مشــــــاعر ... نبض

ما أجمل أن تكون العيون
محطةً للتزوّد بالمشاعر
ونظراتٍ نستلذ بحديثها

أحياناً تحتاج أن تتأكد من يقظتك
حتى لا تبقى الأحلام ..... مجرد أحلام
وكم أخشى أن أستيقظ من منامٍ
يسهرني طول يومي لذّة حلمي فيه

الماضي سيل جارف
يقتلع الذكريات ويجلبها معه
ويستبيح أوقات فكرنا
فلا يبقى لحاضرنا أثر

الصمت الطويل يقتلني
والبوح للهواء .... مؤلم

يا نبض ... إنه ماضٍ ... وانتهى


اترك حبل الأمل ... فلا
يدٍ هناك تمسك بطرفه الآخر

بعض الذكريات تتغذى على ألمنا
وكلما هدأنا وتناسينا .... تعود
من قسـّاكِ يا ذكرى .... علينا
فلا شيء يغيّر حياتنا بقدر نسيانك
ومهما بقينا في محيط أوجاعك
ومهما حصدنا حرائق تشتعل بداخلنا
ستبقين يا ذكرى تعيدين ذلك بألم
وسيبقى الإحتفاظ بك لا مفر منه
رغم رحيلهم ونسيانهم لنا .. ورغم
التخلّي عن الأشياء التي تبقيها
والتخلي عن احلامٌ رسمناها معاً
وحياة كانت هي الأجمل بهم
وواقع كنا لا نستطيع التخلي عنه
وقيمة عطاء لن يكون يوماً لغيرهم
رمينا كل شيء يخصهم إلا ذكرى
تشبثت بنا وغرست أنيابها في قلوبنا
حتى ظننا أن لأنياب ذكراهم ألم جميل
ما الذي فعلناه لتقسي علينا يا ذكرى
أتركينا نعيش باقي الحياة بدونك
أتركينا نحمل أصدق حبٍّ .... نحروه
دعينا نعيش حياةً لا نتذكرهم فيها
ليتهم حين رحلوا أخذوا كل شيء معهم
لكنهم حين رحلوا أخذونا في طريقهم
حتى تاه بنا زمانٌ ومكان نلحق ذكرى
ذكرى لعلهم حين تمرّ بهم يعتذروا لنا
ويخبرونا أن رحيلهم لمعرفة حبنا لهم
وسنخبرهم أن الحب لم يمت ولم يفقدكم
يا ذكرى ... خذي حبال التعلّق ... وارحلي
فأيادينا لا زالت تتمسك بها ولا زلنا نحب
رغم كل شيء ورغم أوجاعك يا ذكرى
آآآه يا قلبي .... كيف لك أن تعبث بي
كيف لفكرٍ لا يزال متعلقاً بهم ... وكيف
لذكرى لا زالت تبقيهم على أطراف أمل

مهما تجاهلنا غيابهم ....
ستمرّ بنا ذكرى وتعيـــد الحنين

أزور حروفها في ظلمةِ ... ليل
لا أريد أن يراني هناك .... أحد
ولا ينبغي أن نوقظ الحرف لنرتديه
فحين ينام على صدري وفكري
أتركه متأملاً نومه الهادئ الجميل
وكم مسحنا على نعومة تلك الحروف
فكانت أكثر دفئاً حين تبقى لي
وليت ذلك البقاء يكون دائماً
ورغم اليقين بإستحالة ذلك
إلا أنه يكفيني أن يسامرني مع
ليلها أطراف شفاه حلمٌ جميل
وأتنفس عطرها من عنق حرفها
في همس بوحٍ هادئ وأنيق

أحياناً تزورين فكري فتعبثين به
تنثرين حروفاً ... رتبتها لك
ويبعثر صوتك ... موسيقى هادئه أسمعها
ويصبح متحف ذكرياتنا ... متراكماً بلحظاته
تلك اللحظات التي أنظر فيها إلى عينيك
فأجد سعادة لا توصف ... وأسعد معها
ودعتك سيدتي ... حين طلبتي الوداع
ولا زلت كل يومٍ أودع صورك بذهني
أيتها الراحلة عني .... طال رحيلك
وطال صمتي حين يردد إسمك همساً
ليتك تعودين لتري ملامحي
لترين قلباً بقى وحيداً بعدك
أخفي صورتك به فلا يبدو شيئاً هناك
والحقيقه أنني كل يومٍ أفتقدك أكثر
عودي فملامح التعابير تبدو صامته
وأخشى أن يظهر حزنها على وجهي

أخشى أن يزورك شغفٌ مني
فمشاعري سيدتي لا تصمت
ولم تعد الحروف سرّاً نكتبه
فلا يعلم بحرفي سوى قلباً
حرّك ريشة قلمي فكتب عنك
والعجيب أن الميل بيننا كان
تائهاً لم يكشفه اليقين بيننا
ولم يسمع به أحداً سوى ...
قلبين يلهوان في الخيال حتى
تعمّق ذلك الحب بيننا وأدرك
كل طرفٍ بيننا أنه العاشق
الوحيد الذي لم يعلم به من
أحببناه في الخفاء ... وصمتنا
وتدافعت الدماء بنا يقيناً أن
من نبادله ذلك الحب هو في
الحقيقه يبادلنا نفس الشعور
وربما يموت الحب في صمتنا
حين أغلقت الشفاه أبوابها
خوفاً على حب جميل كان بيننا
لم نعلم به سوى فيما نكنّه لهم
سيدتي ... ليتني أقوى على البوح
وليتك لا تكسرين زجاج ذلك الحب

أجمل كلمة سمعتها :

يا نبض لا تبتسم حين تنظر إليّ
لماذا يا سيدتي؟!!
أشعر كأنها تفترسني
إنها مجرد نظرات ... عاشق