ما قيل عن حب النبي لعائشة وما قيل عنها :
ما قيل عن حب النبي لعائشة وما قيل عنها : كان أحد الصحابة إذا حدَّث عن عائشة يقول: ((حدَّثتني الصديقة بنت الصديق، وحبيبة حبيب الله)) فالإنسان يحب
|
|
01-11-2020
|
|
ما قيل عن حب النبي لعائشة وما قيل عنها :
ما قيل عن حب النبي لعائشة وما قيل عنها :
كان أحد الصحابة إذا حدَّث عن عائشة يقول:
((حدَّثتني الصديقة بنت الصديق، وحبيبة حبيب الله))
فالإنسان يحب الرفعة، يحب الكمال، هل تعلم أنه ما من مرتبةٍ علـى الإطلاق أعلى من أن تكون مع الله، أن تكون حبيب الله، أن تكون وليَّ الله، أن تكون مقرَّباً إلى الله، أن تكون في عين الله، أن تكون مصافياً لله, هذه مرتبةٌ لا يعرفها إلا من ذاقها .
قال أنسٌ رضي الله عنه:
((أول حبٍ كان في الإسلام حب النبي صلى الله عليه وســلَّم لعائشة رضي الله عنها))
فيجب أن تعلم أنه ما من شيء أودعه الله عزَّ وجل في الإنسان إلا جعل له قناة نظيفة، فأن تحب زوجتك هذا مما يرضي الله، علاقتك بالأنثى بالعصر الحالي مليون علاقة محرَّمة، مليون علاقة مشبوهة، مليون علاقة آثمة، مليون علاقة تحجبك عن الله, إلا علاقة الزواج؛ هذه علاقةٌ يرضى الله عنها، هذه علاقة كلَّما تمتَّنت اقتربتَ من الله .
كانت هذه السيدة الجليلة تسأل النبي عليه الصلاة والسلام:
((كيف حبك لي؟ فكان عليه الصلاة والسلام يقول: كعقدة الحبل, فكنت أقول من حينٍ إلى آخر: يا رسول الله, كيف العقدة؟ فيقول عليه الصلاة والسلام: على حالها))
إذاً: أن تمتِّن علاقتك بزوجتك فهذا من منهج الله، أن ترحمها هذا من منهج الله، أن تحبها هذا من منهج الله .
ولعلَّ الله سبحانه وتعالى حينما أعطى المرأة هذا الشكل المحبَّب، وهذه الوداعة، وهذا اللطف، وهذه الرقَّة, أراد منك أن تحبها الحب الذي يرضى الله عنك، الحب الذي يثمر أولاداً أطهاراً، الحب الذي يؤسِّس أسرةً، فالحب يتوهَّمه الناس فقط عند الكفار، فقط عند الفَسَقَة، الحب بأعلى مستوياته في رحاب الإيمان، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحب السيدة عائشة حباً شديداً، وهو أول حبٍ في الإسلام, حب مشروع, الإنسان حينما يبحث عن الحرام يشعر بالكآبة، يشعر بالخزي والعار .
امرأةٌ تعمل في الفن في فرنسا سألوها: ما شعوركِ وأنتِ على خشبة المسرح؟ قالت: شعور الخزي والعار، وهذا شعور كل أنثى تعرض مفاتنها على الجمهور، إن الحب يجب أن يبقى بين الزوجين, وفي غرفٍ مغلَّقة .
هذا الحب المشروع في الإسلام بينك وبين زوجتك، وكلما تمتَّنت العلاقة بينكما رضي الله عنكما .
هذه المرأة الصحابيَّة الجليلة التي كان ولدها على وشك الموت، فجاء زوجها في المساء، سألها عن حال الولد, فقالت:
((يا أبا طلحة إنه في أهدأ حال, وعنت أنه قد مات, لأنه هادئ، تزيَّنت له، وأصاب منها، وفي الصباح قالت له: لو أن الجيران أعاروك عاريةً ثـم استرجعوها منك، أتغضب؟ قال: لا, قالت: هكذا فعل الله معنا, أعطانا هذا الغلام ثم استردَّه, ثم ذكر أبو طلحة هذا الأمر للنبي عليه الصلاة والسلام، فقال عليه الصلاة والسلام:
((بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا))
[أخرجه أحمد في مسنده]
وقد تروي الكتب أنه تزوج, وأنجب عشرةً من الحُفَّاظ، هما أنجبا ولداً, وهذا الولد أنجب عشرة حفاظٍ لكتاب الله .
إذاً: ما من شيء أودعه الله عزَّ وجل في الإنسان إلا جعل له قناة نظيفة، في الإسلام ليس هناك حرمان، لكن أقدس حب أن تحب زوجتك .
مرَّة كنا في الجامعة أحد الأساتذة الكبار, أحيل إلى التقاعد، أقيمت له حفلةٌ كبيرةٌ جداً لوداعه, أنا أذكر أنه بعد أن سمع كلمات التكريم والوداع, قام وقال هذه الكلمة، قال: كل إنسانٍ لا يشعر بحاجةٍ إلى أن يُحِب، كما أنه لا يشعر بحاجةٍ إلى أن يُحَب، ليس من بني البشر .
إذا كنت من بني البشر, يجب أن تشعر بحاجةٍ إلى أن تُحِب، وينبغي أن تشعر بحاجةٍ إلى أن تُحَب، ماذا نحب؟ نحب زوجاتنا، ونحب أولادنا, ونحب أعمالنا، ونحب الحقيقة ، وأعلى أنواع الحب: أن تحب الله جل جلاله، أي هذا أعلى حب، أي حبِ آخر يتناقص، أي حبٍ آخر ينقطع بالموت، لكن حب الله جلَّ جلاله أبديٌ سرمدي .
وتعليق سريع: الحب الذي ينشأ في الحرام يتناقص، والحب الذي ينشأ في رحاب الإيمان يتنامى، فإذا كنت مؤمناً فحبك لأهلك يتنامى .
وقال ابن عباسٍ رضي الله عنهما لأم المؤمنين:
((كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليـه وسلَّم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحب إلا طيِّباً .
-أي أن مقام النبي عليه الصلاة والسلام ماذا يليق به أن يحب؟ أيحب امرأةً لجمالها فقط؟ بل أن يحبها لكمالها، ولعلمها، ولخلقها، ولمحبتها لله عزَّ وجل، حب النبي مؤشِّر كبير جداً، هل يعقل أن يحب النبي إلا طيباً؟- .
وقال: هلكت قِلادتكِ بالأبواء, فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يلتقطها، وبعدها لم يجد ماءً للوضوء, فأنزل الله عزَّ وجل:
﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً﴾
[سورة النساء الآية: 43]
-وهذه الآية التي سمحت للمسلم بالتيمم- قال: كان بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة, وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، فليس مسجدٍ يُذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الله وأطراف النهار .
-فهل من السهولة أن يذكر الله في كتابه الكريم، الذي نقرؤه متعبدين إلى أبد الآبدين, أن يذكر فيه اسم صحابي، أو أن ينوِّه القرآن بامرأةٍ في القرآن الكريم؟ .
قد يقول أحدكم: أي صحابي ذُكر اسمه في القرآن الكريم؟ صحابي واحد هو سيدنا زيد، لكن لماذا ذُكر اسمه؟ لأنه كان متبنَّى النبي عليه الصلاة والسلام، واسمه زيد بن محمد، فلما أراد الله عزَّ وجل أن يبطل هذه العادة, عادة التبني, وبدأ بالنبي عليه الصلاة والسلام، فخسر هذا الاسم زيد بن محمد، فعوَّضه الله خيراً من هذا, حين ذكر اسمه في القرآن، في كتاب الله يتلى إلى يوم القيامة، اسمه في القرآن الكريم, قال تعالى:
﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا﴾
[سورة الأحزاب الآية: 37]
قالت: يا بن عباس, دعني منك, ومن تزكيتك، فو الله لوددت أني كنت نَسياً منسيا))
معنى ذلك: أن المخلص لا يلتفت إلى مديح الناس، ومديح الناس لا يملأ قلبه، المخلص يريد الله عزَّ وجل، أن يكون الله راضياً عنه، أما الناس فلا يعبأ كثيراً بمدحهم وبتوقيرهم .
هناك مرض نفسي يصيب بعض الناس, وهو استجداء المديح, أي إذا أنت لم تمدحه فإنه يذكّرك بشيء من أجل أن تمدحه، إذا أنت لم تثنِ عليه يلفت نظرك لشيء، فإذا كان قد دعاك إلى طعام يسألك: أما أحببت الأكل؟ لتقول له: أعوذ بالله أكل ممتاز، الله يعطيك العافية, أو يسألك مثلاً: كيف كانت هذه المحاضرة؟ كيف وجدت هذا الدرس؟ ما رأيك بهذا الكتاب؟ إذا أنت لم تثنِ عليه, فقد يواجهك بمشكلة، هذا مرض اسمه: استجداء المديح .
أما الإنسان إذا كان مخلصاً لله عزَّ وجل, فإنه فوق هذا بكثير، دعك يا بن عباس من هذه التزكية, فو الله لوددت أني كنت نسياً منسيا .
فالإنسان يحب أشياء ثلاثة؛ يحب بقاء وجوده: عن طريق الطعام والشراب، ويحب بقاء نوعه: عن طريق الزواج, ويحب بقاء ذكره: عن طريق تأكيد الذات، فكل واحد من بني البشر هكذا فُطِر؛ يحب أن يبقى ذكره، يحب أن يؤكِّد ذاته، يحب أن يكون له أهميةٌ كبيرة، لكن هذه الأشياء الثلاثة يمكن أن تحقق في الخير، فإذا قرأت القرآن، وتعلَّمت القرآن، وعلَّمت القرآن، واقتربت من الواحد الديَّان, يرفع الله ذِكرك, قال تعالى:
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾
[سورة الشرح الآية: 1-4]
وكل مؤمن له من هذه الآية نصيب, قال تعالى:
﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾
[سورة الشرح الآية: 4]
أنت بالطعام والشراب تحافظ على وجودك، وبالزواج تحافظ على نوعك، وبالعمل الصالح، ومعرفة الله، والاستقامة على أمره, يرفع الله لك ذكرك بين الناس، دون أن يكون هذا الرفع بطريقٍ غير مشروع .
عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
((رأيتك يا رسول الله واضعاً يدك على معرِفة فرسٍ, -أي على عرف الفرس- وأنت قائمٌ تكلِّم دِحْيَةَ الكَلبي, فقال عليه الصلاة والسلام: أوقد رأيته؟ قالت: نعم, قال : فإنه جبريل وهو يقرئكِ السلام .
-أحياناً إنسان يمدحه عِلية القوم, فيزهو بهذا المديح، وأحياناً يمدحه الساقطون والساقطات، وهذا مديحٌ لا قيمة له، فالعبرة من الذي يمدحك؟ من الذي أنت عنده كبير؟ من الذي ترقى عنده؟ المؤمن له عند الله مقعد صدق, قال تعالى:
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾
[سورة القمر الآية: 54-55]
فلما قال لها: وهو يقرئك السلام, قالت: وعليه السلام, ورحمة الله, وجزاه الله خيراً من زائر، فنعم الصاحب, ونعم الداخل))
|
lh rdg uk pf hgkfd guhzam ,lh ukih : gh hgkfn r]l
lh rdg uk pf hgkfd guhzam ,lh ukih : gh guhzam hgkfn pf uk ukih ,lh
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ صمت روح على المشاركة المفيدة:
|
|
01-11-2020
|
#2
|
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-11-2020
|
#3
|
/
جزاك الله خيراً
وَ جعلها في ميزان أعمالك
جزيل الشكر وَ التقدير لك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-11-2020
|
#4
|
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-11-2020
|
#5
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-11-2020
|
#6
|
يعطيكِ ألف عافيه على الطرح المفيد
جعله الله فى ميزان حسناتكِ يوم القيامه
وشفيع لكِ يوم الحساب
شرفنى المرور فى متصفحكِ العطر
دمتِ بحفظ الرحمن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-11-2020
|
#7
|
03-11-2020
|
#8
|
*,
جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-11-2020
|
#9
|
رزقك خالقي
أعالي جنانه
ووفقك لخيري
الدنيا والأخره
أسأل الله
لك الجنه
:100:
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
07-11-2020
|
#10
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |