مشــــــاعر ... نبض

دائماً ما ألمحها من مكانٍ بعيد
ولكن في ذلك اليوم تحركت أمواجي
لأتفاجأ أن هواها جذبني لساحلها
فأخفض أشرعة مشاعري ليسكن قلبي
وبدأت الحروف تختبئ في صدري
ويظمأ حلقي من كلماتٍ جمعتها بـــليل
وسهرت أرسمها حتى غدت شعراً
وحين البوح ........... صمت كل شيء
وهدأ المكان عدا من أنفاسي
أدرَكَت أن حديث العيون كان حاضراً
وأكثر تعبيراً من كلمات خذلتني
قالت: يا نبض أنا أحب شخصاً آخر
ولا أذكر ماذا حدث وقتها سوى
أنني قطعت مسافات طويله
لا أعلم كيف وصلت إلى نهاية
قصتي معها ونهاية مكان جمعنا
فأطلقت سراح عشقي لها
بعد أن سجنته طويلاً في صدري
وأفرجت عنه وقيّدت قضية حبّي لها
ضد مجهول حين لم أعرف من أحبت
ف خسرتها وخسرت نبضٌ من سجنٍ
أحبها وخَشِي عليها من البوح

أيها الحب سامحني فقد طال حبسك
ومنعت أن يزورك أحد خوفاً أن يخبرها
أيها الحب لقد عشت في قلبٍ يخاف عليك
حتى ماتت فرحةً إنتظرت طويلاً براءتك

ما أحببت (القهوة) يوماً حتى رأيتها في يدها
لتركن ذاك الكوب الدافئ على شفتيها الغضّه
فينساب منه إلى فمها بصمتٍ وهدوء وكأني
أحتسي معها الإرتشاف وأتذوّق لذّته وشذاه
ف أستشعر ذوبان القهوة على طرف لسانها
وذوبان الكوب حين تقبّله وتحضنه بيديها
ألا ترفق بيديها يا كوب من حرارة جسدك
أم أنك على يقين أن دفئك ينعشها دومــاً
ويجعلها هائمة في طعم قهوتك المنتشي
وكيف له أن يبرد على طاولتي رغم أني
بيّضت وجهه وأضفت عليه شيئاً من سكر
رغم أني لم أحتضنه بكلتا يدي الدافئتين
فهل أغضبك أنني أمسكت أذنك لأتناولك
أم أغضبك صوت ارتشافي الخشن لك
أم أن اليدين تختلف نعومتها وتلك الشفاه
فاعلم أن البشر كالأيام يومٍ لك ويومٍ عليك



شكلي نكّدت على الكوب مسكين
مهوب كل كوب حظه يجيبه في يديهن

في غرف البوح .... أزورهم في صمت
بوحٍ أتأمّل حروفهم
فأعشق تلك الحروف التي كَتَبَتهَا
وأُدرك أنها ليست لي
لكنني عشتها كما لو أنها تخصني
وحين تتزاحم الأحلام
أرحل عنها حاملاً صمتاً لا يقدر على البوح
سوى أنها كانت ..... أمنية

ويبقى لنا زمن الشعور بالوحده
في زمنٍ لا نعرف كيف نعيشه
ولا مكانٍ يعرف كيف يحتوينا
وكم كبُرَ الحلم في ظنوننا
وتوقعنا أنه يوماً سيزورنا الحب
فرسمنا له إبتسامة وسعادة فكر
وكتبنا كثيراً تلك الأمنيات
وانتظرناها في هدوء حلم
وها نحن نطوي خيام الأمل
ونشد الرحال للغياب ..... لعلنا
ننتظر واقعاً صامتاً وقلماً بائساً
لا يكتب حرف ولا يعرف بوح
ويبقى الصمت ملازماً لنا
يحبس خلفه أنفاس قتلها اليأس

من يخوض بي على سطح .... شفتيها
لا لأرتشفها بل لأقرأ تلك الكلمات التي
تقف خلف ذلك الحاجز الغض الطري
خلف شفاهٍ تخفي لساناً يودّ البوح بي
ف أجد به ألذ العبارات التي تحيط بإسمي
ويزيح أحمراً عن شفتيها حتى يصفو همسها
وتصفو تلك النبرات العذبة حين تحدّثني
لقد عضضت لساني وقلت له :
أخبر أخاك في فمها ... أنها كلما صمتت
.... عضضناك ... نيابةً عنه
لعله يوماً يتألم لأوجاعك ويبوح بما أخفاه

ماذا لو سألتني يوماً ... هل تخشى البوح؟!
هل تخشى أن يسمعك أحد ... أو أنك لا تريد
نَظرتُ لعينيها ... بين عذْبِ نظراتها ... وبسمتها
كان كل شيءٍ هادئاً إلا تلك العيون الشغوف
وبدت نظراتها حضنٌ لعيني تتراكض إليه
وحين طال صمتُ أمنيةٍ من حديثٍ أود قوله
قالت: إهمس بذلك لي حتى لا يسمعك أحد
فدنوت منها ... أنظر لخدها الأملس الترّف
وغمازةً جميلة تتوسط خدّها لتحميه مني
وكم أغوتني شفتاي النيل من تذوّق نعومته
فأغمضت عيناها لعلها تسمع حديثي بهدوء
فتاهت حروفي بين لذّة عنق ونعومة خدّ
ونسيت ما كنت أود قوله لها .... فاعتذرت
وقلت لها لقد اختفت حروفي بين خدٍّ وعنق
قالت: لا تهتمّ فالحب يا نبض إحساس يصل

رغم أنني لا أعرف أحداً
في جميع المنتديات التي شاركت بها
وتنقّلت بينها لمثيلها في سكونٍ وهدوء
فاعتبرتها مستودع أسراري وبحت لها بكل شيء
ما بين قصه أو خاطره أو نثراً لحروفٍ تراكمت بصدري
فأركض لها كحضنٍ أنزوي إليه صامتاً وأمسك القلم
فأطلب منه أن يسرّها للمنتدى وينتهي بي الأمر
أن أحمل نفسي لآخر لا يعرفني فيه أحد تاركاً
كل تلك الحروف التي تتحدث عني ولم يقرأها أحد
وحين أجد البقية يرحلون وأنا لوحدي ..... أشعر
بالأسى على نفسي ..... فكيف الكثيرون يغادرون
وأنا الوحيد الذي لا يعرف كيف الهروب .... وحينها
أكره نفسي أنني لا أقوى على الهروب رغم أنه
لن يهتم لبقائي أحد أو يزعجه هروبي

أعتقد أنني بحاجة للغياب المؤقت

ماذا فعلت بي يا .... مجنون
وأي جنون هذا الذي أعيشه معك
وأي حلم يدفعني ........ لذلك
هل حقاً أنا مفتون أم أنت المجنون
فمن بقايا حُبٍّ قديمٍ تؤلمني
ومن حبٍّ رحل بكل شيء معه
إلا تلك الأماكن التي هَرِمت
وذكريات فينا بلا .... رحيل
وقلبٌ لا يتمنى أن يشيب
رحلت عواطفنا مع ذكرياتهم
ورحل شيئاً من تهوّر ومغامره
ها أنا ... لوحدي أشعر بالفقـــد
وبحياةٍ ما عشناها لِـتُـتْعِـسَنا
وزمنٌ لهونا فيه كالمراهقين
وبقى قلبٌ لا يريد أن يهدأ
ومشاعر فينا تخشى أن تموت
وبقت عاطفه لا تجد لها أنيس
كيف لي أن أعيش حبّاً مضى
ف هاهو ذلك ................. الحب
برغم السنين لا يزال متغلّقاً بهم
فيا أيها القلب .... إن الناس لتمضي
وأنت لا زلت تحنّ لذلك الجنون
ولا زلت لا تؤمن بأن من رحل
لابد وأن ننتظرهم طول السنين
حتى وإن لم تكن سبباً برحيلهم
فلا تدري لعل أمراً غيّبهم عنك
ولكنك تعلم أن حاجتك للحبٍّ تزيد
ورغم أن الناس لن ترحمك حينها
ولكنني لا أريدك أن تموت بداخلي
وقد أقوم بدور المجنون لأجلك
نزور فيها كل أماكن الذكريات
ونتحدث بكلمات حبٍّ كنا نرددها
ونتخيّل أيادٍ ناعمه كنا نمسكها
وعيونٌ ترحل بنا بعيداً في رؤيتها
وكلماتُ همسٍ نرددها سويّاً
إنه الحب يا قلبي وهو ما بقى فيك
يلهو بداخلك حين تتذكرهم
رحلوا وتركوك تسأل طيفهم عنهم
وتتخيّل وجودهم وتهذي متمتماً
من لحظاتٍ تشعر أنك لا زلت لوحدك
وفي لحظاتٍ تضحك بعدها لسخفها
فقد جرفك حلمك نحو الهذيان
إنه يا قلبي مجرد حب ... مضى
حبٌ أبقاك وحيداً و .... رحل
كيف لك يا نفس ... أن تثبّطيه
أن تقتلي كل أملٍ في حبٍ جديد
فأول الأربعين ليست نهاية أحلامه
وليست باباً نغلقه في وجه الحب
إنها مكاناً لحبٍّ هادئ بلا طيش
بلا مغامرات يدفعك لها تهوّره
إعشق يا قلبي وجدد دماءك
فلا يزال في رأسك أحلاماً كثيره
وأحلامٍ جميله قادر على رسمها
وبين كلماتٍ للبوح وكلماتٌ صامته
يتأوّه قلبي على حبٍّ ..... قديم
ولا يهمّه لو غدا به زمنٌ للوراء
فيُشابه المراهقين في نشـــوتهم
ويُشابه العشــــاق في حنينهم
ف لا يزال عطاؤك لا يعرف كللاً
وإنما هو حبٌّ وحيد عشته ... ورحل

ضعي بصمات حضورك هنا
دعيها تزهو بقدومك هذا المساء
لتخبرني أن يداً ناعمة مرت من هنا
دعيها تسهرني كل وقت وكل حين
ضعيها وسأقبّل كل مكان يحيط بها
ثم أحضن بقايا عطرٍ رافق قدومها
وحين يأتي الغد أجلس أتأمل بصمتك
وأخبر الجميع أن أناملك مرت من هنا
وسأخبرهم ألا يضعوا مكانها شيئاً
فهنا يوجد فقط ..... قلب وبصمة أنامل