07-01-2020
|
|
انسحاب أمريكا من العراق يسهّل عودة داعش
قال ديفيد دي كيركباتريك، مراسل صحيفة "نيويورك تايمز"، إن اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، ربما يجعل بقاء القوات الأمريكية في العراق من الأمور المستحيلة، ما من شأنه أن يهدد القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي، ويسهل عودته.
ويقول الكاتب إن اغتيال سليماني أسفر عن إعادة توجيه غضب الميليشيات العراقية والعديد من حلفائها السياسيين داخل العراق بشكل مباشر ضد الوجود الأمريكي، ما يثير الشكوك في استمرار الحملة التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على ما تبقى من داعش، ومنع إعادة إحياء التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا المجاورة.
ويرى سام هيلر، المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، أن اغتيال سليماني يعطي داعش فرصة ذهبية يحتاجها للعمل من جديد والخروج من التهميش الحالي، وحتى إذا لم تنسحب القوات الأمريكية بشكل فوري فإن من الصعب جداً تخيل إمكانية مواصلة المعارك ضد داعش.
ويضيف مسؤولون سابقون في وزارة الدفاع، والمخابرات، أن تصاعد المواجهة الأمريكية مع الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً بقيادة سليماني، يعني أن على القوات الأمريكية في سوريا والعراق حماية نفسها من هجمات تلك الميليشيات مثلما تفعل مع الدواعش، ومن شأن هذا التشتت أن يقوض الحملة ضد داعش بشكل خطير.
طرد القوات الأمريكية من العراق
وتُشير دانا سترول، المسؤولة السابقة في البنتاغون، إلى أن القوات الأمريكية ستركز بشكل أكبر على حماية نفسها بدل محاربة داعش.
وتوفر القوات الأمريكية، البالغ عددها قرابة 5000 جندي يتمركزون في العراق، الدعم الضروري للقوات العراقية التي تحاول تعقب الآلاف من مقاتلي داعش الذين لايزالون يخططون لشن هجمات من مخابئهم في المناطق الريفية النائية، والصحارى، والجبال.
وحسب تقرير "نيويورك تايمز"، فإن غياب المراقبة، والاستخبارات، والنقل والدعم الجوي الأمريكي، يعني اكتشاف مقاتلي داعش عمليات الاقتحام التي تقوم بها القوات العراقية، ما من شأنه أن يتيح لهم الهروب، ويسمح لهم أيضاً بالإفلات من العقاب، وإعادة تنظيم صفوفهم.
وعلاوة على ذلك، فإن الدعم الاستخباراتي واللوجستي من القوات الأمريكية ضروري بالدرجة نفسها للشركاء العسكريين الأوروبيين وغيرهم في التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.
الميليشيات المدعومة إيرانياً
ويورد التقرير أن المجموعة العسكرية الأصغر التي تضم أقل من 1000 جندي أمريكي في سوريا لمحاربة داعش، ستكون عاجزةً عن الاستمرار، دون دعم القوات الأمريكية في العراق.
ويعتقد بعض المحللين أن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا، قد ترك القوات الأمريكية هناك بالفعل عرضة للهجوم، فضلاً عن تخفيف الضغط على داعش.
ويحذر الكاتب من أن التصويت البرلماني على طرد القوات الأمريكية من العراق سيقود فعلياً إلى إنهاء الجهود العسكرية لهزيمة داعش ومنع عودته.
ويقول التقرير: "تكافح الحكومة العراقية التي تأسست بعد الغزو الأمريكي في 2003 لتحقيق التوازن بين اعتمادها على واشنطن والغرب، في مقابل علاقاتها الوثيقة مع جارتها إيران. واعتمدت الحكومة العراقية في بغداد اعتماداً كبيراً على الميليشيات التي تدعمها إيران في الحرب ضد داعش. وعلاوة على ذلك، لدى العديد من السياسيين العراقيين روابط وثيقة مع إيران، ومن بينهم الكثير من القادة أو ممثلي تلك الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة إيرانياً، والذين انتخبوا الآن في البرلمان".
ويلفت التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين عمدوا إلى طمأنة العراقيين المتوترين مراراً وتكراراً على أن القوات العسكرية الأمريكية التي عادت في 2014 لا تهدف إلا لدعم الحرب العراقية ضد داعش.
ولطالما أكد الدبلوماسيون الأمريكيون والضباط العسكريون أن القوات الأمريكية موجودة هناك فقط بناءً على دعوة رسمية من الحكومة العراقية لتعزيز قدرات القوات العراقية على محاربة داعش.
سليماني ..عدو مخيف
ويلفت مراسل "نيويورك تايمز" إلى أن القوات الأمريكية في العراق لم تغتل الجنرال سليماني فحسب، ولكن الغارة الجوية ذاتها قتلت قائد ميليشيا عراقي بارز، كان أيضاً مسؤولاً أمنياً حكومياً بارزاً وعضواً سابقاً في البرلمان.
وفي الأيام الماضية، قتلت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 25 عراقياً من ميليشيات بارزة مدعومة إيرانياً، بضربة صاروخية رداً على هجوم صاروخي تسبب في مقتل مقاول مدني أمريكي، وجرح عدة أشخاص آخرين في قاعدة عسكرية عراقية.
ويلفت التقرير إلى أن سليماني كان عدواً مخيفاً للمسؤولين الأمريكيين، خاصةً لأنه بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003، ساعد في تشكيل وتوجيه الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً في العراق التي يُلقى عليها اللوم في قتل مئات الأمريكيين.
ولكن في الحرب ضد داعش بعد 2014، قبلت الولايات المتحدة ضمناً الجنرال سليماني باعتباره حليفاً خطيراً، ووجد الحكام الشيعة في إيران قضية مشتركة مع واشنطن ضد المقاتلين السُنة من داعش، ونفذت الميليشيات المدعومة إيرانياً الكثير من العمليات على الأرض برعاية الجنرال سليماني، ودعمت الولايات المتحدة القتال بالمقاتلات الجوية، والطائرات دون طيار.
وفي الوقت نفسه توقفت الميليشيات الشيعية عن مهاجمة القوات الأمريكية التي عادت إلى العراق، واستقرت في القواعد العسكرية العراقية، أين تعتمد سلامتها وحمايتها على قوات الأمن العراقية.
عودة داعش
ويقول التقرير: "بدأ الرئيس ترامب مواجهة متصاعدة مع إيران، سعياً لاستخدام العقوبات الاقتصادية الشاملة لإجبار طهران على الخضوع لقيود جديدة على أنشطتها العسكرية وبرنامجها النووي. وفي الأشهر الأخيرة، عادت الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً إلى تهديد الأمريكيين، أو مهاجمتهم. وأخفقت قوات الأمن العراقية في منع محاصرة إحدى الميليشيات لمجمع السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في بغداد".
ويخلص التقرير إلى أنه إذا أسفر التصعيد عن معركة أكبر في العراق، بين الولايات المتحدة وإيران، فإن الفوضى ستخلق الظروف نفسها التي سمحت لتنظيم داعش الإرهابي بالازدهار في الماضي، أي الوضع المثالي ليُعيد داعش تنظيم صفوفه.
hksphf Hlvd;h lk hguvhr dsi~g u,]m ]hua l, ykdm
hksphf Hlvd;h lk hguvhr dsi~g u,]m ]hua l, hguvhr hksphf ]hua dsi~g
عزالاصايل/
عندما يتحدثون عن الصدف سااتحدث
عن اليوم الذي جمعني بك:ff1 (12):
|