07-07-2020
|
|
قصة طالوت وجالوت
ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما.. سألوه: ألسنا مظلومين؟ قال: بلى.. قالوا: ألسنا مشردين؟
قال: بلى.. قالوا: ابعث لنا ملكاً يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل ستقاتلون لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا؟
فذهب هذا النبي يسال ربه أن يختار ملكاً ليقاتلوا في سبيله سبحاله فاخبره الله تعالى عن طريق جبريل عليه السلام أن الله اختار لكم طالوت ملكاً فذهب إليهم نبيهم فقال لهم:
إن الله اختار لكم طالوت ملكاً عليكم. قالوا: كيف يكون ملكاً علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنياً وفينا من هو أغنى منه؟ قال نبيهم:
إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه. قالوا:
ما هي علامة التي نعرف من خلالها أن الله اختاره ليكون ملكاً علينا؟ قال لهم نبيهم: سيرجع لكم التابوت الذي وضعت ام موسى موسى فيه حينما خافت عليه ولقد ضاع هذا التابوت
ولكن الله سيعيده اليهم علامة على ملك طالوت لهم ويسكن نفوسكم بعدما تعبتم من البحث عن هذه الآثار المهمة إيمانياً والتي ضيعها العدو بعد طغيانه عليكم.
والله سبحانه وتعالى يطمئنهم بأن آية الملك لطالوت هي مجيء التابوت الذي يتلهفون عليه،
وترتبط به مقدساتهم . ووقعت هذه المعجزة.. وعادت إليهم التوراة مع التابوت تحمله الملائكة ولكنهم لم يروا الملائكة وهذا دليل على ملك طالوت ولكن أكثرهم اعترضوا عليه ولم ينضموا لجيشه وخالفوا أمر ربهم وأمر نبييهم. تجهز جيش طالوت، وسار الجيش طويلاً حتى أحس الجنود بالعطش.. قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهراً في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش.. وجاء النهر فشرب معظم الجنود، وخرجوا من الجيش،
وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، لكن جميعهم من الشجعان. كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟!
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله..
(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ)..البقره 249
فثبّتوهم. وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا..
وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود.. كان داود مؤمنا بالله، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل. وكان الملك، قد قال:
من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي.. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله.. وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت..
وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة يستخدمها الرعاة).. تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع.. وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر. فأصاب جالوت فقتله. وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت. بعد فترة أصبح داود -عليه السلام- ملكا لبني إسرائيل، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى.
rwm 'hg,j ,[hg,j
rwm 'hg,j ,[hg,j 'hg,j
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|