- في ظلال آية – (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) ~
- , من ظلال سورة الفرقان الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ
|
|
30-07-2022
|
|
- في ظلال آية – (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) ~
-
,
من ظلال سورة الفرقان
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا{الفرقان/2}
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
.قدر حجمه وشكله . وقدر وظيفته وعمله . وقدر زمانه ومكانه
. وقدر تناسقه مع غيره من أفراد هذا الوجود الكبير .
وإنتركيب هذا الكون وتركيب كل شيء فيه , لمما يدعو إلى الدهشة حقا , وينفي فكرةالمصادفةنفيا باتا . ويظهر التقدير الدقيق الذي يعجز البشر عن تتبع مظاهره ,
فيجانبواحد من جوانب هذا الكون الكبير . وكلما تقدم العلم البشري فكشف عن بعض جوانبالتناسقالعجيب في قوانين الكون ونسبه ومفرداته اتسع تصور البشر
لمعنى ذلك النصالقرآني الهائل: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ). .
يقول [ أ . كريسي موريسون ] رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك في كتابهبعنوان:”الإنسان لا يقوم وحده” .
“ومما يدعو إلى الدهشة أن يكون تنظيم الطبيعة على هذا الشكل , بالغا هذه الدقةالفائقة . لأنه لو كانت قشرة الأرض أسمك مما هي بمقدار بضعة
أقدام , لامتص ثانيأكسيدالكربون الأوكسجين , ولما أمكن وجود حياة النبات .
” ولو كان الهواء أرفع كثيرا مما هو فإن بعض الشهب التي تحترق الآن بالملايين فيالهواءالخارجي كانت تضرب جميع أجزاء الكرة الأرضية , وهي تسير بسرعة تترواح
بينستةأميال وأربعين ميلا في الثانية . وكان في إمكانها أن تشعل كل شيء قابل للاحتراق . ولو كانت تسير ببطء رصاصة البندقية لارتطمت كلها بالأرض , ولكانت العاقبة
مروعة .أماالإنسان فإن اصطدامه بشهاب ضئيل يسير بسرعة تفوق سرعة الرصاصة تسعين مرة كانيمزقهإربا من مجرد حرارة مروره !
” إن الهواء سميك بالقدر اللازم بالضبط لمرور الأشعة ذات التأثير الكيميائي التييحتاجإليها الزرع , والتي تقتل الجراثيم وتنتج الفيتامينات , دون أن تضر بالإنسان , إلا إذا
عرض نفسه لها مدة أطول من اللازم , وعلى الرغم من الانبعاثات الغازية منالأرضطول الدهور – ومعظهما سام – فإن الهواء باق دون تلويث في الواقع , ودون تغيرفينسبته
المتوازنة اللازمة لوجود الإنسان . وعجلة الموازنة العظيمة هي تلك الكتلةالفسيحةمن الماء – أي المحيط – الذي استمدت منه الحياة والغذاء والمطر والمناخالمعتدل ,
والنباتات . وأخيرا الإنسان نفسه . . . ” .
ويقولفي فصل آخر:
” لو كان الأوكسجين بنسبة 50 في المائة مثلا أو أكثر في الهواء بدلا من 21 فيالمائةفإن جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال , لدرجة أنأولشرارة
من البرق تصيب شجرة لا بد أن تلهب الغابة حتى لتكاد تنفجر . ولو أن نسبةالأوكسجينفي الهواء قد هبطت إلى 10 في المائة أو أقل , فإن الحياة ربما طابقت نفسها عليها
في خلال الدهور . ولكن في هذه الحالة كان القليل من عناصر المدنية التيألفهاالإنسان – كالنار مثلا – تتوافر له” .
ويقولفي فصل ثالث .
” ما أعجب نظام الضوابط والموازنات الذي منع أي حيوان – مهما يكن من وحشيته أوضخامتهأو مكره – من السيطرة على العالم , منذ عصر الحيواناتالقشرية المتجمدة !غيرأن الإنسان
وحده قد قلب هذا التوازن الذي للطبيعة بنقله النباتات والحيوانات منمكانإلى آخر . وسرعان ما لقي جزاءه القاسي على ذلك , ماثلا في تطور آفات الحيوانوالحشراتوالنبات .
” والواقعة الآتية فيها مثل بارز على أهمية تلك الضوابط فيما يتعلق بوجودالإنسان
. فمنذ سنوات عديدة زرع نوع من الصبار في استراليا . كسياج وقائي . ولكنهذاالزرع مضى في سبيله حتى غطى مساحة تقرب من مساحة انجلترا , وزاحم أهل المدنوالقرى , وأتلف
مزارعهم , وحال دون الزراعة . ولم يجد الأهالي وسيلة تصده عنالانتشار ; وصارت أستراليا في خطر من اكتساحها بجيش من الزرع صامت , يتقدم في سبيلهدونعائق !
” وطاف علماء الحشرات بنواحي العالم حتى وجدوا أخيرا حشرة لا تعيش إلا على ذلكالصبار , ولا تتغذى بغيره , وهي سريعة الانتشار , وليس لها عدو يعوقها في استراليا . وما
لبثت هذه الحشرة حتى تغلبت على الصبار . ثم تراجعت , ولم يبق منها سوى بقيةقليلةللوقاية , تكفي لصد الصبار عن الانتشار إلى الأبد .
“وهكذا توافرت الضوابط والموازين , وكانت دائما مجدية .
” ولماذا لم تسيطر بعوضة الملاريا على العالم إلى درجة كان أجدادنا يموتون معها , أو يكسبون مناعة منها ? ومثل ذلك أيضا يمكن أن يقال عن بعوضة الحمى الصفراء التي تقدمت
شمالا في أحد الفصول حتى وصلت إلى نيويورك . كذلك البعوض كثير في المنطقةالمتجمدة . ولماذا لم تتطور ذبابة تسي تسي حتى تستطيع أن تعيش أيضا في غير مناطقهاالحارة ,
وتمحو الجنس البشري من الوجود ? يكفي أن يذكر الإنسان الطاعون والأوبئةوالجراثيمالفاتكة التي لم يكن له وقاء منها حتى الأمس القريب , وأن يذكر كذلك ماكانله من جهل تام
بقواعد الوقاية الصحية , ليعلم أن بقاء الجنس البشري رغم ذلكيدعوحقا إلى الدهشة ! . . .
” إن الحشرات ليست لها رئتان كما للإنسان ; ولكنها تتنفس عن طريق أنابيب . وحينتنموالحشرات وتكبر , لا تقدر تلك الأنابيب أن تجاريها في نسبة تزايد حجمها . ومنثملم توجد
قط حشرة أطول من بضع بوصات , ولم يطل جناح حشرة إلا قليلا . وبفضل جهازتكوينالحشرات وطريقة تنفسها لم يكن في الإمكان وجود حشرة ضخمة . وهذا الحد من
نموالحشرات قد كبح جماحها كلها , ومنعها من السيطرة على العالم . ولولا وجود هذاالضابطالطبيعي لما أمكن وجود الإنسان على ظهر الأرض . وتصور إنسانا فطريا يلا قيد
بورا يضاهي الأسد في ضخامته , أو عنكبوتا في مثل هذا الحجم !
” ولم يذكر إلا القليل عن التنظيمات الأخرى المدهشة في فيزيولوجيا الحيوانات ,والتي بدونها ما كان أي حيوان – بل كذلك أي نبات – يمكن أن يبقى في الوجود . . .الخ” .
وهكذاينكشف للعلم البشري يوما بعد يوم , شيء من تقدير الله العجيب في الخلق ,وتدبيرها لدقيق في الكون , ويدرك البشر شيئا من مدلولات قوله في الفرقان الذي نزله على عبده:
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ). .
من تفسير الظلال للأستاذ / سيد قطب
~
- td /ghg Ndm – (,ogr ;g adx tr]vi jr]dvh) Z gdj jr]dvh ughl kogr
- td /ghg Ndm – (,ogr ;g adx tr]vi jr]dvh) Z gdj jr]dvh jr]dvh) adx ughl td tr]vi kogr –
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ - شقاء.. على المشاركة المفيدة:
|
|
30-07-2022
|
#2
|
مشاركه جيده ومفيده
وتفاعل طيب وتواجد جميل
بارك الله فيك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
31-07-2022
|
#3
|
جُزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
31-07-2022
|
#4
|
-
بارك الله فيك
وَ جزاك عنا كل خير
تقديري.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
31-07-2022
|
#5
|
/
تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
31-07-2022
|
#6
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-08-2022
|
#7
|
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكـ
لاعدمنا جديدك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-08-2022
|
#8
|
_
جَزَاك الله جَنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ حَرمك الأجر يَارب .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-08-2022
|
#9
|
-
سَلَمِتْ أٌنآملِـگ
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل
لروَحِـگ گـلً آلـوَد و
محًبتيٍ وآحتَرآميٍ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-08-2022
|
#10
|
,
سُلمِتَ ذُآئِقُتكَ بطُرحَِكّ الرُآئِعَ
دُآمِ عُطَآئُكّ , تُقدَيِرّيَّ . .
~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الكلمات الدلالية (Tags)
|
(وخلق, ليت, تقديرا, تقديرا), شيء, علام, في, فقدره, نخلق, –, كل |
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |