ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات انفاس الحب )  
     
     
     
   
( فعاليات انفاس الحب )  
 
 

الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتع إدارة الموقع




☂ الحب تحت المطر ☇☁

♣ قَصّص وروايات آلخَيآليَة و آلوآقعَيةْ المنقوله ♣


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-2023   #21


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(18)
بدا حسني حجازي جادًّا أكثر من المألوف. وقف في حجرة الجلوس ينظر باهتمامٍ وإشفاقٍ إلى منى زهران. ولم تكن تبادله النظر، عيناها السوداوان شبه مغمضتَين مستسلمة إلى مسند الفوتيل الكبير كالنائمة، تعلوها الكآبة. وقال لنفسه إنها الصديقة الوحيدة التي لم تستسلم لنزواته، والتي لا تستسلم إلا للحب. وهو يذكر كيف زارته أول مرة وهي طالبة بصحبة عليات وسنية مسوقة بحب الاستطلاع، وكيف شاهدت أفلامه الجنسية المثيرة، ولكنها لم تنزلق رغم الإثارة، فلم تهبه أكثر من الصداقة، وكفَّ هو منذ زمنٍ بعيدٍ عن مطالبتها بمزيد، قال: دعوتك لأني شعرت بأنكِ في حاجةٍ إلى صديق في محنتك.

فجرت على شفتَيها ابتسامةٌ خفيفة إعرابًا عن شكرها، فعاد يقول: دعوتك من قبلُ، ولكنك لم تلبي!

– كنت في غاية الحزن.

فمال نحوها قليلًا، وقال بحنان: على أي حال احمدي ربنا، حسن حمودة محامٍ قادر، وقد أنقذ عنقه من المشنقة!

فقالت بأسًى: ولكنه سيقضي في السجن عشر سنوات، وخسر مستقبله إلى الأبد!

– قضاء أخف من قضاء.

فقالت بعصبية: وأنا المذنبة الحقيقية!

– ماذا كان بوسعكِ أن تفعلي؟ ما فعلتِ إلا أن شكوتِ همك لشقيقك!

– لن يهوِّن قولكَ من شعوري بالإثم!

ورفع الرجل كأسًا بيده إلى فيه، ثم نظر إلى كأسٍ موضوعة على ذراع الفوتيل على كثب من يدها، كأنما يدعوها إلى الشراب، وتراجع خطوات، حتى استند إلى حافة البار، ثم قال: فكِّري في الهموم من حولنا تَهُنْ عليكِ همومنا.

– لا أظن.

فابتسم متسائلًا: مصممة على الحزن؟

– لست حزينة، إني أعيش حياتي، ولكن بلا طعم!

فهز رأسه الضخم وقال: قد يعرض لي عارض حزن، أتدرين كيف أعالجه؟ أتذكر آلاف القتلى، وما يخبئه الغد من احتمالات، وسرعان ما يهون عليَّ حزني.

فرفعت منكبيها في وجوم، ولم تنبس، فقال: وهزتني ثورة الطلبة من الأعماق، ثم تذكرت أننا قد نُدفن تحت الأنقاض في أي لحظة.

فهتفت بحدةٍ مباغتة: هناك ما هو أدهى وأمرُّ، وهو أننا نعيش في الحقيقة على التسول!

فضحك حسني عاليًا وقال: يا له من تعبيرٍ صادقٍ ومثير!

– لم ضحكت عاليًا؟

– صدقيني أنني لم أضحك ضحكةً واحدة من قلبي منذ ظ¥ يونيو.

ثم مستطردًا: هي مجرد أصوات يا عزيزتي منى.

– كيف يهنأ بعض الناس بالنوم؟

– إنهم يضعون على أعينهم نظارات التاريخ السحرية، فتتجلى لهم رؤيةٌ أخرى.

– ألا ترى تلك النظارات عشرات الألوف من الضحايا؟

– كلا، ولكنها ترى ما هو أخطر!

– أأنت جاد فيما تقول؟

– كل الجد.

– إذن فأنت راضٍ؟

– لست من صانعي التاريخ، فنظرتي رهن بضعف بصري، وهي مليئة بالشجن والعبث.

وولَّاها ظهره ليملأ الكأس من جديد، فتناولت كأسها وشربت، حتى النصف. ثم تحول نحوها قائلًا: اشربي، يلزمك ثلاث كئوس على الأقل.

فابتسمت لأول مرة وقالت: بك حنين ملحوظ إلى الوطنية، فهل قمت بواجبك؟

فصبَّ الشراب في جوفه دفعةً واحدة، ثم قال: في مثل سنِّي يكفي أن أحمل الكاميرا، وأزور الجبهة لأقوم بواجبي!

– ثم ترجع إلى بيتك السحري!

– هنا أنتهب لذاتٍ عابرةً بدافع الذعر والحزن.

– سعداء هم الكهول!

– ما أتعس البلد الذي يحسد فيه الكهول على كهولتهم!

وتبادلا نظرةً طويلة لا تخلو من عذوبة، ثم قال: دعوتك لأسليك فانظري …

فقاطعته بهدوء: الأستاذ حسن حمودة يرغب في الزواج مني!

فذُهل حسني حجازي، صمت مليًّا، ثم هتف: إنه يماثلني في السن!

فهزَّت رأسها نفيًا وقالت: إنه في الأربعين!

– أراهن على أنكِ ستوافقين!

– لم تتوهم ذلك؟

– ربما احتجاجًا على الحب الذي أعطيتِه أعز ما تملكين، ثم لم تجني منه إلا التعب.

فقالت بنبرةٍ ساخرة: سالم علي تزوج من مومس!

– لم يعد لهذه الكلمة من معنًى!

فتساءلت وهي تتنهد: أليس من المضحك أن يفعل اثنان بنفسيهما ما فعلنا وهما يتبادلان الحب؟

– اشربي كأسك وتزوجي من حسن حمودة، فلا خير في أن تبقي وحيدة لتجترِّي أحزانك حتى تقتلك!

وحدَّثها حديثًا مطولًا عن حسن حمودة، وأسرته الصعيدية العريقة، وأرضه التي صُفِّيت في الإصلاح الزراعي، ونبوغه في المحاماة، ثم سألها: هل شاهدت آخر أفلامي؟

فضحكتْ، على حين اتجه هو نحو غرفة العرض.


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #22


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(19)
كانت جلسةً واجمة لا تبشر بخير .. ها هي قهوة الانشراح عقب منتصف الليل، ولكنها لا تعد بمسرةٍ واحدة. دخن حسني حجازي نارجيلته في صمتٍ شامل. اختلس من عبده بدران نظرة، فرآه غارقًا في الأفكار. وفي الركن تحت النصبة قرفص عشماوي، وهو يرسم على البلاط خطوطًا وهمية بإصبعه. وقال لنفسه: ليلةٌ ثقيلة، وسيكون لليالي المقبلة طعم العلقم .. والتقط عبده بدران نظرة من نظراته، فقال: وهكذا أُلغيت الأفراح!

فقال حسني حجازي مواسيًا: تأجلت لا أُلغيت!

– ربنا يسمع منك!

– ربنا كبير يا معلم عبده.

فقال عبده بدران بأسًى: لما لم يحضر في ميعاده دق قلبي بعنف، وقبل ذلك رأت أمه حلمًا فظيعًا!

– جرح بسيط بإذن الله!

– من أدراني؟ لم يسمح لي في زيارته بأكثر من دقيقة، لم أرَ منه شيئًا، اختفى الوجه والرأس والعنق تحت الشاش تمامًا.

– إجراءٌ طبي ليس إلا.

فتنهد الرجل وقال: وكنا نستعد للاحتفال بزواجه هو وأخته عليات: سيتم الاحتفال بعد أسبوع أو بعد شهر.

وساءل حسني نفسه: ترى أهذا هو حال الآباء والأمهات في جميع الأمم، أم إنه توجد شعوبٌ أخرى مشبعة بروح القتال والجهاد؟ وهل زيَّف التاريخ حكاية البطولات، فلم تصلنا على حقيقتها؟ أهو عيبٌ فينا أم هي الطبيعة البشرية في كل زمانٍ ومكان؟ وإذا كان ذلك كذلك، فكيف أمكن سوق الجماعات البشرية إلى حرب في إثر حرب؟ ما أعظم الفارق بين صورة التضحية في جريدة يومية أو كتاب تاريخ أو ديوان شعر وبينها في مقهًى أو بيت أو حارة! ومع ذلك لم يقبل البشر على امتهان مهنة وهي كره لهم مثل الحرب.

ورفع عشماوي رأسه من فوق ركبته وقال: نحن مساكين يا أستاذ.

فصدق عبده بدران على قوله قائلًا: أجل، نحن مساكين.

فقال حسني: ماذا أقول: لو كنت شابًّا لوجب أن أتحمس للحرب!

فقال عشماوي: بتر ساقا ابن جارتنا!

– هي الحرب يا عشماوي، ووطنك محتل!

فقال العجوز بغضب: أود عندما أرى شخصًا ضاحكًا أن أبصق على وجهه!

– ماذا تظن؟ الحرب تشدنا خطوة فخطوة، وإذا استعر لهيبها، فلن ينجو من نارها مخلوق، في الجبهة كان أم في داره.

وساءل نفسه مرةً أخرى: ماذا يقول الرجل لو علم بما يدور في مسكنه الخيالي؟ اللعنة. ماذا تريدون؟ لم يبقَ على النهاية إلا القليل. والحياة عزيزة وحبها معقول. وأنتِ يا مصر عزيزة، وحبك لا معقول! لا شك أنه توجد نقطة في العلو تذوب فيها الفوارق، وتنمحي الانفعالات المهلكة، وتنغص عليه صفوه تمامًا. وحكم على نفسه بالغباء والحماقة. وقال إنه ما زال ينقصه قدرٌ مخيف من الغباء والحماقة ليكون من عظماء التاريخ. شعلة الحياة والجنون والغموض الخلاق.

وقال عشماوي: من العدل أن تتوزع المصائب بالمساواة الحقة.

– صدقت.

وقال عبده بدران: أنا لا أفهم!

فرمقه حسني بنظرة استفهام فقال: أيام الكروب تتتابع كالمطر!

– نحن قلب العالم، فماذا تتوقع؟

– الاحتلال، الاستقلال، ظ،ظ©ظ¥ظ¦، اليمن، ظ،ظ©ظ¦ظ§، الاحتلال!

فقال وهو يداري ضجرًا بدأ يزحف: غدًا يخلق وطنٌ جديد!

– قلبي غير مطمئن!

– لأنك راجع من المستشفى بعد التأهب للاحتفال بفرح!

– آه يا بلدي.

فقال عشماوي: بلد الأولياء والصالحين!

ثم بعنفٍ استرد به بعضًا من وحشيته القديمة: يا عرب!

وقال حسني لنفسه للمرة الثالثة: ما أشق ما تطالبنا به الحياة، الضعف والقوة، الحماقة والحكمة، النعومة والخشونة، الجهل والعلم، القبح والجمال، الظلم والعدل، العبودية والحرية، وأين أنا من هذا كله؟! لا همة ولا موقع يصلح للعمل ولا بقية من عمر، ولكني أحبكِ يا مصر، فمعذرة إذا وجدتِني مع حبك أحب الحياة في ساعات وداعها الحمقاء!


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #23


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(20)
وقفت السيارة أمام عش سقارة. غادرها في وقتٍ واحد الأستاذ حسن حمودة ومنى زهران. مضيا إلى خميلة في الناحية الجنوبية من الحديقة، فجلسا تحت مصباحٍ خافت يرسل نورًا أزرق من خلال أوراق اللبلاب. جميلة كعادتها، ولكن ثبتت في أعماق عينيها نظرةٌ حزينة. وكان يعتبر أنه تخطى العقبات الأساسية، فتبدَّى مرحًا بقامته الطويلة، وبشرته العميقة السمرة، وثقته بنفسه التي تلازم حركاته وسكناته. ونظر إليها طويلًا. وجعل يبتسم وكأنما يدعوها إلى الابتسام أيضًا. وقال وهو يتنفس بعمق هواء الليل المعبق بروائحَ نباتية: المكان هادئ، بعيد عن الدنيا، ينتمي إلى عالمٍ آخر.

فهمست: نعم.

وشعرت بأنها جاوزت الحد في الاعتراف بالسعادة، فاستدركت: ولكنا نحمل في قلوبنا هموم العالم الأول.

– لكِ نصيب موفور من الهموم، ولكنكِ لست أتعس مَن على سطح الأرض، هل تدركين معنى خسارة ألف فدان في ثانيةٍ واحدة؟ ومصرع أبٍ مهيب بأزمةٍ قلبية، وتلويث سمعة أسرةٍ كبيرةٍ كريمة شاركت في حياتنا الوطنية منذ الثورة العرابية؟

وترددت وقتًا قبل أن تتساءل: ترى ألا تعلم بأنني لا أعد صديقة للإقطاع؟

فابتسم بسماحة وقال: لا يدهشني ذلك بطبيعة الحال، فأنتِ من جيل الثورة، ولكن لعلكِ لا تعدين نفسك عدوة لثورة الطلبة؟

– هذا أمرٌ مختلف.

– ليكن، ولنعد إلى همومكِ الحقيقية، فأقول لك ألَّا ذنب عليكِ مطلقًا!

– ولكننا كما ترى، أما هو …

فقاطعها بقوة: أكرر ألا ذنب عليكِ!

وأدنى وجهه حتى انعكس الضوء الخافت على جناحي أنفه، وقال: ستظل القبور مكتظة، وكذلك المستشفيات، ولن يمنعنا ذلك من أن نأكل ونشرب ونتزوج!

وتنهدت بصوتٍ مسموعٍ وتمتمت: كنا على وشك الهجرة!

فقال ضاحكًا: شد ما تمنيتُها، ولكن بلا أمل، وعلى أي حال، فخيرٌ لنا أن نختار موضوعًا آخر للحديث.

فواصلت حديثها بإصرار: وقيل لنا تفكران في الهرب، وسفينة الوطن تواجه الشدائد؟

– آه .. أعترف لكِ بأنني نشأت وطنيًّا، ولكنني لم أعد أبالي شيئًا، ساعديني من فضلك على تغيير الموضوع.

– ألا يهمكَ أن ينتصر الوطن؟

فضحك يائسًا، وقال: يهمني أن نعيش في سلامٍ وسعادة، فإن تحقق ذلك عن طريق النصر فأهلًا به وسهلًا، وإن تحقق عن طريق الهزيمة فأهلًا بها وسهلًا.

فنظرت إليه بذهولٍ وقالت: لا أفهم!

– لكِ العذر، ولكني جئت بكِ إلى هنا لأني أحبكِ.

الواقع أنه كان يريد أن يقول أكثر من ذلك، وفي الموضوع الذي يتهرب منه. وقال لنفسه: لا مهرب من السياسة، فهي كالهواء. وقال: لو أنهم انتصروا في حرب يونيو، فماذا كان يفعل أمثالنا؟ فالهزيمة رغم شرِّها لا تخلو من بركة للمغلوبين على أمرهم!

صمتت منى. خُيِّل إليه أنها لا تستطيع هضم قوله، وأراد أن يؤكد رأيه بنغمةٍ جديدة، رقيقة نوعًا، فقال: الوطن هو الأرض التي يسعد فيها الإنسان ويكرَّم.

– وهل نسعد ونكرَّم إذا هزمتنا إسرائيل؟

فلم يستطع أن ينبس بكلمة. فنفخت في ضيقٍ وقالت: على أي حال، فلن أرميك بحجرٍ ما دمت قد عزمت يومًا على الهجرة؟

وجاء النادل متمهلًا، فأمر — بعد مشاورة — بزجاجة بيرة وحمام مشوي، ثم قال بعد اختفاء الرجل في ظلام الحديقة: لقد رُميتُ بألف حجر!

ثم قال بنبرة وعظٍ وإرشاد: كلما اشتد البلاء حُقَّ للإنسان أن يتفانى في البحث عن السعادة.

– رأيٌ غريب!

– ولكنه طبيعي وحقيقي، ولا شيء كالهم يمتصُّ من السعادة رحيقها الشهي!

فقالت منى بأسف: لي صديقتان عزيزتان، توقفت مشروعات سعادتهما بسبب الحرب!

وساءل نفسه: كيف نتملص من هذه اللعنة؟ وروت له مأساة عليات وسنية، وهو يتظاهر بالانتباه والاهتمام. وقال لنفسه: إنها شديدة المراس، ولكنها ستكون زوجةً ممتازة، ولكن ماذا أبغي من ورائها؟ لا حنين إلى الأبوة ولا إلى الاستقرار، ولا إلى الخلود، ولكني أريد الحب! ورفع قدحه وهو يقول: في صحة زواجنا القريب!



 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #24


الصورة الرمزية غيمہّ فرٌح

 إنتسابي » 420
 آشرآقتي ♡ » Jan 2020
 آخر حضور » منذ 3 ساعات (08:36 PM)
موآضيعي » 7290
آبدآعاتي » 433,352
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
الاعجابات المتلقاة » 20250
الاعجابات المُرسلة » 12729
 التقييم » غيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

غيمہّ فرٌح متواجد حالياً

افتراضي



..




طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب
سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك


 توقيع : غيمہّ فرٌح









رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #25


الصورة الرمزية - وَرد.

 إنتسابي » 232
 آشرآقتي ♡ » Sep 2019
 آخر حضور » منذ 4 أسابيع (11:57 AM)
موآضيعي » 6004
آبدآعاتي » 1,154,578
 حاليآ في » أنفَاس الحُب.
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحَمدلله.
آلقسم آلمفضل  » الصحي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 23698
الاعجابات المُرسلة » 20377
 التقييم » - وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك water
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةMercedes-Benz
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

- وَرد. غير متواجد حالياً

افتراضي



-





مكنون جميل ..
سلم الجهد ولك الشكر أرتال.




رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #26


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(21)
في زيارة الفنانين للجبهة لم تسمح فتنة ناضر لمرزوق أنور بمفارقتها دقيقةً واحدة. بدأت الرحلة مع الصباح الباكر. وتقرر السفر إلى بورسعيد لهدوئها النسبي بالقياس إلى بقية المناطق المتفجرة المشتعلة. واختار منظمو الرحلة طريق رأس البر — رغم طوله — لموقعه البعيد عن مرمى مدفعية العدو. واطمأن الجميع إلى أنهم سيستمتعون بسفرٍ آمن وصحبةٍ هنية. وسخرت فتنة في نفسها من أستاذها أحمد رضوان، الذي تخلف عن الرحلة، معتذرًا بمرضه، متأثرًا في الواقع بجبنه وإيثاره السلامة بأي ثمن. ووصلوا إلى بورسعيد في الظهيرة، فدُعوا من فورهم للاجتماع بالمحافظ. وتبودلت كلمات الترحيب من جهة والحماس من الجهة الأخرى، ثم تقضت ساعات في زيارة بعض الثكنات في المدينة، وبعض المواقع في الجبهة. تلاقت الأيادي في مصافحاتٍ حارة. وتبودلت النظرات في إعجابٍ ومحبة. وأحاط الضباط والجنود بفنَّاناتهم وفنانيهم المفضَّلين. وتذكرت فتنة شقيقها الفقيد فدمعت عيناها، كما تذكر مرزوق صاحبه إبراهيم عبده الذي يرقد في المستشفى بين الحياة والموت. ورجعوا إلى بورسعيد عند الأصيل، فتجمعوا في استراحة المحافظة. أما فتنة، فاقترحت على مرزوق أن يتجولا قليلًا في النواحي القريبة من المدينة. سارا في شارعٍ طويلٍ عريض يبدأ من الميدان أمام مبنى المحافظة. وعقب دقائق معدودات انفصلا تمامًا عن الحياة التي يضج بها الميدان بما فوق سطحه من سيارات وجنود وموظفين. غاصا في خلاءٍ شاملٍ، وغرقا في صمتٍ مروع. لا حركة ولا نأمة، ولا ظل لإنسانٍ أو حيوان. العمارات والبيوت تقوم على الجانبين مغلقة النوافذ والأبواب كأن لم يطرقها حي، نائمة أو ميتة، أو هي هياكل ومشروعات لم تنفخ فيها الحياة بعدُ. وتاقت الأعين لرؤية أي شيء، وتلهفت الآذان على سماع أي صوت، نافذةٌ مفتوحة أو بابٌ موارب، أو غسيل يرفرف في شرفة، أو طفل يصرخ، أو قطة تموء، أو كلب ينبح، كلا ولا ورقة يدفعها الهواء، أو عقب سيجارة ملقًى، أو قمامة مكومة تحت الطوار، أي شيء، أي شيء، أي أثر لإنسان. وهمست فتنة: إنه كابوس.

