11-01-2020
|
|
عمر الفاروق صناعة الاسلام (2)
أفواج الزائرين:
إنه عمر الخليفة العادل، الذي تمكنت محبته من قلوب رعيته، بما بسطه من عدل وورع بين أيديهم، فها هو علي بن أبي طالب يدخل عليه ويدعو له، ويقول: (وقال ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت إني كنت كثيرا أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر) [البخاري ومسلم].
فيشهد له علي رضي الله عنه بحسن الصحبة، ليؤكد على أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إخوة بعضهم من بعض، ليدحض الفرى والاتهامات التي ألصقها الرافضة بالصحابة أنهم كانوا بينهم وبين علي بغضاء وشحناء.
ويدخل عليه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فيقول: (لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون) [صحيح البخاري].
ومع تلك المناقب التي عددها ابن عباس على مسمع الفاروق إلا إن عمر لا يتكئ أبدًا على عمله، فهو في وجل دائم من الله تعالى، فيرد على ابن عباس قائلًا: ( قال أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنما ذاك منٌّ من الله تعالى منَّ به عليّ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك منٌّ من الله جل ذكره منّ به عليّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه) [صحيح البخاري].
ويدخل عليه شاب من الأنصار، يقول: (فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت ثم استخلفت فعدلت ثم الشهادة بعد هذا كله فقال ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا لا علي ولا لي) [صحيح البخاري].
ودخل الناس على عمر كلهم يودع الخليفة العادل الذي أسر القلوب بعدله ورحمته وتقواه وورعه، وقيامه بالمسئولية العظيمة تجاه الأمة.
لقد رحل الفاروق، وقد أتعب الخلفاء من بعده، فمن منهم يحذو حذو عمر مع رعيته، رحل الفاروق بعد أن كانت صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، أفنى عمره في القيام بحق الله وحق الرعية.
رحل عمر على يد المجوسي الغادر، لا لشيء إلا لأن عمر هو ذلك العملاق الذي أسقط إمبراطورية الفرس المجوس الغاشمة لكي يفتح الطريق إلى العباد ليدخلوا في الإسلام طواعية، فكانت الضغينة وما زالت في قلوب الفرس وأذنابهم.
رحل الفاروق عمر، بعد أن علمنا في حياته وفي مماته، كيف تكون العبودية لله تعالى، وعلم الحكام درسًا خالدًا في أن أمانة الحكم والملك ليست بالشيء الهين، وإنما هي أمانة في عنقه، يخشى أن يسأله الله عنها، فيبذل كل جهد من أجل تلك الرعية التي استرعاه الله عليها.
رضي الله عنك يا أمير المؤمنين، وألحقنا الله بك وبصاحبيك، اللهم أقمنا على طريقهم، واحشرنا معهم في زمرتهم، وارزقنا الله رفقتهم في دار النعيم
ulv hgthv,r wkhum hghsghl (2) 2 hghslhx
ulv hgthv,r wkhum hghsghl (2) 2 hghslhx hgthv,r wkhum ulv
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|