العين والحسد والكره، وهذا موجود عند البعض وليس عند الجميع؛ ولكنه موجود، يوجد أناسٌ مُتعبون في حياتهم، أو ظروفهم المادية ليست مُيسَّرة، وأنت نشرت رحلتك الترفيهية بكل تفاصيلها وصورها، فمن
العين والحسد والكره، وهذا موجود عند البعض وليس عند الجميع؛ ولكنه موجود، يوجد أناسٌ مُتعبون في حياتهم، أو ظروفهم المادية ليست مُيسَّرة، وأنت نشرت رحلتك الترفيهية بكل تفاصيلها وصورها، فمن الممكن جدًّا أن تُصيبَكَ العين، وستتعب وحياتك تتعسَّر، ورأينا أناسًا كثيرين ماذا فعلت بهم آثار العين وبحياتهم وأولادهم، أسأل الله أن يحفظ أولادكم جميعًا. أنتِ عروس - ما شاء الله - ولكنك لستِ ملزمةً بنشر صور شقَّتكِ أو قاعة عُرسك بهذا التفصيل الكبير، ليس كل من سيرى صوركِ سيبرِّك - يقول اللهم بارك - احفظوا أنفسكم بالستر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان شيءٌ سابق القدرَ لسبقَتْه العَيْنُ))؛ صحيح الجامع. يا كل أُمٍّ وأب وأخت وأخ وبنت وابن، حافظوا على أسرار بيوتكم، تسلموا؛ نحن في الدنيا التي فيها الجيد والسيئ، لا تجعلوا فرحتكم بالإعجابات والتعليقات تُنسيكم أن بيوتكم وأهلكم وأولادكم أمانة لا بُدَّ أن تحافظوا عليها من أي عين تجرحهم أو تُؤذيهم، أو أن تجرحوا غيركم بنشركم لتفاصيل حياتكم، وصلِّ اللهُمَّ وسلِّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. هل تعلمون أنكم من الممكن أن تجرحوا مشاعر بعض الناس بصوركم التي تنشرونها حتى ولو لم تقصدوا! عندما تنشر صورًا لبيتك تذكَّر أن هناك كثيرين لا يستطيعون الزواج؛ لأنهم لا يملكون بيتًا يسكنون فيه، فلماذا تجرح مشاعرهم؟! عندما تنشر صورًا لأبنائك تذكَّر أن هناك كثيرًا من الأزواج لم يُرزقوا ذرية بعد، فلماذا تكونون سببًا في حزنهم حتى لو كان حزنهم بداخلهم، ألا يكفيهم ما يسمعونه ممَّن حولهم؟! رفقًا بالناس؛ كُلُّ واحدٍ عنده من الهموم ما يكفيه، أليس من المفترض أن يشعُر بعضنا ببعض؟! ولا تقل: إن الكل يفعل هذا، لمَ لا تكون أنت الاستثناء؟! أنت الذي يبدأ بنفسه؛ ليكون قُدْوةً لغيره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً عُمِل بها بعدَه، كان له أجرُه، ومِثْلُ أجورِهم من غيرِ أن يَنْقُصَ من أجورِهم شيءٌ، ومَن سَنَّ سُنَّةً سيئةً، فعُمِل بها بعدَه، كان عليه وِزْرُها، ومِثْلُ أوزارِهم، من غيرِ أن يَنْقُصَ من أوزارِهم شيءٌ))؛ صحَّحه الألباني في صحيح الجامع.