الأمر ليس أنك غير قابل للنسيان
ببعض الإرادة والوقت
ستذوب كقطعة ثلج فاجئتها شمس الصيف
وتنمحي ككتابة بالطبشور في مواجهة الأمطار
لن يبقي منك الكافي لصناعة ذكري استرجعها بآسي أو بحنين
لكني لا أريد أن أنساك
أضم العالق منك بي
مثل شجرة تتمسك بآخر أوراقها
تخشي عريها إذا ما سقطوا
الشجرة لا تجيد التخلي رغم إيمانها بالربيع
يمكنها ببساطة افلات الوريقات الجافة الذابلة
في انتظار أن تزهو بحُلة رائعة الخضرة والنضارة
لكنها لا تريد أن تترك جزء من ذاتها
أملا في بديل مجهول قادم
أنت أوراقي القديمة المهترئة
التي لا تدفئ من برد وحدة
ولا تستر روح تحتجب بها
لكني لا أريد أن أنساك
احتمي بخلاءك المكشوف من ازدحام مهدد
أنت الذي لا أمان معك
ولا ملاذ بك
أنت الذي لم تكن سوي عاصفة قلق
وخوف متواتر...
متي أمسى الالتجاء لاحضان ظلك مهدئا لاضطرابي
وهو الذي كان سقوطا في بئر مظلم بغير قرار؟!
كم غامضة تلك النفس التي تخلق من نفثة دخان وهم عظيم
تحبه وتكرهه تحتمي به وترتعب منه
تهرب منه كأن الموت
وتلوذ به كأن لا حياة إلا به
وهو كان وسيبقي نفثة دخان لا أكثر!