الحاجة إلى وصف النبي صلى الله عليه وسلم
لم يكن هناك من حاجة إلى بيان صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيل الصحابة، إذ كان صلى الله عليه وسلم بينهم، ولقد كانت حجة الوداع التي أعلن عنها صلى الله عليه وسلم مسبقًا، ليتيح للناس المشاركة فيها، كانت فرصة لكل من لم ير الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلمين من قبل أن يراه في تلك المناسبة التي ودع فيها المسلمين.
ثم توفي صلى الله عليه وسلم وجاء جيل التابعين، وقد عاشوا في جو كل ما فيه يربطهم برسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة، الصوم، آداب الأكل والشرب، ودخول المسجد.. وكل شيء في الحياة، من عبادة أو عادة..
فتطلعت نفوس هذا الجيل للتعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم جسمًا، وقد تعرفوا عليه "أسوة" وأخلاقًا وسلوكًا.
فلم يكن من سبيل إلى ذلك، إلا أن يطلب التابعون ممن أدركوهم من الصحابة - وهم الذين رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وعاشوا معه - أن ينقلوا لهم معالم تلك الصورة الكريمة، فكانت تتوارد عليهم الأسئلة في ذلك. كما حدث لأبي جحيفة رضي الله عنه.
وما الدافع إلى ذلك إلا الحب الذي استقر في النفوس على تتابع الأجيال، وقد عرف صلى الله عليه وسلم ذلك من أمته، ومدى تشوقهم إلى رؤيته صلى الله عليه وسلم فقال: "وليأتين على أحدكم زمان، لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله"[1].
وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: "من أشد أمتي لي حبًا، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله"[2].
وقد قام الصحابة رضي الله عنهم، بهذا الوصف مجملًا تارة، وتفصيلًا في بعض الجزئيات تارة أخرى.
ومع ذلك تظل المقولة المتداولة صادقة، "فما راء كمن سمعا".
وقد ظل إكرام الله لبعض خلقه مستمرًا مع تتابع الأجيال، في إتاحة الفرصة لهم في رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام، وتلك رؤية حقة كما ورد، ذلك عنه صلى الله عليه وسلم، إذ قال: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتخيل بي"[3].
[1] متفق عليه (خ 3589، م 3464).
[2] أخرجه مسلم برقم (2832).
[3] أخرجه البخاري برقم (2552).
أ. صالح بن أحمد الشامي
hgph[m Ygn ,wt hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl hlgi hgph]e hgkfn wgd Ygd ksHg kwt
hgph[m Ygn ,wt hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl hlgi hgph]e hgkfn wgd ugdi Ygd ksHg kwt