فردد مرزوق: نهاية العالم.

– قلبي .. لا أدري كيف أصف مشاعري.

– تجربةٌ جديدة، ومشاعرُ جديدة.

– يخيل إليَّ أني تعيسة أو سعيدة جدًّا، وأحلم بالرجوع إلى بطن أمي.

– أشعر بأني حر، حريةً كاملة، من الحضارة والتاريخ.

– هل يمكن أن نُجنَّ فجأة؟

– وممكن أن نحادث الأرواح!

ووجدا نفسيهما أمام مدخل كازينو. مفتح الأبواب وبلا جليس، ووقف صاحبه — فيما يبدو — في مقدم التراس مرتديًا بلوفر وبنطلونًا ومشمر الساعدين. منظر مفاجئ مذهل ولا يصدق.

– لعله مفتوح بأمر المحافظ.

– لعله.

ونظرت فتنة إلى الرجل فحياها بابتسامة عرفان، فسألته: ممكن نشرب فنجال قهوة.

– أو أي شراب …

جلسا في أقصى عمق التراس بعيدًا عن مرأى الطريق الخالي. وجاءت القهوة فراحا يحتسيانها بارتياح، وقالت: بقدر ما سعدتُ بين الجنود، بقدر ما جننتُ هنا!

– حديثهم مؤثر ولهفتهم على القتال واضحة.

– أجل، لا أتصور كيف يواجه الناس الموت!

– إنه جو وعادة وعقيدة، وهذه هي المشكلة.

– وراء ذلك هزيمةٌ خاطفة لم تُهضَم بعد.

– ولعلهم أفاقوا — مثلنا — كالمجانين!

– ليجدوا كل شيء مثل هذا المقهى الخالي.

وكانت شاحبة الوجه. وذهبت إلى دورة المياه. ورجعت باسمة. وجدته يدخن سيجارة بعمقٍ فقال لها: قرأت اليوم أن أخذ النفس بعمقٍ سببٌ رئيسي في إصابة الشخص بسرطان الرئة!

– أتصدق ذلك؟

– لم تعد لي ثقة بما ينشر في الصحف.

فسألته مداعبة: صف شعورك عندما تعطل مشروع زواجك؟

فسألها متظاهرًا بالاستياء: أتسخرين من المصائب؟

فقالت بجرأة: أعترف بأني سعدت بذلك.

فتورَّد وجهه، وقال وهو يقوم: أنا ذاهب إلى دورة المياه.

وذهب مسرعًا، وعاد وقد غسل وجهه ومشط شعره فسألته ضاحكة: ماذا فعلت؟

– لعنت زماننا!

– ولكنك نجم!

– الفن مهرب كالهجرة التي أصبحت موضة هذه الأيام.

– لا أحب الفلسفة.

فقال بمرارة: أنا مُعفًى من التجنيد، ولكن لم لا أتطوع مع الفدائيين؟

فقالت بسخرية: الفنان جندي أيضًا.

فقال بنفس المرارة: الحق أني كفرت بكل شيء.

– ولكنك ترغب في الزواج!

– ماذا تتوقعين عندما يتمخض الجبل عن فأر؟

فصفرت برشاقة، ثم سألته: متى نرجع إلى القاهرة في تقديرك؟

– حوالي الفجر.

فقالت ضاحكة: إني أدعوك إلى السحور.

فتورَّد وجهه وقال: لك رجلان، ألا يقنعك ذلك؟

– أحدهما يقوم بالرعاية والآخر بالأستاذية، فمَن لقلبي الخالي مثل هذه المدينة؟

وقاما ليغادرا المكان، فقال: أنا رجل في حكم المتزوج.

فقالت بتحدٍّ: لا تكابر، أنت ملكي أنا، ألم تدرك ذلك بعدُ؟


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #27


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(22)
كان مرزوق أنور واقفًا في حديقة الاستوديو في فترة الاستراحة عندما وجد أمامه — على غير ميعاد أو توقع — سنية شقيقته وعليات خطيبته. ارتبك وشعر بأنه وقع في مأزق، وكان عليه أن يتمالك نفسه، فتمالكها، ومد يده للمصافحة وهو يغمغم بكلمات ترحيبٍ مخنوقة لم تُسمَع. وأخرسهم الصمت وقتًا، وكادوا يستسلمون له إلى ما لا نهاية، حتى خرقته سنية، فقالت وهي متوترة الأعصاب: ليس العثور عليك بالميسور في هذه الأيام.

انقطع عن بيته تمامًا منذ عشرة أيام، فلم يدرِ ماذا يقول. ودست سنية يدها في حقيبة عليات، فتناولت خطابًا وسألته: أهذا خطابك؟

فأحنى رأسه، لم ينبس ولم يعترض، فقالت سنية: مخجلٌ مؤسف بلا حدود.

فخرج من صمته متمتمًا: أشاركك عواطفك.

– أنت تقول ذلك!

– أجل، تعذبت طويلًا، ولكن لا يمكن أن تقوم حياةٌ كريمة على أكذوبة!

فتساءلت عليات بصوتٍ متهدج: تعتبر الآن ما كان بيننا أكذوبة!

فقال برقَّةٍ وحزن: تقديري لكِ بلا نهاية، كذلك خجلي منكِ، ولكنه قضاء لا حيلة فيه!

فسألته سنية بامتعاض: أيموت حبٌّ كبير في دقيقة، ليحلَّ محله حبٌّ جديد؟

وهتفت عليات: شيءٌ حقير جعلني أعتقد بأنني كنت بلهاء.

فقال: إني آسف، لا حيلة لي، وأنت شابةٌ جميلة، وسيبتسم لك كل شيء.

فقالت سنية: قل إنها نزوة أو مصلحة.

فهز رأسه بأسفٍ وقال: هي ليست كذلك.

فقالت عليات بعصبيةٍ شديدة: يجب أن أذهب.

فقال لها بتوسل: اغفري لي ذنبي.

فصاحت رغم غربة المكان: يحق لي أن أشكر الحظ، الذي كشف لي عن حقيقتك!

وتهدج صوتها منذرًا بالبكاء، فابتعدت عن المكان حتى اختفت في الظلام. عند ذلك قالت سنية بلهجةٍ قاسية: يا للعار!

فرفع منكبَيه مستسلمًا، ثم قال مغيرًا وجهة الحديث: أبعدني العمل المتواصل عن البيت، ولكني سأزوركم في أول فرصة.

فقالت ساخرة: تكاليف الفن باهظة فيما يبدو!

فتجاهل سخريتها قائلًا: زرت إبراهيم في المستشفى، ولكن تعذَّر عليَّ محادثته.

فقالت وهي تحني رأسها وفي تأثرٍ بالغ: لعلك لم تعلم بأنه فقد بصره!

فصعق لحظاتٍ في انزعاجٍ حقيقي على حين صدرت عن الفتاة زفرات بكاء.

– فقد بصره؟!

– أجل.

– نهائيًّا؟

– طبعًا.

– وهل عرف الحقيقة؟

– أجل.

وساد الصمت فوضح صوت النسيم في غصون الأشجار، ثم تمتم: آسف على حظك يا سنية!

– هو على أي حالٍ خير من حظ عليات!

– وماذا قررتِ؟

– يا له من سؤال! سأتمسك به إلى ما لا نهاية.

فتساءل بدهشة: أتعنين ما تقولين؟

– بكل توكيد.

– لن يهملوه من الناحية المالية، ولكن …

فقاطعته: قدرتُ كل شيء، ثم اتخذت قراري.

فتردد قليلًا، ثم قال: أرجو أن يكون قرارك نتيجة لتفكيرٍ سليمٍ لا لفورةٍ عاطفيةٍ زائلة!

– إني أعرف نفسي أكثر مما تتصور!

– إذن فتقبَّلي صادق تمنياتي!

فتساءلت مغيِّرة الحديث بدورها ومرجعة إياه إلى مجراه الأصلي: ألا يمكن أن تعدل عن قرارك فيما يتعلق بعليات؟

فقال بهدوءٍ وتصميم: كلا للأسف!

– إنك تُفرِّط في حبٍّ حقيقي.

– سنتزوج في أقرب فرصة.

وفصل الصمت بينهما مرةً أخرى، حتى قال: إني معجبٌ بك!

فقالت وهي تهم بالذهاب: ليتني أستطيع أن أقول ذلك لك.


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #28


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(23)
جلس حسني حجازي على الديوان الأوسط تحت النجفة في شبه استلقاءٍ وهو يراقب المخرج أحمد رضوان في ذهابه وإيابه، أو وقوفه القلق مستندًا بكوعه إلى حافة البار. وقال له: اجلس واشرب واهدأ.

فهتف المخرج بحنق: لن أجد مشاركةً وجدانية عند أحد!

فابتسم حسني حجازي، وقال لنفسه: إن الجنون هو الطابع المميز لهذه الأعوام. وتذكر أنه أحب مرةً واحدة في حياته، ثم نسي الحب تمامًا. هل يُقضى عليه بأن يحب من جديد، وأن يتولَّه ويجنَّ وهو يتعثر في الحلقة السادسة؟

وقال أحمد رضوان بغضب: طالما لاحظتُ أشياء وتغاضيتُ عنها، ثم ظننتها عابرة!

فقال حسني حجازي برقَّة: يا عزيزي أحمد، دعني أفكرك بذلك الرفيق الرهيب الذي نسميه الزمن!

– إني أقوى من بغل.

– اجلس واشرب كأسًا.

– إني أفكر تفكيرًا جديًّا في قتلها!

– اسمعوا ماذا يقول الزوج القديم والأب الوقور!

فقال بتقزُّز: الزواج والأبوة لا يمنعان من الحب، ولا من القتل!

– آه لو جلست وشربت!

فضرب الأرض بقدمه وقال: واتفقنا على الزواج، الزواج مرةً واحدة، أتعرف ماذا يعني هذا؟ أن تخسرني أنا والشيخ يزيد في آن، الشيخ يزيد الذي نقلها من بيتٍ قديمٍ بشارع الصقلبي إلى عمارة النيل، وأنا الذي خلقتها!

فقال حسني حجازي ملاطفًا: ربما أتيح لنا أن نُخلق، ولكن لن يتيسر لنا التحكُّم في مخلوقاتنا إلى الأبد.

– المجنونة بنت المجنونة، ألا تدري بأن نورها سينطفئ، وأنه لن يجد من يتعاقد معه على عمل؟

– قم برحلة في ربوع أوروبا.

– على الرحلة وعلى أوروبا اللعنة!

– إني حزين عليك أيها الزميل القديم!

– أليس عندك دواء خير من ذلك؟

– عندي مأساةٌ مماثلة، فأنا أعرف خطيبة مرزوق الأولى. وهي تتألم مثلك تمامًا.

فقال بمرارة: ستشفى من دائها في ساعة أو ساعة ونصف.

فضحك حسني على رغمه وقال: إذن فأنت العاشق الوحيد في هذا الوطن!

فتنهد أحمد وقال: الله يحرقها كما تحرقني، الحق أني لا أتصور الحياة بدونها.

– صبرك، إنها متقلِّبة الأهواء، وأراهن على أن هذا الزواج لن يعيش أكثر من شهر!

– وما عليَّ إلا الصبر والتألم!

– اجلس واشرب.

– ليس لديك إلا النصائح المحفوظة!

– ماذا بوسعي أن أفعل؟

– بوسعي أنا أن أقتل!

– كلا، لستَ من فصيلة سفاكي الدماء!

فقال بحنق من تطارده ذكرياتٌ مذلة: حتى الزواج اقترحته عليها!

– الله معك!

– وماذا كان جواب العاهرة؟ إنها قررت الزواج أيضًا، ولكن من الآخر!

وكور قبضته مهددًا واستطرد: إنهم يقيمون الاستعدادات للوقاية من الغارات الجوية، ويتوقعون حربًا شاملة، عظيم، إني أتنبأ بكارثة ستحيق بهذه الأرض اللعينة!

وتذكر حسني اللون الأزرق الذي يطلون به النوافذ والمصابيح، وقوائم الطوب الأحمر أمام الأبواب، فانقبض صدره. وقال لنفسه إن عزاءه الوحيد في الحياة يتركز في مسكنه الجميل الحافل، فكيف تمضي الحياة إذا تهدم، كيف تمضي الحياة إذا وجد نفسه بين المهجَّرين في معسكرٍ من الخيام؟ وقال للرجل: أنصحك بالقيام برحلةٍ إلى الخارج عقب الانتهاء من فيلمك.

