30-08-2022
|
|
شرح حديث سهل: "هذا خير من ملء الأرض مثل هذا"
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: مرَّ رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل عنده
جالس: ((ما رأيك في هذا؟))، فقال: رجل من أشراف الناس، هذا واللهِ حَرِيٌّ إنْ خطَبَ أن يُنكَحَ، وإن شفَعَ أن يُشفَّع، فسكت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما رأيك في هذا؟))
فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريٌّ إنْ خطَب ألا يُنكَح، وإن شفَع ألا يُشفَّع، وإن قال ألا يُسمَعَ لقوله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مِثلَ هذا))؛ متفق عليه.
قوله ((حَرِيٌّ)): هو بفتح الحاء، وكسر الراء، وتشديد الياء؛ أي: حقيق. وقوله: ((شفَع)) بفتح الفاء.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: مرَّ رجل عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل: ((ما تقول في هذا؟))، قال: رجل من أشراف الناس، حريٌّ إنْ خطَب أن يُنكَح
وإنْ شفَع أن يُشفَّع، ثم مرَّ رجل آخرُ، فسأل عنه، فقال: هذا رجل من ضعفاء المسلمين، حريٌّ إن خطب ألا يُنكَح
وإن شفَع ألا يُشفَّع، وإن قال ألا يُسمَع لقوله.
فهذان رجُلانِ، أحدُهما من أشراف القوم، وممن له كلمة فيهم، وممن يجاب إذا خطَب، ويُسمَع إذا قال، والثاني بالعكس
رجل من ضعفاء الناس ليس له قيمة، إن خطب فلا يجاب، وإن شفَع فلا يُشفَّع، وإن قال فلا يُسمَع.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هذا خيرٌ مِن مِلءِ الأرض مِثلَ هذا))؛ أي: خير عند الله عز وجل من ملء الأرض
من مثل هذا الرجل الذي له شرفٌ وجاه في قومه؛ لأن الله سبحانه وتعالى ليس ينظر إلى الشرف، والجاه، والنسب، والمال
والصورة، واللباس، والمركوب، والمسكون؛ وإنما ينظر إلى القلب والعمل، فإذا صلَحَ القلب فيما بينه وبين الله عز وجل
وأناب إلى الله، وصار ذاكرًا لله تعالى خائفًا منه، مخبتًا إليه، عاملًا بما يُرضي الله عز وجل، فهذا هو الكريم عند الله
وهذا هو الوجيه عنده، وهذا هو الذي لو أقسَمَ على الله لَأَبَرَّه.
فيؤخذ من هذا فائدة عظيمة، وهي أن الرجل قد يكون ذا منزلة عالية في الدنيا، ولكنه ليس له قدرٌ عند الله، وقد يكون في الدنيا
ذا مرتبة منحطة، وليس له قيمة عند الناس، وهو عند الله خيرٌ من كثير ممن سواه، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم
من الوجهاء عنده، وأن يجعل لنا ولكم عنده منزلةً عالية، مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 51- 53)
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
avp p]de sig: "i`h odv lk lgx hgHvq leg i`h" dp]e svn sil i`h odv lk lgx hgHvq leg i`h
avp p]de sig: "i`h odv lk lgx hgHvq leg i`h" hgHvq dp]e svn sil sig: i`h odv lk lgx hgHvq leg i`h
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|