هذه القصة أهديها .... لسيدة لبنان .... (عيون بيروت)
كرستينا فتاة لندنية جميله لم تدرس بعد في الجامعه
ورغم أنها صغيره إلا أن عمّها الراهب يرى فيها نموذج
الراهبة التي ما فتئت تنضج حتى ترغب أن توهب نفسها
للرب وتصبح خادم الكنيسة مع عمّها ... ورغم تمسّك أمها
بالصلاة في الكنيسه إلا أنها وقفت بشدّه ضد رغبات أخو
زوجها وإن كان راهباً ... سألت إبنتها عن رأيها فأوجست
منها خيفةً لأنها لا تعلم بموقف أمها من طرح عمّها
الراهب:
لا أعلم يا أمي ... نظرت الأم إلى عيني إبنتها
فأدركت رفضها المبطّن لرأي عمها ... إبتسمت الأم قائلة
:
يا إبنتي كم أتمنى أن أحظى برؤية أبناءك لأنك حين
تغادرين هذا البيت إلى الدير الكنسي سنصبح أنا ووالدك
هنا لوحدنا ... فرحت كرستينا بإجابة أمها فقالت
مبتسمه:
إذن لن أوافق وأترككم لوحدكم هنا ... أيقنت
الأم أن إبنتها تحمل ذكاءً يمكنها من الوصول لتكون
طبيبة أو نابغةً في التقنية أو في أي مجال من الممكن
أن تمارسه ... كان والدها تاجراً لا يحب التعبّد أبداً ولا
يذهب للكنائس ولا يميل للقراءة بتاتاً ... وكان في بداية
حياته حطّاباً ثم صاحب منجره لتقطيع الحطب وإنتهى به
الأمر لبيع المكان وشراء منزلاً صغيراً بلندن ودكاناً
صغيراً يبيع فيه ... ويسكن بجوارهم رجلاً باكستانياً
وعائلته ولديه إبناً شاباً أنيقاً ووسيماً وتذكرت يوماً أن
والدها وصف الشاب بأنه
شهم فقد تعرّض للضرب بقوّه
من رجل ضخم نتيجة دفاعه عن إمرأه كان الضخم يضربها
ولا يعرف أحداً سبب هذا الضرب وأن والده حين إقترب
منه قبّل رأسه قبل أن يأخذه للمستشفى وتفاجأت حين
دخل بعد فتره من الزمن ذلك الضخم وهو في حالة
سكر شديده تلك الحديقة الخلفيّة التي يجتمع فيها
نجيب وزملاءه وكان بإستطاعته النيل من الضخم ويمكِّن
زملاءه للدفاع عنه لو قاومه الضخم لكن مجرد ما بدأ
الرجل الضخم يتكلم على
نجيب إنسحب نجيب وزملاءه
رغم قدرتهم على تأديب الضخم بل كان نجيب لوحده
قادر على النيل منه فذكرت ذلك لوالدها الذي قال:
أحب
هذا الشاب ووالده رغم أنهم مسلمون لكن لا يهمني
الدين وأهله ثم صمت ... بدأت كرستينا تستغرب سلوكيات
هذا الشاب وبدأت تراقبه خصوصاً أنها تملك المجال في
مراقبته بسبب الباص الذي كان ينقلهما لمحطة المترو
وتذهب من هناك للجامعة التي يدرسان فيها رغم
إختلاف التخصص بينهما وكذلك المحطة التي ينزلان
بها ولذلك هي لا تعرف تخصصه ولا في أي مرحله
لكنها تعرف أنه يدرس إما الطب أو الهندسة أو علوم
التقنيه ... وكلاها جميل ليزيد من إهتمامها بمراقبته
وخشيت أن يتحول الاهتمام لإعجاب خصوصاً أن البوادر
تشجع على ذلك وما كان يجعلها تتردد في مراقبته هو
حديث عمها لوالدها عنهم حين قال:
هم ذئاب يلبسون
فِراء النعاج المسكينه لتتفاجأ بكارثة حقيقتهم وطلب
منهما
متابعة الإعلام لمعرفة من هؤلاء مصاصي دماء
ضحاياهم ومدمري الشعوب بمجرد وصولهم للقوّة وبدأت
تتابع عبر القنوات أي حديث عن المسلمين فلم تجد غير
صلفهم وجزرهم لأعدائهم فترسّخ لها هذا المفهوم
وأدركت أن والد هذا الشاب لم يصل بعد لقوته لكي يخلع
فراء النعاج ويتحوّل لذئب فتوقفت عن متابعة نجيب لأنه مثل
كل المسلمين الذين يدّعون السكينة والهدوء ولأن فرصة
هجومهم لم تحن بعد لكن في ذلك اليوم رأت نجيب يقرأ من
كتاب ويبكي ولم يهتم غيرها أحد ببكاء نجيب ... ولم يكن له
صوتٌ حتى في بكاءه لتعرف ماذا يقول وكان بكاءه مريراً حتى
أن دموعه بدأت تقطر على ذلك الكتاب ثم أغلقه وهدأ وسرح
طويلاً يتأمل من النافذة والإنكسار الكبير في قلبه وحين وصل
المترو إلى جامعتها حتى تركته وهي تنظر إليه وهو لم يتحرك
حتى في إلتفاته ... وفي أحد الأيام القريبة من تلك الحادثه
وجدت صوره للكتاب الذي كان نجيب يقرأ منه ويبكي وأدركت
أنه كتاب المسلمين
(القرآن) فسردت لوالدها الذي لم يكترث
وأمها عن ذلك الكتاب الذي أبكى نجيب وهو في طريقه للجامعه
واستغربت أكثر حين يركب أصدقاءه ويجدونه ينتظرهم وهو في
طريقه للعوده ويجلسون يتضاحكون حتى يخرج هذا الكتاب الذي
معه فيتركونه ويهدأ المكان حتى يصلون لمنازلهم ... وفي ذلك
اليوم أرادت أن تنزل من الباب الذي خلفه فهي تريد رؤية ملامحه
لتقع عينيها في عينيه .... حينها أدرك كلاهما بعمق نظرات الآخر
في لحظةٍ لم تكتمل معها تلك الثانيتين فيصدّ عنها مباشرة
خشية الفتنة بجمالها .... أرادت أن تتوقف وتسأله عما أبكاه
بالأمس وما إن نزلت وجدته ينزل مع الباب الذي كانا ينزلان
منه كل يوم ويضع اصبعه في وسط الكتاب الذي بيده ... وحين
يركبا الباص عائدين لمحطتهما حتى يفتح الصفحة التي توقف
عندها ولأن بعض زملاءه بقوا في المترو إلا انهم ظلوا يتصلون
به وهو في الباص ... فيعود لوضع اصبعه وسط الكتاب ....
كان لكرستينا صديقه جميله أيضاً ... وبدأ حوارهن عن نجيب
وحتى لا أطيل عليكم إنتظروني في الجزء الثاني