحبه لإبنته فضّل لها أن تأخذ رجلاً غنياً
يسعدها .... وما إن تنتهي أمه من صلاتها كانت تمدّ
قدميها فتتذكر فالح يأتي ويدلّك قدميها وكانت
تجهّز له مخدة لترميها عليه إن دغدغ قدميها وإذا
غضبت منه يقول لها هذه إجرتي على جهودي
كانت اسراره في صدرها وكانت تستمع له وتنصت
لطرائفه التي يجلبها معه لإسعادها ...... وهناك في
المستشفى فتاة تتمنى ألا يموت جنينها في بطنها
لأنه من رائحة ذلك الشاب البار في والديه والمحب
لزوجته .. رحل فالح ورحلت معه تلك الإبتسامة
التي يحبها الجميع منه ولا تفارق محياه ...
thgp >>> rwi gl jkjid fu] (pwvd frgld) ju] jkfid frgln dEv]
thgp >>> rwi gl jkjid fu] (pwvd frgld) gl ju] jkfid frgln