فتأوَّه أحمد، وهو يستدير نحو البار ليملأ كأسًا، وقال بمرارة: إني بحاجةٍ إلى رحلةٍ طويلةٍ جدًّا.


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #29


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(24)
دقَّ جرس التليفون على مكتب منى زهران، فكان المتكلم سالم علي. رجاها بكل جديةٍ واحترام أن تقابله «دقائق» في دار الشاي الهندي، أو في أي مكانٍ تفضله. واعتذرت من ناحية المبدأ، فألحَّ عليها إلحاحًا شديدًا. سألت عن السبب، فقال إنه لا يستطيع أن يفصح بما لديه في التليفون، ولكن لديه ما يقوله، وهو هامٌّ وخطير. وذهبت إلى الموعد وهي في غايةٍ من الضيق والقلق. وتقابلا وتصافحا وجلسا معًا. ولاحظت من النظرة الأولى أنه ليس على ما يرام، وارتاحت لذلك، ولكنها لم ترتح لارتياحها. فَقدَ من وزنه قدرًا ملموسًا، وخبا نور عينَيه، وشحب لونه. وقرأت في عينَيه انعكاس صورتها، فخُيِّل إليها أنه لاحظ أيضًا تغييرًا استوقفه، فهل صبغتها الأحزان بلونها القاتم وهي لا تدري؟ وشكر لها «تفضُّلها» بالحضور، فصارحته بأنها لا تريد أن تبقى أكثر مما يجب. أحرجته الإجابة قليلًا، ولكنه كان على أي حالٍ يتوقعها، فقال: منذ آخر لقاء تلقَّى كلانا تجارب قاسية، وكم وددت أن ألازمكِ في محنتكِ!

فلم تعلق بحرفٍ، فقال: واتسمت تصرفاتي طيلة تلك الفترة بحماقاتٍ لا وصف لها.

فلم تنبس أيضًا، فواصل حديثه: أقدمتُ على زواجٍ كأنه أسلوب من أساليب الانتحار.

فقالت ولو أنها سرعان ما ندمت على قولها: فاتني أن أهنئك في وقتها!

فازدردها متجاهلًا، وقال: وعلمت أنكِ ستتزوجين قريبًا؟

– جدًّا.

وكان جياشًا بانفعالاتٍ يخشى ألا يسيطر عليها، فصمت قليلًا لينظم تشتته، ثم قال: معذرة، أود أن أسألك: هل تتزوجين عن حبٍّ حقيقي؟

فتساءلت باحتجاج: بأي حق؟

– لا حق لي مطلقًا، ولكني تعلمت عن تجربة أن أي تصرفٍ مستهترٍ يمسُّ حياتنا، فهو يتمخض عادةً عن كارثة.

– ثوب الواعظ لا يناسبك بتاتًا!

فتنهد بعمقٍ واعترف قائلًا: منى، أحبك، ما زلت أحبك كأول يوم، لا حياة لي بدونك!

فرمقته بنظرة ازدراءٍ وغضب، فقال: ماذا فعلتُ بنفسي؟ تزوجتُ من راقصةٍ تعيسة، لماذا؟ بصراحة أعتبركِ المسئولة!

– مسئولة؟!

– لم ترعَي حبنا بما يستحقه من احترام، تجنيتُ عليه أنا بعنادي السقيم، وطعنتِه أنتِ بكبرياء جاوزت الحد، هكذا يستهين بعض الناس أحيانًا بسعادتهم الحقيقية!

فقالت، وهي تقطب لتضفي على وجهها قسوة تداري بها انفعالاتها: ما الداعي إلى نبش أشياء قد ماتت وشبعت موتًا؟

– لا ينبغي لها أن تموت.

– ولكنها ماتت بالفعل!

– لا أصدق أن الموت يجوز عليها.

– هذا وهمكَ أنت وحدك!

– أما أنا فلم ألقَ إلا العذاب، حتى حررتُ نفسي بالطلاق.

نظرت بعيدًا كأن شيئًا استرعى بصرها ولم تعلق، فقال: انكشف زواجي عن لعبةٍ سخيفة، أدركت أنني لا يمكن أن أواصل الحياة مع المرأة المسكينة، فلا حب يجمعنا، ولا شيء مشترك البتة، ماذا أقول؟ إنها امرأةٌ سيئة الحظ، أفسدتها حياة الليل، وجففت ينابيع الإنسانية في قلبها، سلسلةٌ متصلة من العادات الجهنمية، وإدمان قاتل للأفيون!

– لا أدري لمَ تحدثُني عن ذلك؟

– لأني أحبك!

وانتظر دقيقة حتى تستقر الكلمة في وعيها، ثم استطرد: إن يكن للحب عندكِ قيمة، فيجب أن تصغي إليَّ، وأنا أعلم أنك تقدسين الحب، إن كنت تحبين الرجل فمعذرة عن تبديد وقتك، وأما إذا أردت أن تملئي بالزواج فراغًا، فلا شيء يملأ فراغ الحب إلا الحب نفسه!

فسألته بحدة: ماذا تريد؟

– أن نرجع إلى حبنا.

فضحكت ضحكةً فاترة، وقالت: يا له من مطلبٍ مضحك!

– هو مطلبي الوحيد في الحياة!

فرفعت منكبَيها استهانةً ولم تنبس لتطمئن إلى سيطرتها على انفعالاتها، فقال: إن الأمل يضيء قلبي كالإلهام!

فقامت قائلة: آن لي أن أذهب.

فتبعها وهو يقول: لن أسلم بخيبة مسعاي، مع السلامة، ومعكِ قلبي إلى الأبد!


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
قديم 03-01-2023   #30


الصورة الرمزية رآجہل مہتمہيہز

 إنتسابي » 1207
 آشرآقتي ♡ » Dec 2022
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:03 AM)
موآضيعي » 85
آبدآعاتي » 83,375
 حاليآ في » أعلى نقطه منكم ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » ♞لَا يشبهنى إلَّا أَنَّا •●
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق 😔
الاعجابات المتلقاة » 2319
الاعجابات المُرسلة » 1645
 التقييم » رآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond reputeرآجہل مہتمہيہز has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك pepsi
قناتك max
اشجع ۆ̲ف̲آ̲ت̲ ق̲ط̲آ̲ر̲ آ̲ل̲ع̲م̲ر̲
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ммѕ ~
MMS ~


آوسمتي

رآجہل مہتمہيہز غير متواجد حالياً

افتراضي



(25)
لم يبقَ في الحجرة إلا إبراهيم، بمجلسه فوق الكنبة بين سنية خطيبته وعليات شقيقته. ارتدى جلبابًا فضفاضًا، برز من طوقه رأسه الحليق ووجهه النحيل الشاحب، والنظارة السوداء التي أخفت عينَيه. ذاك أول يوم رجع فيه إلى بيته، حيث تلقَّى سيلًا من كلمات العزاء والتشجيع، ثم أُخليت الحجرة إلا من ثلاثتهم، فأسند رأسه إلى الجدار البارد، وأخذ يستحوذ على إرادته. بالنسبة إليه انتهى القتال، وانطوى تاريخ، واختفى النور إلى الأبد. عندما انقضَّت عليه الحقيقة قال: «ليتني متُّ!» لم يعد يرددها، وسرى إلى قلبه دفءٌ عجيب في بيته، ولم يعد يشك أن الحي خير من الميت، ولم تكفَّ سنية عن الكلام، قالت ضاحكة: لا يأس مع الحياة، كم من مرةٍ كتبتها أو ردَّدتُها، ونسيت للأسف قائلها، ولكني لم أدرك معناها إلا اليوم!

ابتسم لصوتها المحبوب، فعادت تقول: سأقرأ لك، وستتعلم القراءة على طريقة برايل، وستشق لنفسك طريقًا جديدًا!

فتمتم: سنية، أنا ممتنٌّ جدًّا، أنتِ ملاك!

وتردد قليلًا، ثم استطرد: ولكني أعفيك من أي تعهدٍ سابق!

وضعت سبابتها على شفتيه بحنانٍ، وقالت: لم أسمع شيئًا.

– بل فكري طويلًا، إن أبعد قراراتنا عن الصواب هي ما نتخذها ونحن منفعلون.

فقالت بقوةٍ وثقة: فكرتُ .. وتبين لي أنني لم أكن بحاجةٍ إلى تفكيرٍ البتة!

– أما أنا فلا أحب أن أكون أنانيًّا.

– إنه قراري أنا، وكيف تقرن الأنانية بشخصكَ بعد أن ضحيت بالعزيز الغالي!

فأسند رأسه إلى يده، وقال: ولكني خجلان.

– أما أنا فسعيدةٌ جدًّا.

وقالت عليات: صدِّقْها، إني مطلعة على مكنون قلبها!

وكانت في الخارج تعصف رياحٌ مزمجرة، ثم هطلت الأمطار خمس دقائق صفا بعدها الجو، وتفشى الدفء والنقاء، وشذا السماء. وأوى إبراهيم إلى فراشه، وسرعان ما نام نومًا عميقًا. وبقيت عليات وسنية في حجرة الجلوس وحدهما، وبين أيديهما إبريق شاي، وطبقٌ مملوء بالفول الأخضر. وتبدت سنية سعيدة، وجياشة الصدر بعواطف لم تفصح عنها بعدُ. وانبعث في صدرها ينبوع إلهام، فأشعرها بشجاعةٍ متحدية وفدائية. قالت: إني أفكر.

فرمقتها عليات مستطلعة، فقالت: لا أريد أن أخدعه!

ففزعت عليات قائلة: كلا!

– لا أريد …

فقاطعتها بخوف: أخي رغم شبابه متشبع بآراء أبي وأمي في هذه المسألة بالذات، فلن يفهمك أبدًا!

– أعتقد العكس.

– كلا، حسبكِ أنك مخلصة له حقًّا.

فتساءلت سنية في ارتياب: أليس من حقه أن يعلم؟

– كلا، لا أعترف بحق لا يجلب إلا الشقاء، وهو لن يفهمك!

– وإذا تراءى له أن يسأل؟

– حسبكِ أنك مخلصة له، والإخلاص يحجب ما كان قبله!

وتفكرتا معًا في صمتٍ وقلقٍ، حتى قالت عليات: لم نشقَ باللهو، فلا يجوز أن نشقى بالحب الحقيقي.

ولمست في نبرتها حسرة على تعاستها، فقالت متأثرة: ستجدين الحب مرةً أخرى، إنه مع الحياة دائمًا!

– كوارث السلام لا تقل عن كوارث الحرب!

– أعتقد أن كارثة حلَّت بأخي مرزوق، وهو لا يدري!

فهزَّت عليات رأسها في أسًى، ثم قالت مستسلمة لذكرى هفت على قلبها فجأة: والدكتور علي زهران ضحية من ضحايا العبث!

وتذكرت سنية منى زهران فجرت على شفتَيها ابتسامة، فسألتها عليات عما جعلها تبتسم، فقالت: قرارات منى زهران!

فضحكت عليات وقالت: عليها أن تعلن نشرةً يومية عن تذبذبات إرادتها.

– هل تظنينها قطعت الأستاذ حسن حمودة نهائيًّا؟

– أعتقد أنها ستتزوج من سالم علي في أقرب فرصة.

– رغم جنونها فهو قرارٌ حكيم.

– كلاهما مجنون.

وساد السكوت قليلًا، حتى سألت عليات: متى يتزوجان؟

– منى وسالم؟

– مرزوق وفتنة!

فأجابت سنية في وجوم: لا أدري .. يقال إنهما سيتزوجان عقب الانتهاء من تصوير الفيلم!

وشعرت سنية بأسًى سرعان ما جفف ينابيع إلهامها.


 توقيع : رآجہل مہتمہيہز



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
, , ☇☁, ☇☁, المطر, الدب, بحث
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أجمل صور اللقطات الرائعة للطيور تحت المطر " " ! غلا الشوق ❀ انفاس الصور المنوعة ❀ 16 11-11-2023 03:04 PM
بيت الحب مشاركه في فعالية بيت العمر eyes beirut ❀ انفاس الديكور والاثاث ❀ 26 19-10-2023 04:34 AM
اراقصه تحت زخات المطر أميرة أميري ❀ انفاس نبـض الخفوق و عذب الكلام المنقول ❀ 7 07-12-2022 12:33 PM
رذاذ المطر .. اهلا وسهلا بك في انفاس الحب صدى الشوق ❀ انفاس حللتم أهلا ووطئتم سهلا ❀ 21 23-09-2022 02:27 AM
لذة المطر تشرق ب الألفية الأولى في انفاس الحب ألف مبآرك حبيبتي صدى الشوق ❀ انفاس اهداءات وتبريكات الاعضاء❀ 12 19-12-2021 11:29 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 12:28 AM

أقسام المنتدى

.ღ اسلاميات ღ | ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس القصص والروايات الاسلاميه ۩۞۩ | .ღ أنفاس العـــــامه ღ | ❀ انفاس ضفاف حره ❀ | ❀ انفاس اهداءات وتبريكات الاعضاء❀ | ❀انفاس قسم التعازي والمواسآة والدعاء للمرضى ❀ | ❀ انفاس حللتم أهلا ووطئتم سهلا ❀ | ❀ انفاس الحوار والنقاش ❀ | .ღ انفاس انبثـاق الحرف ღ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام حصري ❀ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام وسبق نشره ❀ | ❀ انفاس نبـض الخفوق و عذب الكلام المنقول ❀ | ❀ انفاس عالم القصه والرواية ❀ | ❀ انفاس ملتقى الصوتيات والمرئيات ❀ | .ღ أحسآس يتنفسْ ღ | ❀ انفاس كوفي شوب ❀ | ❀ انفاس استراحة اعضاء ❀ | ❀ انفاس منابع البوح ❀ | ❀ انفاس مرافئ ساكنه خاصه ❀ | .ღ أنفاس حياتنا ღ | ❀ انفاس حَوّاء ❀ | ❀ انفاس انامل طاهية ❀ | .ღ قسم التكنولوجيا والابداع ღ | ❀ الحاسب وتكنولوجيا العصر ❀ | ❀ ماسنجريات - Google Android OS - Apple iOS ❀ | .ღ عالم التصاميم والفوتوشوب ღ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم ❀ | ❀ ركنْ الإبداع للتصاميم الحصرية .❀ | .ღ متنفس شبابي , آناقة , رياضةღ | .ღ الأقسام الإدارية ღ | ♔ مجلس الإدارة ♔ | ♔ الإقتراحات والشكاوي ♔ | ❀ انفاس صدى الملآعب ❀ | ❀ انفاس عآلم السيآرآت ❀ | ❀ دروس التصميم والشروحات الحصرية للفوتوشوب ❀ | ❀ طلبات التصاميم و الإهداءات ❀ | ۩۞۩ انفاس اسلاميات بلمسه مصمم ۩۞۩ | ♔ آرشيف المواضيع المكرره والمحذوفات ♔ | ❀ تطوير المواقع والمنتديات ❀ | ♔ طلبات الأعضاء وتغيير النكات والرمزيات ♔ | .ღ أنفاس الثقافية ღ | ❀ انفاس القسم الطبي ❀ | ❀ انفاس القسم التعليمي ❀ | ❀ انفاس الديكور والاثاث ❀ | ❀ انفاس العنايه ب البشره والشعر ❀ | ❀ توجيهات وقرارات الإدارة - ترقيات الأعضاء ❀ | ❀ الاخبار المحلية والدولية والعالمية ❀ | .ღ الفن والمشآهير ღ | ♫.اخبار المشآهير ولقاتهم.♫ | ♫.افلام ومسلسلات ودراما خليجيه عربيه .♫ | ♔ طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ انفاس المسابقات والفعاليات ღ | ❀ انفاس المسابقات وفعاليات المنتدى ❀ | ❀ انفاس الحياة الزوجية ❀ | ❀ الحمل والامومه ❀ | ❀ انفاس الضحك والفرفشه ❀ | ❀ Ask Me ❀ | ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ | ♫ الأنمي والرسوم المتحركه ♫ | .ღ المنوعات ღ | ❀ Foreign Language Forum ❀ | ❀ ❀ الأشخاص ذوي الإعاقة ❀ ❀ | ❀ تنسيق الموضوع قبل طرحه ❀ | ❀ الشخصيات التاريخية ❀ | ❀ (مسابقات وتوقع نتائج المباريات) ❀ | ❀ نتائج الفعاليات والمسابقات ❀ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم الحصرية ❀ | طلبات التبادل الإعلاني | ♔ شؤون إدارية ♔{ خاص بالسلطة الملكية } | ❀ صندوق الأمـآن ❀ | ❀ طهاة ب انامل وحصريات ال انفاس الحب ❀ | ♫.درام تركية واخبار الفن التركي .♫ | ♫.مسلسلات وافلام الدراما الهندية.♫ | ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس الصوتيات والمرئيات الاسلامية ۩۞۩ | ❀ انفاس عالم القصة والرواية الحصرية ❀ | ❀ قناة يوتيوب انفاس الحب ❀ | ♔ أرشيف إداري ♔ | ♔ انفاس الحب لـ الردود المميزه ♔ | ❀ انفاس الاسره والطفل ❀ | ❀ انفاس مهارات الاشغال اليدويه ❀ | ❀ انفاس تطوير الذآت ❀ | ❀ انفاس التراث والاثار ❀ | ❀ انفاس قسم السياحة ❀ | ❀ انفاس الصور المنوعة ❀ | ❀ انفاس عدسة الاعضاء وابداعاتهم ❀ | ❀ الصيد والمقناص والرحلات البرية ❀ | ❀ عالم الحيوانات والنباتات والبحار ❀ | ❀ المقالات الادبيه الحصريه لـ انفاس الحب ❀ | ❀ لآنني رجل ب كاريزمآ ❀ | ❀ مملكة فلورا ديزاين ❀ | -{ورشة عمل ونقطة التقاء مبدعينا}-* | ۩۞۩ فـتــــاوى ۩۞۩ | ❀ مجلة اعضاء آنفاس الحب ❀ | ❀ مِنصة لقِآء ❀ | ❀ المقالات الأدبية المسبوق نشرها بقلم العضو ❀ | ❀ شغب حرف وعبث ريشة ❀ | ❀ المدونات الشخصية للصور ❀ | ♔ أرشيف طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ الخيمة الرمضانية ღ | ۩۞۩ انفاس الخيمة الرمضانية ۩۞۩ | ۩۞۩ مسابقات وفعاليات شهر رمضان المبارك ۩۞۩ | ❀ إستفسارات الفوتوشوب وطلبات البرامج ❀ | ❀ الألغاز ❀ | ❀ قسم وسائل التواصل الاجتماعي ❀ | ❀قسم الكتب الـ PDF و الـWORD ❀ | ۩۞۩ أنفاس الحج والعمره ۩۞۩ | ۞ قسم فعاليات الحج ۞ | ♣ ركـن المُصَمِمين والمُصَمِمات ♣ | ❀ انفاس قسم المئويات ❀ | ❀ الإحتفالات الوطنية ❀ | ♔ قائمة الإنتظار ♔ | ۩۞۩ مطبخ أنفاس الحب الرمضاني ۩۞۩ | ۩۞۩ التصاميم الرمضانية ۩۞۩ | ۩ أرشيف الفعاليات ۩ | ❀ مقاطع يوتيوب منوعه ❀ | ♔ مجلس نواب السلطة ♔ | ❀ الطب البديل ❀ | ❀ متحف أنفاس الحب ❀ | ❀ FIFA World Teams ❀ | ❀ انفاس التمّيز اليومي ❀ | ❀ انفاس قسم المليونيات ❀ | ❀ الدوري العالمي الانقليزي والعربي ❀ | .❀ مُـنـوعـات ريـاضـيـة ❀ |




تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant