من أجل سليماني.. حماس تفرض الحداد على غزة وتجدد الولاء لإيران هرولت حركة حماس الفلسطينية وغيرها من فصائل "محور المقاومة" لفتح بيت عزاء للإيراني قاسم سليماني
هرولت حركة حماس الفلسطينية وغيرها من فصائل "محور المقاومة" لفتح بيت عزاء للإيراني قاسم سليماني الذي هلك بغارة أمريكية يوم الجمعة في بغداد، إلى جانب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
رُفعت صور سليماني في شوارع غزة حزناً على الإرهابي، قاسم سليماني، وخرج قادة حماس بتصريحات تُبين عظيم مصابهم، ووصل الحد لوصف سليماني بـ"الشهيد" في بيان رسمي أصدرته الحركة عقب الغارة الأمريكية، كما تدرس حماس إرسال وفد رفيع من قياداتها إلى إيران للمشاركة في مراسم تشييع سليماني، الذي وصل جثمانه اليوم إلى الأحواز.
ولاء مطلق
كشفت حماس بتصريحاتها ولاءها المطلق لإيران، وتعتبر حركة حماس قاسم سليماني، واحداً من أهم مناصري المقاومة الفلسطينية، بـ"اعتباره الرجل الوفي الذي قدم الدعم العسكري والمالي المطلق للفصائل المسلحة في غزة".
حمّلت حماس في بيانها الصادر عقب مقتل سليماني الولايات المتحدة مسؤولية إراقة الدماء في المنطقة العربية، واتهمت واشنطن بتأجيج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها.
ولم تكن حماس وحدها من شجب واستنكر مقتل قاسم سليماني، إذ وقفت إلى جانبها فصائل أخرى تتلقى دعماً من إيران، أبرزها حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التنظيمات الفلسطينية التي يختلف موقفها عن موقف حماس، ووصف القيادي في الجهاد الإسلامي، خضر حبيب قاسم سليماني والمهندس بـ"القائدين الكبيرين في الأمة العربية والإسلامية"، أما القيادي في الجبهة الشعبية لؤي القريوتي فقال، إن "سليماني له الفضل في تطوير المقاومة الفلسطينية وما كانت عليه هذا اليوم".
جرائم سليماني
تناست حركة حماس وغيرها من الفصائل المتباكية على سليماني، جرائم الأخير في العواصم العربية، وآخرها قتل المتظاهرين في بغداد، وقمعهم، لأنهم خرجوا احتجاجاً على الفساد المستشري في البلاد، بسبب هيمنة الأحزاب الموالية لإيران على مفاصل الدولة.
وتناست حماس وقادتها، دور سليماني في مذابح السوريين في حلب، بأسلحة الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني الموالي لطهران، وتناست أيضاً دور الأخير في تأجيج صراع اليمن، ودعم ميليشيا الحوثي الإيرانية لارتكاب هجمات ضد دول الخليج العربية التي لطالما وقفت إلى جانب الفلسطينيين ودعمتهم سياسياً، ومالياً بأضعاف ما قدمته إيران، التي تسعى لتقسيم المنطقة، وتصدير الفوضى، لخدمة مصالحها.
وترفض حماس وغيرها من الفصائل المشابهة، أن ترى في قاسم سليماني، غير "قائد فيلق القدس"، وهو الذي خاض معاركاً شتى في بغداد، وبيروت، وصنعاء، ودمشق، وحلب، ولكنه لم يُطلق رصاصة واحدة نحو جندي إسرائيلي في القدس المحتلة.
قاسم سليماني، ليس بأكثر من إرهابي جال وصال في المنطقة العربية، وعاث فيها فساداً، وأشعل حروباً لم تكن تهدأ إلى يومنا هذا منذ توليه قيادة فيلق القدس في الحرس الثوري عام 1998 خلفاً لأحمد وحيدي، وأصبح المسؤول الأول عن العمليات الخارجية لإيران، وفي بداية الألفية الثانية أصبح سليماني واحداً من أهم العسكريين في إيران، بل من أهم السياسيين أيضاً، وأصبح له دور نافذ في إيران وخارجها، ويعتبر الرجل الثاني بعد المرشد الأعلى علي خامنئي، متعدياً بذلك رئيس الدولة حسن روحاني، وغيره من قادة المؤسسات القضائية والتشريعية في إيران.
رحلة الإرهاب الطويلة
بدأ أولى خطواته الفعلية في العراق، بدعم "فيلق بدر" الذي تولى قيادته في البداية أبو مهدي المهندس، والذي قتل مع سليماني يوم الجمعة في الغارة الأمريكية، ودعم هادي العامري الذي يعتبر أول من أسهم بشكل فعلي في تغلغل النفوذ الإيراني بالعراق الجديد في ظل الاحتلال الأمريكي. استطاع سليماني عبر دعمه للأحزاب العراقية الشيعية إنشاء جماعات مسلحة تدين بالولاء المطلق لإيران، وتعربد على مفاصل الدولة، وتحكم الشعب العراقي الثائر بالحديد والنار.
أغفلت حماس وفصائل المقاومة عن كل جرائم المجرم قاسم سليماني، ونغصت فرحة ملايين الثوار العراقيين الذي خرجوا بالزغاريد والأهازيج في شوارع بغداد والمدن المنتفضة، فرحاً بمقتل المسؤول الأول عن هدر دم مواطنيهم، ونغصت فرحة السوريين الذين أطلقوا العنان لفرحهم بتوزيع الحلوى في الشوارع بعد مقتل السفاح الإيراني.
إدانة واستنكار
لكن لا يمكن أن يعمم موقف حماس على كل الشعب الفلسطيني، الذي عبر عدد كبير من أبناءه عن إدانته للمهزلة التاريخية التي أقدمت عليها حماس، وأدانوها بأشد العبارات، مذكرين الحركة بتاريخ سليماني الإجرامي والدموي، في العواصم العربية.
وتساءل نشطاء من فلسطين "كيف نفتح بيت عزاء لرجل قتل آلاف الاطفال و النساء من السُنة؟". ووصف الناشط أحمد الرومي إقامة العزاء في قطاع غزة بالقذارة، ورد عليه معلقون بأن المصلحة تقتضي ذلك.
في حين أكد الناشط محمد حطيبات، أن من الخطأ إقامة العزاء في غزة وقال: "بقي موقف حركة حماس من الثورة السورية يتسم بمحاولة مسك العصا من المنتصف والمحافظة على علاقة متوازنة مع جميع الأطراف".
وأضاف، "لكن يبدو أن هناك تحولات خطيرة في عقيدة الحركة ونعيها للمجرم سليماني بهذه الطريقة غير المسبوقة، ودعوة الفصائل في قطاع غزة أبناء غزه للمشاركة في بيت عزاء لقاسم سليماني يظهر أن حركة حماس، حسمت موقفها من خلال الانحياز للخندق الإيراني".
إنتسابي ♡
من أجل سليماني.. حماس تفرض الحداد على غزة وتجدد الولاء لإيران
.jpg)
العرض الشجري
