الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً في خير القرون واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولاً وأقومهم ديناً وأغزرهم علماً وأشجعهم قلوباً قوماً جاهدوا في الله حق جهاده فأقام بهم
يا راشداً هزت الأجيال سيرته وبالميامين حصراً تشمخ السيرُ " فعالية في حياة صحابي "
الحمد لله الذي بعث نبيه محمداً في خير القرون
واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولاً
وأقومهم ديناً وأغزرهم علماً وأشجعهم قلوباً
قوماً جاهدوا في الله حق جهاده
فأقام بهم الدين وأظهرهم على جميع العالمين
إن لهذه الأمة سلفًاً هم أبر الناس قلوباً
وأحسنهم إيمانًاً وأقلّهم تكلفًاً سيرة كل عظيم منهم عظة وعبرة
وفي اقتفاء أثر أحدهم هداية وفي الحياد عن طريقهم غواية
وإننا اليوم على موعد مع واحدٍ من هؤلاء العظماء
إنه رجل عاش الجاهلية والإسلام رجلٌ غليظٌ شديد ولكن على الباطل
ورقيق حليم رحيم بالمؤمنين وليٌ من أولياء الله
خليفة من خلفاء المسلمين مُرقَّع الثياب ولكن
راسخ الإيمان تولى أمر المسلمين فطوى فراشه
إنه شهيد المحراب إنه من قُتل وهو يصلي
على يد من لم يسجد لله سجدة "إنه عمر بن الخطاب"
ما من حديث به المختار يفتخر
الا وكنت الذي يعنيه ياعمر
والسابقين من الاصحاب ما نقص
عهدا ولا خالفوا امرا به امروا
:ff1 (35):
من هو عمر بن الخطاب؟
هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل
عبد العزى بن رياح بن عبد الله
بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب
وينسب إلى عدي فيقال له: العدوي
وأمه خثمة بنت هاشم بن المغيرة
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
بن يقظة بن مرة بن كعب
وكان نفيل جد عمر شريفًا
نبيلًا تتحاكم إليه قريش
تُعدُّ عشيرة بني عدي منأوسط
قريش قوَّةً وجاهًا على أنَّها لم تبلغ
من المكانة في مكَّة قبل الإسلام
ما بلغه بنو هاشم وبنو أميَّة
وبنو مخزوم إذ لم يكن لها من الثروة
ما لهم ومع ذلك نافست بني
عبد شمس على الشرف وحاولت
أن تبلغ مكانتهم إلَّا إنَّها كانت
على جانبٍ كبيرٍ من العزَّة
والمنعة شغل أفرادها منصب
السفارة والحكم في المنافرات
فكانوا المتحدِّثين عن قريش
إلى غيرها من القبائل فيما ينجم
من خلافٍ يتوجَّب حسمه بالمفاوضات
وبفعل التنافس العشائري اضطر
بنو عديٍّ في حياة الخطاب -والد عمر-
إلى الجلاء عن منازلهم القائمة
عند الصفا، وانحازوا إلى عشيرة
بني سهم وأقاموا في جوارها نشأة عمر بن الخطاب
وُلد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في عام 40 قبل الهجرة
وقبل حرب الفجار الآخر بأربع سنين
ونشأ في مكَّة وترعرع في بيئةٍ وثنيَّةٍ
في ظلِّ والده الخطاب وكان فظًّا عليه
يُكلِّفه بالأعمال الشاقَّة ويضربه ضربًا
مُبرِّحًا إذا قصَّر في ذلك العمل
وقد تأثَّر بالبيئة التي عاش
فيها كغيره من فتيان مكَّة وشبابها
تعلَّم الفارسيَّة والقتال حتى
أضحى من أبطال قريشٍ في الجاهلية
مهاب الشخصيَّة مرهوب الجانب
يُدافع عن عبادة الأصنام بقوَّة
أجاد الكتابة والخطابة والمفاخرة،
تذوَّق الشعر ورواه، واعتلى منزلةً
رفيعةً بين القرشيين في الجاهلية
فكان مكلَّفًا بالسفارة لهم
معاداة عمر بن الخطاب للإسلام
وعندما بُعث النبيُّ محمَّدٌ
صلى الله عليه وسلم
وآمن به عددٌ من القرشيين
وسكان مكَّة كان عمر رضي الله عنه
شديد الأذى عليهم ويرى أنَّهم
خرجوا على دين قومهم وبالتَّالي
تجب محاربتهم فكان من أشدِّ
أهل مكَّة خصومةً للدعوة الإسلاميَّة
ومحاربةً لها لأنَّه رأى في تعاليم الإسلام
ما يُقوِّض النظام المكيَّ ويُثير الفساد في مكَّة
لقد فرَّقت الدعوة الإسلاميَّة كلمة قريش
ولا بُدَّ من وضع حدٍّ لها بالتخلُّص من صاحبها
كان النبيُّ يعرف تمامًا هذه الخصال
في شخص عمر رضي الله عنه
ويطمع في إسلامه، ويرى بعض
الذين أسلموا مبكِّرًا استحالة إسلامه
ما منْ حديث ٍ به المُخـْتار يفـْتخرُ
إلاّ وكُنْت الذي يعْنيه يا عُمــــــرُ
والسابقينَ من الأصحاب ما نقص
عَهْدا ولا خالفوا أمْراً به
أمـــــروا كواكبٌ في سماء المجدِ لامِعَـــــة ٌ
جباههُمْ تنحَني لله والغـُـــــــــرر
يا راشداً هَـزَّتْ الأجيال سيرَتُـــهُ
وبالميامين حصرا ًتشْمَخُ السِيَرُ
في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ
الـكُبرى بها الدهرُ والأزمانُ تنغمرُ
ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفـّهْتَ في علن ٍ
أصنامَها وبدا يعْتامُها الخطـــــــــرُ
أقبلْت أذ أدبروا أقدمت إذ ذُعروا
وفـّيْتَ إذ غدروا آمنْت إذ كفـَروا
لك السوابقُ لا يحظى بها أحــدٌ
ولمْ يَحُز ْ مثلـَها جنُّ ولا بشــرُ
فحينَ جفـّتْ ضروعُ الغيم قـُلتَ لهُمْ:
صلـّوا سيَنـْزلُ منْ عليائه المَطَـــرُ
سَنَنْتَها سُنّة ً بالخير عامــــــــرة ً
ففي الصلاة ِ ضلال ِ الشـّر ِ ينْحسرُ
عام الرمادة ِ أشبعتَ الجياع َ ولمْ
تُسـْرفْ وقد نعموا بالخير
ِ وازدهرو وَقـَفـْتَ تدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفعــــاً
فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتـــــكرُ
تجسَدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضتَ به
ولم يزل عطرُهُ في الناس ينتشرُ
لك الكراماتُ بحـْـرٌ لا قرار لهُ
وأنت كلُ عظيم فيك يُختصرُ
كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لهُ
ووافقتـْكَ به الآياتُ والســُوَرُ
وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَختَ بها
ما زال ينضجُ ي أشجارها الثمَرُ
يفِرّ ُ عن درْبك الشيطانُ مُتـّخذا
درباً سواهُ فيمضي ما لهُ أثـَرُ
وتستغيثُ بك الأخلاقُ مُؤْمنة ً
بأنّ وجهكَ في أفلاكها قمَرُ
عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِها
وكُنْت تسهرُ حتّى يطلِعَ الّسحرُ
القولُ والفعلُ في شخص اذا اجتمَعَا
تجَسـّدَ الحقّ ُ واهتـزّتْ لهُ العُصُــرُ
رضي الله عنه وأرضاه
سيرة عطرة للصحابي الجليل الفاروق عمر بن الخطاب
ثبًت الله قلبك على الطاعه
وجمل حالك بالستر والقناعه
وجعل القرآن رفيقك في كل ساعه
فالك التوفيق