ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات انفاس الحب )  
     
     
     
   
( فعاليات انفاس الحب )  
 
 

الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتع إدارة الموقع




دلالات تربوية على سورة النصر


دلالات تربوية على سورة النصر

دلالات تربوية على سورة النصر ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 21-08-2021
قَـلـبْ متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
آوسمتي
لوني المفضل White
 إنتسابي ♡ » 635
 آشراقتي ♡ » Sep 2020
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (10:39 PM)
موآضيعي » 2642
آبدآعاتي » 2,792,617
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » التصميم♡
آلعمر  » 😍
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 37214
الاعجابات المُرسلة » 27572
 التقييم » قَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond reputeقَـلـبْ has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   pepsi
قناتك abudhabi
اشجع hilal
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 18,312
تم شكره 20,051 مرة في 9,031 مشاركة
افتراضي دلالات تربوية على سورة النصر



دلالات تربوية على سورة النصر


﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].



ما هو نصر الله؟ ومن يأتي بالنصر؟ ولمن هذا النصر؟ ومتى يأتي؟ وكيف يأتي؟ وهل هناك فرق بينه وبين الفتح؟ وهل رؤية الفتح مطلوبة؟ وماذا بعد الفتح والتمكين؟ أجابت هذه السورة على تلك التساؤلات، كما يلي:

الفائدة الأولى: ما هو نصر الله؟

بند 1:

بادئ ذي بدء، فإن النصر سنة كونية حتمية، لا تتبدل ولا تتغير؛ يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [الحج: 15]، والآية تشير إلى أن هذا النصر يناله المؤمن في الدنيا قبل الآخرة، ومن ثم فهو نصر وظفر بإذن الله - تعالى - لكن يشترط له اليقين بالله - تعالى - والإيمان به، فمن متطلبات النصر الإيمان بالنصر، وتصديق المولى - سبحانه - فيما وعد به المؤمنين؛ إذ يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].



بند 2:

والحقيقة أن نصر الله - تعالى - عباده المؤمنين لا يعني تدمير الكفر والمشركين، واستئصال شأفتهم؛ فالإسلام لا يُعنى بذلك كغرض أصلي من أغراض القتال، نعم هو غرض مقصود؛ لقوله سبحانه: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 14، 15]، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أوضح لنا أن القتال حميةً وجاهليةً وانتقامًا من الكفار ليس هو المقصود من الأمر بالقتال في سبيل الله، وذلك عندما سئل - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبًا ويقاتل حميةً، فرفع إليه رأسه، فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل))[1].



إذن؛ شفاء غليل الصدر من إيذاء الكفار للمسلمين، وإن كان مقصدًا، فهو مقصد تبعي، وليس هو المقصدَ الأصلي من القتال، فالنصر لا يأتي للمؤمنين إلا لأجل إعلاء كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"؛ يقول سبحانه: ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الأنفال: 72]، فالتناصر بين المسلمين لا لأجل قومية يتعصبون لها، ولا لأجل عنصرية يتفاخرون بها، ولا لأجل دنيا يتنافسون عليها، إنه محض التناصر لأجل وحدة هذا الدين، والحفاظ على أهله وحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية في آمان وسلام؛ يقول سبحانه: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾ [الحج: 39، 40]، فهذا هو المقصد الحقيقي لأجل القتال، وهذه هي النتيجة المرجوة منه أن يحقق النصر سلامًا وحريةً لممارسة الشعائر الدينية.



بند 3:

فالناظر والمتأمل في انتصار النبي - صلى الله عليه وسلم - على الكفار والمشركين يجد أنه لم يُنصر عليهم بقوة السيف أبدًا، فالتحليل العسكري لأكبر نصر ظفر به المسلمون في أكبر غزوة غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وهي غزوة بدر - يظهر بجلاء أن نسبة قتلى المسلمين بالنسبة لإجمالي عدد المجاهدين في هذه الغزوة لا تزيد على 5 %، ستة عشر شهيدًا تقريبًا - بفضل الله - من أصل ثلاثمائة وثلاثة عشر مجاهدًا تقريبًا، بينما نسبة القتلى في جيش المشركين لا تزيد عن 7 %، سبعون قتيلًاً تقريبًا أو يزيد من أصل ألف مشرك تقريبًا، كما حزر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يزال للمشركين قوة يجابهون بها المسلمين؛ لذا يقول أبو سفيان عندما سأله ملك الروم "هرقل" عن قتالهم لنبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وذلك قبل أن يدخل الإسلام، إذ قال له: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منَّا وننال منه[2]، لذا يؤكِّد النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه قد نصر بغير قتال ودون حاجة لسيف مرهق، وإن كان القتال والسيف هما من أسباب النصر؛ يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((نُصرت بالرعب مسيرة شهر))[3]، يقول ابن حجر: وإنما جعل الغاية شهرًا لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر منه، وهذا يعني أن المشركين والكفار كانوا يهابون الإسلام والمسلمين، حتى ولو كانت المسافة بينهم قدر شهر، انظر كيف دبَّ الرعب في قلوبهم قبل أن يبدأ القتال ودون حاجة للقتال! انظر ماذا فعل يهود خيبر عندما رأوا جيش النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول أنس بن مالك: فلما رأوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: محمد، والله محمد والخميس – يعني: الجيش - قال: فلما رآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الله أكبر الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين))[4].



هكذا كان الإسلام سيفًا مسلطًا على رقاب الظالمين، سيفًا في قلوبهم وهو مع ذلك رحمةٌ للعالمين، سيفًا يمنع اعتداءهم وإساءتهم، فيحدّ من طغيانهم ويقهر جبروت قوتهم، ورحمة عندما يقيم ميزان العدل فيهم، فينعموا بحقوقهم وينالوا فضله حتى تصيبهم نعمته، يقول هرقل لأبي سفيان: وسألتك: هل يرتدُّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب[5]، انظر كيف انتشر الإسلام في بلاد الكفر رغم محاولتهم ضرب المسلمين وتضييق الخناق عليه، فها هي سورة آل عمران بعد أن كررت في أكثر من موضع كيف كان ويكون إيذاء أهل الكتاب للمسلمين بكلِّ صور الإيذاء المادي والمعنوي؛ يقول سبحانه: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186]، وإذ بسورة (آل عمران) تختم بالنصر الذي يؤكِّد أن من هؤلاء المعتدين من يدخل الإسلام؛ يقول سبحانه: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 199]، أليس هذا هو النصر؟! أليس هذا هو المقصد من القتال؟! أليست تلك هي النتيجة المرجوة منه؟! نعم، تحقق النصر حتى في ظل أشد صور الاضطهاد والتعذيب للمسلمين.



الفائدة الثانية: ما هي شرائط هذا النصر ومسوغاته؟

بند 1:

هذا هو النصر الذي قصده الله - تعالى - في قوله: ﴿ نَصْرُ اللَّهِ ﴾، فما هي شرائطه التي أشارت إليها سورة النصر بقوله - تعالى -: ﴿ إِذَا جَاءَ ﴾؟ فما الواجب علينا حتى يأتي هذا النصر؟ يقول سبحانه: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]، إذن لا بدَّ وأن ينصر المسلمون ربهم، وهل المولى - سبحانه - يحتاج لمن ينصره؟ بالطبع لا، وإنما المقصود من ذلك أن يقدم المسلم الطاعة لمولاه وخالقه وبارئه، ويخضع لحكمه وشرعه، ولا يحيد عنه بإذن الله - تعالى - ولو شعرة، فالنصر الذي يقدمه المسلم هنا بمعنى الولاء والطاعة لله - سبحانه - والنصر الذي يقابله من المولى - سبحانه - يعني الولاية والرعاية لعبيده؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55، 56]، ويقول سبحانه: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257].



بند 2:

والمسلمون عندما تكاسلوا عن الطاعة وانشغلوا بالدنيا، وتنافسوها حتى تنازعوا فيما بينهم، هانوا في عيون أعدائهم، وأذهب الله ريحهم، فلم يعد الكفار يخشونهم مسيرة شهر كما كان الحال سابقًا؛ يقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45،46]، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم))[6].



بند 3:

وقد ساغ النصر للمسلمين تعجيلًا من الله - تعالى - لعقاب البغاة والمعتدين؛ يقول سبحانه: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [الحج: 60]، والنصر المشار إليه في هذه الآية مرهون بنية المماثلة في ردِّ العدوان دون طغيان أو حيف؛ يقول المولى - سبحانه -: ﴿ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 191 - 193].



إذن؛ يشترط للنصر الالتزام بحدِّ ردِّ العدوان، فإذا ما ظلم المسلمون غيرهم وتجاوزوا هذا الحد، فلا شك أن المولى - سبحانه - لن يكون لهم وليًّا ولا نصيرًا، فها هو سيف الله المسلول خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يبرأ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرغم من أنه وثق فيه وسلَّمه قيادة جيش المسلمين، إذ بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جَذِيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منَّا – راوي الحديث - أسيره، حتى إذا كان يومٌ أمر خالد أن يقتل كلُّ رجل منا أسيره، فقلت: والله، لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه فقال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد))، مرتين[7].



فالإسلام لا يبرِّر التجاوزات التي تصدر عن بعض مجاهديه، وإنما يعترف بالخطأ ويبرأ منه، فها هم بنو جَذِيمة سواء قالوا: صبأنا، بمعنى: أسلمنا، ففهمها خالد خطأ بمعنى: كفرنا، أو قالوا: صبأنا، وهم يدركون معناها عنده، أي: كفرنا، فلم يكن لخالد - رضي الله عنه - أن يقتل أسراهم هكذا، بعد أن وضعت الحرب أوزارها؛ يقول سبحانه: ﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾ [محمد: 4]، وإنما أمر الإسلام بالإحسان للأسير، شريطة أن تضع الحرب أوزارها؛ لقوله سبحانه: ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الأنفال: 67]؛ أي: حتى لا تكون للكفار قائمة بعد، هنا لا بدَّ من الإحسان للأسير متى انطبق عليه هذا الوصف المذكور آنفًا؛ يقول سبحانه: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8].



الفائدة الثالثة: ولماذا يأتي النصر في الدنيا؟

بند 1:

كان من الممكن أن يدَّخر المولى - سبحانه - ثواب المؤمنين لدار الآخرة كاملًا، بيد أن مشيئته - سبحانه - أن يجعل لنا – بإذنه - بعضًا من هذا الثواب في الدنيا كبشرى منه - سبحانه - لهذا الثواب المنتظر في الآخرة - بإذن الله تعالى - يقول سبحانه: ﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126]، ففي ذلك فائدة أخرى وهي أن يطمئن القلب ويثبت على الحق؛ إذ ليس كل قلوب المؤمنين على ذات الدرجة من اليقين والثبات؛ لذا علم الله - تعالى - حاجة بعض المؤمنين لرؤية هذا النصر حتى تطمئن قلوبهم، ويوقنوا أنهم على الحق.



بند 2:

كما أن الحق - سبحانه - يبيِّن لذلك علة أخرى؛ إذ يقول: ﴿ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴾ [آل عمران: 127]، فهو - سبحانه - أراد أن يذل الكفر والمشركين، ويكسر شوكتهم، ويكبت حقدهم وعداوتهم للمسلمين؛ يقول سبحانه: ﴿ أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 13، 14]، فنصر الله - تعالى - للمؤمنين يحمل معنيين في هذا المقام، فهو من جهة عذاب مسلَّط على الكفار، وخزي يسلطه الله - تعالى - عليهم بيد جنوده المؤمنين، وهو من جهة أخرى شفاء لصدور هؤلاء المؤمنين الذي لاقوا كثيرًا من العذاب والاضطهاد على يد هؤلاء الكفار، فهذا هو بلال الحبشي - رضي الله عنه - ينال من أمية بن خلف في بدر، ويقتله بعد أن كان أمية يضع على بطنه الحجر في شدة الحر على الصحراء ليفتنه في دينه[8]، لكنه ثبت بفضل الله تعالى حتى جاء اليوم الذي ينتصر فيه منه.



بند 3:

بيد أنه بالرغم من الفوائد الجمَّة التي تأتي من تعجيل الله - تعالى - تلك البشرى للمؤمنين، إلا أنه يجب الاحتراز من أن يؤثر ذلك في صدق النية وتوجه القلب لله - تعالى – بإخلاص؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة، إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم))[9]، نعم هذا النصيب من الغنيمة هو بشرى خير للمؤمنين، وهو تثبيت لقلوب بعضهم مثل المؤلفة قلوبهم، لكن أهل الحق الصادقين لا يهتمون بتلك الأمور؛ إذ إن نصب أعينهم فيما هو عند الله وحسب، فهو شاغل لهم عن غيره.



الفائدة الرابعة: مَن يأتي بالنصر؟

بند 1:

يقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران:126]، فالله - سبحانه وتعالى - هو الذي يأتي بالنصر؛ إذ لا يأتي النصر بالعدد ولا العتاد، كما لا يأتي بالنظام والتنظيم والإعداد، فكل ما يعدُّه المسلمون لأجل فريضة الجهاد ليس إلا أخذًا بالأسباب المأمور بها شرعًا فحسب، أما النصر فهو فضل ومنّة من الله - تعالى - يقول سبحانه: ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 17].



إذن؛ لا بدَّ وأن ترمي، لكن ما ترميه قد يصيب وقد لا يصيب، المهم أنك رميت، ثم إن المولى - سبحانه وتعالى - هو الذي يصيب به أعداء الله - تعالى - بإذن الله؛ يقول سبحانه: ﴿ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].



بند 2:

وليس معنى ذلك عدم الأخذ بالأسباب وعدم بذل الجهد بإطلاق، انظر كيف أن المولى - سبحانه - أمر بإعداد العدد: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 65، 66]، كما أمر بالأخذ بالعتاد فقال: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60].



بند 3:

والمسلمون عندما اهتموا بالأسباب وظنوا أن فيها خيرًا فارتكنوا إليها شيئًا قليلًا، هنا لم تنفعهم كثرتهم ولم تنفعهم عدتهم، طالما انشغل القلب بتلك الأسباب، ونسي ربَّ الأسباب، الله - سبحانه وتعالى - يقول سبحانه: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 25 - 27]؛ أي: سررتم بكثرتكم، واعتمدتم عليها، وغفلتم عن أن الناصر هو الله - عز وجل - لا كثرة العدد والعتاد، وقد كانوا يومئذ اثني عشر ألفًا وعدوهم أربعة آلاف، فقالوا: لن نُغلب اليوم من قلة.



بند 4:

كما أن على المسلم أن يجاهد في سبيل الله - تعالى - لا لأجل أن يرى النصر، وإنما يجاهد هو سمعًا وطاعةً لمولاه، سواءٌ رأي النصر - الذي هو بمعنى الفتح - أم رآه غيره من المسلمين الصادقين خلفه؛ إذ لا يشترط أن ينسب النصر إليه، فهو يجاهد بإخلاص في سبيل الله، المهم أن يبذر بذرة هذا النصر بجهاده هو في سبيل الله - تعالى - دون أن ينتظر ما ينبت منها؛ إذ لا بدَّ وأن يحصد زرعه المسلمون خلفه بإذن الله - تعالى - يقول سبحانه: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 170، 171].



الفائدة الخامسة: لمن هذا النصر؟

بند 1:

ونصر الله - تعالى - لا يأتي إلا لمن آمن به وعمل صالحًا، فهو من قبيل الاستخلاف في الأرض، وهو سنة كونية، إذ لا بدَّ من الابتلاء والاصطفاء حتى يأتي النصر والتمكين بإذن الله - تعالى - يقول سبحانه: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].



بند 2:

كما يشترط لهذا النصر الإيمان بالله - تعالى - والعبادة بإخلاص، فلا بدَّ إذن من تطهير القلب من الآثام والذنوب المهلكات، وأخصها الشرك بالله - تعالى - يقول صاحب "الظلال": إن حقيقة الإيمان التي يتحقق بها وعد الله حقيقة ضخمة تستغرق النشاط الإنساني كله، وتوجه النشاط الإنساني كله، فما تكاد تستقر في القلب حتى تعلن عن نفسها في صورة عمل ونشاط وبناء وإنشاء موجَّه كله إلى الله، لا يبتغي به صاحبه إلا وجه الله، وهي طاعة لله واستسلام لأمره في الصغيرة والكبيرة، لا يبقى معها هوى في النفس، ولا شهوة في القلب، ولا ميل في الفطرة إلا وهو تبع لما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عند الله.



بند 3:

فهؤلاء الذين ينتصرون بإذن الله - تعالى - لا يفسدون، ولا يفعلون كما يفعل الملوك، كما أخبرت بذلك ملكة سبأ: ﴿ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 34]، لا.. إنما النصر يأتي لمن يستحق الخلافة، والاستخلاف له مفهوم؛ إذ يعني أن يحقق المستخلَفون المنهج الذي أنزله الله فيقرُّوا العدل بين الناس، ويحققوا لهم الأمن والأمان، فالإسلام دين رحمة للبشرية، ودين خير للناس - سواء آمنوا به أم لم يؤمنوا - طالما عاشوا في كنفه يومًا من الأيام؛ يقول سبحانه: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 6]، يقول من عاش في ظلال القرآن: أما الذين يملكون فيفسدون في الأرض، وينشرون فيها البغي والجور، وينحدرون بها إلى مدارج الحيوان، فهؤلاء ليسوا مستخلفين في الأرض، إنما هم مبتلون بما هم فيه، أو مبتلى بهم غيرهم، ممن يسلطون عليهم لحكمة يقدرها الله.



