روى الإمام الترمذي من حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: يا رب، وما أكتب؟ قال: اكتُب القدر، ما هو كائن إلى الأبد)، وقال: حسن صحيح غريب.
ï´؟ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ï´¾ [القلم: 1]، قسمٌ بالقلم؛ تعظيمًا لأمره، فهو أداة العلم والتعلم، والسطر والتدوين، فللقلم شأنٌ عظيم، وإذا كان الله تعالى علَّم الإنسان بالقلم، فقد علَّم نبيه صلى الله عليه وسلم بغير قلم: ï´؟اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ï´¾ [العلق: 1 - 5].
• وصف الله تعالى نبيه بهذا الوصف وشهد له بهذه الشهادة: ï´؟وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ï´¾ [القلم: 4]؛ لأن خلقه القرآن كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها لمن سألها عنه، فقالت: "كان خلقه القرآن"، قال ابن كثير: (عن ابن عباس: وإنك لعلى دين عظيم، وهو الإسلام، وقيل: لعلى أدب عظيم)، فقد علَّمه ربُّه وأدَّبه، وروى البخاري عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق)، وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أدَّبني ربي فأحسَن تأديبي)؛ ذكره السيوطي في الجامع الصغير.
• ولما ذكر في سورة الملك قبلها قوله تعالى: ï´؟أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ï´¾ [الملك: 21]، وقال: ï´؟قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ï´¾ [الملك: 28]، وقال: ï´؟قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا ï´¾ [الملك: 30].
• ذكر هنا في سورة "ن" قصة أصحاب الجنة: أصحاب البستان الذين اغتروا بما عندهم من زرع وثمار، وأمسكوا حقَّ الفقراء، وما دعاهم إلى ذلك إلا الأمن من مكر الله، وطغيان الغنى، فالغنى يُطغي ويُردي، ï´؟فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ï´¾ [القلم: 19، 20]؛ أي: كالليل الأسود، أحرقت الزروع وأهلكت الثمار، وأيقنوا أنهم كانوا خاطئين، واعترفوا بأنهم كانوا ظالمين، فتلاوموا فيما بينهم لكن بعد فوات الأوان.
د. أمين الدميري
hgj,pd] td s,vm hgrgl hgj,p]d hgrll w,vm
hgj,pd] td s,vm hgrgl hgj,p]d hgrll w,vm td