ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات انفاس الحب )  
     
     
     
   
( فعاليات انفاس الحب )  
 
 

الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتع إدارة الموقع




دلالات تربوية على سورة الليل


دلالات تربوية على سورة الليل

دلالات تربوية على سورة الليل كل مخلوق على هذه الأرض يسعى على طلب رزقه، وفي سعيه للعيش يختار من بدائل متعددة، وأثناء سعيه يكون بين الجبر والاختيار، فلا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 15-01-2023
غيمہّ فرٌح متواجد حالياً
Saudi Arabia    
آوسمتي
لوني المفضل Azure
 إنتسابي ♡ » 420
 آشراقتي ♡ » Jan 2020
 آخر حضور » منذ دقيقة واحدة (10:03 AM)
موآضيعي » 7361
آبدآعاتي » 472,072
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
الاعجابات المتلقاة » 20409
الاعجابات المُرسلة » 12905
 التقييم » غيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع valencia
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 11,649
تم شكره 14,057 مرة في 7,613 مشاركة
Q54 دلالات تربوية على سورة الليل



دلالات تربوية على سورة الليل



كل مخلوق على هذه الأرض يسعى على طلب رزقه، وفي سعيه للعيش يختار من بدائل متعددة، وأثناء سعيه يكون بين الجبر والاختيار، فلا يختار نوعه ذكرا كان أم أنثى فهو مجبر على ذلك لا محالة، وليس له اختيار في ظروف الزمان الذي يعيش فيه، لكنه من جهة أخرى مكلف بالاختيار عن طواعية لا عن إجبار، فيختار أمورا ويغض الطرف عن أمور، وينتهي عن أشياء ويقبل على أشياء أخرى، وهكذا تتحدث سورة الليل عن سعي الإنسان، ومسألة الاختيار والتكليف، فاتخذت من الظرف الذي ينتهي فيه اليوم (الليل) وما يعقبه من ظرف يبدأ فيه يوم جديد، إشارة إلى تبدل الزمان ومرور الأيام، ولا يزال الإنسان يسعي ويختار، فكلما سعى أكثر من الاختيار، وكلما مرت عليه الأيام فهو يسعي ويختار، وكلما غشي عليه الليل فأظلمه بظلمته، وكلما تجلى له الصبح بالنهار، كلما ازدادت حركة الإنسان على وجه الأرض، فيولد إنسان ويموت إنسان، وهكذا تسير الحياة، ويكثر سعي الإنسان، كل في مساعٍ شتى، ﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾ [الليل: 4].

وبالرغم من تشتت الإنسان في سعيه فلا يكاد ترى اثنين يسيران في طريق واحد، فإن كل الطرق التي يسلكها لا بد وأن تؤول إلى أحد طريقين لا ثالث لهما، فهو إما أن يسعى إلى الآخرة بالعطاء والصدقات والتقوى والإحسان، وعندئذ سوف يسهل الله له سعيه ويوفقه لما سعى إليه بتيسير الله له وتوفيقه إياه ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 7]، وإما أن يسعى في طلب الدنيا، فيضن بها على غيره، ليعيش في ضروب من البخل والشح والعزلة عن الناس مخافة أن يسألوه ليعطيهم، فيستغني عن العشرة الطيبة، ويسعي إليها بالأخلاق السيئة والتكذيب بالأخلاق الحسنة، وعندئذ فسوف يعسر الله سعيه إليها ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ ولا يصيبه منها إلا ما كتبه الله له، ولا ينفعه يوم القيامة من ماله شيء الذي ظل يسعي وراءه في الدنيا ﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾ [الليل: 11].

ثم يأتي التأكيد الثاني في هذه السورة ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾ لتعالج مسألة الاختيار والتكليف، فالله عز وجل بين لكل مخلوق الطريق الذي يبتغيه، فهداه لمعرفة الطريقين - (النجدين) التي أشارت إليهما سورة البلد- حيث يخير الإنسان بينهما فيختار سعيه دون إجبار فإما إلى الهدى وإما إلى الضلالة، ثم يأتي التأكيد الثالث في هذه السورة ﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ﴾، ليوقن الإنسان أن ذلك كله لا يخرج عن قضاء الله تعالى وقدره، فله الحكم وإليه ترجعون، فيؤجل - سبحانه - الجزاء إلى يوم القيامة ليكون عندئذ الجزاء الحق، ويكون الإنذار بهذا الجزاء بمثابة ردع للشقاوة والتكذيب بآيات الله والتولي والإعراض عنها، وتكون البشارة بالنجاة من هذا العذاب بمثابة تحفيز للتقوى والعطاء في سبيل الله، ودون انتظار لشكر أحد أو رد جميل، إنما يبتغي بعمله الصالح وجه الله تعالى فحسب، وهو عطاء حتى الرضا حيث يرضى عن الله نعمته، ويرضى الله عنه شكره له.

قال تعالى ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾ [الليل: 1 - 4]

الآيتين (1، 2) قوله تعالى ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى
الليل والنهار إشارة كونية إلى تبدل الأيام ومرور الوقت والزمان، وغشاوة الليل تضفي على الكون سكونا، وجلاء نور النهار يضفي على الكون حركة وسعيا، وبالحركة والسكون يعيش الإنسان على هذه الأرض، يقول - سبحانه - ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 71 - 73].

والإنسان يمر عمره كما يمر الليل والنهار، فلا يكاد يشعر بمرور العمر إلا من فقه رسالته في الحياة، ولماذا خلق؟ ولماذا يسعى إلى أجله هذا السعي؟ وكلما مضي من الإنسان عمرا كلما تغيرت هيئته وشاخ جسده واقترب أجله، يقول - سبحانه - ﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يس: 68]، فإذا جاء أجله فني، ولا يزال ثمة من يولد ليكمل سعي أبيه أو أخيه الإنسان، فلا تكاد تشعر أن البشر نقص منهم إنسان طالما يولد بينهم إنسان، تماما مثلما مضى الليل حيث يتبعه النهار، وكلما مر يوم تبعه أيام، وكلما مر زمن خلفه أزمان، وكل يوم جديد يتجلى نهاره للكون يعلن بداية سعي كل مخلوق خلقه الله تعالى في الأرض أو استكمال لسعي من سبقه ذكرا كان أم أنثى، ولا يسعي إلا لما قدره الله تعالى وعلمه في علم الغيب عنده قبل أن يولد الإنسان.

الآية (3) قوله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى
والإشارة إلى خلق الذكر والأنثى كناية إلى فاعلية السعي الذي يسعاه الإنسان، فمبتغى سعي الإنسان في الدنيا إنجاب الذرية التي تخلفه، فإذا ما رأت عينه هذه الذرية ثم تبعتها ذريتها وقر في قلبه شعور باكتمال سعيه، فماذا عليه أن يسعى بعد ذلك! قال تعالى متكلما عن نبيه زكريا ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 4-6]، فإذا كان ذلك بقضاء الله وقدره، ولا دخل له فيه، ولا أحد يقدر أن يزعم غير ذلك، قال تعالى ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾ [القمر/46]، فإن كل سعي يسعاه الإنسان دون ذلك يكون كذلك بقضاء الله وقدره، فلا يشقى إنسان ولا يسعد بسعيه دون أن يكون قدر الله سابق على سعيه، فكان سعي الإنسان من قدر الله وكان قدر الله تعالى هو إطلاق الإنسان من الجبر ليعمل ما يختار، قال - سبحانه - ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل/97]، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله عز وجل وَكَّلَ بالرحم ملكا يقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة، فإذا أراد أن يقضي خلقه قال أذكر أم أنثى، شقي أم سعيد فما الرزق والأجل فيكتب في بطن أمه) [1].

