(1)
شعرت غاده أنها أمام أمرين قاسيين وهو ما دعاها لمحاوله
تنفيذ إحداهم فها هي المدارس تعود لإستقبال الطلبه
وهاهي غاده ستعود لبيت عمها الذي مكثت به سنين
طوال نظراً لعدم وجود مدرسه في المنطقة التي يسكن
فيها والدها وظلت طوال تلك السنين في بيت عمها
تحت مرأى وقلب عمر ليبدأ التعلق بها يزداد سنة بعد سنه
وستعود غاده لذلك البيت الذي أصابت كل من فيه بغمٍّ بسبب
عمر حين يعرف أن هناك من سينتزع
إبنة عمه من قلبه
ويتزوجها كيف لها أن تعود لبيت حاولت كثيراً إقناع من
فيه أن عمر بمثابة أخٍ لها وليس فقط أبن عم .. كانت غادة
قد أوضحت مراراً لأخته أن دماء الأخوّة مع عمر يغلب على
أن تكون زوجة له وهي لم تستسغ بعد تلك السنين أن
تغيّر فكرة أن يكون أخاً لها ثم يتزوجها غير أن عمر شعر
أن إبنة عمه هي الفتاة التي تربت في بيت والده لتكون
أجمل زوجة له ولن يتغير عليها المكان اللهم سوى أنها
ستنتقل من غرفة أخته إلى غرفته والجميع في هذا البيت
يشارك عمر محبتهم لغاده وضحكة غاده التي يسمعها
عمر فينشرح صدره وتشعره بسعادةٍ لا توصف وكثيراً ما
كان يلبي كل طلبات أخته لأن غادة أرادت ذلك ... كان عمر
يبني أحلامه معها منذ أن كان يرى ملامح وجهها وقبل أن
تضع الخمار على وجهها وتبتعد عن المكان الذي يتواجد به
لكنها أبداً لم تبتعد عن قلبه ونبضاته ... كان لا يرى في هذه
الدنيا من يستحق قلبه غيرها وكم تمنى أن يملك القدره أن
تعيش ليس فقط في أحلامه بل يعيش هو في أحلامها
ويكون بيتُ عمر لها تتحرك فيه بحريتها وتلبس له أجمل
ثيابها كانت أحلام عمر تتكاثر في قلبه حين يمر طيفها
بخياله فيبتسم ومن غاده في قلب عمر إنها تلك التي
يتأملها وهي صغيرة تلاعب أخته وحين تضحك ... كان
الوحيد الذي يضحك معها هو عمر وكم كره عمر الإجازة
التي تبعد عنه صوت وضحكات غاده وكم فرح حين تعود
الدراسه وليس حباً في التعليم بقدر ما هو حباً لغاده
كان والده يرى هذا التعلّق الشديد في قلب ولده ويرى
صون عمر لستر غاده والبعد أن تقع عينه عليها ...
ويرى تلك الساعةالتي ستحين وتسعد عيناه برؤيتها
كزوجة له إنها غادة التي كتب فيها عمر أجمل الكلام
إنها غادة التي رسم أسمها على الأرض مراراً ومسحه
هاهي غادة توافق على رجل غيره وتقتل كل تلك الأحلام
التي بناها عمر طوال سنين دراستها .. لقد كسرت ذكرياته
حين يقف طوال طريق عودتها من المدرسة ليحميها
إنها غادة التي أدمت قلبه بأن وافقت على رجل آخر يعيش
أحلام عمر بدلاً منه ....
لا لن أسمح لأن يأخذ غادة مني يا
تهاني هذه الجملة التي تخاف تهاني أن تسمعها منه
حين يعرف بالأمر لكنه في البر مع أصدقاءه ولا يدري أن
هناك من دخل بيت عمه ليسرقها منه وبموافقة والدها
والأدهى من ذلك موافقتها هي ... أخذ التفكير يؤلم
تهاني في أخوها ومالذي سيحدث لو علم بذلك ... وكم
أخبرته مراراً أن
غاده تعتبرك أخاً لها وليس زوجاً كيف له
ألا يسمع هذه الجملة مني وقد رددتها مراراً