هل فكرت يا أخي في معنى حياتنا على هذه الأرض: من أين جئنا؟ ومَن جاء بنا؟ ولماذا جاء بنا؟ وأين يُذهَب بنا بعد هذه الحياة؟
هذه الأسئلة لا بُدَّ وأن تكون قد خطرت ببالك، بل وعلى بال كل إنسان، وأكثر الناس لم يُتعبوا أنفسهم في البحث عن الجواب فصار همهم في الحياة الطعام والشراب والشهوات، وكثير منهم ضل في بحثه عن الإجابة حيث لم يتجه الِإتجاه الصحيح إلى من يملك الِإجابة، وكلا الفريقين أموات يتحركون على الأرض كما وصفهم خالقهم-: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].
فلنحاول إذًا معًا في هذه السطور أن نخرج من هذه الغفلة لنسير في حياتنا على هُدى ونور على صراط مستقيم بَيَّنه لنا خالق السموات والأرض وهو دينه الذي لا يقبل من أحدٍ من خلقه دينًا سواه وهو وحده الذي يعطيك الجواب الشافي على هذه الأسئلة لأنه وحده الدين الخالص من عند الله: قال الله تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ [سورة الطور، آية 35].
بهذا الوضوح أجاب القرآن عن السؤال الأول من أين جئنا؟ ومَن جاء بنا؟.
حقيقة لا يمكن لِإنسان أن يهرب منها أقر بها المشركون لعجزهم عن الفرار، ولكن هل الإقرار وحده يكفي؛.
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [سورة الذاريات، آية 56]. إذا علمت أن الله وحده هو المنفرد بالخلق والتدبير والإحياء والإماتة والملك التام لكل ما في هذا الكون، فلا بُدَّ أن يثمر ذلك في قلبك إفراده بحق العبادة لا شريك له في شيء منها، ومن أجل هذا قامت السموات والأرض، ومن أجل هذا خُلقنا في هذا العالم وجئنا إليه، ومن أجل هذا بُعثت الرسل وأُنزلت الكتب، وعلى هذا يكون الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار.
فهل معنى هذا أن نقضي حياتنا كلها في المسجد راكعين ساجدين. ونترك الحياة تسير كما شاء أهلها أن يسيروها؟.