الآية (4) قوله تعالى ﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى
لا يخرج سعي الإنسان عن أحد طريقين لا ثالث لهما، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد موبقها) [2]، وسعي المرء لإدراك رزقه ومصيره الذي كتبه الله تعالى قبل ولادته وقضاه قبل خلقه ضرب من التصديق بقضاء الله تعالى وقدره، يقول - سبحانه - ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، فعليه أن يسعي وهو مدرك أن سعيه لا يستعجل له رزقا ولا يدفع عنه سوء إلا ما كتبه الله تعالى له أو عليه، وإنما يكون السعي لأجل تحقيق معنى العبادة والتوكل على الله تعالى، أخذا بالأسباب الشرعية مع كمال اعتماد القلب على الله تعالى أ، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانًا) [3]، قال العلماء في قوله (حق توكله) بأن لم يخطر ببالك مداخلة لغيره تعالى في الرزق أصلا وعملتم بمقتضاه (لرزقكم) كل يوم رزقا جديدا من غير أن تحتاجوا إلى حفظ المال، ولا يلزم منه ترك السعي في تحصيل ذلك بالخروج والحركة فإن السعي معتاد في الطير[4]، ومعنى الغدو: الذهاب أول النهار، والرواح ضده، ولذا قال في معنى قوله: «وتروح بطانًا» (وترجع آخر النهار بطانًا: أي ممتلئة البطون) قال السيوطي في قوت المغتدى: قال البيهقي في «شعب الإيمان»: ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب، بل فيه ما يدل على طلب الرزق، لأن الطير إذا غدت فإنها تغدو لطلب الرزق[5].

وفي الحديث دلالة على ضرورة الأخذ بالأسباب من جهة الغدو والرواح، قال العلماء (أي: أنها لم تجلس في أوكارها وتنتظر إلى أن يأتيها رزقها إليها، وإنما تراها إذا أصبحت خرجت من أوكارها خامصة البطون، (خماصًا)؛ أي: فارغة البطون، (وتروح بطانًا)؛ أي: وترجع ممتلئة البطون، فهي قد أخذت بالأسباب، فعلى الإنسان أن يجمع بين الأمرين اللذين أرشد إليهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز)[6]، ثم إذا فعل الإنسان ما يقدر عليه فلا يقل إذا فاته ما أراد: (لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن ليقل: قدر الله وما شاء فعل)[7]، أي: أن هذا الذي وقع هو (قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) [8].

وفي قوله تغدو إيماء إلى أن السعي بالإجمال لا ينافي الاعتماد على الملك المتعال، فالحديث للتنبيه على أن الكسب ليس برازق بل الرازق هو الله تعالى لا للمنع عن الكسب، فإن التوكل محله القلب، فلا ينافيه حركة الجوارح مع أنه قد يرزق أيضا من غير حركة بل بتحريك غيره إليه يصل رزق الله ببركته، وقد حكي أن فرخ الغراب عند خروجه من بيضته يكون أبيض فيكرهه الغراب فيتركه ويذهب ويبقى الفرخ ضائعا، فيرسل الله تعالى إليه الذباب والنمل فيلتقطهما إلى أن يكبر قليلا يسود فيرجع إليه الغراب فيراه أسود فيضمه إلى نفسه فيتعهده فهذا يصل إليه رزقه بلا سعي[9].

وعن عمر بن الخطاب: (كان النبي ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال) [10]وقد صح بهذا ادخاره - عليه السلام - لأهله قوت سنتهم، وفيه الأسوة الحسنة، وكان ذلك من فطنة يوسف عليه السلام حين قال لأهل مصر ﴿ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴾ [يوسف: 47 - 49]، وفي ذلك رد على من قال إنه لا يجوز ادخار طعام الغد، وأن المؤمن الكامل الإيمان لا يستحق اسم الولاية لله حتى يتصدق بما فضل عن شبعه ولا يترك طعاما لغد ولا يصبح عنده شيء من عين ولا عرض ويمسى كذلك، ومن خالف ذلك فقد أساء الظن بالله ولم يتوكل عليه حق توكله، فهذه الآثار ثابتة بادخار الصحابة وتزود النبي وأصحابه فى أسفارهم وهى المقنع والحجة الكافية فى رد قولهم [11]

قوله تعالى ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾ [الليل: 5 - 11]

الآية (5) قوله تعالى ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى
ميز الله تعالى بين سعيين للعبد، فهو إما أن يسعى للعطاء والتقوى، وإما أن يسعى للبخل والاستغناء بنفسه عن خالقه، فإذا كان قد سعى للعطاء والتقوى فقد صدَّق وآمن، وإلا فقد كذَّب وكفر، وعطف التقوى على العطاء، كما أن عطف البخل على الاستغناء - والذي بمعنى الكفر - ليدل دلالة قاطعة على أن هذا الدين هو دين اجتماعي ويصب في إطار اجتماعي من الدرجة الأولى، فهو ليس مجرد شعارات ولا شعائر مجردة من الخير المادي الموصول للناس بالعطاء والبذل والتضحية، وإنما ترتهن التقوى به، ولا تتحقق إلا بتحقيق هذا البذل وذلك العطاء والسعي لإدراك مصالح الناس وقضاء حوائجهم، ولذلك يكذب القرآن من زعم البر متمسكا بشعائر هذا الدين من عبادات فحسب دون أن يبذل الخير للناس مع حفاظه على العبادات كذلك، يقول - سبحانه - ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]، تلك هي العبادة الحقة، وذلك هو السعي المشكور، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 94]، وبذلك يتم تصحيح المفهوم عن هذا الدين، فلا تنفصل عباداته وشعائره عن أخلاقه ومعاملاته، ولا تجتزأ أخلاقه ومعاملاته من شرائعه وعباداته.

الآية (7) قوله تعالى ﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
ونظير ذلك قوله تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)، وقوله - سبحانه - ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]، يقول الإمام البقاعي: (الحسنى) كلمة العدل التي هي أحسن الكلام من التوحيد، وما يتفرع عنه من الوعود الصادقة بالآخرة والإخلاف في النفقة في الدنيا وإظهار الدين وإن قل أهله على الدين كله، وغير ذلك..) [12]، وهو ما يتضمن سعي المسلم لفعل ما هو أحسن، فإن خيِّر بين أمرين اختار أحسنهما، فإن تساويا في الحسن فليختر أيسرهما، لأن اليسر من الحسن، والذي يفعل أحسن ما عنده لا يعرف أن يفعل شيئا سيئا، تماما مثل الذي يرسم لوحة حسنة فلا يعرف أن يسيء الرسم، ومن يحسن الخط لا يعرف الإساءة فيه، ومن يعرف أن يحسن صوته لا يعرف أن يجعل صوته منكرا، ومن يحسن صناعة ما لا يعرف أن يصنع شيئا غير حسن، وهكذا، ومن يحسن العبادة فلا يعرف أن يسيء فيها.

والتصديق بالحسنى هو حقيقة الإيمان بالله تعالى، وهو الذي يترجم التقوى التي تكمن في القلب إلى واقع مادي ملموس، فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، والعطاء إذا لم يقترن بالإيمان فلا وزن له عند الله تعالى، فكان التلازم حتمي بين القلب والعمل، ولذلك عطف المولى - سبحانه - (التقوى) على (العطاء)، وتبعهما عطف (التصديق بالحسنى) عليهما، قال تعالى ﴿ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ [القصص: 77]، وقد شرح النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك كله في حديث أوضح فيه مفهوم الصدقة والعطاء، وبذل الخير، وفرضية ذلك فقال (على كل مسلم صدقة)، فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال (يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق)، قالوا فإن لم يجد؟ قال (يعين ذا الحاجة الملهوف)، قالوا فإن لم يجد؟ قال (فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة) [13]، إذن فالإنفاق المقصود بالآية ليس قاصرا على بذل المال فحسب، وإنما يشمل كل باب من أبواب المعروف يأتيه المسلم سواء ذكرا كان أم أنثى ليسعي به إرضاء للمولى - سبحانه - وتعالى.

قال العلامة ابن القيم - رحمه الله -: "وقد اشتملت هذه الكلمات الثلاث (الإعطاء، والتقوى، والتصديق بالحسنى) على الدين الذي يدور على ثلاث قواعد (فعل لمأمور وترك لمحظور وتصديق الخبر) وإن شئت قلت الدين طلب وخبر، والطلب نوعان طلب فعل وطلب ترك، فقد تضمنت هذه الكلمات الثلاث مراتب الدين أجمعها (فالإعطاء فعل المأمور، والتقوى ترك المحظور، والتصديق بالحسنى تصديق الخبر "[14]

الآية (7) قوله تعالى ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
لا يصل إلى اليسر إلا من سيَّره الله تعالى إليه، فإذا سعي الإنسان إلى ما هو أعسر فقد شقي، وإذا كانت نتيجة سعيه أن يحصل على التيسير فقد سعد، ولا يسر إلا بالدين، يقول المولى - سبحانه - ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]، والسبيل لابتغاء اليسر يسير، يقول - سبحانه - ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، وبالرغم من ذلك فالعبد بحاجة إلى أن ييسر الله له السبيل، يقول الإمامى البقاعي: ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ ﴾ إشارة إلى صعوبة الطاعة على النفس وإن كانت في غاية اليسر في نفسها لأنها في غاية الثقل على النفس، أي نهيئه بما لنا من العظمة بوعد لا خلف فيه [15].

إذن للعطاء والتقوى والتصديق بأحكام هذا الدين قولا وعملا نتيجة مباشرة ألا وهي أن ييسر الله تعالى للعبد طريق الخير فيزداد فيه ويكثر منه، بل ويعوضه الله تعالى عما بذله من خير خيرا مثله، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا) [16]، وهكذا يبدأ كل يوم جديد بدعوة لهذا الساعي في الخير، والذي أضمر عند مبيته بالليل نية الخير من غده حالما يتجلى النهار، أن الله تعالى سوف ييسر له طريق الخير، ليكون بذل المال هو أظهر الدلائل على طيب القلب وسلامة السريرة، ولسوف يعوضه الله تعالى عما أنفقه، يقول - سبحانه - ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما نقص مال قط من صدقة فتصدقوا)[17]، وعنه - صلى الله عليه وسلم - (ما نقص مال عبدمن صدقة) [18].

وتيسير الله تعالى للعبد الحسنى - فيختار الأحسن ويسعى للأحسن - هو من قبيل اطلاع الله تعالى على نية الخير التي ينويها الإنسان لما سوف يستقبل من يومه أو من غده، كأن ينوي أن يعمل صالحا وينفق على نفسه وأهله ويتصدق على غيره، فتظل هذه النية محبوسة ضميره حتى ينفذها بعمل صالح يحقق هذه النية الصالحة، وهذه النية وذلك العمل يحتاجان لإنفاذهما إلى بذل جهد ومشقة وبذل وعطاء، ولا شك أن الوقت والطاقة شحيحان على الإنسان أن يفعل ذلك، فالإنسان مبتلى بشيء من حب الراحة والدعة واختزان المال والطاقة لعمل آخر قد يصرفه عن طاعة الله تعالى ويحمله إلى معصيته، فمن الذي يعين الإنسان على هذا الابتلاء؟ إذ لو اتكل على نفسه في بذل الخير لضعفت وقصرت عزيمته عن إدراك ذلك؛ حيث يغلبه بخله وشحه وأثرته لنفسه، وهنا يطلع الله تعالى على قلب هذا الرجل أو تلك المرأة، ليعلم صدق نيته فإن رأي في قلبه صدق العزيمة ونية صالحة لبذل الخير لأجل الله تعالى، فهنا سوف ييسر الله له سبل الطاعة وبذل الخير، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - (من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة)، فقال - صلى الله عليه وسلم - (اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة)، ثم قرأ ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [19].

قال العلماء: ومعنى (كل ميسر لما خلق له) أن الله؟ خلق الجنة وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم، فهؤلاء أهل السعادة سييسرون لعمل أهل السعادة، خلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم، فهؤلاء سييسرون للعسرى؛ لعمل أهل الشقاوة، وقوله (كل ميسر) لا تفيد الجبر؛ وإنما يعني أن الله - سبحانه - علم أن هؤلاء سيعملون بعمل أهل النار وكتبهم من أهل النار، وأنهم لما في نفوسهم من إلخ بث سيكونون من أهل النار، فسيتركهم الله؟ لأنفسهم؛ يعني سيخذلهم، فإذا خذلهم يسر لهم سبيل الضلال، يعني أن التيسير لأهل الجنة فيه زيادة فضل والتيسير لأهل النار فيه سلب الفضل، وهذا يعني أن لا جبر، وأن الجميع معاملون بعدل الله؟ وأن أهل الجنة عاملهم الله زيادة على عدله بأن منحهم فضلا ويسر لهم وأعانهم على الخير[20].

الآية (8) قوله تعالى ﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى
البخل قرين الاستغناء، بمعنى أن الذي يبخل بماله على غيره، ولا يصرفه فيما أمر الله تعالى أن ينفق فيه المال، فإنه يغتني بهذا المال عن فضل الله تعالى، فلا يطلب من الله فضلا، وإنما يطلب مالا يكتنزه لأجل نفسه، ظنا منه أن الدنيا وكأنها الآخرة، بيد أن الله تعالى أوضح لنا حقيقتها وأنها لا تساوي شيئا حتى يبخل الإنسان بها على غيره حسبة لله تعالى، فقال - سبحانه - ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ ﴾ [آل عمران: 185]، وفصل لنا - سبحانه - أقصى ما تتزين به الدنيا، وما يتمتع ابن آدم فيها فقال - سبحانه - ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]، وبعد هذا التفصيل أرشدنا إلى ما هو خير من هذا المتاع، فقال - سبحانه - ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15]، وعن سهل بن سعد قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها فقال أترون هذه هينة على صاحبها فو الذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدًا) [21].

ولو أنه استشعر فقره لله تعالى لما بخل بها، ولما أضمر في نفسه حبا للدنيا ولا لشهواتها أو ملذاتها، وإنما آثر الآخرة عليها، لكن قلبه امتلأ شغفا بها وافتتانا بخيراتها، فلما علم الله منه ذلك تركه ليشبع مما أحبه، ولم يتدخل - سبحانه - بمشيئته ليجبره على الزهد فيها وصرف حبه لما هو أعدل منها، وإنما ييسر له سبل الاستكثار منها طالما ارتضى ذلك لنفسه، يقول - سبحانه - ﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 55]، فنتيجة حبهم لها أن يعذبهم الله تعالى بها بأن تزهق أنفسهم منها، لعلهم بعد أن تزهق أن ترجع وتتوب إلى الله تعالى مفتقرة لكرمه وفضله، ولذلك قرن - سبحانه - زهوقهم بكفرهم فقال ﴿ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾، فطالما أنهم في حال الكفر يظل حالهم هو الزهوق، فإن لم يكفروا نعمة الله تعالى وفضله، وأقروا بها واعترفوا بحقه عليهم زال منهم هذا الزهوق، ولا يكون لهم هذا إلا بالافتقار إلى الله تعالى، يقول - سبحانه - ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا [22]، فيستجيب الله لهذا الملك لما علم - سبحانه - أن البخيل يضمر في قلبه حب الدنيا واستغنائه عن مولاه، فيصيبه - سبحانه - بما يعسر عليه، فيخسر ماله أو يتلف، ذلك الذي كان ينوي اكتنازه، فلا يبارك الله له فيه، ذلك أن بخل الإنسان بنعمة الله التي أنعمها عليها، ومنعها عن الآخرين المحتاجين، لهو أظهر الدلائل على لؤم النفس وخبث السريرة.