الفائدة السادسة: متى يأتي؟

بند 1:

النصر لا يأتي إلا بعد اجتياز المؤمنين مرحلة الابتلاء والتمحيص بنجاح؛ يقول المولى - سبحانه -: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]، يقول "خباب بن الأرت": شَكَوْنَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة له في ظلِّ الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: ((كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصدُّه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصدُّه ذلك عن دينه، والله ليُتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون))[10].



بند 2:

فكلَّما ضاق الخناق على المسلمين، واشتدَّ البلاء عليهم، وبات الأمر ظلمة حالكة؛ يقول المولى - سبحانه -: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يوسف: 110]، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو لم يبقَ من الدهر إلا يومٌ، لبعث الله رجلًا من أهل بيتي يملؤها عدلًا كما ملئت جورًا))[11].



إذن؛ لا بدَّ من الثقة في النصر ووعد الله - تعالى - مهما طال الزمان وملأ الظلم الأرض، فلا بدَّ من أن ينقشع بإذن الله - تعالى.



الفائدة السابعة: كيف يأتي النصر؟

بند 1:

نصر الله - تعالى - لعباده المؤمنين في الدنيا له صور وأشكال، إذ يبدأ بنجاح المؤمن في تبليغ دعوته لغيره مهما لاقى من أذًى أو اضطهاد؛ يقول المولى - سبحانه -: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].



بند 2:

والصورة الثانية للنصر أن يظلَّ المؤمنون ثابتين على الحقِّ مهما حاول الكفار إيذاءهم والإضرار بهم، والسبب في ذلك صبر المؤمنين على أذى الكفار والمشركين، وعدم صبرهم هم على عذاب المؤمنين لهم؛ يقول سبحانه: ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 104]، فسبب صبر المؤمنين أنهم يرجون من الله الثواب والأجر فلا يضرُّهم هذا الألم، أما سبب عدم صبر الكفار على الألم الذي يصيبهم من المؤمنين - حتى لو كان يسيرًا بالمقارنة بأذاهم للمؤمنين - أنهم يرجون الدنيا ولا يرجون الآخرة، فأي ألم يصيبهم ينغِّص عليهم العيش، فلماذا يصبرون على ما يصيبهم من الألم بسبب قتالهم للمسلمين، وفي مكنتهم أن يتمتعوا بالدنيا بخسارة معركتهم مع المؤمنين؟ وذلك في الوقت الذي يوقنون فيه هم حسن خلق المسلمين معهم لو مكنهم الله في الأرض؛ لذا يقول المولى - سبحانه -: ﴿ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ﴾ [آل عمران: 111]؛ أي: ما يصيب المسلمين من ضرر بسبب قتال الكفار لهم ليس إلا أذى يسير، يستطيع المسلم المجاهد تحمّله ابتغاء الأجر من الله، لكن النصر دائمًا يميل للفئة المؤمنة؛ يقول سبحانه: ﴿ وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111].



فكلَّما حاول أعداء الإسلام إيقاد نار الحرب على المسلمين، فإن المولى - سبحانه - يطفئها، ولو قُدِّر أن نجح هؤلاء الكفار في قتال المسلمين، فإن مصير هذه المعركة حتمًا يترجَّح لكفة الفئة المؤمنة، ولا يكون للكفار إلا الفرار والهزيمة، ولا شكَّ أن التاريخ خير شاهد على ذلك في الماضي والحاضر وفي المستقبل، بإذن الله - تعالى - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود))[12].



بند 3:

والصورة الثالثة: أن يدخل الناس في دين الله أفواجًا، فلا يحول بينهم وبين الدخول في دين الله - تعالى - ظالم أو مفسد، وإنما يكون الطريق للإسلام ممهدًا، وهنا لا شكَّ أن دين الله - تعالى - سوف يظهر على الدين كلِّه؛ يقول سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، وظهور هذا الدين لن يقتصر على اقتناع الناس بالرضوخ لحكم الإسلام فحسب دون أن يرتضوا بعقيدة الإسلام، وإنما يبدو هذا النصر ظاهرًا عندما يصل هذا الدين لقلوب الناس اقتناعًا منهم بالإسلام كعقيدة ومنهج، وليس كشريعة فحسب[13]؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك بيت مدر ولا وبر[14] إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًّا يذل به الكفر[15]))، فالإسلام لن يذل أحدًا، إلا إذا أبى العدل والقسط، فكان الذل أمرًا محتمًا عليه، حتى ينتشر العدل بين الناس بحسب الميزان الذي وضعه الله لهم؛ يقول سبحانه: ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾ [الرحمن: 7 - 9].



الفائدة الثامنة: وهل هناك فرق بين النصر والفتح؟

بند 1:

سبق أن ضربنا أمثلة لصور النصر في الدنيا، وذكرنا أن منها أن يتمكن المؤمن من تبليغ دعوته لغيره، فهذا نصر حتى لو فقد ماله ونفسه لأجل ذلك، أما الفتح فهو أعلى مراتب النصر، وذلك حين يدخل الناس في دين الله أفواجًا، وهذا قد ذكرناه كذلك، والفتح - بهذا المعنى المذكور آنفًا - هو المقصود في الدنيا، وذلك حين يراه فريق من المؤمنين، أما في الآخرة فالفتح له معنى آخر، وهو أن ينكشف غطاء الإنسان، فيبصر من أمور الآخرة ما قد كذَّب به في الدنيا إن كان مكذِّبًا، ويتأكَّد يقين المؤمن بالغيب الذي آمن به؛ يقول سبحانه: ﴿ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴾ [السجدة: 29].



بند 2:

والنصر بالمفهوم السابق قد وعد الله - تعالى - المؤمنين برؤيته في الدنيا؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، أما الفتح فليس بشرط أن يروه؛ إذ في قصة الغلام والراهب والساحر التي ذكرت نهايتها في سورة البروج إشارة إلى هذا المعنى، إذ بعد أن قُتل الغلام المؤمن بالله - تعالى - آمن شعب بأكمله، فهل رأى الغلام هذا الفتح في الدنيا[16]؟ بالطبع رأى النصر عندما تمكَّن من أن يجبر الملك الظالم على أن ينطق بكلمة الحقِّ، لكنه لم ير هذا الفتح في الدنيا، وإنما سوف يراه بإذن الله - تعالى - في الآخرة.



بند 3:

والفتح بالمعنى السابق ليس لزامًا أن يتحقق في كل الأمم، وإنما خصَّ الله به أمة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو القائل: ((عُرضت عليّ الأمم فجعل النبي والنبيَّان يمرُّون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك))[17].



الفائدة التاسعة: وماذا بعد الفتح والتمكين؟

بند 1:

يقول المولى - سبحانه -: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40، 41]، فإقامة شرع الله - تعالى - هو أول المقاصد التي شُرِع من أجلها الجهاد في سبيل الله - تعالى - فدين الله - تعالى - يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، والإسلام خصَّ الطائفة المنصورة بالقيام على حدود الله - تعالى - وخصَّ - على وجه التحديد - من العدل المأمور به حريةَ الاعتقاد بقوله: ﴿ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ ﴾، إذ طالما كفل الإسلام للناس حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، فإنه بذلك يكفل الحريات الاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والثقافية، والصحية، والسياسية...إلخ من باب أولى، ولم يستثن من ذلك إلا حقًّا واحدًا، الحق في الدفاع عن هذا الوطن؛ لذا شرعت الجزية لأجل ذلك؛ يقول المولى - سبحانه -: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 29].



قال العلماء: الجزية وزنها فِعلة من جزى يجزي، إذا كافأ عمَّا أسدي إليه، فكأنهم أعطَوها جزاء عمَّا مُنحوا من الأمن[18]، والدليل على ذلك ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة، فقال: ((من يشتري بئر رومة، فيجعل فيها دلوه مع دلاء المسلمين، بخير له منها في الجنة؟))، فاشتراها عثمان بن عفان من صلب ماله، فجعل دلوه فيها مع دلاء المسلمين، وأوقفها على الغني والفقير وابن السبيل[19]، قال الحافظ في "الفتح": وهذه البئر كانت ليهودي يبيع ماءها للمسلمين، كل قربة بدرهم، فاشتراها عثمان - رضي الله عنه - وأوقفها للمسلمين على أن له أن يشرب منها كما يشربون، فوجه الدلالة في هذه الرواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد لبَّى المصلحة العامة في أمر من الأمور الضرورية بأهل المدينة كلهم؛ وهي السقي بالماء من هذه البئر العذبة، وليس في المدينة غيرها، وكانت وسيلته في ذلك هو طرح الموضوع لمزايدة علنية، فلمَّا وجد من المسلمين متبرعًا بها كفى بذلك حاجتهم في السقي والشرب، وإن كان بإمكانه أن يتَّخذ مسلك الضرورة ويسلبها من اليهودي عنوةً، طالما أنه ليس بالمدينة بئر عذبة غيرها، لكنه لم يفعل وآثر سبيل البيع والشراء بالطريق المعتاد؛ لأنه الطريق المتاح أمامه وليس في الأمر ما يضطره إلى غيره من السبل الاستثنائية[20]، وهكذا يؤمِّن الإسلام مصالح غير المسلمين الاقتصادية كذلك، طالما عاشوا في كنفه.



بند 2:

وسورة النصر قد احتوت على جملة شرطية، (إذا جاء... ورأيت..... فسبح...واستغفره)، وجواب الشرط في هذه الجملة (فسبح بحمد ربك واستغفره)، تقول عائشة - رضي الله عنها -: ما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة بعد أن نزلت عليه ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾، إلا يقول فيها: ((سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي))[21]، يقول المولى - سبحانه -: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ﴾ [الفتح: 1-3] ، إذ لا شكَّ أن النصر على الأعداء والتمكين في الأرض هو من أشدِّ الفتن التي قد يفتن بها المؤمنون إذا نسوا الذكر؛ يقول المولى - سبحانه -: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴾ [الفرقان: 18].



فالمولى يذكِّر الطائفة المنصورة بأهمية الذكر والاستغفار في هذا الموقف بالذات، حتى تستأنف تلك الطائفة ما بدأته من خير ولا تنشغل بأمور الدنيا حين ذاك، ففي الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صالح أهل البحرين، وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافت صلاة الصبح مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا له فتبسَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رآهم وقال: ((أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء))، قالوا: أجل، يا رسول الله، قال: ((فأبشروا وأملوا ما يسرُّكم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم))[22].



بند 3:

ومن الخطورة بمكان أن يضيِّع المسلمون هذا النصرَ، وهذا الفتحَ الذي منَّ الله عليهم به، حين يتنازعون فيما بينهم - بعد هذا النصر - في أمور الدنيا والخلافة على وجه الخصوص، فتذهب ريحهم ووحدتهم، وتنكسر شوكتهم في عيون أعدائهم، فتعود الكرَّة مرة أخرى لهم؛ يقول المولى - سبحانه -: ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19].



بند 4:

وأخيرًا وليس بآخر، فإن المولى - سبحانه - يختم السورة بقوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾، وفي ذلك إشارة إلى أنه - سبحانه - يفتح باب التوبة في كلِّ الأحوال، وفي موطن النصر والفتح على المسلمين؛ ليستغفر المستغفرون وينتهي العصاة والمذنبون، وتنتهي الشحناء بين المسلمين حتى يظل النصر حليفًا لهم ينعمون به - بفضل الله تعالى - وليس بعد التوبة شيء يستحق العيش لأجله، إذ حينئذ يتحقق النصر الحقيقي، إذ كيف بنا إذ تاب الله علينا، أنؤجل لقاءه؟! بالطبع يكون النصر حين يلقى العبد ربَّه، وقد تقبَّل الرحيم التواب توبته وأدخله في رحمته، وقد فهم ذلك ابن عباس - رضي الله عنه - إذ قال في هذه السورة: هو أجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمه الله له ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ فتح مكة، فذاك علامة أجلك؛ ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾[23].


[1] رواه البخاري، (1/58)، رقم (123).

[2] رواه البخاري، (1/7)، رقم (7).

[3] رواه البخاري، (1/128)، رقم (328).

[4] رواه البخاري، (1/221)، رقم (585).

[5] رواه البخاري، (4/1657)، رقم (4278).

[6] رواه البخاري، (3/1152)، رقم (2988).

[7] رواه البخاري، (4/1577)، رقم (4084).

[8] يراجع في ذلك أصل القصة في "سيرة ابن إسحاق" من رواية عبد الرحمن بن عوف، يقول: كان يضجعه على ظهره، ثم يأمر بالصخرة العظيمة، فتوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد، فيقول بلال: أحد أحد، قال: فلما رآه قال: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا، ورواه البخاري، (2 /807 )، رقم (2179).

[9] رواه مسلم، (3 /1514)، رقم (1906).

[10] رواه البخاري، (3/ 1322)، رقم (3416).

[11] رواه أبو داود، (2/509)، رقم (4283)، وصححه الألباني.

[12] رواه مسلم، (4/ 2239)، رقم (2922).

[13] إذ غني عن البيان أن نشير إلى أن المجتمع الدولي يسعى لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في باب المعاملات الدولية، إقرارًا منه بأنها أفضل التشريعات التي يمكن تطبيقها على مستوى العلاقات الدولية، ويقر بذلك كبير قضاة إنجلترا، حيث أعلن أن مبادئ الشريعة الإسلامية يمكن أن تستخدم لتسوية الخلافات في بريطانيا أيضًا، وقال اللورد "فيليبس" - في كلمة ألقاها بأحد المراكز الإسلامية شرق "لندن" -: إنه لا يرى ما يمنع من استخدام الشريعة أو أي مبادئ دينية أخرى كأساس لتسوية خلافات دون إجراءات قضائية، وأشار اللورد "فيليبس" إلى أن المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا معتادون منذ زمن بعيد على استخدام الشريعة لتسوية الخلافات التي تنشأ داخل الأسرة أو على بعض العقود.

[14] المدر: البناء، الوبر: الخيام.

[15] رواه أحمد، (4/301)، والطبراني في الكبير، (1/621)، وابن منده في الإيمان، (1/201)، وعبد الغني المقدسي في ذكر الإسلام (1/661)، وقال: حسن صحيح، ورواه الحاكم وقال: صحيح مع شرط الشيخين، ووافقه الذهبي (4/34)، والسنن الكبرى (9/971)، وقد أخذت هذا التخريج جميعه من كتاب الشيخ الألباني.

[16] رواه مسلم، (4/2299)، رقم (3005).

[17] رواه البخاري في صحيحه، (5/2157)، رقم (5378).

[18] فتح القدير، للشوكاني، تفسير الآية (29) سورة التوبة.

[19] انظر البخاري، (2/827)، (3/1021)، حديث رقم (2626)، والترمذي، حديث رقم (3699)، والنسائي (3182)، وغيرهم.

[20] رسالتنا للدكتوراه بعنوان "دور الدولة إزاء الاستثمار"، (1/89)، دار النهضة العربية.

[21] رواه البخاري في صحيحه، (4/1900)، رقم (4683).

[22] رواه البخاري، (3/1152)، رقم (2988).

[23] رواه البخاري، (4/1563)، رقم (4043).


]ghghj jvf,dm ugn s,vm hgkwv hgkav plhlhj w,vm ugd




]ghghj jvf,dm ugn s,vm hgkwv hgkav jvf,dm plhlhj w,vm ugd




 توقيع : قَـلـبْ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ قَـلـبْ على المشاركة المفيدة:
 (21-08-2021),  (05-09-2021)
قديم 21-08-2021   #2



 إنتسابي » 335
 آشرآقتي ♡ » Nov 2019
 آخر حضور » 16-10-2023 (07:10 PM)
موآضيعي » 4825
آبدآعاتي » 522,550
 حاليآ في » مطرح
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
الاعجابات المتلقاة » 25022
الاعجابات المُرسلة » 24075
 التقييم » صدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond reputeصدى الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

صدى الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي



الشكر ع القيم المفيد
أرق التحايا وباقة ورد


 توقيع : صدى الشوق

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 21-08-2021   #3



 إنتسابي » 232
 آشرآقتي ♡ » Sep 2019
 آخر حضور » 24-02-2024 (11:57 AM)
موآضيعي » 6004
آبدآعاتي » 1,154,578
 حاليآ في » أنفَاس الحُب.
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحَمدلله.
آلقسم آلمفضل  » الصحي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 23701
الاعجابات المُرسلة » 20377
 التقييم » - وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك water
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةMercedes-Benz
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

- وَرد. غير متواجد حالياً

افتراضي



-









يعطيك العافية عَ الطرح القيم
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
دمتِ في طاعة الرحمن .


 توقيع : - وَرد.

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 21-08-2021   #4



 إنتسابي » 233
 آشرآقتي ♡ » Sep 2019
 آخر حضور » 08-02-2023 (02:01 PM)
موآضيعي » 12820
آبدآعاتي » 1,205,844
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Lebanon
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الأزياء♡
آلعمر  » 24سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
الاعجابات المتلقاة » 45152
الاعجابات المُرسلة » 43834
 التقييم » eyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond reputeeyes beirut has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك water
قناتك mbc
اشجع
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

eyes beirut غير متواجد حالياً

افتراضي



/

تسلم ايدك ع الطرح


 توقيع : eyes beirut

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 21-08-2021   #5



 إنتسابي » 122
 آشرآقتي ♡ » Aug 2019
 آخر حضور » 15-01-2023 (06:39 PM)
موآضيعي » 1834
آبدآعاتي » 435,830
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 🌹
الحآلة آلآجتمآعية  » » 🌹
الاعجابات المتلقاة » 22464
الاعجابات المُرسلة » 32387
 التقييم » رتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond reputeرتيــــــل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك mbc
اشجع
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

رتيــــــل غير متواجد حالياً

افتراضي



الله يعطيك العافيه
سلمت يدينك ربي يسعدك
ماننحرم منك


 توقيع : رتيــــــل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 21-08-2021   #6



 إنتسابي » 666
 آشرآقتي ♡ » Oct 2020
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (08:05 AM)
موآضيعي » 129
آبدآعاتي » 131,086
 حاليآ في » فَيِ حدود السماء ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » ملجأي .!
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي♡
آلعمر  » 60سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 10488
الاعجابات المُرسلة » 8446
 التقييم » بُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Mac
مشروبك water
قناتك mbc4
اشجع
سيارتي المفضلةTOYOTA
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ѕмѕ ~



أعلم أن أكثر الوعود كاذبة ولكني صدقتها لأنها منك ،
ومازلت ، فالأمنيات تخلق فينا الغباء ياصديقي ..!


آوسمتي

بُليِتُ بِك غير متواجد حالياً

افتراضي






/







جزاك الله خيراً
شكراً لك


 توقيع : بُليِتُ بِك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 21-08-2021   #7



 إنتسابي » 549
 آشرآقتي ♡ » Jun 2020
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (10:57 PM)
موآضيعي » 59
آبدآعاتي » 483,602
 حاليآ في » بين رفوف الذكرى
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 60سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » أعزب 😄
الاعجابات المتلقاة » 27728
الاعجابات المُرسلة » 34478
 التقييم » احمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond reputeاحمد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع https://www.a-al7b.com/vb/showthread.php?t=28299
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

احمد متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا


 توقيع : احمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : احمد



رد مع اقتباس
قديم 22-08-2021   #8



 إنتسابي » 259
 آشرآقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » 24-05-2022 (06:35 AM)
موآضيعي » 9
آبدآعاتي » 2,845
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
الاعجابات المتلقاة » 463
الاعجابات المُرسلة » 460
 التقييم » لااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond reputeلااشبه احد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

لااشبه احد غير متواجد حالياً

افتراضي



جزآكالله جنةٍعَرضهاآلسَموآتوَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم و في ميزآن حسناتك ,,
آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمتمّ بـِ طآعَة الله..}

,/*


 توقيع : لااشبه احد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 23-08-2021   #9



 إنتسابي » 420
 آشرآقتي ♡ » Jan 2020
 آخر حضور » منذ 3 ساعات (08:08 PM)
موآضيعي » 7317
آبدآعاتي » 455,835
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
الاعجابات المتلقاة » 20310
الاعجابات المُرسلة » 12792
 التقييم » غيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

غيمہّ فرٌح متواجد حالياً

افتراضي



جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ


 توقيع : غيمہّ فرٌح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 24-08-2021   #10



 إنتسابي » 34
 آشرآقتي ♡ » May 2019
 آخر حضور » 21-10-2022 (07:15 PM)
موآضيعي » 1859
آبدآعاتي » 236,204
 حاليآ في » - هنيّآ .
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » _ ألحمدلله .
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 5596
الاعجابات المُرسلة » 8569
 التقييم » - مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute- مِيعآد. has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك ice-lemon
قناتك fox
اشجع https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=421
سيارتي المفضلةLexus
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

- مِيعآد. غير متواجد حالياً

افتراضي



-




جزآك الله خيراً
وجُعل م قدم في ميزآن حسنآتك .


 توقيع : - مِيعآد.

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : - مِيعآد.



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
النشر, تربوية, حمامات, صورة, علي

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تأملات تربوية في سورة العصر - وَرد. ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ 19 23-10-2023 02:31 PM
من سورة البروج 》فوائد تربوية فاتن ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ 29 23-10-2023 06:30 AM
بالصور ديكورات حمامات تبعث على الهدوء والاسترخاء - آتنفسك❀ ❀ انفاس الديكور والاثاث ❀ 12 19-10-2023 04:47 AM
صورة لوثيقة رسمية بخط يد الرئيس التونسي تحمل دلالات عدة eyes beirut ❀ الاخبار المحلية والدولية والعالمية ❀ 10 30-01-2023 09:08 AM
عبدالفتاح عسيري يتسلم سيارة بنتلي من النصر -صورة eyes beirut ❀ انفاس صدى الملآعب ❀ 2 11-10-2020 06:54 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 12:03 AM

أقسام المنتدى

.ღ اسلاميات ღ | ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس القصص والروايات الاسلاميه ۩۞۩ | .ღ أنفاس العـــــامه ღ | ❀ انفاس ضفاف حره ❀ | ❀ انفاس اهداءات وتبريكات الاعضاء❀ | ❀انفاس قسم التعازي والمواسآة والدعاء للمرضى ❀ | ❀ انفاس حللتم أهلا ووطئتم سهلا ❀ | ❀ انفاس الحوار والنقاش ❀ | .ღ انفاس انبثـاق الحرف ღ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام حصري ❀ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام وسبق نشره ❀ | ❀ انفاس نبـض الخفوق و عذب الكلام المنقول ❀ | ❀ انفاس عالم القصه والرواية ❀ | ❀ انفاس ملتقى الصوتيات والمرئيات ❀ | .ღ أحسآس يتنفسْ ღ | ❀ انفاس كوفي شوب ❀ | ❀ انفاس استراحة اعضاء ❀ | ❀ انفاس منابع البوح ❀ | ❀ انفاس مرافئ ساكنه خاصه ❀ | .ღ أنفاس حياتنا ღ | ❀ انفاس حَوّاء ❀ | ❀ انفاس انامل طاهية ❀ | .ღ قسم التكنولوجيا والابداع ღ | ❀ الحاسب وتكنولوجيا العصر ❀ | ❀ ماسنجريات - Google Android OS - Apple iOS ❀ | .ღ عالم التصاميم والفوتوشوب ღ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم ❀ | ❀ ركنْ الإبداع للتصاميم الحصرية .❀ | .ღ متنفس شبابي , آناقة , رياضةღ | .ღ الأقسام الإدارية ღ | ♔ مجلس الإدارة ♔ | ♔ الإقتراحات والشكاوي ♔ | ❀ انفاس صدى الملآعب ❀ | ❀ انفاس عآلم السيآرآت ❀ | ❀ دروس التصميم والشروحات الحصرية للفوتوشوب ❀ | ❀ طلبات التصاميم و الإهداءات ❀ | ۩۞۩ انفاس اسلاميات بلمسه مصمم ۩۞۩ | ♔ آرشيف المواضيع المكرره والمحذوفات ♔ | ❀ تطوير المواقع والمنتديات ❀ | ♔ طلبات الأعضاء وتغيير النكات والرمزيات ♔ | .ღ أنفاس الثقافية ღ | ❀ انفاس القسم الطبي ❀ | ❀ انفاس القسم التعليمي ❀ | ❀ انفاس الديكور والاثاث ❀ | ❀ انفاس العنايه ب البشره والشعر ❀ | ❀ توجيهات وقرارات الإدارة - ترقيات الأعضاء ❀ | ❀ الاخبار المحلية والدولية والعالمية ❀ | .ღ الفن والمشآهير ღ | ♫.اخبار المشآهير ولقاتهم.♫ | ♫.افلام ومسلسلات ودراما خليجيه عربيه .♫ | ♔ طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ انفاس المسابقات والفعاليات ღ | ❀ انفاس المسابقات وفعاليات المنتدى ❀ | ❀ انفاس الحياة الزوجية ❀ | ❀ الحمل والامومه ❀ | ❀ انفاس الضحك والفرفشه ❀ | ❀ Ask Me ❀ | ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ | ♫ الأنمي والرسوم المتحركه ♫ | .ღ المنوعات ღ | ❀ Foreign Language Forum ❀ | ❀ ❀ الأشخاص ذوي الإعاقة ❀ ❀ | ❀ تنسيق الموضوع قبل طرحه ❀ | ❀ الشخصيات التاريخية ❀ | ❀ (مسابقات وتوقع نتائج المباريات) ❀ | ❀ نتائج الفعاليات والمسابقات ❀ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم الحصرية ❀ | طلبات التبادل الإعلاني | ♔ شؤون إدارية ♔{ خاص بالسلطة الملكية } | ❀ صندوق الأمـآن ❀ | ❀ طهاة ب انامل وحصريات ال انفاس الحب ❀ | ♫.درام تركية واخبار الفن التركي .♫ | ♫.مسلسلات وافلام الدراما الهندية.♫ | ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس الصوتيات والمرئيات الاسلامية ۩۞۩ | ❀ انفاس عالم القصة والرواية الحصرية ❀ | ❀ قناة يوتيوب انفاس الحب ❀ | ♔ أرشيف إداري ♔ | ♔ انفاس الحب لـ الردود المميزه ♔ | ❀ انفاس الاسره والطفل ❀ | ❀ انفاس مهارات الاشغال اليدويه ❀ | ❀ انفاس تطوير الذآت ❀ | ❀ انفاس التراث والاثار ❀ | ❀ انفاس قسم السياحة ❀ | ❀ انفاس الصور المنوعة ❀ | ❀ انفاس عدسة الاعضاء وابداعاتهم ❀ | ❀ الصيد والمقناص والرحلات البرية ❀ | ❀ عالم الحيوانات والنباتات والبحار ❀ | ❀ المقالات الادبيه الحصريه لـ انفاس الحب ❀ | ❀ لآنني رجل ب كاريزمآ ❀ | ❀ مملكة فلورا ديزاين ❀ | -{ورشة عمل ونقطة التقاء مبدعينا}-* | ۩۞۩ فـتــــاوى ۩۞۩ | ❀ مجلة اعضاء آنفاس الحب ❀ | ❀ مِنصة لقِآء ❀ | ❀ المقالات الأدبية المسبوق نشرها بقلم العضو ❀ | ❀ شغب حرف وعبث ريشة ❀ | ❀ المدونات الشخصية للصور ❀ | ♔ أرشيف طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ الخيمة الرمضانية ღ | ۩۞۩ انفاس الخيمة الرمضانية ۩۞۩ | ۩۞۩ مسابقات وفعاليات شهر رمضان المبارك ۩۞۩ | ❀ إستفسارات الفوتوشوب وطلبات البرامج ❀ | ❀ الألغاز ❀ | ❀ قسم وسائل التواصل الاجتماعي ❀ | ❀قسم الكتب الـ PDF و الـWORD ❀ | ۩۞۩ أنفاس الحج والعمره ۩۞۩ | ۞ قسم فعاليات الحج ۞ | ♣ ركـن المُصَمِمين والمُصَمِمات ♣ | ❀ انفاس قسم المئويات ❀ | ❀ الإحتفالات الوطنية ❀ | ♔ قائمة الإنتظار ♔ | ۩۞۩ مطبخ أنفاس الحب الرمضاني ۩۞۩ | ۩۞۩ التصاميم الرمضانية ۩۞۩ | ۩ أرشيف الفعاليات ۩ | ❀ مقاطع يوتيوب منوعه ❀ | ♔ مجلس نواب السلطة ♔ | ❀ الطب البديل ❀ | ❀ متحف أنفاس الحب ❀ | ❀ FIFA World Teams ❀ | ❀ انفاس التمّيز اليومي ❀ | ❀ انفاس قسم المليونيات ❀ | ❀ الدوري العالمي الانقليزي والعربي ❀ | .❀ مُـنـوعـات ريـاضـيـة ❀ |




تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant