في ذلك المقهى ... وعلى طاولةٍ هادئه
لا يوجد عليها سوى كوب قهوة ... ونبـض
وطاولةٌ أخرى تجلس هي وفكري وخيال
بمكانٍ يحمل سكونه وأجمل نظراتٍ بيننا
نسترق من ذلك المنظر أجمل لغة جسـد
حين يشعر كلينا أن هناك تجاذبٌ في صمت
لا نودّ أن نبوح به حتى للمكان وسـاكنيه
نظرات توحي أن هناك عاطفة تجذبنا لها
فيرحل بنا خيالٍ أبعد من واقع حياةٍ نعيشه
وكأننا تأكدنا أن طرفنا الآخر يرحب بنا فنألفه
وأن حديثناً سيحمل رسائل حبٍ دائمَ بيننا
فأتخيّـل أنهـا أشـارت بيدها لأقدُمَ إليـها
فأصافح نعومة يدّ ورقّةُ قلب ولذّةَ شعور
أجلس بجانبها فتسألني من المحظوظ منا
لأخبرها أنه ذلك المقعد حين يحتوي وجودك
وطاولة تسمع نبضات قلبك وتلمس أناملك
إنها وردةٌ داخل زجاجه أمامك .. تشمّ عطرك
لكن كل ذلك لم يحدث لتفاجأني بقدومها
ثم تتباهي في قدومها كـــ(راقصة باليه)
تطأ بأنامل قدمها وكعبٌ يدرك ألمـي منـه
وكم يبدو أنه يغرس وطأته في قلبٍ طروب
يسمع ألحان تعابير القدوم الجميل وصداه
ثم تقف أمامي مبتسمه وتسألني سؤالاً
ذلك السؤال الذي يصفني في ملامحه
فتقول : يا نبض من هو أتعس محظوظ
وكأنها تقصدني حين ترحل وتتركني هنا
إنها مرآتك سيدتي حين تراك كل يوم
فتتباهين أمامها ولا تستطيع أن تضمّك
إنها مرآة تسمع منك كلاماً لذيذاً وتظنه
موجهاً لها أن هذا الجمال لا يستحقه غيرك
ثم تبادلك إبتسامه وشوق منها لعناقك
إنها يا سيدتي تلك المرآة التي تمشطي
شعرك أمامها وتقربي وجهك فتكاد تقبّلك
إنها تلك التي تتباهين أمامها بأجمل لبس
وتتعطرين أمامها فتتمنى لو تشمّ جسدك
ليأتي ذلك الجرسون ويبعثر ذلك الخيال معك
وأجد أنك رحلتي وتركتي أحمر شفاهك هناك
يتوسد رأس كوبٍ سبقت الجميع إليه لأخذه
فأسكب به قهوتي وأتناوله مع أحمر شفاهك