حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: "إذا كثرت ذنوبك فاسْقِ الماء على الماء تتناثر ذنوبُك".
رواه أبو بكر الخطيب البغدادي عن إسحاق بن محمد التمار، وقال: كان لا بأس به، قال: حدثنا هبة الله بهذا.
وهبة الله هو ابن موسى المزني الموصلي - عرف بابن قتيل - لا يُعرف، كما في الميزان (الجلد الرابع صفحة 293)، وبذلك يكون هذا الحديث ضعيفاً.
ولكن يُعلم فضل سقي الماء من أدلة أخرى لكون ذلك من أعمال البر والخير، والله ولي التوفيق[1].
[1] قال الخطيب (6/403): حدثنا أبوالعلاء إسحاق بن محمد التمار، ثنا أبوالحسن هبة الله بن موسى بن الحسن بن محمد المزني المعروف بابن قتيل بالموصل، ثنا أبويعلى أحمد بن علي بن المثنى، ثنا شيبان بن فروخ الأُبُلِّي، ثنا سعيد بن سليم، ثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء، تتناثر كما يتناثر الورق من الشجر في الريح العاصف".
قلت: لم أجده هكذا عند غيره، وهذا الإسناد باطل، فيه علل:
الأولى: هبة الله الموصلي هذا لا يُعرف، قاله الذهبي، وساق له هذا الحديث من مناكيره في الميزان (4/293)، وتبعه ابن حجر في اللسان (6/190)، والمناوي في فيض القدير (1/434)، وتفرده بهذا السند العالي المشهور منكر، وله حديث آخر باطل ذكره الألباني في الضعيفة (1806).
الثانية: سعيد بن سليم الضبي واه، ونص ابن عدي أنه من المجاهيل الضعفاء الذين يروون عن أنس ما لا يتابعون عليه، ولا يُعرف من حديثه.
الثالثة: وأخشى أن يكون شيخ الخطيب وهم فيه، فقد نص على أن شيخه حدّثه أحاديث من حفظه.
وجاء من وجه آخر بزيادة:
رواه ابن عساكر (54/385) بسند آخر مظلم إلى أبي يعلى، قال: ثنا شيبان، ثنا سلمة بن كهيل، عن أنس مرفوعاً بلفط: "اسقِ الماء على الماء في اليوم الصائف: تنتثر ذنوبك كما ينتثر الورق من الشجر في الريح العاصف".
قال ابن عساكر: منكر المتن والإسناد.
والحديث حكم عليه الغزي في الجد الحثيث (22) بأنه لا أصل له. وقال الإمام الألباني في الضعيفة (1827): منكر.