الآية (9) قوله تعالى ﴿ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى
والتكذيب بالحسنى هو تكذيب بالأخلاق والمعاملات الحسنة بين الناس، وذلك لاعتقاده أن سوء الخلق في المعاملة يغنيه عن الافتقار للناس، وأنه بسوء الخلق يكتنز أكثر وأكثر، ولذلك لا تراه إلا مرابيًا أو آكلاً للسحت، أو غاشًّا في الميزان.. إلخ، كما أن من صنوف التكذيب بالحسنى التكذيب بقضاء الله تعالى وقدره، وعدم الرضا به، وهو أظهر صور التكذيب، فإذا ما ابتلى الإنسان ولم يصبر على ما ابتلاه الله به، ولم يشكر ربه على نعمائه فإنه ولا شك يكون مكذبا بأن القضاء والقدر هو أحسن ما قضاه الله تعالى للعبد.

ولذلك كان المسلم رجَّاعا لله تعالى حال المصيبة، يقول - سبحانه - ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 155، 156]، فإذا آمن بذلك علم أنه لن يحول بينه وبين قضاء الله تعالى وقدره شيء، وعليه أن يأخذ بالأسباب المشروعة ويلتمس الدعاء من الله تعالى أن ييسره لليسرى دائما، فعن أبي خزامة قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال (هي من قدر الله) [23].

الآية (10) قوله تعالى ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى
فهم البعض هذه الآية خطأ، فقالوا بأن الإنسان مسير في عمل الخير والشر ولا اختيار له، وهذا الفهم يناقض السياق الذي ذكرت الآية فيه؛ حيث تقدم تيسير الله له عمل الشر تقديم العبد البخل والاستغناء والتكذيب، كما أن هذه الشبهة لا تزال تتردد بين المشركين، وقد رد الله تعالى ردا قاطعا فقال - سبحانه - ﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام: 148- 149]، وعن عمران قال: قلت: يا رسول الله، فيما يعمل العاملون؟ قال: (كل ميسر لما خلق له) [24]، قال العلماء: هذا السؤال تكرر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عدد من أصحابه، فبين لهم أن الله -تعالى- قد علم أهل الجنة وأهل النار قبل وجودهم، وأنه تعالى قد كتب ذلك في الأزل، ونهاهم - صلى الله عليه وسلم - أن يتكلوا على ذلك الكتاب، ويدعوا العمل، وكأنه عرض لهم أنه إذا كان أهل الجنة قد عملوا، وكتبوا، وكذلك أهل النار، فلا فائدة في العمل، والاجتهاد، فإنه لا بد من حصول المكتوب، فأجابهم عن ذلك بقوله: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، يعني: أن الذي كتب من أهل الجنة سوف يهيئ الله له أسباب عمل أهل الجنة، وييسرها له فيعملها، فتكون سبباً لدخوله الجنة، وكذلك الذي كتب من أهل النار، لا بد أن يعمل عملاً يستحق به دخول النار، وقد أوضح ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - إيضاحًا تامًّا[25].

الآية (11) قوله تعالى ﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى
هذه هي إشكالية من يستغنى عن عبادة ربه بما معه من مال؛ حيث يظن أن ماله سوف يكفيه مؤنته في الدنيا، بل ويظن كذلك أنه سوف ينفعه في الآخرة، تأمل ماذا قال صاحب الجنتين ﴿ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36]، هذا الغرور الذي أصابه جعله يضن على غيره من ماله ولو بالشيء اليسير، وجعله لا يستشعر نعمة ربه عليه، وكأن المال الذي جاءه لم يكن وليد نعمة ربه، وهو ما قاله قارون ردا على من نصحه بألا يفرح بكنوزه فقالوا له ﴿ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، فلم يأبه لنصيحتهم وتفاخر بنفسه مغرورا باعتبار أنه مصدر هذا المال ولم يرجع الفضل لله ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78].

هذا الشقي بماله، التعيس بنسيان حق ربه عليه، الظالم لنفسه، يفاجأ يوم القيامة بأن ماله لم يغنيه، وذلك لحظة ترديه في جهنم والعياذ بالله، وهو الأمر الذي يدل على أن غروره مطبق عليه إلى أن تمر هذه اللحظة عليه ليعرف حقيقة المال الذي ظل يجنيه حتى أدرك حقيقته، فما شأن المال ما لم تكن قادرا على حراسة نفسك! وما فائدة المال إذا لم تقدر على أن تدفع به أذى يصيبك! وما جدوى اكتناز المال إذا لم ينفعك يوم القيامة!

ومن اللطيف أن السنة النبوية بينت صنف من يتردى في جهنم، فأوضحت أن هذه العقوبة مخصصة لمن قتل نفسه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا) [26]، والذي يؤكد هذا المعنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كاد أن يقتل نفسه لما فتر عنه الوحي في أول أمر البعثة خوفا على نفسه من أن يكون قد أصابه جنون لولا أن الله تعالى حال بينه وبين ما هم به، فقالت عائشة رضي الله عنها (فتر الوحي فترة حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك) [27]، وهكذا يستعمل لفظ التردي في حالات اليأس والإحباط الشديدين، بما يجعل المرء بغنى عمن حوله من أهل وعشيرة وأموال، فلا ينفعه هذا المال في هذه اللحظات حين يهم بقتل نفسه، وهذه اللطيفة تشير إلى المعنى الحقيقي للمال وأنه بالفعل لا يغني صاحبه إذ لم يدفع عنه يأسا ولم يبعد عنه إحباطا، ولما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أصابه لم يذهب عنه حزنه غير رؤيته لجبريل عليه السلام ليثبته قائلا له (يا محمد إنك رسول الله حقا)، وهكذا يحقق الإيمان بالله تعالى، والانشغال برسالة هذا الدين ما لم يحققه المال لصاحبه، ولن يحققه.

قوله تعالى ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى
إذن المسألة ليست إلى جبرية محضة وليست إلى اختياري محضا، فالله - سبحانه - أوجب على نفسه الهدى فقال ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾ وقد فسر لنا المقصود بهذا الهدى في سورة البلد فقال - سبحانه - (إنا هديناه النجدين)، ومعنى ذلك أنه إذا بيَّن لنا طريق الخير وطريق الشر، فإن ذلك ينفي عنه - سبحانه - أن يكون قد ساقنا لأيهما رغما عنا، لذلك رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من فهم هذا الفهم.. إلخ، وقال (أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل)، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - (اعملوا) أي أن العمل له تأثير على جزاء الإنسان الأخروي، وإلا لما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر به القرآن، لكن المعنى المقصود والذي تشير له الآية أن قصد العمل الصالح لابد وأن يقترن معه التوفيق للعمل الصالح، وهذا لا يكون إلا باستعانة العبد بربه، لذا قرنت آية الفاتحة العبادة بالاستعانة في قوله - سبحانه - ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة/5]، أي يشترط أن يقصد الإنسان بعبادة ربه رضا مولاه فحسب لا أحد غيره وأن يستعين به في أداء الطاعات، ولا يتكل على نفسه، وهذا هو الهدى الثاني الذي هدى الله به المؤمنين، إذ كان هديه الأول كان للنجدين، والهدي الثاني بتوفيق المؤمن للعمل الصالح، ثم يكون الهدى الثالث بالتوفيق للجزاء الذي انتهى إليه عمل المؤمن الصالح بعد أن يتقبله الله تعالى، قال - سبحانه - ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [محمد: 6-5]، وكذلك العكس صحيح حينما يختار المرء طريق الشر فإنه ييسر لعمل الشر فلا يمنعه المولى - سبحانه - عنه، وإنما يمده في طغيانه، فيكون ذلك بمثابة الاختيار الحر الكامل، ومن ثم يكون الجزاء من جنس العمل سواء في دار الآخرة أو في دار الدنيا.

قوله تعالى ﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [الليل: 14، 16].
والله تعالى شاءت مشيئته ألا يعذب أحدا إلا بعد أن يبلغه النذير، فإنه - سبحانه - وتعالى ينذر بنفسه الناس أجمعين بالعذاب الشديد الذي أعده للأشقياء منهم، والنفي ثم الاستثناء الوارد بالآية (لا يصلاها إلا الأشقى) هو أسلوب حصر وقصر يفيد أنه لن يدخل النار ليصلى فيها إلا الأشقى، وليس كل شقي بالأشقى، فيخرج من الاستثناء من شقي بالنار ثم خرج منها دون أن يصلاها – وهذا ما فهمه ابن القيم رحمه الله - ومن شقي بطول الحساب ومن شقي بطول العرض، ومن شقي بذنوبه في الدنيا فمحيت خطاياه بما ابتلاه الله تعالى من بلاء، وهكذا لا يصلاها إلا الأشقى، وهو الأمر الذي يطرح سؤالا، من هو الأشقى؟ فتجيب الآيات بوصفه بأمرين متلازمين فيه، وهما التكذيب والتولي، على ما سوف نعرض له فيما يلي.

والإنذار الإلهي من النار لابد وأن يكون له جدوى، بمعنى أن يكون الإنذار لأجل أن يتخذ المنذَّر فعلا يتقي به ما تم إنذاره منه، فإذا لم يكن المنذَّر مستطيعا أن يتقي الشيء المحذور منه، فلا داعي لإنذاره طالما ليس بإمكانه دفعه، بل على العكس من ذلك كان في عدم إنذاره رحمة به، كالذي يمرض مرض الموت، فإنك إن أنذرته بالنار زاد عنده الترهيب عن الترغيب، والترهيب لا يفيده وقد انقطع أمله من الدنيا وشهواتها، فيستحسن تذكيره بفضل ربه عليه ونعمته حتى يرتفع عنده الرجاء قدرا يمكنه من حسن الظن بالله تعالى، كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (قال الله أنا عند ظن عبدي بي) [28]، قال المناوي (أي أعامله على حسب ظنه وأفعل به ما يتوقعه مني (إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ) أي إن ظن خيرا أفعل به خيرا وإن ظنّ شرّا أفعل به شرا فمن اطمأنت نفسه وأشرق قلبه بالنور حسن ظنه بربه لأن ذلك النور الذي في صدره يريه من علاثم التوحيد ما تسكن النفس إليه فيظن أن الله كافيه وحسبه وأنه كريم رحيم عطوف يرحمه ويعطف عليه فيجد ذلك عنده فهذا هو حسن الظنّ ومن كانت نفسه شرهة وشهوته غالبه فارت بدخان شهواتها فأظلم صدره فانكسف النور بتلك الظلمة وعمى القلب فجاءت النفس بهواجسها فظنّ ضدّ ذلك فيجده عنده فهذا هو سوء الظنّ بالله فإذا أراد الله بعبد خيرا أعطاه حسن الظن) [29]، فإذا كان الواجب هو حمل العبد على اتقاء خطر داهم أو ضرر محدق، فهنا لا تجدي البشارة، وإنما الذي يجدي هو الإنذار، وكان الإنذار على وجهين أحدهما عام كتحذير الناس من خطر وسائل المواصلات، والآخر خاص كتحذير من أوشك على أن تصطدم به سيارة، والآية التي نحن بصددها تحذر الناس أجمعين من خطر التماس الدنيا وما بها من زينة والترفع بها، لأن ذلك سوف يفضي في آخر المطاف إلى اليأس والإحباط والحزن لدرجة قد تصل إلى الانتحار حيث لا يغني المال، ومن ثم التردي في جهنم كذلك، وتحذر الأشقياء على وجه الخصوص ألا يصلوا بشقاوتهم إلى درجة التولي والإعراض عن ذكر الله تعالى، يقول - سبحانه - ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴾ [طه: 124- 125].

والتلظي في النار لون من ألوان العذاب يوم القيامة [30]، ذكر في هذا الموضع مقرونًا بالتصلي في النار، للتأكيد على أن هذا ألون من العذاب مخصوص لأشقى الناس، ولا يفهم منه نفي العذاب عن غيرهم، وإنما هناك من يدخلها لكن لا يصلاها، قال ابن القيم في قوله ﴿ فأنذرتكم نارا تلظى ﴾ هي النار مخصوصة من جملة دركات جهنم ولو كانت جميع جهنم فهو - سبحانه - لم يقل لا يدخلها بل قال لا يصلاها إلا الاشقى ولا يلزم من عدم صليها عدم دخولها فإن الصلي أخص من الدخول ونفي الأخص لا يستلزم نفى الأعم[31]، واستدل العلماء على ذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل) [32]، قال ابن تيمية: بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذا الصلي لأهل النار الذين هم أهلها وأن الذين ليسوا من أهلها فإنها تصيبهم بذنوبهم وأن الله يميتهم فيها حتى يصيروا فحما ثم يشفع فيهم فيخرجون ويؤتى بهم إلى نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، وهذا المعنى مستفيض عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بل متواتر في أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد وأبي هريرة وغيرهما. وفيها الرد على طائفتين. على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون " إن أهل التوحيد يخلدون فيها " وهذه الآية حجة عليهم وعلى من حكي عنه من غلاة المرجئة " أنه لا يدخل النار من أهل التوحيد أحد ". فإن إخباره بأن أهل التوحيد يخرجون منها بعد دخولها تكذيب لهؤلاء وأولئك، وفيه رد على من يقول " يجوز أن لا يدخل الله من أهل التوحيد أحدا النار " كما يقوله طائفة من المرجئة الشيعة ومرجئة أهل الكلام المنتسبين إلى السنة وهم الواقفة من أصحاب أبي الحسن وغيرهم كالقاضي أبي بكر وغيره. فإن النصوص المتواترة تقتضي دخول بعض أهل التوحيد وخروجهم [33].

والشقاء عكس السعادة، والشقي عكس السعيد، وكلاهما مكتوبان للمرء قبل أن يولد، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (إذا أراد الله أن يخلق نسمة قال ملك الأرحام معرضا: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقول فيقضي الله أمره ثم يقول: أي رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله أمره ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها) [34]، وليس معنى ذلك أن هذه الكتابة تحول دون سعي المرء في إصلاح شأنه وتزكية نفسه، وإنما يعني ذلك موافقة القدر لما سوف يستقبل، فلا يخطئ القدر، لأنه علم الله السابق المكتوب، ولتأكيد هذا المعنى وأن القدر لا يخطئ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (فيؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة) [35]، ولتوضيح معنى كيف يسبق عليه الكتاب نذكر في هذا الصدد قصتين، أحدهما عن من كان يعمل بعمل أهل الجنة ثم سبق عمله علم الله أنه من أهل النار فعمل بعمل أهل النار قبل أن يموت، والقصة الثانية فيمن كان يعمل بعمل أهل النار فسبقه علم الله تعالى أنه من أهل الجنة فعمل بعمل أهل الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل ممن يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل يا رسول الله الذي قلت له إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى النار قال فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال الله أكبر أشهد أني عبدالله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى بالناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)[36]، والقصة الثانية كانت عن الأصيرم، فعن أبي هريرة قال كان يقول حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو فيقول أصيرم بني عبدالأشهل عمرو بن ثابت بن وقش قال الحصين فقلت لمحمود بن لبيد كيف كان شأن الأصيرم قال كان يأبى الإسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له الإسلام فأسلم فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة قال فبينما رجال بني عبدالأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا والله إن هذا للأصيرم وما جاء لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث فسألوه ما جاء به قالوا ما جاء بك يا عمرو أحربا على قومك أو رغبة في الإسلام قال بل رغبة في الإسلام آمنت بالله ورسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاتلت حتى أصابني ما أصابني قال ثم لم يلبث أن مات في أيديهم فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال إنه لمن أهل الجنة[37]، وفي الحديث عن البراء رضي الله عنه يقول أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمل قليلا وأجر كثيرا) [38].

واقتران التكذيب بالتولي عن فعل الخيرات والإعراض عن كتاب الله تعالى هو تفسير الله تعالى للأشقى؛ حيث تساءل الناس عن من هو الشقي؟ فليس كل مكذب بالأشقي طالما وقف أمره عند مرحلة التكذيب فلا تزال الفرصة سانحة لأن يقبل على هذا الدين بعد أن يسمع آيات الله تعالى فينشرح صدره للإسلام، أما إذا اقترن التكذيب بالتولي فهذا هو الكبر الذي يحول بينه وبين الجنة، وهذا هو الاستكبار الذي يجعله يتردى في النار بما استغنى بمن من مال عن فضل ربه - سبحانه - عليه، قال العلماء (الشقي من لا يفرح إذا لقي الله) [39]، قال تعالى ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45]، ولذلك كان الذي يكذب بأخلاق الإسلام وتعاليمه في ضنك من العيش، والذي يتولى عن سماع الخير في أصم أذنه عن الهدى لا يهتدي للحق أبدا، قال - سبحانه - ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴾ [الأنفال: 20-23].

قوله تعالى ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى
ونظير ذلك قوله تعالى ﴿ إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الحسنى أولئك عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 101، 102]، وهو ما يعني أن اجتناب النار رهين بالتقوى، بل إن الأتقى في مأمن منها عن من هو أقل منه في التقوى، وأنها حجب يجب أن تتخذ ستارا من النار، وليست حجابا واحدا، والآية بينت وفصلت كيف يصل المسلم إلى مستوى الأتقى وذلك بأن ينفق ماله في سبيل الله تعالى ليتطهر من شح نفسه وحبه لها وانشغاله عما سوى الله تعالى، وخير إنفاق للمال يكون بالإنفاق على البنات، لأنهن بحاجة للنفقة باعتبار قرارهن في البيوت لإصلاح شأن الزوج والأولاد، وأنهن لا يسعين للكسب لانشغالهن بالحمل والرضاع وتربية الأولاد، فكن من هذا الوجه بحاجة لمن يكفلهن ويقوم عليهن، يقول المولى - سبحانه - ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]، ولا يوجد مجتمع يكفل المرأة على هذا الوجه إلا الإسلام، وذلك بخلاف ما كان يصنعه أهل الجاهلية حين كانوا يأدون البنات، فيدفنونهن أحياءا مخافة الفقر أو العار، لكن الإسلام صحح هذا المفهوم ليجعل خير ما يتقي المسلم به النار هو الإحسان لهن، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار) [40]، وقال - صلى الله عليه وسلم - (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة) [41]، وقال - صلى الله عليه وسلم - (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنتين فقال واثنتين) [42].

وعلى العموم فإن أقصر السبل لبلوغ أعلى مراتب التقوى يكون بالإنفاق في سبيل الله تعالى بنية تطهير النفس والقلب من الرذائل وتزكيتها بمحاسن الأخلاق، يقول - سبحانه - ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]، وعلى وجه أعم كل معروف صدقة كما أشار بذلك الحديث المشار إليه آنفا، (قالوا فإن لم يجد؟ قال - صلى الله عليه وسلم - (فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة) [43]، وقد ضربت السنة أمثلة لتلك الصدقات فقال - صلى الله عليه وسلم - (إفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس لك صدقة وهدايتك الرجل في أرض الضالة صدقة) [44]، وفي رواية (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) [45].

قوله تعالى ﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 19 - 21]
والذي يجدر التنويه إليه في هذا الصدد أن التقوى مرهونة بخدمة المجتمع لوجه الله تعالى، ودون انتظار لأجر أو شكر، فإن كانت العبادات أحد الوسائل الموصلة لهذا الهدف، فإنها لا تقبل إلا إذا انعكست على سلوك المسلم ليكون نافعا لغيره، فإذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإنها كذلك تحض على المعروف وتحقيق النفع للناس بوجه عام غير مخصوص ولا مقطوع، بمعنى أن هذا الخير يتعدى المسلم إلى غير المسلم، ويتعدى الإنسان إلى الحيوان والطير كذلك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) [46].

فهذه الآيات تحض على المعروف شريطة التجرد من حظ النفس، إذ يتعين بذل الخير لمجرد الخير، وبعيدا عن رد المعروف لمن بُذل له المعروف، نعم حث الإسلام على رد الخير لمن صنع له خيرا، وكأنه دين يجب أداؤه كما في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86]، بيد أن صناعة المعروف لا تتوقف على ذلك، وإنما يتعين أن يبذل المعروف ويصنع حتى لو لم يكن للغير نعمة أنعم بها عليَّ، وهذا هو معيار التفرقة بين من يصنع معروفا لله تعالى، ومن يصنع معروفا لينال شرفا بين الناس، (وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى)، بل إن ذلك ليشير إلى أن فضله على الغير استغرق فضل الغير عليه، مصداق ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - (الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى)[47].

وتختتم السورة بتوجيه قرآني لأن يتم الله هذه النعمة على من سلك طريق الخير ووفقه الله له بأن يكون ذلك ابتغاء مرضات الله تعالى فحسب، لذا جاء لفظ (إلا ابتغاء) ليقطع كافة صور الشرك والمنافع الشخصية التي قد تقترن بالعمل الصالح فهو لا يبغي من العمل الصالح إلا الإخلاص لله تعالى.

قال ابن كثير (ولسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات، وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك) [48]، فهو وعد من الله تعالى لمن اتقى وأعطى وصدق بأن الله تعالى سوف يرضيه بأن يدخله الجنة، ولن يفوته شيء مما أعطاه في الدنيا في سبيل الله تعالى واتقى به ربه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبدالله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة )فقال أبو بكر رضي الله عنه بأبي وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال (نعم وأرجو أن تكون منهم [49]، وهذا هو جزاء من رضي الله عنهم، نسأل الله أن نكون منهم، اللهم آمين.

[1] رواه البخاري ج 2 ص 28 رقم 307.

[2] رواه الترمذي، وابن حبان ج10 ص 373 رقم 4515 وصححه الألباني: صحيح الترغيب والترهيب ج2 ص 150 رقم 1729.

[3] رواه الترمذي ج 8 ص 342 رقم 2266 وصححه الألباني: صحيح وضعيف الترمذي ج5 ص344 رقم 2344، وصحيح ابن ماجة ج2ص404 رقم 4154.

[4] حاشية السندي على ابن ماجة ج8 ص21 رقم 4154.

[5] محمد علي بن محمد علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ج1 ص 335.

[6] رواه مسلم ج13 ص 142 رقم 4816.

[7] الحديث المذكور آنفا.

[8] عبدالمحسن العباد - شرح سنن أبي داود ج 27 ص 20.

[9] الملا على القاري: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج15 ص 218.

[10] رواه البخاري ج10 ص 331 رقم 2863.

[11] ابن البطال: شرح صحيح البخاري ج9 ص 489 - عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج30 ص 380.

[12] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ج9 ص 443.

[13] رواه البخاري ج 2 ص 524 رقم 1376.

[14] التبيان في أقسام القرآن ج1 ص 36.

[15] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ج9 ص 443.

[16] رواه البخاري ج 2 ص 522 رقم 1374.

[17] رواه ابن أبي الدنيا وقال الألباني صحيح: الجامع الصغير ج1 ص 534 رقم 5336 وانظر صحيح الجامع حديث 3025.

[18] رواه الترمذي ج8 ص308 رقم 2247 وصححه الألباني: صحيح وضعيف سنن الترمذي ج 5 ص 235 رقم 2325.

[19] مسلم ج 4 ص 2034 رقم 2647، ومثله عند البخاري مختصرا ج 4 ص 1890 رقم 4661.

[20] الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل ج17 ص 2.
شرح العقيدة الطحاوية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ج1ص 223 https://www.saaid.net/book/7/1194.zip

[21] رواه ابن ماجة ج 12 ص 134 رقم 4100 وصححه الألباني ج 2 ص 394 رقم 3318.

[22] رواه البخاري ج 2 ص 522 رقم 1374.

[23] رواه ابن ماجة في سننه ج10 ص 235 رقم 3428 وحسنه الألباني: مشكلة الفقر ص 11 وقال: وحسنه الشوكاني: نيل الأوطار ج9 ص 89 - وصححه الحافظ العراقي في طرح التثريب ج3 ص 257 - وقال الترمذي حسن صحيح ج7 ص397 رقم 1991.

[24] رواه البخاري ج23 ص 88 رقم 6996.

[25] شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ج3 ص 47 للشيخ: عبدالله بن محمد الغنيمان - رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً.

[26] رواه البخاري ج18 ص 74 رقم 5333.

[27] رواه البخاري ج21 ص 329 رقم 6467.

[28] رواه البخاري ج23 ص 24 رقم 6951.

[29] الحافظ المناوي: التيسير بشرح الجامع الصغير ج1 ص 558 - دار النشر / مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م الطبعة الثالثة.

[30] جاء في لسان العرب ج15 ص 248 فأنذرتكم نارا تلظى: أَراد تَتَلظَّى أَي تَتَوَهَّج وتَتَوَقَّدُ ويقال فلان يَتَلَظَّى على فلان تَلَظِّياً إِذا تَوَقَّد عليه من شدَّة الغضب -.

[31] ابن القيم: الجواب الكافي ج1 ص 13.

[32] رواه مسلم ج1 ص 430 رقم 271.
( أما أهل النار الذين هم أهلها ) أي المختصون بالخلود فيها ( ضبائر ضبائر ) بمعجمة مفتوحة فموحدة مخففة أي يحملون كالأمتعة جماعات جماعات منفردين عكس أهل الجنة فإنهم يدخلون يتحاذون بالمناكب لا يدخل آخرهم قبل أولهم ولا ( تكون في حميل السيل ) وهو ما حمله السيل في سرعة فتخرج لضعفها صفراء متلونة وذا كناية عن سرعة نباتهم وضعف حالهم ثم تشتدّ قواهم ويصيرون إلى منازلهم.
انظر: التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي ج1 ص 462.

[33] مجموع الفتاوى لابن تيمية ج16 ص 196.

[34] رواه أبو يعلى في مسنده ج10 ص 154 رقم 5775 وصححه الألباني: ظلال الجنة ج1 ص 70 رقم 186، وقال: رجال أبي يعلى رجال الصحيح.

[35] رواه البخاري ج10 ص 485 رقم 2969.

[36] رواه البخاري ج 10 ص 283 رقم 2834.

[37] رواه أحمد في مسنده ج39 ص 42 رقم 23634 وحسنه شعيب الأرنؤوط، وحسنه ابن حجر ذكره الحافظ فى الإصابة (4/608، ترجمة 5789).

[38] رواه البخاري ج 9 ص 379 رقم 2597.

[39] الشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء المدينة المنورة.



]ghghj jvf,dm ugn s,vm hggdg plhlhj w,vm ugd




]ghghj jvf,dm ugn s,vm hggdg jvf,dm plhlhj w,vm




 توقيع : غيمہّ فرٌح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 15-01-2023   #2



 إنتسابي » 232
 آشرآقتي ♡ » Sep 2019
 آخر حضور » 24-02-2024 (11:57 AM)
موآضيعي » 6004
آبدآعاتي » 1,154,578
 حاليآ في » أنفَاس الحُب.
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحَمدلله.
آلقسم آلمفضل  » الصحي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 23701
الاعجابات المُرسلة » 20377
 التقييم » - وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك water
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةMercedes-Benz
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

- وَرد. غير متواجد حالياً

افتراضي



-










جزاك الله الفردوس الأعلى
وَ نفع بطرحك الجميع ولا حرمك الأجر
لكِ من الشكر أجزله.


 توقيع : - وَرد.

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 15-01-2023   #3



 إنتسابي » 269
 آشرآقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » 03-08-2023 (03:44 AM)
موآضيعي » 2740
آبدآعاتي » 1,171,401
 حاليآ في » بغداد الحبيبة
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » التعليم♡
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
الاعجابات المتلقاة » 5879
الاعجابات المُرسلة » 3072
 التقييم » ʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond reputeʂąɱąя has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

ʂąɱąя غير متواجد حالياً

افتراضي



طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
تحية صادقه من الاعماق
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لگ


 توقيع : ʂąɱąя

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 16-01-2023   #4



 إنتسابي » 271
 آشرآقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (04:20 AM)
موآضيعي » 7057
آبدآعاتي » 582,100
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 21سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
الاعجابات المتلقاة » 15978
الاعجابات المُرسلة » 9
 التقييم » أميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك fox
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ѕмѕ ~


آوسمتي

أميرة أميري متواجد حالياً

افتراضي



جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ وَفِي مِيزآنَ حَسنَآتكـ ...
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ ...
دمْتَ بـِ طآعَة لله ..


 توقيع : أميرة أميري

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 18-01-2023   #5



 إنتسابي » 635
 آشرآقتي ♡ » Sep 2020
 آخر حضور » منذ 18 دقيقة (09:47 AM)
موآضيعي » 2649
آبدآعاتي » 2,831,189
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » التصميم♡
آلعمر  » 😍
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 37610
الاعجابات المُرسلة » 27835
 التقييم » قَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

قَـلـبْ متواجد حالياً

افتراضي






جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته


 توقيع : قَـلـبْ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 07-02-2023   #6



 إنتسابي » 554
 آشرآقتي ♡ » Jun 2020
 آخر حضور » منذ دقيقة واحدة (10:05 AM)
موآضيعي » 2323
آبدآعاتي » 459,945
 حاليآ في » بَيْنُ أَحْضَانِ قَرْيَتِي تِلْكَ اَلْ تَتَرَامَى فِي رِمَالِ عَمَّانَ اَلذَّهَبِيَّةِ ~
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  male
 حالتي الآن » بَيْنَ نَبْضَتَيْنِ وَتَنْهِيدَةٌ ~
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ✌
الاعجابات المتلقاة » 12342
الاعجابات المُرسلة » 15334
 التقييم » - شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute- شقاء.. has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 11
مشروبك star-box
قناتك fnoun
اشجع
سيارتي المفضلةMercedes-Benz
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ѕмѕ ~


آوسمتي

- شقاء.. متواجد حالياً

افتراضي



_
،




















جَزَاكَ اَللَّهُ اَلْجَنَّةَ وُوَالُدِيكْ
سَلَّمَتْ يَدَاكَ وَنَفَّعَنَا اَللَّهِ بِمَا طَرَحَتْ
- لَا عَدِمْنَا هَذَا اَلنَّقَاءِ . . :-ff1 (8):
~


 توقيع : - شقاء..

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-10-2023   #7



 إنتسابي » 1294
 آشرآقتي ♡ » Jun 2023
 آخر حضور » 03-03-2024 (06:39 PM)
موآضيعي » 199
آبدآعاتي » 175,348
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 27سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
الاعجابات المتلقاة » 1956
الاعجابات المُرسلة » 1452
 التقييم » سموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond reputeسموالروح has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

سموالروح غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير الجزاء
وسلمت أناملك على الذوق الجميل
ما ننحرم من فيض عطائك وتالقك
ننتظر كل جديد يفيض به قلمك الراقي

لك تحياتي وفائق شكري
ولك كل الاحترام


 توقيع : سموالروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 27-10-2023   #8



 إنتسابي » 1325
 آشرآقتي ♡ » Aug 2023
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (09:01 AM)
موآضيعي » 5240
آبدآعاتي » 772,060
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 33سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 14389
الاعجابات المُرسلة » 13026
 التقييم » _ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك bison
قناتك mbc
اشجع
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

_ ريِمآ . غير متواجد حالياً

افتراضي



-



جزآك الله عنا كل خير
ولا حرمك الأجر وفي موازين حسناتك
أدآمك الرحمن .. :-ff1 (8):


 توقيع : _ ريِمآ .

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الليل, تربوية, حمامات, صورة, علي

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دلالات تربوية من سورة الإخلاص غيمہّ فرٌح ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ 7 27-10-2023 07:23 PM
دلالات تربوية على سورة المرسلات غيمہّ فرٌح ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ 7 27-10-2023 07:23 PM
دلالات تربوية على سورة الفلق غيمہّ فرٌح ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ 7 27-10-2023 07:23 PM
دلالات تربوية على سورة الناس قَـلـبْ ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ 12 25-10-2023 10:54 PM
دلالات تربوية على سورة النصر قَـلـبْ ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ 13 25-10-2023 10:44 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 10:05 AM

أقسام المنتدى

.ღ اسلاميات ღ | ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس القصص والروايات الاسلاميه ۩۞۩ | .ღ أنفاس العـــــامه ღ | ❀ انفاس ضفاف حره ❀ | ❀ انفاس اهداءات وتبريكات الاعضاء❀ | ❀انفاس قسم التعازي والمواسآة والدعاء للمرضى ❀ | ❀ انفاس حللتم أهلا ووطئتم سهلا ❀ | ❀ انفاس الحوار والنقاش ❀ | .ღ انفاس انبثـاق الحرف ღ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام حصري ❀ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام وسبق نشره ❀ | ❀ انفاس نبـض الخفوق و عذب الكلام المنقول ❀ | ❀ انفاس عالم القصه والرواية ❀ | ❀ انفاس ملتقى الصوتيات والمرئيات ❀ | .ღ أحسآس يتنفسْ ღ | ❀ انفاس كوفي شوب ❀ | ❀ انفاس استراحة اعضاء ❀ | ❀ انفاس منابع البوح ❀ | ❀ انفاس مرافئ ساكنه خاصه ❀ | .ღ أنفاس حياتنا ღ | ❀ انفاس حَوّاء ❀ | ❀ انفاس انامل طاهية ❀ | .ღ قسم التكنولوجيا والابداع ღ | ❀ الحاسب وتكنولوجيا العصر ❀ | ❀ ماسنجريات - Google Android OS - Apple iOS ❀ | .ღ عالم التصاميم والفوتوشوب ღ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم ❀ | ❀ ركنْ الإبداع للتصاميم الحصرية .❀ | .ღ متنفس شبابي , آناقة , رياضةღ | .ღ الأقسام الإدارية ღ | ♔ مجلس الإدارة ♔ | ♔ الإقتراحات والشكاوي ♔ | ❀ انفاس صدى الملآعب ❀ | ❀ انفاس عآلم السيآرآت ❀ | ❀ دروس التصميم والشروحات الحصرية للفوتوشوب ❀ | ❀ طلبات التصاميم و الإهداءات ❀ | ۩۞۩ انفاس اسلاميات بلمسه مصمم ۩۞۩ | ♔ آرشيف المواضيع المكرره والمحذوفات ♔ | ❀ تطوير المواقع والمنتديات ❀ | ♔ طلبات الأعضاء وتغيير النكات والرمزيات ♔ | .ღ أنفاس الثقافية ღ | ❀ انفاس القسم الطبي ❀ | ❀ انفاس القسم التعليمي ❀ | ❀ انفاس الديكور والاثاث ❀ | ❀ انفاس العنايه ب البشره والشعر ❀ | ❀ توجيهات وقرارات الإدارة - ترقيات الأعضاء ❀ | ❀ الاخبار المحلية والدولية والعالمية ❀ | .ღ الفن والمشآهير ღ | ♫.اخبار المشآهير ولقاتهم.♫ | ♫.افلام ومسلسلات ودراما خليجيه عربيه .♫ | ♔ طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ انفاس المسابقات والفعاليات ღ | ❀ انفاس المسابقات وفعاليات المنتدى ❀ | ❀ انفاس الحياة الزوجية ❀ | ❀ الحمل والامومه ❀ | ❀ انفاس الضحك والفرفشه ❀ | ❀ Ask Me ❀ | ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ | ♫ الأنمي والرسوم المتحركه ♫ | .ღ المنوعات ღ | ❀ Foreign Language Forum ❀ | ❀ ❀ الأشخاص ذوي الإعاقة ❀ ❀ | ❀ تنسيق الموضوع قبل طرحه ❀ | ❀ الشخصيات التاريخية ❀ | ❀ (مسابقات وتوقع نتائج المباريات) ❀ | ❀ نتائج الفعاليات والمسابقات ❀ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم الحصرية ❀ | طلبات التبادل الإعلاني | ♔ شؤون إدارية ♔{ خاص بالسلطة الملكية } | ❀ صندوق الأمـآن ❀ | ❀ طهاة ب انامل وحصريات ال انفاس الحب ❀ | ♫.درام تركية واخبار الفن التركي .♫ | ♫.مسلسلات وافلام الدراما الهندية.♫ | ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس الصوتيات والمرئيات الاسلامية ۩۞۩ | ❀ انفاس عالم القصة والرواية الحصرية ❀ | ❀ قناة يوتيوب انفاس الحب ❀ | ♔ أرشيف إداري ♔ | ♔ انفاس الحب لـ الردود المميزه ♔ | ❀ انفاس الاسره والطفل ❀ | ❀ انفاس مهارات الاشغال اليدويه ❀ | ❀ انفاس تطوير الذآت ❀ | ❀ انفاس التراث والاثار ❀ | ❀ انفاس قسم السياحة ❀ | ❀ انفاس الصور المنوعة ❀ | ❀ انفاس عدسة الاعضاء وابداعاتهم ❀ | ❀ الصيد والمقناص والرحلات البرية ❀ | ❀ عالم الحيوانات والنباتات والبحار ❀ | ❀ المقالات الادبيه الحصريه لـ انفاس الحب ❀ | ❀ لآنني رجل ب كاريزمآ ❀ | ❀ مملكة فلورا ديزاين ❀ | -{ورشة عمل ونقطة التقاء مبدعينا}-* | ۩۞۩ فـتــــاوى ۩۞۩ | ❀ مجلة اعضاء آنفاس الحب ❀ | ❀ مِنصة لقِآء ❀ | ❀ المقالات الأدبية المسبوق نشرها بقلم العضو ❀ | ❀ شغب حرف وعبث ريشة ❀ | ❀ المدونات الشخصية للصور ❀ | ♔ أرشيف طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ الخيمة الرمضانية ღ | ۩۞۩ انفاس الخيمة الرمضانية ۩۞۩ | ۩۞۩ مسابقات وفعاليات شهر رمضان المبارك ۩۞۩ | ❀ إستفسارات الفوتوشوب وطلبات البرامج ❀ | ❀ الألغاز ❀ | ❀ قسم وسائل التواصل الاجتماعي ❀ | ❀قسم الكتب الـ PDF و الـWORD ❀ | ۩۞۩ أنفاس الحج والعمره ۩۞۩ | ۞ قسم فعاليات الحج ۞ | ♣ ركـن المُصَمِمين والمُصَمِمات ♣ | ❀ انفاس قسم المئويات ❀ | ❀ الإحتفالات الوطنية ❀ | ♔ قائمة الإنتظار ♔ | ۩۞۩ مطبخ أنفاس الحب الرمضاني ۩۞۩ | ۩۞۩ التصاميم الرمضانية ۩۞۩ | ۩ أرشيف الفعاليات ۩ | ❀ مقاطع يوتيوب منوعه ❀ | ♔ مجلس نواب السلطة ♔ | ❀ الطب البديل ❀ | ❀ متحف أنفاس الحب ❀ | ❀ FIFA World Teams ❀ | ❀ انفاس التمّيز اليومي ❀ | ❀ انفاس قسم المليونيات ❀ | ❀ الدوري العالمي الانقليزي والعربي ❀ | .❀ مُـنـوعـات ريـاضـيـة ❀ |




تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant