وسط
أزمة حدود متنامية في أمريكا، وانقسام حاد حول تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع ملف الهجرة، كشفت مجلة "نيوزويك" أن هذه الأزمة قد تزيد من محاولات
الصين للتسلل عسكرياً عبر حدود الولايات المتحدة.
التحالف الوثيق بين موسكو وبكين، جعل الأخيرة قادرة على تقليد التكتيكات الروسية
ونقلت المجلة عن الرئيس الجمهوري للجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، مارك غرين، قوله إن "من المحتمل جداً أن يتم إدخال أفراد عسكريين إلى الولايات المتحدة، عن طريق عبور الحدود البرية الجنوبية".
رعايا من الصين
وأعلن الجندي السابق في الجيش الأمريكي وممثل تينيسي، بعد تحقيق مع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، بشأن دوره في أزمة الحدود، أن العديد من الرعايا الصينيين الذين يدخلون أمريكا هم "رجال في سن التجنيد، العديد منهم لهم علاقات وصلة بالحزب الشيوعي الصيني الحاكم وجيش التحرير الشعبي".
ويأتي ذلك بعد أن أخبرت مساعدة وزير الدفاع لشؤون الدفاع الوطني، ميليسا دالتون، لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في مارس(آذار) الماضي، أن "الصين إلى جانب روسيا تشكلان الآن تحديات أكثر خطورة على سلامة وأمن الوطن الأمريكي".
وحسب المجلة، استشهد دالتون وغرين بالحادث الذي وقع في فبراير(شباط) الماضي، حيث مر منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة، قبل إسقاطه واستعادته قبالة سواحل كارولينا الجنوبية، كدليل على هذا التهديد الجديد.
إحصائيات وأرقام
المقارنة مع روسيا
وذكر تقرير صادر في مارس(آذار) الماضي عن معهد Royal United Services Institute (RUSI)، أن موسكو قامت بتضمين "شبكة عملاء كبيرة" داخل أوكرانيا قبل أن تقوم بغزوها في 2022، في خضم معركة مزعزعة للاستقرار مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس الشرقية.
وقالت غرانت إن "العاملين في صناعة الاستخبارات الوطنية الأمريكية لم يسمعوا بتكتيك تسلل صيني من هذا القبيل"، لافتة إلى أن الفرصة التي أتاحتها الحدود الجنوبية لدخول البلاد بشكل غير قانوني لم يتم استغلالها من قبل.
كما قارنت بين النوايا المحتملة لتسلل روسيا إلى أوكرانيا، والتسلل الصيني المفترض للولايات المتحدة. وأضافت "نعلم أن روسيا تسللت إلى نشطاء سياسيين في دونباس، وقد تكون قواتها الخاصة وصلت إلى كييف وما حولها"، مشيرة إلى أن موسكو قامت ببعض التسلل المنظم للغاية.
فيما قال خبير الأمن القومي "قضية الصين مختلفة بعض الشيء، لأنها لا تتطلع إلى التسلل كقائد حربة لقوة عسكرية، ولكن لزيادة تجسسها المستمر منذ فترة طويلة ضد الولايات المتحدة"، موضحاً أنها ليست بداية عملية عسكرية بالضرورة، بل على الأرجح تعزيزاً لعمليات التجسس الكبيرة التي تقوم بها بكين.
ولكنه أضاف أن "عمليات الإدراج العميقة هي تقنية تجسس روسية تقليدية منذ زمن بعيد، وأن التحالف الوثيق بينها وبين الصين الذي أحدثه غزو أوكرانيا جعل من الممكن تماماً أن تقوم بكين بتقليد التكتيكات الروسية".
وخلال مؤتمر صحفي، أشار غرين إلى أن هناك زيادة هائلة في عدد المواطنين الصينيين الذين يعبرون الحدود الجنوبية، مدعياً أن العديد منهم رجال في سن التجنيد، وكثير منهم لهم صلة بجيش التحرير الشعبي، كما أن لديهم علاقات بالحزب الشيوعي الصيني.
وتُظهر البيانات العامة الصادرة عن وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP)، أن 2023 شهد ارتفاعاً في أعداد المواطنين الصينيين المتواجدين على الحدود البرية الجنوبية مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب قيود جائحة فيروس كورونا.
ووفقاً للجمارك الأمريكية، وصل ما مجموعه 9854 مواطناً صينياً إلى الحدود اعتباراً من أبريل(نيسان) الماضي حتى الآن، في ارتفاع حاد لما تم تسجليه في فبراير(شباط) 2022، حيث وصل 2176.
وكانت الغالبية العظمى للمسجلين (8304) هم أفراد غير متزوجين، إلا أن الحكومة الأمريكية لم تذكر علانية ما إذا كان لأي منهم علاقات ببكين.
دلائل وروابط
ورداً على سؤال حول مصداقية ادعاء غرين، قالت ريبيكا غرانت، محللة الأمن القومي في "IRIS Independent Research"، لنيوزويك: "أعتقد شخصياً أن هذا صحيح"، مشيرة إلى احتمال وجود روابط لبعض المهاجرين مع الحكومة الصينية. وأضافت "إذا كنت رجلاً سيئاً وتريد أن تساهم في تسلل العملاء إلى الولايات المتحدة، فإن الحدود الجنوبية هي طريقة سهلة جداً للقيام بذلك".
وأوضحت غرانت أن القضية تتعلق بالأمن القومي، مشيرة إلى أن "الاستخبارات لن تقدم لنا معلومات عامة، لكن حقيقة أنهم سيطلعون الكونغرس عليها، يخبرني أن هناك شيئاً ما".
وعندما سئل عن مصدره بشأن هذه المزاعم، قال غرين إنه سمعها من رئيس قطاع الحدود، لكنه امتنع عن ذكر المزيد، وأضاف "لدينا إحاطة سرية حول ذلك في المستقبل القريب جداً"، كما ادعى أن عمليات الإدراج المزعومة كانت "على الأرجح تستخدم النموذج الروسي لإرسال أفراد عسكريين إلى أوكرانيا"، قائلاً: "الصين تفعل الشيء نفسه في الولايات المتحدة"