لا يكاد يوجد على وجه هذه الأرض إنسان يخلو من المشاكل التي تواجهه في حياته ، فطبيعة الحياة الإنسانيّة تفرض وجود مثل هذه الظروف حتى تتكمل الحياة البشريّة بمتناقضاتها وظروفها
لا يكاد يوجد على وجه هذه الأرض إنسان يخلو من المشاكل التي تواجهه في حياته ، فطبيعة الحياة الإنسانيّة تفرض وجود مثل هذه الظروف حتى تتكمل الحياة البشريّة بمتناقضاتها وظروفها المختلفة ،
فالمشكلة هي حالة وظرف يقف أمام الإنسان ، ويثير في نفسه مشاعر القلق والتوتر ، بحيث يشعر بالرغبة في تجاوز تلك الحالة بما هو متاح أمامه من وسائل .
فالطالب الذي يدرس مساقاً معيّناً قد تواجهه مادّة تتّسم بالصعوبة ، فيخشى منها وتُسبّب له القلق والخوف من عدم القدرة على النجاح فيها واجتيازها ،
وبالتالي فقد يلجأ إلى وسائل عدّة للتخلّص من هذا الخوف أو اجتياز هذه المشكلة ، وقد يكون الأسلوب الذي يتّخذه مشروعاً كأن يجدَّ ويجتهد في دراسة هذه المادة ،
وقد يلجأ إلى أسلوب غير مشروع أخلاقيّاً وقانونيّاً وهو الغش في الامتحان ، ولا شكّ في أنّ المشاكل كثيرة ومتنوّعة ، وتفرض على الإنسان أن يكون له منهج واضح في معالجتها وتجاوزها ؛
1⃣ أن يدرك الإنسان أنّ لكل مشكلة في الحياة حلًّا ، وأنّ عليه أن يحسن تحليل أسباب المشاكل التي تواجهه حتى يستطيع حلّها، وكم من أناس في الحياة فقدوا بوصلة حلّ المشاكل لديهم لعدم معرفة أسبابها ، وتراهم يركّزون على تخفيف آثارها من خلال نتائجها ،
وهذا بلا شك منهج عقيم في معالجة المشاكل ، ومثال على ذلك الإنسان الذي يواجه مشكلة نقصان دخله وعدم مقدرته على سدّ احتياجاته المعيشيّة ، فقد يكون سبب ذلك عدم اجتهاده في الحياه أو قلّة حيلته ،
فعليه إذن أن يجتهد في سعيه ، وأن ينوّع مصادر دخله ، وأن يحتال لذلك بالحيل المشروعة والأفكار المبتكرة ، ولا شكّ في أنّ ذلك سوف يوصله لحل مشكلته.
2⃣ ألّا يراكم الإنسان المشاكل فوق ظهره ، فكم من مشاكل استهان بها الإنسان ، وألقاها وراءه ، فإذا بها تتراكم فجأة كأنّها جبل أمامه ، وحينئذ لا يستطيع مواجهتها ، فالمشكلة ينبغي أن تُحلّ أوّلا بأول ، وألّا يؤجل الإنسان عمل اليوم إلى الغد.
3⃣ أن يبتعد الإنسان عن روح الاستسلام ، فالاستسلام أمام المشاكل لا يجدي نفعاً في حلّها ، بل يضعف الإنسان ويجعله فريسة سهلة لها ، فعلى الإنسان أن يتحلّى بالقوة والعزيمة لمواجهة مشاكل الحياة التي تواجهه مستعيناً بالله تعالى ومتوكّلاً عليه.
4⃣ وأخيراً أن يتعاون الإنسان مع غيره ، ممّن يثق في حلّ مشاكله ومشاكلهم ، فاليد الواحدة لا تصفّق ، كما أنّ الجماعة والاجتماع هو قوة للفرد ، والمجتمع في مواجهة المشاكل في الحياة.
يومًا ما سنلتقي .. في ابريلٍ دافىء أو نوفمبرٍ خريف أوراقه تملأ أرصفة طرقات العابرين ..يومًا ما ستزهر الحياة من جديد و كأنها تزور ربيع داخلنا للمرة الأولى ، ستتلاشى آلام البِعاد و يصير الخيال واقًعا و الأمان رفيقًا و الكلمات ثرثرة لا نهاية لها .. يومًا ما سيحل لقاء حتمي و أبدي لا نهاية لميقاته .