ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات انفاس الحب )  
     
     
     
   
( فعاليات انفاس الحب )  
 
 

الهدف من المنتدى التسليه والترفيه لذلك يجب على الجميع التحلي بالأخلاق وإحترام الآخرين وعدم الإساءه لهم ويمنع بتاتاً تبادل وسائل التواصل الإجتماعي وعند حدوث ذلك ستضطر الإدارة إلى التشهير بالمخالف ومنع عضويته من المشاركه ، نتمنى للجميع قضاء وقت مفيد وممتع إدارة الموقع


العودة   منتديات انفاس الحب > .ღ اسلاميات ღ > ۩۞۩ أنفاس الحج والعمره ۩۞۩


مُلَخَّص أحكام الحَجّ والعُمرَة (1)


مُلَخَّص أحكام الحَجّ والعُمرَة (1)

مُلَخَّص أحكام الحَجّ والعُمرَة (1) من المختصر البسيط لكتاب تمام المنة في فقه الكتاب وصحيح السنة لفضيلة الشيخ عادل العزازي أثابه الله مَعنَى الحَجّ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 13-01-2024
غيمہّ فرٌح متواجد حالياً
Saudi Arabia    
آوسمتي
لوني المفضل Azure
 إنتسابي ♡ » 420
 آشراقتي ♡ » Jan 2020
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (08:34 AM)
موآضيعي » 7361
آبدآعاتي » 471,435
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
الاعجابات المتلقاة » 20370
الاعجابات المُرسلة » 12868
 التقييم » غيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond reputeغيمہّ فرٌح has a reputation beyond repute
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع valencia
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 11,609
تم شكره 14,045 مرة في 7,610 مشاركة
Q54 مُلَخَّص أحكام الحَجّ والعُمرَة (1)



مُلَخَّص أحكام الحَجّ والعُمرَة (1)

من المختصر البسيط لكتاب تمام المنة

في فقه الكتاب وصحيح السنة

لفضيلة الشيخ عادل العزازي أثابه الله[1]


مَعنَى الحَجّ والعُمرَة:
الحَجّ في اللغة معناهُ: القصْد، ومعناهُ في الشرع: التعَبُّد للهِ تعالى بأداء المناسك على ما جاءت به السُنَّة، ومَعنَى "العُمرَة": الزيّارة.
حُكْم الحَجّ: الحَجّ واجب على كل مُكَلَّف بالكتاب والسُنَّة والإجماع، ووجوبُهُ يكون مرة واحدة في العمر.
حُكْم العُمرَة: الراجح من أقوال أهل العِلم أن العُمرَة واجبة مرة واحدة في العُمر مثل الحَجّ، وهو قول عليّ، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة (رضي الله عنهم جميعاً).


الترغيب في أداء الحَجّ والعُمرَة:
وردت أحاديث كثيرة تُبَيِّن فضائل الحَجّ والعُمرَة، نذكر من هذه الفضائل:
أولاً: (إزالة الفقر، وتكفير الذنوب، ودخول الجنة):
فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " تابعوا بين الحَجّ والعُمرَة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكِيرُ خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحَجّة المبرورة ثواب إلا الجنة "[2].

ومعنى الحَجَّة المبرورة: (هي الحَجّة التي ليس فيها إثم، ولا جدال، ولا مُخاصَمة، ولا مُشاجَرة، بل فيها حُسن خُلُق، وغير ذلك من أعمال البِرّ).

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن حَجَّ للهِ فلم يَرفُث، ولم يفسُق، رجعَ كَيَوْم ولدته أمه".[3]

ومعنى "الرَفَث": الجِمَاع، ويُطلَق على التعريض به بالكلام، وكذلك يُطلَق على الفُحْش في القول، ومعنى قولِهِ: " ولم يفسُق " أي لم يأتِ بسيئة ولا معصية ".[4]

وفي رواية عند مسلم: " مَن أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه ".

فقوله: " مَن أتى البيت " يشمل مَن أتاه معتمراً أوحاجاً، فهو أشمل من الحديث السابق الذي خَصَّهُ بالحَجّ فقط.

ثانياً: الحَجّ جهاد، وهو أيضاً من أفضل الأعمال:
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ فقال: " ولكنَّ أفضلَ الجهاد حَجٌّ مبرور "[5]، وفي رواية: "جهادُكُنَّ الحَجّ".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: " جهادُ الكبير والضعيف والمرأة: الحَجّ والعُمرَة "[6]، وعنه أيضاً أنه قال: سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيُّ العمل أفضل؟ قال:" إيمانٌ بالله ورسوله "، قيل: ثم ماذا؟ قال: " الجهاد في سبيل الله "، قيل: ثم ماذا؟ قال: "حَجٌّ مبرور".[7]

ثالثاً: الحاج والمُعتَمِر وَفدُ الله:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الحُجَّاج والعُمَّار وفدُ الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم ". [8]

رابعاً: النفقة في الحَجّ كالنفقة في سبيل الله (بسبعمائة ضِعف):
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " النفقة في الحَجّ كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضِعف "[9]
ومعنى النفقة في الحج: (أي كل التكاليف التي أنفقَهَا في الحَجّ، مثل قيمة التأشيرة، وتذكرة السفر، والإنفاق على نفسه في الحَجّ من طعام ومَسكَن وغير ذلك، وكذلك الإنفاق على الغير في الحَجّ - كُلُّ هذا بسبعمائة ضِعف).

استحباب كثرة الحَجّ والعُمرَة:
تقدم حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " تابعوا بين الحَجّ والعُمرَة. ."، وفي رواية:" أديموا الحَجّ والعُمرَة. . ". [10]، وقد ورد الترغيب في ذلك بأنْ لا يمضي عليه خمسة أعوام إلا ويأتي إلى البيت حاجاً أو معتمراً، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله عَزَّ وجَلّ يقول: إنَّ عبداً صَحَّحْتُ له جسمه، وأوسعتُ عليه في المَعِيشة، يمضي عليه خمسة أعوام لا يَفِدُ إلَيَّ لَمَحرُوم ". [11]

التعجيل بالحَجّ:
ينبغي للمؤمن أنْ يغتنم أيّ فرصة تأتي إليه لأداء مناسك الحَجّ، فإنه لا يدري ما يَعرضُ له من موانع تشغله أو تعوقه، وقد وردت الأحاديث التي تحث على التعجيل بالحَجّ فمِن ذلك:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" تعجلوا إلى الحَجّ ؛ فإن أحدكم لا يدري ما يَعرضُ له ".[12]

تنبيه هام: نرى كثيراً من الناس يُهمِلون أمرَ الحَجّ فيَدَّخِرون الأموال لملذاتهم وشهواتهم، والذهاب إلى الأندية وشواطئ البحار لقضاء العُطلات، وَهُم لم يؤدوا ما أمرهم الله به من الحَجّ والعُمرَة وغيرهما، وتلك بَلِيَّة ينبغي أنْ يُنَبَّهُ لها هؤلاء الغارقون في غفلاتهم ؛ عسى اللهُ أنْ يَهدِيَنا جميعاً.

هل الحَجّ على الفَوْر (يَعني يأثم بتأخيره إذا كان مستطيعاً)، أم على التراخِي (يَعني لا يأثم بتأخيره)؟
ذهب فريق من العلماء إلى أن الحَجّ واجب على التراخي، لا يأثم بتأخيره، وَلَهُ أنْ يُؤدِّيه في أي وقت من العمر.
وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن الحَجّ واجب على الفَوْر، والصحيح قوْل مَن يقول: إنه واجب على الفَوْر.


على مَن يَجِب الحَجّ؟
يَجِب الحَجّ على المسلم، العاقل، البالغ، الحُرّ، المستطيع، فلا يَجِب على الكافر ؛ لأن العبادة لا تصح منه، وأما المجنون فلا يَلزَمُهُ الحَجّ لحديث: " رُفِعَ القلم عن ثلاثة: عن الصَبِيّ حتى يَبلُغ، وعن المجنون حتى يَفيق، وعن النائم حتى يستيقظ " [13]، والراجح أنه لا يَصِحّ منه إلا أنْ يكون له نَوْبَات إفاقة، يتمكن فيها من الحَجّ، واشترط الشافعي لِصِحَّة ذلك: إفاقته من الجنون عند: (الإحرام، والطواف، والسَعْي، والوقوف بعَرَفَــة) دونَ ما سِوَاهُم.
وأما الصَبِيّ: فلا يَجِب عليه الحَجّ، وذلك للحديث السابق، ولكن.. لو حَجَّ: هل يَصِحّ حَجّهُ؟

الجواب: نعم يَصِحّ منه، ولو كان صغيراً ليس له إلا يوم أو أقل، ولكنْ لا يُجْزِئهُ ذلك الحَجّ عن حَجّة الفريضة، بل متى بلغ فإنه يَجِب عليه حَجّة الإسلام،، ويكون لِوَلِيّه أجر، (والوَلِيّ: هُوَ مَن يَعُولُه).

وأما العبد: فيَصِحّ منه الحَجّ بإذن سيده، ولكنه لا يُجْزِئهُ ذلك الحَجّ عن حَجّة الفريضة، بل متى أعتق فإنه يَجِب عليه حَجّة الإسلام، وهذا هو قوْل الجمهور، وهو الراجح.

وأما الاشتراط بأنْ يكونَ مستطيعاً (يَعني قادراً بماله وبدنه): فلِقوْلِهِ تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البيت مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾ [آل عمران: 97]، واعلم أن المقصود بالاستطاعة: (الزاد والراحلة)، هذا مع تمام القدرة البدنِيَّة، بحيث يكون قادراً في ماله وبدنه، مع عدم وجود مانع يمنعه من الذهاب كالحبس، أو الخوف من سلطان ظالم.

ومَعنَى " الزاد ": (أي نفقة الحَجّ)، وذلك بعد أن يُخرج من هذا المال الذي سَيَحُجّ به ما يلي:
1. الواجبات التي عليه كقضاء الديون، والكفارات، والنذور.

2. النفقات الشرعية أي: النفقات التي يُبيحُها له الشرع (كالنفقة التي سينفقها على نفسه في الحَجّ، والنفقة التي سيتركها لعياله ولِمَن يَعُولُهم بغير إسراف، بحيث يكفيهم ذلك المال الذي سيتركه لهم ومَن يَعُولُهم إلى أنْ يرجع من الحَجّ، كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء.

3. الحوائج الأصلية: أي ما يحتاجه الحاجّ بعد أن يعود من حَجّه مِن كتب وأقلام، وآلات صَنعَتِهِ، ونحو ذلك.

وأما معنى "الراحلة": فهي وسيلة النقل التي سَيَنتقل بها إلى الحَجّ، وذلك بأنْ تكون هذه الراحلة صالحة لِمِثلِه، وأما إن كانت غير صالحة لمثله فلا يَجِب عليه (كأنْ يكون مريضاً يَشُق عليه ركوب أي شيء إلا الطائرة، ولكنه ليس معه قيمة التذكرة، فلا يجب عليه حينئذٍ أن يُكَلَّف بركوب شيءٍ آخر، حتى يمتلك ثمن تذكرة الطائرة).

قال الشيخ ابن عُثَيْمِين: "فإنْ كانَ عاجزاً بماله، قادراً ببدنه: لَزِمَهُ الحَجّ أداء، لأنه قادر، مثل أنْ يكون من أهل مكة (لكنه يَقدر أنْ يخرج مع الناس على قدمَيْهِ ويَحُجّ)، وإنْ كان قادراً بماله، عاجزاً ببدنه: لَزمَهُ الحَجّ بالإنابة، أي: أنه يَلزَمُهُ أنْ يُنِيب مَن يَحُجّ عنه، إلا إذا كان عاجزاً في ماله وبدنه: سقطَ َعنه الحَجّ، وإذا ماتَ لا يَجِب أنْ يُحَجّ عنه".

ملاحظات وتنبيهات:
(1) (إذا بلغ الصَبِيّ، أو أفاق المجنون، أو أعتق العبد) في يوم عَرَفَــة أو قبله: فالحَجّ صحيح، ويُجْزِئ فرضاً عن حَجَّة الإسلام، وأما إن زال هذا العذر(الذي كان يمنعه من أداء حَجّة الفريضة) بعد عَرَفَــة، فإنه لا يُجْزِئه عن الفرض.

(2) كيف يَحُجّ الصَبِيّ؟
الجواب: يُلْبِسُهُ وَلِيُّهُ ملابس الإحرام، ثم إن كان الصَبِيّ مُمَيِّزاً فإن وَلِيّه يأمره بنِيَّة الإحرام، وإن كان غير مميز نَوَى عنه وَلِيّه، وذلك بأنْ يقول في نفسه: (جعلتُهُ مُحْرِماً)، ثم إن كان قادراً على المشي مشى، وإن لم يكن قادراً حَمَلَهُ وَلِيّه أو غيره، ويجعله معه في جميع المناسك، ويمنعه من محظورات الإحرام (وسيأتي بيان هذه المحظورات).

(3) إذا أحرَمَ الصَبِيّ (يعني دخلَ في النُسُك): فهل يَلزَمُهُ الإتمام؟

فيه خلاف بين أهل العِلم، ورَجّح الشيخ ابن عُثَيْمِين أنه لا يَلزَمُهُ الإتمام ؛ لأنه - أي الصَبِيّ - غير مُكَلَّف، ولا يُلزَم بالواجبات، واختلفوا إذا فعل الصَبِيّ محظوراً من محظورات الإحرام متعمداً ماذا يكون عليه؟
والراجح أنه لا يَلزَمُهُ شيء، لا من ماله ولا من مال وَلِيّه، لأن الصَبِيّ عَمَدَهُ كَخَطَئِه.

(4) لو تكلف غيرُ المستطيع المَشَقة (يعني أخذ بالعزيمة، وَشَقَّ على نفسِهِ) وَحَجّ: فَحَجّهُ صحيح يُجْزِئ عنه.

(5) إذا مات مَن كان قادراً مستطيعاً وتمت الشروط في حقه ولم يحُجّ، ماتَ عاصياً، ووجب إخراج نفقة الحَجّ والعُمرَة مِن تَركَتِه قبل تقسيم المِيراث، وقبل الوصية (وسواء أوصَى الميت بذلك أو لم يوصي)؛ لأن ذلك دَيْن لقوله - صلى الله عليه وسلم - " دَيْن الله أحق بالوفاء "[14]، وعندئذٍ يستنيب أهلُهُ مَن يَحُجّ عنه من هذا المال كما سيأتي.

(6) إذا كانَ معه مال، ولكنه لم يتزوج بعد، فهل يُقَدِّم الحَجّ، أم يقدم الزواج؟

قال ابن قُدَامَة رَحِمَهُ الله: (إن احتاج إلى النكاح وخاف على نفسه العَنَت - (يعني خاف على نفسه من الوقوع في الزِنَى) - قدَّمَ التزويج ؛ لأنه واجب عليه، ولا غِنَى له عنه، فهو كنفقته، وإن لم يخف قدَّمَ الحَجّ، لأن النكاح في هذه الحالة ليس فرضاً عليه - (أي في حالة عدم خوفِه من الوقوع في الزِنَى) - فلا يُقدَّم على الحَجّ الواجب).[15]

(7) جاء في فتاوَى اللجنة الدائمة: (إذا حَجَّ الشخص بمالٍ مِن غيره، صدقةً من ذلك الغير، فلا شيءَ في حَجّهُ - يَعني حَجّهُ صحيح - أما إذا كان المال حراماً فَحَجّهُ صحيح - (يعني يُسقِط عنه الفريضة) -، وعليه التوبة من ذلك).[16] قال الشيخ عادل العَزَّازي: وأما مِن حيث القبول فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً (يعني لا يُؤجَر على حجه، إنما يُسقَط عنه الفريضة فقط وعليه الإثم).

(8) إذا منحت الدولة بعض رعاياها الحَجّ على نفقتها، أومَنَحَت جائزة الحَجّ لبعض الفائزين في المسابقات، فَحَجّهُم صحيح يُجْزِئهم عن حَجّة الإسلام.

(9) لا يَلزَم أن يقترض للحج، لأن الاقتراض لا يكون إلا لضرورة، وهو غير مضطر، لأن الله تعالى قال: (لمن استطاع إليه سبيلا)، لكنه لو اقترض للحَجّ وَحَجَ، فَحَجّهُ صحيح، لكن لا يكون اقتراضه بالربا، كمن يقترض من بنك ربَوي مثلاً.

(10) هل يَجُوز حَجّ مَن عليه دَيْن؟

وَرَدَ في فتاوَى اللجنة الدائمة: (إذا كان المَدِين يقوَى على تسديد المبلغ مع نفقات الحَجّ، ولا يَعُوقه الحَجّ عن السداد، أو كان الحَجّ بإذن الدائن ورضاه، مع علمه بحال المَدِين جازَ حَجّهُ، وإلا فلا يَجُوز، لكن لو حَجَّ: صَحَّ حَجّهُ) (يعني يأثم، ولكنْ حَجُّهُ صحيح).[17]


ماذا يُشتَرَط لوجوب الحَجّ على المرأة؟
يُشتَرَط لوجوب الحَجّ على المرأة الشروط السالف ذكرها، ويزاد في حقها شرط آخر، وهو وجود مَحْرَم لها ليسافر معها، فإن لم تجد مَحْرَماً فهي عاجزة عجزاً شرعياً.

ملاحظات:
(1) المقصود بالمَحْرَم: الزوج، أو مَن تَحرُم عليه أبَدِيّاً بسبب النسب (يَعني بسبب القرابة، وهم سبعة:
(الأب، والإبن، والأخ، وابن الأخ، وابن الأخت، والعم، والخال).

أو مَن تَحرُم عليه بسبب مُبَاح (وهما الرضاعة، والمُصَاهَرَة)، واعلم أن الذين يَحْرُمُون بسبب المُصَاهَرَة أربعة وهم: (أبو زوجها (حَمَاهَا)، وابن زوجها، وزوج بنتها) (وهؤلاء الثلاثة يُعتَبَرون مَحَارماً لها بمجرد العقد)، وأما الرابع فهو: زوج أمها (ولا يَحرُم إلا بعد الدخول).

وعلى هذا فيَجِب التنبيه إلى أنه لا يكونُ أخو الزوج مَحرَماً لها، وكذلك خاله وعمه لا يكونون مَحْرَماً لها، وكذلك زوج أختها لا يكون مَحْرَماً لها، وكذلك أبناء العم وأبناء الخال ليسوا محارم.

(2) يُشتَرَط في المَحْرَم أنْ يكون بالغاً عاقلاً، والصحيح أنه يُشتَرَط أنْ يكون مسلماً، فأما الكافر فليس بمَحْرَم لها.

(3) إذا كانت المرأة واجدة للزاد والراحلة (يعني النفقة ووسيلة السفر)، ولكنها لم تجد مَحْرَماً يسافر معها ثم ماتت ولم تحج، فهل يُخرَج مالُ الحَجّ مِن تَركَتِها، ويُحَجّ عنها؟

فيه قولان لأهل العِلم، والذي رَجّحهُ ابن قدامة أنه يُخرَج مال الحَجّ مِن تَركَتِها، لأن الشروط قد كَمُلَت في حقها، وإنما المَحْرَم لحِفظِها، وهذا القول هو الراجح، قال الشيخ عادل العَزَّازي: لكنها غير آثمة ؛ لأنها لم تحج لعذر.

(4) قال الحسن البَصْرِي (رَحِمَهُ الله) في المرأة التي لم تحج: (تستأذن زوجها، فإن أذِنَ لها فذلك أحَبُّ إلَيَّ، وإن لم يأذن لها خرجت مع ذي مَحْرَم، فإنَّ ذلك فريضة من فرائض الله عَزَّ وجَلّ، ليس له عليها فيها طاعة). [18]

قال الشيخ عادل العَزَّازي: ولكنْ له الحق في مَنعِهَا إذا لم تكتمل شروط الحَجّ، كأنْ تريد أنْ تسافر بغير مَحْرَم مثلاً، هذا في حج الفريضة، وأما حج التطوع - أي الذي يكون بعد حَج الفريضة - فلَهُ مَنْعُها، ولكنْ ليسَ لهُ مَنعُها من الحَجّ المنذور (كأنْ تكون قد نذرت أن تحج إذا حدث لها شيء معين)؛ وذلك لأن الحج المنذور واجبٌ عليها، أشْبَهُ ما يكون بحجة الإسلام.

(5) إذا أذِنَ لها الزوج بحج التطوع فله الحق في الرجوع عن إذنِه - ما لم تَدخل في النُسُك -، فإن خرجت بغير إذنه فله الحق في تحليلها منه حتى لو أحرمت، ويكون حُكْمها حُكْم المُحْصَر (أي الممنوع)، وسيأتي أحكام الإحصار.

(6) قال ابن قدَامَة رَحِمَهُ الله: (ولا تخرج إلى الحَجّ في عِدَّة الوفاة....، ولها أنْ تخرج إليه - (أي الحج) - في عِدَّة الطلاق المَبتوت - (أي الذي لا رَجعَة فيه، وهي الطلقة الأخيرة)-، وأما عِدَّة الرَجْعِيَّة - (أي الطلاق أي الذي فيه الرَجعَة، كالطلقة الأولى أو الثانية) -، فالمرأة فيها بمنزلتها في طلب النكاح لأنها زوجة، وإذا خرجت للحَجّ فتوفي زوجها، وهي قريبة - أي مِن منزلها - رَجَعَت لِتَعْتَدّ - (يعني تقضي مدة العِدّة) - في منزلها، وإن تباعدت: مضت في سفرها). [19]

قال الشيخ عادل العَزَّازي: ثبت أن عمر رضي الله عنه رَدَّ نسوة حاجات أو معتمرات، حين خَرَجْنَ في عِدَّتِهِنَّ[20]، وبُناءً على ما تقدم: فإن المرأة إذا كانت في الطلاق الرَجْعِي وَجَبَ عليها أنْ تستأذن زوجها.

(7) لا يُلْزَمُ الزوج شرعاً بنفقات حج زوجته، حتى لو كان غنياً، وإنما ذلك من باب المعروف والإحسان.


الحَجّ عن الغير:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الله في الحَجّ شيخاً كبيراً، لا يستطيع أنْ يستوي على ظهر بعيره أفأحُجّ عنه؟ قال: نعم.[21].

وعنه: أن امرأة أخرى جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: " إن أمي نذرت أنْ تحج حتى ماتت، فأحُجّ عنها؟ قال: " نعم حجِّي عنها، أرأيتِ لو كان على أمك دَيْن أكنت قاضِيَتِه؟ اقضوا الله، فاللهُ أحَقُّ بالوفاء "[22].
وعلى هذا فيَجُوز الحَجّ عن الغير في الحالات الآتية:
(أ) إذا مات شخصٌ ما، وكانَ عليه حجة الإسلام، أو حَجّ نَذر، أو كان لم يعتمر، فإنه يُؤخَذ مِن تَرِكَتِه قبل تقسيم المِيراث، وقبل الوصية (وسواء أوصَى الميت بذلك أو لم يوصي)؛ لأن ذلك دَيْن لقوله - صلى الله عليه وسلم - " دَيْن الله أحق بالوفاء "[23]، وعندئذٍ يستنيب أهله من يحُجّ عنه من هذا المال.

قال ابن حجر رَحِمَهُ الله: (ويلتحق بالحَجّ كُلُّ حَقٍ ثبتَ في ذِمَّتِه مِن كفارة، أو نذر، أو زكاة، أو غير ذلك، وفي قولِهِ: "فاللهُ أحق بالوفاء" دليل على أنه مُقدَّمٌ على دَيْن الآدَمِيّ، وهو أحد أقوال الشافعي)[24]، ويُلاحَظ أن المرء يحُجّ عن أبويه إذا كانا ميتين أو عاجزين، وذلك لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -:" اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء ".

(ب) إذا كان الشخصُ قادراً بماله، لكنه عجز عن أدائه (لمانعٍ مُعَيّن لا يُؤمَنُ زواله، كَمَرَضٍ مُزمِن لا يُرْجَى شفاؤه، أو هُزال لا يقدر عليه إلا بمشقة غير مُحتَمَلة، والشيخ الكبير الضعيف ضعفاً شديداً، ونحو ذلك) فإنه يلْزَمُهُ الحَجّ بالإنابة، أي: أنه يَلزَمُهُ أنْ يُنِيب مَن يَحُجّ عنه.

(1) ملاحظات:


(2) إن كان المرض مما يُرجَى شفاؤه فإنه لا يُنِيب غيره، بل يؤخر الحَجّ لحين شفائه، فإن استمر به ذلك المرض الذي يُرجَى شفاؤه حتى مات فإنه يجب على أوليائه أن يُخرجوا مال الحَجّ مِن تَركَتِه على الراجح.

(3) يُشتَرَط لمن يُنِيبُه عنه أنْ يكون قد أدَّى فرض الحَجّ عن نفسه.

(4) اشترط بعض الفقهاء أنْ يكون الذي سيؤدي الحَجّ بالإنابة من نفس بلد صاحب العذر، (أو الميت)، وأنْ يَمُرّ بمِيقاته.

قال ابن عُثَيْمِين رَحِمَهُ الله: (هذا القول ضعيف)، ثم قال: (والقول الراجح: أنه لا يلزم أنْ يُقِيم مَن يحُجّ عنه من مكانه، وله أنْ يُقِيم مَن يَحُجّ عنه من مكة، ولا حرجَ عليه في ذلك) [25].

قال الشيخ عادل العَزَّازي: وعلى هذا فيَجُوز لمن كان بمصر أنْ يرسل نفقة الحَجّ لِمُقِيمٍ بمكة لِيَحُجّ عن مَيِّتِهِم.

(5) إذا عُوفِيَ المريض بعد أن حَجَّ عنه غيره، وذلك بعد أنْ كان المرض مما لا يُرجَى شفاؤه) - فإنه لا يَجِب عليه حج آخر، وذلك لأنه أدَّى حَجّهُ بأمر الشرع، وأدَّى ما عليه من دَيْن الله، فلا يُطالَبُ بغيره.

(6) إذا دخل في النُسُك، ثم مات أثناء الحَجّ قبل أنْ يتمه، هل يَجِب على أوليائه أنْ يَحُجّوا عنه؟

فيه خلاف بين العلماء، والراجح: أنه لا يَجِب ذلك، بخلاف ما لو مات قبل الدخول في النُسُك فإنه يَجِب الحَجّ عنه.

ومَعنَى الدخول في النُسُك: أي بداية الإحرام، وليس مجرد الخروج من بيته أو الحصول على تأشيرة السفر. فهناك فرق إذاً بين الحالتين ؛ فالحالة الأولى أنْ يكون قبل الإحرام، فهذا يَحُجّ عنه أولياؤه ؛ لأنه لم يَحُجّ، والحالة الثانية أنْ يموت بعد الدخول في الإحرام، فهذا لا يَحُجّون عنه ؛ لأنه ثبت له الحَجّ بدخوله في النُسُك، والله أعلم.

كيف كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يَحُجّ؟
أيها الأحبَّة الكِرام.. إليكم الآن تلخيص لِصَِفة الحَجّ والعُمرَة، مُرَتّبَة، بأسلوب بسيط، مع ذِكر الملاحظات الهامّة في مواضعها، ثم نُتبِعُها بملاحظات هامة جداً على أحكام الحَجّ والعُمرَة:
(1) قبل السفر:
(على الحاجّ أو المُعتَمِر أنْ يكثر قبل سفره من الاستغفار والتوبة النصوح، وأن يرُدّ المَظالم والديون إلى أهلها، وَأن يطلب مُسامحة كل مَن أخطأ في حقه، وأنْ يكتب وصيته، وَيُشهِدُ أحد الناس عليها، وأنْ يترك نفقته لأهله وَمَن يَعُولُهُم، وأنْ يوصي أحداً بوالديه، وأن يتحرّى النفقة الحلال، وأنْ يتَعَلُّم أحكام الحَجّ والعُمرَة حتى يأتي بها على السُنَّة والكمال، وأنْ يختار الرُفقة الصالحة التي تُعِينُه على الطاعة).


(2) بداية السفر: (يُستَحَبّ أنْ يصلي ركعتين قبل السفر، ثم يُوَدِّع الأهل والجيران والأصدقاء، وأن يقول الأدعية والأذكار الواردة عند الخروج من البيت، وركوب الدابة، وإذا نزلَ منزلاً، وغير ذلك، وأنْ يتجنب المُخاصمة، ومُزاحَمَة الناس في الطرق وموارد الماء وعند تقبيل الحجر الأسود، وأنْ يَصُون لسانه من الغيبة والنميمة واللغو، وأن يتق اللهَ حيثما كان، وأنْ يَرفق بالسائل والضعيف، وعلى المسافرين أنْ يختاروا مِن بينهم قائداً يَرَضَوْنَه، يكونُ أميراً عليهم (يعني يأتمرون بأمره)، وذلك حتى يتجنبوا الخِلاف والتنازُع).


(3) فإذا وصل إلى المِيقات المكاني الخاص ببلده - كما سيأتي -، فإنه يُحرم بالحج أو العمرة:
وذلك بأنْ يتجرد من ثيابه، ويغتسل، ويتطيَّب، ثم يلبس الإزار (وهو الزي الذي يرتديه المُحْرِم في الجزء الأسفل من جسده)، والرداء (وهو الزيّ الذي يرتديه المُحْرِم في الجزء الأعلى من جسده)، وكذلك يرتدي النعليْن (هذا كله بالنسبة للرجال)، وأما المرأة فإنها تُحْرم في ملابسها العادية، غير أنها لا تلبس النقاب ولا القفازين (الجُوانتِي).

ثم ينوي نية الإحرام بقلبه، يعني لا يقل بلسانه: (نويتُ العُمرَة، أو نويتُ الحَجّ)، ثم بعد ذلك يُلَبّي بنُسُكِهِ فيقول:
(لَبَّيْك اللهم بعُمرَة، أو لَبَّيْك اللهم بحج، أو لَبَّيْك اللهم بحج وعُمرَة)، وإن كانَ يخشى من عدم إتمام نُسُكه لعائقٍ يعوقه كمرضٍ ونحو ذلك، فإنه يَشتَرط عند البدء في إحرامه فيقول: "فإنْ حَبَسَنِي حابسٌ فمَحِلّي حيثُ حَبَستَني" (يَعني: إن مُنِعْتُ من إتمام الحج أو العمرة بسبب هذا العائق فإني أتحَلَّل من إحرامي في هذا الموضع الذي حدث فيه العائق، ولا أُكْمِلُ النُسُك)، وحينئذٍ يحلق شعره أو يقصره، ثم يلبس ملابسه المعتادة، ويُبَاح له ما كان محظوراً عليه أثناء الإحرام، وليس عليه شيء.


(4) ثم يبدأ في التلبية:
وذلك بأن يقول: " لَبَّيْك اللهم لَبَّيْك، لَبَّيْك، لا شريك لك لَبَّيْك، إنَّ الحمدَ والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك "، واعلم أنه يُستَحَبّ الإكثار من التلبية، و يُستَحَبّ أيضاً رفعُ الصوت بها، وذلك مِن بداية الإحرام، وفي حال الركوب والمشي والنزول، وعلى كل حال، وأما وقت انتهاء التلبية: ففي العُمرَة تنتهي عند رؤية البيت واستلام الحَجَر، وفي الحَجّ تنتهي عندما يبدأ في رَمْي جمرة العقبة يوم النحر على الراجح من أقوال العلماء.


(5) وَلْيتجنــب محظورات الإحرام:
ومحظورات الإحرام: هي الأشياء الممنوع عليه فعلها في الإحرام، وهي: (حلق الرأس، وتقليم الأظفار، ووَضْع الطِيب (سواء لبدنه أو لثوبه)، وكذلك شم الطِيب بقصد التلذذ، وكذلك يُمنَع المُحرم من لِبس الملابس التي كان يلبسها قبل الإحرام مما هو مصنوع تفصيلاً على قدر أعضاء الجسد كالقميص و(البنطلون)، ويُمنَع كذلك من تغطية رأسه (ولكن اعلم أن التغطية الممنوعة هذهِ تكون بلِبس شيء مُلاصِق للرأس كالطاقية وغير ذلك، وأما غير الملاصق للرأس كالشمسية والخيمة وغير ذلك فلا شيء فيه)، (واعلم أيضاً أن النهي عن تغطية الرأس إنما هو خاص بالرجال دون النساء، فعلى المرأة أن تستر رأسها بحيث لا يظهر منه شيء)، ويُمنَع كذلك المُحرم من الخِطبة، ومن عقد النكاح لنفسه أو لغيره (مثل أن يكون ولياً للزوجة)، وكذلك يُمنَع من جماع زوجته أو مباشرتها (واعلم أن الجماع هو أشد محظورات الإحرام)، وأخيراً يُمنَع المُحرم من صيد الحيوان البري، وأما الحيوان البحري (وهو الذي يعيش في البحر) فيجوز للمُحْرِم صيده.

(6) فإذا وصلَ مكة: بدأ بدخول المسجد الحرام:
فإذا دخل المسجد الحرام فإنه يدخله برجله اليُمنَى، ويدعو أدعية دخول المسجد فيقول: (بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)، ويقول أيضاً: (أعوذ بالله العظيم، وَبِوَجْهِهِ الكريم، وَسُلطانِهِ القديم مِن الشيطان الرجيم).

وأما تحية المسجد: فالمشروع للقادم من خارج مكة أن يبدأ بالطواف، لكنه بعد ذلك في مدة إقامته بمكة، فإنه إذا دخل المسجد الحرام فإنه يصلي ركعتين تحية المسجد كما هو الحال في بقية المساجد.


(7) وليبدأ بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، وهو مايُسَمَّى بـ (طواف القُدُوم):
فإذا وصل المُحْرِم إلى الكعبة فإنه يضْطَبِع (يعني يكشف كتفه الأيمن، ويضع طرفَي الرداء على كتفه الأيسر)، ثم يبدأ بالطواف سبعة أشواط حول البيت، ويكون الطواف كالآتي:
1. يبدأ الطواف محاذياً الحَجَر الأسود بوجهه وبجميع بدنه، ثم يكبر (وذلك بأن يقول: (الله أكبر)، ويَجُوز أن يقول: " بسم الله والله اكبر"، ثم يستلم الحَجَر بيده (يعني يلمسه بيديه) ويُقبِّلُهُ بفمه، فإن لم يستطيع تقبيله فإنه يلمسه بيده أو بشيءٍ معه (كَعَصَا أو غير ذلك)، وحينئذ يُقبِّلُ يده أو يُقبِّلُ ذلك الشيء الذي استلمه به، فإن لم يتمكن من استلامه فإنه يُشِيرُ إليه، وفي هذه الحالة لا يُقبِّلُ يده، ويفعل ذلك كل شوط من الأشواط السبعة.

2. يبدأ بالطواف حول الكعبة - وذلك بأن يجعلها عن يساره - سبعة أشواط، يبدأ كل شوط من الحَجَر الأسود وينتهي عنده، ويُلاحَظ أنه يَرمَل (يَعني يمشي خطوات سريعة متقاربة) في الثلاثة الأشواط الأولى فقط، ثم يمشي بعد ذلك مشياً عادياً في الأربعة الأشواط الأخرى، فإذا لم يستطيع الرَمَل لزحام ونحو ذلك فإنه يطوف حسب ما تيسر له ولا شيء عليه.

3. إذا وصل إلى الرُكْن اليماني (وهو الرُكْن الذي قبل الحَجَر الأسود) استلمه بيده فقط في كل شوط بدون تكبير، ويُلاحَظ أنه لا يُشرَع تقبيل الرُكْن اليماني، وإذا لم يتمكن من استلامه بيده فإنه يستمر في مشيه دونَ أن يشير إليه.

4. يُستَحَبّ أن يدعو بين الرُكْن اليماني، والرُكْن الذي به الحَجَر الأسود بهذا الدعاء: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذا النار "، وأن يُكثِر أثناء الطواف من الذكر والدعاء والتضرع، دونَ التقيُّد بذكرٍ مُعَيّّن.


(8) ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم:
فإذا انتهى من الأشواط السبعة فإنه يغطي كتفه، ويُسَنّ له أنْ يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، ويُلاحَظ الآتي:
1- أنه يُسَنّ صلاة هاتين الركعتين بعد كل طوافٍ يطوفه فترة وجوده بمكة (وهذا بعد الانتهاء من الأشواط السبعة كاملة، وليس بعد كل شَوط).

2- يُسَنّ قراءة سورة (الكافرون) في الركعة الأولى من هاتين الركعتين، وسورة (الإخلاص) في الركعة الثانية.

3- تؤدَّى هذه الصلاة في أي وقت حتى في أوقات النَهي.

4- إذا لم يتمكن من أداء هاتين الركعتين خلف المقام جازَ له أنْ يصليها في أي مكان أمكنه داخل المسجد، فإن لم يتمكن من أدائهم داخل المسجد: أداها خارجه.

(9) فإذا فرغ الحاج من صلاة ركعتي الطواف: ذهبَ إلى زمزم فشرب منها، وَصَبَّ على رأسه:
واعلم أن الشرب من ماء زمزم ليس من المناسك، بل إنه موافقة لحال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه شرب من ماء زمزم بعدما صلى ركعتي الطواف [26]، ولو تركها الحاج أو المعتمر فلا شيء عليه.

(10)ثم يرجع إلى الحَجَر الأسود فيكبر ويستلمه على التفصيل السابق.


(11) ثم يسعَى بين الصفا والمروة سبعة اشواط:
والراجح من أقوال أهل العِلم أن السَعي بين الصفا والمروة رُكْنٌ من أركان الحج، ويكونُ السَعْي على النحو الآتي:
1. اعلم أن السَعْي بين الصفا والمروة يكونُ سبعة أشواط، فيبدأ الحاج بالصفا، ويختم بالمروة، فيكون سَعْيُهُ من الصفا الى المروة (شوطاً)، ثم من المروة إلى الصفا (شوطاً آخر)، وهكذا حتى يُكمِل سبعة أشواط، فيكون آخرها بالمروة، ويُشتَرَط أن يكون ذلك في المَسْعَى (وهو الطريق الممتد بين الصفا والمروة)، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (خذوا عني مناسككم)، وعلى هذا فلو سَعَى خارج المَسْعَى لم يَصِحّ منه السَعْي.

2. إذا اقترب الحاجّ أو المُعتمِر مِن جبل الصفا فإنه يقرأ قولَ الله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:152]، ثم يقول: (أبدأ بما بدأ به الله)، فيصعد على الصفا، حتى إذا رأى البيت، فإنه يوَحِّدُ اللهَ تعالى وَيُكَبِِِّرُه، وذلك بأن يقول:
(لا إله إلا الله والله أكبر)، ثم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهزم الأحزابَ وَحْدَه"، ثم يدعو اللهَ بعد ذلك بما شاء، (يقول كل ما سبق - (يعني الآية، والذكر السابق، والدعاء) - ثلاث مرات، ثم يذهب إلى المروة، فيصعد عليها، ثم يفعل على المروة مثل ما فعل على الصفا (يعني يقرأ الآية والذكر السابق، والدعاء) ثلاث مرات.

ويُلاحَظ أن الساعي يمشي بين الجبلين (الصفا والمروة) مشياً عادياً، لكنه يجري جرياً شديداً بقدر ما يستطيع في المسافة التي بين العلمين الأخضرين في بطن المَسعَى، لكن بشرط ألاَّ يؤذي أو يتأذى، واعلم أن هذا السَعْي خاص بالرجال دون النساء.

- وقبل أن نُكمِل صفة الحج والعمرة: ينبغي أن نقف لنتسائل: ما هي أنواع الحَجّ؟
اعلم أن الحَجّ ثلاثة أنواع: (قارن - مُتَمَتِع - مُفرِد)، وهو على التفصيل الآتي:
أ. الحَجّ قارناً: وذلك بأن يُلَبّي الحاجّ عند المِيقات بالحَجّ والعُمرَة معاً، فيقول: (لَبَّيْك اللهم بالحج والعُمرة)، فإذا وصلَ إلى مكة طافَ وسَعَى، وظلَّ على إحرامه حتى ينتهي من أعمال الحَجّ والعُمرَة معاً كما سيأتي تفصيل ذلك.

ب. الحَجّ مُفرِداً: وذلك بأن يُلَبّي عند المِيقات بالحَجّ فقط، ويبقى على إحرامه (فلا يحلق، ولا يفعل شيئاً من المحظورات) حتى تنتهي أعمال الحَجّ.

ج. الحَجّ مُتَمَتِعاً: وهو أن يُلَبّي بالعُمرَة في أشهر الحَجّ (يعني في: (شوال أو ذو القعدة أو ذو الحجة)، فيقول: (لَبَّيْك اللهم بعُمرَة)، على أن يحُجّ في نفس العام.

واعلم أن أفضل هذه الأنواع هو حَجّ التَمَتُع على الراجح من أقوال العلماء.

وبعد أن ذَكََرْنا أنواع الحَجّ الثلاثة... هَيَّا بنا الآن لِنُكمِل ما يَفعَلُهُ الحاجّ أو المُعتَمِر بعد السَعْي:
(12) ثم يُحِلُّ المُتَمَتِع مِن إحرامِهِ بالحَلْق أو التقصير:
بمعنى أن المُتَمَتع (الذي نَوَى الحَجّ مُتَمَتِّعاً) إذا انتهى من أداء العُمرَة (يعني إذا انتهى من طواف القدُوم والسَعْي) فإنه يحَلق شعره أو يُقصِّرُهُ، ثم يتحلَّلَ (يعني يَلبِسَ ثيابَهُ العاديّة، وعندئذٍ يُباحَ له كل شيء كان محظوراً عليه بسبب الإحرام)، فإذا جاءَ يوم التَرْوِيَة (وهو اليوم الثامن من ذي الحِجّة) فإنه يُهِلّ بالحَجّ (يعني يرفع صوته بالتلبية) مع باقي الحَجيج، وأما القارن والمُفرِد فإنهما إذا طافا طواف القدوم وَسَعَيَا فإنهما يَظَلاّن على إحرامهما، فلا يَحلِقان ولا يُقصِّرَان ولا يَتَحَلّلان حتى يؤدِيَا باقي مناسك الحَجّ، وليس عليهما سعي آخر (بين الصفا والمروة) عند أداء مناسك الحَجّ.

ويُلاحَظ أن المُعتَمِر عُمرَة مستقلة - يَعني في أي وقت من السَنَة غير أشهُر الحَجّ - فإنه ينتهي من أعمال العُمرَة بالحلق أو التقصير كعُمرَة المُتَمَتِع تماماً، وسيأتي بيان أحكام الحلق والتقصير.

ويُلاحَظ أيضاً أنه لو أحرمَ في رمضان من المِيقات بالعُمرَة، ثم أتمَّهَا في شوال (كأنْ يكون قد سافر في آخر ليلة من رمضان مثلاً، ثم أدَّى السَعْي بعد طلوع نهار شوال) فإنه لا يكون مُتَمَتِعاً، لأنَّ شَرْطَ التَمَتُع أن يُحْرم بالعُمرَة من المِيقات في " أشهر الحَجّ "، وكذلك لو أحرمَ بالعُمرَةٍ في أشهر الحَجّ (في عامٍ معين)، ثم حج في عامٍ آخر، فإنه لا يكون مُتَمَتِعاً.

(13) ثم يُحرِم المُتَمَتِع بالحَجّ يوم التَرْوِيَة، ويتوجه مع جميع الحُجَّاج إلى مِنَى:
ويوم التَرْوِيَة: هو اليوم الثامن من ذي الحِجّة، وقد سُمِّيَ هذا اليوم بـ (يوم التَرْوِيَة) لأنهم كانوا يَرْوُون إبِلَهُم في هذا اليوم، وَيَتَرَوُّون من الماء، حيث إن تلك الأماكن لم يكن حينئذٍ فيها ماء.

فإذا كانَ ذلك اليوم، توَجّهَ الحُجَّاج جميعاً - (القارن والمُفرِد والمُتَمَتِع) - إلى مِنَى، فأما القارن والمُفرِد فيتوجهون مباشرة إليها دونَ أن يُحرموا مرة أخرى، لأنهم مازالوا على إحرامهم.

وأما المُتَمَتِع فإنه يُحرم بالحَجّ مِن مكانه الذي هو فيه (وذلك بالتَجَرُّد من ثيابه، والاغتسال، والتطَُّب، وَلِبس الإزار والرداء كما تقدم)، ثم يُلَبِّي جميع الحُجَّاج متوجهين إلى مِنَى، وذلك قبل الظهر، ثم يصلون بمِنَى خمس صلوات: (الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر)، ويُستَحَبّ أن يُكثِرُوا من التلبية والدعاء، وأن يبيتوا بـ (مِنَى) تلك الليلة، وأن لا يخرجوا منها حتى تطلع شمس يوم التاسع (وهو يوم عَرَفَــة)، وذلك اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أجمع العلماء على أنه ليس هناك شيء على مَن لم يَبِت بِمِنَى (ليلة عَرَفَــة)، المهم أن يَحضُر بعَرَفَــة في الوقت الواجب[27].

(14) ثــم يتوجــهون في اليوم التاسع مِن ذي الحِجَّة إلى عَرَفَــة:
فإذا طلعت الشمس يوم عَرَفَــة انطلق الحَجِيج من مِنَى - بعد يوم التروية - قاصدين عَرَفَــة مُلَبّين ومُكَبِّرين، ويكون أول نزولهم بـ "نَمِرَة" (وهو مكان قريب من عَرَفَــة)، ويظلون بها إلى ما قبل الظهر.

فإذا زالت الشمس (يَعني دخل وقت الظهر) في يوم عرفة رحلوا إلى " عُرنَة " ونزلوا فيها، (و(عُرنَة): هي مكان قبل عَرَفَــة بقليل - بين عَرَفَــة ومزدلفة -، وفيها يخطب الإمام بالناس).

ثم يصلون الظهر والعصر جميعاً بأذان واحد وإقامتين (يَعني يؤذنون أذاناً واحداً، ثم يصلون الظهر بإقامة، ثم يصلون العصر بإقامة أخرى)، ولا يصلون بينهما شيئاً مِن النوافل الخاصة بالظهر والعصر.

واعلم أن هذا الترتيب في النزول بـ (نَمِرَة) ثم بـ (عُرنَة)، قد لا يتسير الآن لكثير من الناس لشدة الزحام، فإذا لم ينزل بهما، وجاوزهما إلى عَرَفَــة فلا حرج إن شاء الله.


(15) ويقفون بعَرَفَــة حتى غروب الشمس:
واعلم أن المقصود من الوقوف بعَرَفَــة: (حضور الحاج ووجوده بعرفات يوم عَرَفَــة، على أي صفة كان ؛ سواء كان واقفاً، أو نائماً، أو قاعداً، أو راكباً، أو ماشياً، أو مضطجعاً، في أي مكان بعَرَفَــة)، فإن تَيَسَّرَ له الوقوف عند الصخرات (أسفل جبل عرفات) فَحَسَن، وإلاّ.. وقف في أي مكان كما تقدم.

- وقد أجْمَعَ أهلُ العِلم على أن الوقوف بعرفة هو رُكْن الحَجّ الأكبر، فقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرَ منادياً ينادي: " الحَجّ عَرَفَــة، مَن جاءَ ليلة جَمْع - يَعني ليلة مُزدَلفة - قبل طلوع الفجر فقد أدرك ".[28].


ولكن هناك سؤالٌ هام: ما هي مُدَّة الوقوف بعَرَفَــة؟
السُنَّة أن يقف الحاجّ بعرفة من بعد دخول وقت الظهر حتى غروب الشمس (بمعنى أن السُنَّة أن يكون موجوداً بعرفة طوال هذا الوقت)، ولكنه لو وقف بعرفة في أي جزء من هذا الوقت أجزأه ولكنْ لم يأتِ بالكمال على الراجح من أقوال العلماء، وقد اختلف أهل العِلم في بداية وقت الوقوف، فذهبَ جمهور العلماء إلى أن وقت الوقوف بعَرَفَــة يبدأ من زوال الشمس (يعني من بداية وقت الظهر) يوم عرفة إلى فجر اليوم العاشر (وهو يوم العِيد)، وذهبَ أحمد رَحِمَهُ الله إلى أن وقت الوقوف بعرفة يبدأ من طلوع الفجر يوم عَرَفَــة إلى طلوع الفجر يوم العيد، وهذا هو الراجح، فالحاصل أنَّ حجه صحيح سواء وقف بالنهار بعد زوال الشمس فقط أو وقف بالليل فقط، أو وقف جزءاً من النهار وامتد وقوفه لجزء من الليل بعد غروب الشمس، ولكنَّ السُنَّة والكمال كما ذكرنا أن يقف الحاجّ بعرفة من بعد دخول وقت الظهر حتى يدخل وقت المغرب.

وعلى هذا فمَن سافرَ للحَجّ فلم يدرك الوقوف بعرفة قبل غروب الشمس، فإنه يذهب إلى عَرَفَــة بعد الغروب في أي وقت من الليل (المهم أن يكون ذلك قبل الفجر)، ثم يُدْفَع مع الناس إلى مُزدَلفة.


وَيُسْتَحَبّ الدعاء والذِكر يوم عرفة:
وذلك بأن يقف الحاج بعرفات مستقبل القبلة رافعاً يَدَيْه بالدعاء كما هو الثابت مِن فِعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم عرفة، وكذلك يُكثِر من الذكر والتهليل فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " خير الدعاء: دعاء يوم عَرَفَــة، وخير ما قلتُ أنا النبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ".[29].


(16) فإذا غابت الشمس دُفِعَ مع الحَجِيج إلى المُزدَلِفة:
ويُستَحَبّ أن يكون دَفعُهُ للناس بِسَكِينَة، وألاَّ يُزاحِمُهُم، ولكنه إن وجد فجوة فلا بأس بالإسراع.

فإذا وصل إلى المزدلفة فإنه يُصلي المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولا يصلي بينهما شيئاً من النوافل (كما فعل في صلاتَي: الظهر والعصر بـ (مِنَى))، وكذلك يُستَحَبّ التلبية في المزدلفة (كما فعل ذلك في مِنَى)، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَزَل يُلَبّي حتى رَمَى الجمرة.


(17) ويَجِب عليه المَبِيت بالمزدلفة:
فإن الثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المَبِيت بالمزدلفة حتى الفجر، ثم صلاة الفجر في أول وقته بأذان وإقامة، واعلم أن المقصود بالمَبِيت بالمزدلفة: حضور الحاج ووجوده بها ليلاً، سواء كان نائماً أو مستيقظاً.

وقد اختلف العلماء في حُكْم المَبِيت بالمزدلفة كالآتي:
فمنهم مَن يرى أن ذلك مُستَحَبّ، ومنهم أن يرى أنه رُكْن (مثل الوقوف بعرفة)، والقول الثالث يرى أنه واجب يُجْبَر بِدَمّ (أي: أنه إذا ترك المَبِيت بالمزدلفة فعليه دم، (والمقصود بالدم: أن يذبح سُبع بدنة أو سُبع بقرة، يعني يشترك مع ستةٍ غيره فيها، أو أن يذبح واحدة من الضأن أو الماعز، ثم يوزع هذا الذبح على فقراء مكة)، (وهذا الرأي استحسنه الشيخ ابن عُثَيْمِين ورآه قولاً وسطاً).

أين مكان الوقوف بالمزدلفة؟
قال تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ ﴾ [البقرة:198] والمَشْعَرِ الحَرَام: هو جبل صغير بالمزدلفة، وقد وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - عنده، ولكنْ لا يُشتَرَط الوقوف عنده، فإذا وقف الحاج في أي موضع من مزدلفة أجزأه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " وقفتُ هاهنا، وَجَمْع كلها مَوقِف "[30]، و"جَمْع " هي: المزدلفة.

واعلم أنه يُستَحَبّ في المزدلفة أن يستقبل القبلة، ويُكثِر من الدعاء والتكبير والتهليل حتى وقت الإسفار (يعني حتى يتضح ضوء النهار)، وذلك اقتداءً بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المزدلفة.

واعلم أيضاً أنه يجب عليه أن يصلي الفجر بالمزدلفة، وهذا الحُكْم لجميع الحُجَّاج عدا النساء والضعفاء، فإنه يَجُوز لهم أن يُدفَعُوا من المزدلفة إلى مِنَى لرمي جمرة العقبة بعد أن يغيب القمر في هذه الليلة (يعني قبل الفجر).


(18) فإذا أسْفَرَ النهار - (أي اتضحَ ضَوْءُه) - دُفِعَ إلى مِنَى قاصداً الجَمْرَة الكبرى:
وذلك في اليوم العاشر من ذي الحِجّة، ويسمى: " يوم النحر "، فينطلق بعد أن يصلي الفجر بالمزدلفة - وقبل أن تطلع الشمس - إلى مِنَى وعليه السكينة، وهو يُلَبّي، فإذا أتى (بطن محسر)، أسرعَ قليلاً، و (بطن محسر): هو وادٍ بين المزدلفة ومِنَى، وهو المكان الذي أهلَكَ اللهُ فيه أبْرَهَة الحبشي وجنوده لما أراد هَدْم الكعبة، وَلِذا فإن النبي صلي الله عليه وسلم أسرعَ السير عندما مَرَّ به.

ثم يأخذ الحاجّ طريقه إلى الجمرة الكبرى ليَرْمِيَها، ويلتقط الحَصَيات التي سَيَرمِي بها الجمرة، والراجح أنه يلتقط هذه الحَصَيات مِن مِنَى أثناء طريقه إلى الجمرة، وأما أخْذُهُ للحَصَيات مِن مزدلفة فليس بمُستَحَبّ.

(19) ثم يرمي الجمرة الكبرى:
ويُقال لها: " جمرة العقبة "، فيَرمي في هذا اليوم هذه الجمرة فقط بسبع حَصَيات اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويتعلق بذلك بعض الأمور:

أولاً: ما هو حُكْم الرَمْي؟
ذهب بعض أهل العِلم إلى أنه سُنُة (يعني مُستَحَبّ)، وذهب بعضهم إلى أنه رُكْن، والراجح من أقوال أهل العِلم أن رَمْي جمرة العقبة واجب.

ثانياً: ما هي صفة الرَمْي؟
يستقبل الحاجُّ الجمرة، ويجعل مكة عن يساره، ومِنَى عن يمينه (إن أمْكَن) (لأنه قد لا يتيسر له ذلك الآن من شدة الزحام)، ثم يرمي سبع حَصَيات، وَيُكَبِّر مع كل حَصَاةٍ يرميها، ويُلاحَظ أنه يقطع التلبية عند رَمْي الجمرة.

وقد أجمع العلماء على أنه مَن لم يُكَبِّر مع الرَمْي لا شيء عليه.

واعلم أن الجمرة عبارة عن عمود يحيط به " حوض " (أعني مكان مُجَوَّف)، والمقصود أن تقع الحَصَيات في هذا الحوض، وليس المقصود أن تضرب العمود القائم.

ثالثاً: ما هي صفة الحَصَى التي يرمي بها؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له في صباح يوم العقبة وهو على ناقته:
" القط لي حَصَى "، قال ابن عباس: فالتقطتُ له سبع حَصَيات، هُنَّ حَصَى الحَذَف - (
وَحَصَى الحَذَف: هي حَصَى أكبر من حَبَّة الحُمُّص بقليل) -، قال: فجعل ينفضهن في كَفَّيْه، ويقول: " أمثال هؤلاء فارموا "، ثم قال: " أيها الناس إياكم والغُلُوّ في الدِين، فإنه أهلَكَ مَن كان قبلكم الغُلُوّ في الدِين ".[31]

رابعاً: متى يبدأ الرَمْي، ومتى ينتهي؟
اعلم أن وقت الرَمْي يبدأ من بعد طلوع شمس يوم النحر (هذا لغير النساء والضعفاء)، أما النساء والضعفاء فإنهن يَرمُون بعد أن يغيب القمر، واعلم أيضاً أن وقت الرَمْي يمتد إلى آخر النهار في يوم النحر، فمَن رماها قبل غروب يوم النحر فقد رَمْي الجمرة في وقتها، وأما مَن لم يرمها حتى غربت شمس يوم النحر: فقد اختلف أهل العِلم في ذلك اختلافاً كبيراً، والراجح أنه يَجُوز له أن يرمِيَها بالليل.


(20) فإذا رَمَى الجمرة فقد حَلَّ الإحلال الأول:
- والمقصود أن المُحْرِم محظور عليه فِعل بعض الأمور (كما تقدم في محظورات الإحرام)، لكنه بعد رَمْي الجمرة يوم النحر، فإنه يتحلل من هذه المحظورات كلها إلا النساء (يَعني: يُبَاح له كل شيء كان مُحْرِماً عليه إلا الجماع)، ويُسَمَّى هذا بـ (التَحَلُّل الأول)، وأما (التَحَلُّل الثاني) الكامل (أي حتى من النساء)، فيكون ذلك بعد طواف الإفاضة في هذا اليوم، هذا وقد ذهبَ بعض أهل العِلم أنه لا يَحِلّ إلا بعد الرَمْي والحلق، وفي المسألة أقوال، وما ذكرناه أولاً هو الأرْجَح والله أعلم، وعلى ذلك فله بعد الرَمْي أن يلبس ثيابه ويتطيب، وأبيح له كل شيء كان مُحْرِماً عليه إلا النساء.

(21) ثم يَنحَر الهَدْي:
ويُستَحَبُّ أنْ ينحر الهدْي بالمَنحَر، وذلك اقتداءً بفعلِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنْ يَجُوز له أن ينحر في أي مكان آخر من مِنَى غير المَنحَر، وكذلك يَجُوز له أن ينحر بمكة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " نحرتُ هاهُنا، ومِنَى كلها مَنحَر " وفي بعض الروايات: " وكل فجاج مكة طريق ومَنحَر ".[32]

واعلم أنه يَجُوز أن يذبح بنفسه، ويَجُوز له أن يُنِيب عنه غيره في الذبح، ويُستَحَبّ له أن يأكل من هَدْيه، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب الأكل منها (وسيأتي المزيد لبيان أحكام الهَدْي).


(22) ثم يَحلِق أو يُقَصِّر:
والأفضل الحلق، لما ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اللهم اغفر للمُحَلِّقِين "، قالوا: يا رسول الله، وللمُقصِّرين، قال: " اللهم اغفر للمُحَلِّقِين "، قالوا: يا رسول الله، وللمُقصِّرين، قال: " وللمُقصِّرين "[33]، واعلم أنه يَجُوز أن يحلق الحاجّ لنفسه كما يجوز أن يحلق له غيره، والسُنَّة أن يبدأ الحلق بيمين المحلوق، والصحيح أن يحلق جميع رأسه، أو يقصر جميع رأسه، ولا يكتفي بحلق أو تقصير بعض الرأس، واعلم أيضاً أن هذا الحلق خاص بالرجال، وأما النساء فليس عليهن إلا التقصير، فتقصر المرأة قدر أُنْمُلَة (يعني قدر عقلة الإصبع) من كل ضفيرة.

تنبيــه: هذا الحلق في المناسك: عبادة ونُسُك يؤجَرُ عليها العبد، وأما فيما عدا ذلك: فيختلف باختلاف النِيَّة، فإنْ كان يحلق شعره تعبداً لله، نقول: هذه بدعة، إذ لم يُشرَع الحلق تعبداً إلا في المناسك، وقد كان من علامات الخوارج: الحلق، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في وَصْفِهِم: " سيماهُم التحليق " [34]، وأما إن كان للتَرْفيه والتَنَزُّه، فلا بأس به، ويكون مِن فِعل المُبَاح.

(23) ثم بعد النحر يتحرك فيعود إلى مكة، ويطوف حول الكعبة سبعة أشواط، وهو مايُسَمَّى بـ (طواف الإفاضة):
وذلك في نفس يوم النحر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف في يوم العيد سبعاً حول البيت، غير أنه لم يَضْطَبِع ولم يَرْمل، واعلم أن هذا الطواف ركن من أركان الحج (على الأنواع الثلاثة: القارن والمُفرد والمتمتع)، أما طواف القدوم فهو ركن في حق المتمتع فقط، ومُستَحَب في حق القارن والمُفرد (يعني لو لم يفعله القارن أو المُفرد، وتوجه مباشرة إلى مِنَى أو إلى عرفة فلا شيء عليه، وإن فعله فهو خير لكنه لا يُغنِيهِ عن طواف الإفاضة) وهذا هو قول الجمهور وهو الراجح.

ثم يصلي ركعتين بعد طواف الإفاضة عند مقام إبراهيم كما تقدم في طواف القدوم، واعلم أنه يَجُوز أن يؤخر طواف الإفاضة إلى آخر شهر ذي الحِجّة، ولكنْ لا يَجُوز تأخيره عن شهر ذي الحِجّة إلا إذا كان هناك عذر.

(24) ويشرب من ماء زمزم.


(25) ثم يسعَى بين الصفا والمروة:
وهذا السَعْي للمُتَمَتِع فقط فإنه يَجِب عليه ذلك، وأما القارن والمُفرِد: فإنه إذا كان سعَى بعد طواف القدوم، فلا يَلزَمُهُ هذا السَعْي، وإن كان لم يَسعَ بعد طواف القدوم: سَعَى هذا السَعْي.

(26) ثم يرجع من مكة - بعد أن طافَ وَسَعَى - لِيَبِيت بمِنَى أيام التشريق ليرمي الجمَرات الثلاثة:
يبيت الحاجّ بمِنَى ثلاثة أيام إن تأخر، وأما إن تعجل فيبيت يومين، لقوله تعالى: (﴿ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ [البقرة: 203].
ويتعلق بذلك بعض المسائل:
أولاً: ما معنى المَبِيت بمِنَى؟
اعلم أنه ليس المقصود بـ (المَبِيت بمِنَى): الاضطجاع والنوم ، وإنما المقصود: المُكْث بها ، علي أي صفة كان، وإن كان الأفضل النوم، اقتداءً برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.


ثانيا: ما هو حُكم المَبِيت بمنى؟
ذهب جمهور العلماء إلى أن المَبِيت بمنى (واجب)، وقد ذهب الأحناف إلى أنه مُستَحَبّ، والراجح هو قول الجمهور، والله أعلم.


ثالثاً: ما هي مُدَّة المَبِيت بمِنَى؟
الراجح أنه متى باتَ بمِنَى (سواء في أول الليل، أو في آخر الليل، أو باتَ الليل كله، أو بعضه) أن ذلك كله يُجْزِئه.


رابعاً: ماذا عليه إذا لم يَبِت بمِنَى؟
يرى جمهور العلماء أن عليه دم (يعني يذبح هَدْياً)؛ لأنه ترك واجباً من واجبات الحَجّ (وذلك على قول مَن يقول بأن المَبِيت بِمِنَى واجب)، ويرى ابن حَزْم وغيره أنه أساء ولا شيء عليه (لأنهم يرون أنه مُستحَبّ).

وهذا الحُكم - (وهو وجوب ذبح الهَدْي لمن ترك المَبِيت) - إنما يكونُ لمن ترك المَبِيت في أي يوم من الأيام الثلاثة، أما مَن ترك المَبِيت ليلة واحدة مثلاً فلا يُلزَم بدم، لأنه أتى بجنس المَبِيت (يعني يُقال أنه بات)، وإن كان فاته الأكمل.


خامساً: يُرَخَّص لِذَوِي الأعذار ترْك المَبِيت بِمِنَى:
ففي الحديث: " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَخَّصَ لعمه العباس أن يبيت بمكة من أجل السقاية " [35]، وقد ذهب ابن عُثَيْمِين رَحِمَهُ الله إلى أن هذه الرخصة تشمل أيضاً الذين يشتغلون أيضاً بمصالح الحَجيج، كرجال المرور، والأطباء في المستشفيات، ومَن يقومون بصيانة أنابيب المياه، ونحوهم.


(27) ثم يرمي الجمرات الثلاثة في كل يوم من هذه الأيام الثلاثة التي يبيتها بِمِنَى:
وهذه الجمرات الثلاثة على الترتيب هي: الجمرة الصُغرَى، والوُسطَى، والكُبرَى (وهي جمرة العقبة)، وأما ما يتعلق بهذا الرَمْي فبَيَانُهُ كما يلي:
(أ) يبدأ وقت الرَمْي في أيام التشريق بعد زوال الشمس (أي: وقت صلاة الظهر) (وأيام التشريق هي اليوم الثاني والثالث والرابع بعد يوم الأضحى).

(ب) وأما عن انتهاء وقت الرَمْي: فقد ذهب كثير من العلماء إلى أن آخر وقت الرَمْي حتى غروب شمس كل يوم من الأيام الثلاثة ؛ لأنه عبادة نهارية فتنتهي بالنهار، والراجح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحدد ذلك، بل ثبت أن رجلاً قال: رميتُ بعدما أمسيت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " لا حرج "[36]، ولم يستفصل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أي وقت من المساء، فدَلَّ ذلك على الجواز مطلقاً، وعليه فمَن تيسر له الرَمْي بالنهار كان أولى، وإلاَّ فلا حرجَ عليه لو رَمَى مساءً، والله أعلم.

(ج) ترتيب الرَمْي: يبدأ الرَمْي بالجمرة الأولى (وهي الجمرة الصغرى)، وهي الأقرب إلى مسجد الخِيف، فيرميها بسبع حَصَيات، ويكبر مع كل حصاة، ثم يستقبل القبلة ويرفع يَدَيْه ويدعو دعاءً طويلاً.

ثم يأتي الجمرة الوسطي فيرميها كذلك بسبع حَصَيات، ثم يقف للدعاء كذلك، ثم يأتي جمرة العقبة فيرميها كذلك (على أن يجعل الكعبة عن يساره ومِنَى عن يمينه إن أمكن)، ولا يقف عند هذه الجمرة للدعاء، بل ينصرف، ويفعل ما سبق في اليوم الثاني والثالث.

ما حُكم مََن تَرَكَ رَمْي الجمرات؟
الذي عليه جمهور العلماء أن رَمْي الجمرات واجب، وأنه إذا ترك رَمْي الجمرات يكون عليه دم (يعني يذبح هدياً).

(28) وَمَن تَعَجَّلَ فَرَمَى في يومين فلا إثمَ عليه، وَمَن تأخر فرَمَى في ثلاثة أيام فلا إثم عليه:
- والمقصود باليومين المذكورَيْن: هما الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحِجّة، ويُشتَرَط لمن أراد أن يتعجل: أن يخرج من مِنَى قبل غروب الشمس، فإن جلس إلى الغروب لَزِمَهُ المَبِيت في الليلة الثالثة، وهي ليلة الثالث عشر من ذي الحِجّة، وإذا حمل متاعه وعزم على الخروج، لكنه تأخر في المَسير حتى غابت الشمس لعذر، كزحام في الطريق مثلاً، فلا شيء عليه، وليستمر في الخروج ؛ لأنه حُبِسَ بغير اختياره.


(29) فإذا عزم على الرحيل طافَ بالكعبة سبعة أشواط، وهو ما يُسَمَّى بـ (طواف الوداع):
واعلم أن طواف الوداع واجب على مَن أراد الخروج مِن مكة، وهذا هو مذهب الجمهور وهو الراجح، وذهب بعض أهل العلم إلي أنه سُنَّة (لا شئ في تركِه)، واعلم أيضاً أنه لا يُسْتثنَى من طواف الوداع إلا الحائض، بشرط أن تكون قد طافت قبل ذلك طواف الإفاضة.

والمشهور عند أهل العلم أنه إذا ترك طواف الوداع فإن عليه دماً، وقد استدلوا بما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " مَن ترك شيئاً مِن نُسُكِهِ أو نَسِيَهُ فليهرق دماً ".[37]
ملاحظات وتنبيهات ومسائل عامة على ما سبق من أحكام الحج والعمرة بالترتيب:
أولاً: ملاحظات هامة تتعلق بالمواقيت:
المواقيت: جمع مِيقات، ويأتي معناه من الوقت، وهو قِسمان: مِيقات زماني، ومِيقات مكاني.

أ. المِيقات الزماني:
وهو الوقت الذي لا يَصِحّ شيء من أعمال الحَجّ إلا فيه، وهذه المواقيت الزمانية هي المذكورة في قوله تعالى: (الحَجّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)، وقد ذهب فريق من العلماء إلى أنها: (شوال، وذو القعدة، وعشر أيام من ذي الحِجّة)، وذهب فريق آخر منهم إلى أنها: (شوال، وذو القعدة، وذو الحِجّة كله)، وهو الراجح، وأما " العُمرَة " فهي جائزة في أي وقت من أوقات السنة.


ب. المواقيت المكانِيَّة:
وهي الأماكن التي يُحرِمُ منها مَن يريد الحَجّ والعُمرَة، ولا يَجُوز له أنْ يتجاوزها دون أنْ يُحرم، والجدول الآتي يبين المواقيت المكانِيَّة التي حددها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بأسمائها الأصلية، وأسمائها الحالية:
م
القادمون
المِيقات
الاسم الجديد للمِيقات
المسافة بينه وبين مكة
1
أهل المدينة
ذو الحُلَيْفَة
أبيار علي
450 كم شمال مكة
2
أهل الشام
الجُحفة
رابغ
200 كم الشمال الغربي
3
أهل نجد
قرن المنازل
السيل
94 كم شرقي مكة
4
أهل اليمن
يَلَمْلَم
السعدية
54 كم جنوب مكة
5
أهل العراق
ذات عرق
الضريبة
94 كم الشمال الشرقي
6
الذين يسكنون بين هذه المواقيت وبين مكة: مِيقاتهم يكونُ من سكنهم.
وكذلك أهل مكة مِيقاتهم يكونُ من مساكنهم التي يسكنون فيها إذا أرادوا الحَجّ.
هذا بالنسبة للحَجّ، وأما العُمرَة فقد ذهب فريق من أهل العِلم إلى أن أهل مكة يُحْرِمُون من مسكنهم أيضاً إذا أرادوا العُمرَة، وذهب جمهور العلماء إلى أنهم يخرجون خارج مكة، ويُحْرِمُون من التنعيم، ويُهِلّون منها بالعُمرَة، (ومعنى " الإهلال ": رفع الصوت التلبية).
7






وهناك بعض الملاحظات الهامة:
(1) إذا مَرَّ أحد بمِيقات غير مِيقات بلده فإنه يُهِلّ منه، ولا يُكَلِّف أن يرجع ليمر بمِيقاته.

(2) المقصود بأهل هذه البلاد: أي المقيمين فيها، ولا يلزم أن يكونوا من سكانها الأصليين، وعلى هذا فمن كان مقيماً بمكة لعمل ونحو ذلك فإن مِيقاته من حيث يقيم (أعني: من مسكنه بمكة، ولا يخرج إلى المواقيت).

(3) يُكرَه أو يَحرُم أن يُحْرم قبل المِيقات المكاني، ومع هذا فإن الإحرام ينعقد على الراجح من أقوال العلماء، وأما المِيقات الزماني فيَحرُم الإحرام قبله، ولا ينعقد، وقد تقدم ذلك.

(4) إذا مَرَّ الآفاقي (وهو من يأتي من خارج مكة، أي: من آفاق البلاد)، وكان طريقه لا يمر بأحد هذه المواقيت، فإنه ينوي الإحرام إذا حاذَى أحد هذه المواقيت.

(5) هل كل مَن مَرَّ بالمِيقات يَجِب عليه الإحرام؟
الجواب: إن كان يريد الحَجّ والعُمرَة وجب عليه الإحرام إذا أتى إلى المِيقات.

أما إن كان لا يريد الحَجّ والعُمرَة ؛ كمن سافر لعمل أو دراسة أو نحو ذلك فالراجح أنه لا يَجِب عليه الإحرام.

لكنْ إذا كان هذا الشخص لم يؤد الفريضة بعد، فهل يَجِب عليه الإحرام؟

رَجّح ابن عُثَيْمِين وجوب أدائه الفريضة ؛ لأنها تجب على الفَوْر، وقد وصل إلى المِيقات.

(6) إذا تجاوز المِيقات وهو لا يريد الحَجّ أو العُمرَة، ثم بدا له بعد ذلك أن يؤدي النُسُك، فإنه يُحرِم من مكانه، ولا يلزمه الرجوع إلى المِيقات للإحرام منه.

(7) مَن سافر لأداء النُسُك، ومر على المِيقات، فهل يَجُوز له تأخير الإحرام للذهاب إلى المدينة أولاً؟

قال الشيخ عادل العَزَّازي: الذي يترَجّح عندي - والله أعلم - أنه طالما كان قاصداً للنُسُك: لزمه الإحرام من المِيقات، وأما إذا كان قاصداً المدينة لزيارة المسجد النبوي أولاً فإنه يَجُوز له أن يتجاوز المِيقات، ثم يُحرم بعد ذلك من مِيقات أهل المدينة.

(8) مَن كان له أقرباء بجدة سينزل عليهم ضيفاً، فإنه لا يَجُوز له أن يؤخر الإحرام لأجل الاستراحة والضيافة، بل عليه أن يُحرم ويظل على إحرامه فترة تواجده عندهم حتى يقضي مناسكه، ويتجنب محظورات الإحرام.

(9) من المعلوم أن أهل مصر الذين يقدُمون عن طريق البحر أو الجو إلي ميناء جدة يمرون بميقات (رابغ)، وأما الذين يقدُمون براً، فإنهم يمرون بالمدينة أولاً، فيكون ميقاتهم هو ميقات أهل المدينة وهو (أبيار علي).

(10) لا يَجُوز أنْ يؤخر شيئاً من أعمال الحَجّ عن الأشهر الثلاثة إلا لضرورة، كأن تُصاب المرأة بالنِفاس ولا تَطهُر إلا بعد إنتهاء شهر ذي الحِجّة، ولم تكن قد تمكنَت من طواف الإفاضة فهي معذورة، ولها أن تؤخر الطواف حتى تَطْهُر.

(11) لا يَجُوز لأحد أنْ يُحرم قبل أشهر الحَجّ، فلو أحرم قبلها لا ينعقد الحَجّ (على الراجح من أقوال العلماء)، وعلى هذا فلو أهَلَّ بالحَجّ (يعني أحرَمَ وقال: لَبَّيك اللهم بالحج) قبل أشهر الحَجّ وَجَبَ عليه أنْ يجعلها عُمرَة.


ما هي الأشياء التي يُبَاح للمُحْرِم فِعلُها؟
هذه بعض الأشياء التي تباح للمُحْرِم، قد يتشدد فيها البعض ويظنون أنها لا تجوز، فمن ذلك:
1. الاغتسال، وغسل الثياب.

2. حك الجسد وحك الشعر، والامتشاط (يَعني تسريح الشعر).

3. النظر في المرآة، وشم الرياحين والتداوى، ويُلاحَظ أنه لو ادَّهَنَ ببعض العقاقير (الأدوية أوالمراهم) لأجل التداوي وكانت له رائحة ذكية فلا بأس، ولا يمنَع إلا استخدام الطِيب الذي به يُعرَف الإنسان أنه تَطَيَّبَ أو لا، ولو حمل الطيب في قارورة (زجاجة)، أو جلس عند عطار، أو أكل فاكهة لها رائحة (كثمرة المانجو)، أو شرب شراباً له رائحة فكل ذلك لا يُقال لصاحبه: " إنه قد تَطَيَّبَ "، ولا بأس به.

4. يَجُوز الاحتجام للمُحرم، حتى ولو احتاجَ معه إلى حلق بعض الشَعر من مَوضِع الحِجامة، وكذلك يَجُوز إجراء عمليات جراحية، ولا يفسد بذلك إحرامه، حتى ولو احتاج مع هذه العملية الجراحية إلى حلق بعض شعر الرأس، أو حلق شعر من جسده، فقد احتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مُحْرِم، واعلم أنه يُبَاح للمُحْرِم تعاطي الحقن، كما يُبَاح له وضع الجبيرة (كالجبس وغير ذلك) ويُبَاح له كذلك رَبْط الجروح ولا شيء عليه في ذلك.

5. يُبَاح قلع الضرس، وقطع الظفر إذا انكسر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " المُحْرِم يدخل الحمام، وينزع ضرسه، وإن انكسرَ ظفرُهُ طَرَحَهُ، أمِيطُوا عنكم الأذى، إن الله لا يصنع بأذاكم شيئاً "[38].

6. يَجُوز للمُحْرِم قتل الذباب والبراغيث والبعوض وقتل الفواسق الخمس، وكل مؤذٍ من الدواب.

7. يَجُوز للمُحْرِم لبس الساعة، والخاتم، والنظارة، والعدسات، وسماعة الأذن، وطقم الأسنان، والمنطقة (وهو ما يُشَدّ على الوسط)، والحزام، وحمل الحقيبة على كتفه، وكذلك يَجُوز للمرأة لبس الحُلِيّ ونحو ذلك ؛ لأنه لم يأت دليل على النهي عن ذلك، وليس شيئاً من ذلك من الملابس التي نهَى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المُحْرِم في إحرامه.

8. يُبَاح للمُحْرِم ذبح الحيوان الذي ليس بصيد، فله أن يذبح الإبل والغنم والبقر والدجاج والأوز وغير ذلك مما يمتلكه هو أو يمتلكه الغير ؛ لأنه ليس صيداً.

9. تغطية الوجه: يُبَاح للمُحْرِم تغطية وجهه خاصة إذا كانت هناك ضرورة، فعن مجاهد أنه قال: كانوا إذا هاجت الريح غطوا وجوههم وهم مُحْرِمون.

10. يَجُوز للمُحْرِم أن يحمل متاعه على رأسه، وأن يربط رأسه لجرح أو صداع ولا شيء عليه ؛ لأن ذلك كله ليس لباساً للرأس، وكذلك يَجُوز له وضع الثلج على رأسه للتبرد أو للعلاج، سواء وضع الثلج محفوظاً في كيس خاص، أو وضع غير محفوظ.


ثانياً: ملاحظات عامة على الإحرام:
1. اشتهر على ألسِنة كثير من الفقهاء: ألاّ يلبس المُحْرِم المَخِيط، وتبع ذلك أخطاء وقع فيها الناس، إذ أن المقصود ألاّ يلبس الملابس المُفَصَّلة على قدْر أعضاء الجسد، وبناءً على هذا، فلو كان في الرداء خيط يسد خروق، أو رُقعٍ فيه، أو كان على أطرافه خيط يمنع من تهلهله (أو ما يُسَمَّى أوفر) فهذا كله لا يضر، وكذلك لو أوْصَلَ رداءين قصيرَيْن بخيطٍ بينهما لا يضر، طالما أنه لم يُفَصَّل كملابس الحِلّ (المُعتادة).

2. يَجُوز لِبس (النعل) لأنه ليس بِخُفّ، حتى لو كان هذا النعل فيه خيط، وأما ما يفعله بعض الناس مِن لِبس نِعال خاصة لا خيط فيها فهو تَكَلُّف لم يأمُر به الشرع.

3. وعلى العكس من ذلك، فلو صُنِعَت الملابس بدون خيط، لكنها تصلح للارتداء (بمعنى أنها صُنِعَت على قدر الأعضاء) فإنه لا يَجُوز للمُحْرِم لبسها، وعلى هذا فمن الأخطاء الشائعة: ما يفعله بعض الناس من وضع (دبابيس) على إزاره بحيث تجسد هذه الدبابيس الإزار على الساقيْن فتجعله على هيئة السِروال (البنطلون)، لكنه لو وضع أحد الدبابيس التي تُمسِك بالإزار أو حزام خوفاً من أنْ يقع منه فلا بأس (بشرط ألاَّ يُجَسِّد الإزار على الساقيْن)، وكذلك صناعة الإزار كأنه ثياب مصنوعة لا يَصِحّ.

4. انتشر عند بعض المحلات التجارية ما يُسَمَّى (بالساتر)، وهي خِرقة يلبسها المُحْرِم ستراً لِفَرْجِه (أشْبَه بحفاظة الأطفال)، فهذه لا تجوز ؛ لأنها في مَعنَى الملابس، وإن لم يدخلها خيط.

5. إذا لم يجد النعلين جازَ له لبس الخُفَيْن، وإذا لم يجد الإزار جازَ له لبس السراويل، فلو قدِّرَ أن شخصاً نَسِيَ ملابس الإحرام في حقيبة سفره في الباخرة أو الطائرة مثلاً، وأراد أن يُحرِم فماذا يصنع؟

الجواب: يمكنه أن يلبس السراويل (البنطلون) وأن يضع شيئاً على الجزء الأعلى من جسده (بدون لبس) كأن يلف القميص على كتفه على صورة لبس الرداء، يعني بدون أن يُدخِل يديه في أكمام القميص، حتى إذا وصل إلى الميناء - أو إلى مطار جدة - فإنه يُخرج ملابس إحرامه ويلبسها، ولا شيء عليه.

6. ما تقدمَ كله هو خاص بالرجال، وأما المرأة فإنها تلبس جميع ملابسها، وإنما الذي يَحرُمُ عليها لِبسُه هو: (القفازين والنقاب)، وذلك لما ثبت في الحديث: " لا تنتقب المرأة المُحْرِمة ولا تلبس القفازين " [39]، ولا يَعني هذا أنه يَحرُم عليها تغطية وجهها ويَدَيْها، إنما المحظور لبسه هو هذا النوع من الملابس (وهو النقاب للوجه، والقفازان لليدين) لكنه يَجُوز لها أن تغطي وجهها بغير النقاب، وذلك بأن تسدل الثوب من رأسها، وسواء مس الثوب وجهها أو لا، وذلك لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان الرُكبان يَمُرُون بنا، ونحن مُحْرِماتٌ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا حاذَوْنا سَدَلَت إحدانا جلبابها من على رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه) [40]، وكذلك يَجُوز لها تغطية يَدَيْها بغير القفازين كأن تجعلهما تحت خمارها، أو أن تطيل أكمامها بحيث تغطيهما.

7. إذا أحرَمَ بدون أن يغتسل فإن إحرامه صحيح ولا شيء عليه، عدا الحائض أو النفساء فيرى بعضهم استحباب الغُسل لها أيضاً، ويرى بعضهم الوجوب وهو الراجح.


8. إذا لم يجد ماءً للاغتسال عند الإحرام فهل يتيمم؟

الصحيح أنه لا يتيمم، لأن الشرع لم يأمره بذلك الغُسل، وإنما شُرعَ التيمم في حالة الحدث فقط، يعني في حالة عدم وجود ماء للغسل الواجب (كَغُسل الجنابة، والحيض، وغُسل يوم الجمعة - على رأي مَن يقولُ بوجوبه).

9. استحب أهل العِلم: (التنظف) قبل الإحرام، وذلك بتقليم الأظفار، وحلق العانة، ونتف الإبط والأخذ من الشارب، وإن كان لم يرد في ذلك حديث، وإنما عَلَّلُوا ذلك حتى لا يحتاج إلى أخْذِها في الإحرام.

10. الصحيح أن صلاة ركعتين عند الإحرام لا أصلَ لمشروعيتهما، وليس للإحرام صلاة تخصه، ولكن إن وافق ذلك وقت صلاة مفروضة فإنه يُحرم بعد أدائها كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن لم يوافق ذلك وقت صلاة، فليس هناك ما يُسَمَّى صلاة سُنَّة الإحرام.

11. يفضل أن تكون ملابس الإحرام بيضاء (أعني للرجال) لأنها خير الثياب للرجال، ويَجُوز أن يحرم في أي لون آخر.

12. لا يُشتَرَط أن تكون ملابس الإحرام جديدة، لكن كلما كانت أنظف فهي أفضل.

13. اعلم أنه لا يُحْكَم بأنه بدأ في النُسُك إلا بعد الجزم بالنِيَّة (بقلبه)، بمعنى أنه لا يُعَدّ لبسه لملابس الإحرام دخولاً في النُسُك كما يظن ذلك بعض الناس، ولكنه لا يكون بذلك مُحْرِماً حتى يمر بالمِيقات وينوي الدخول في النُسُك، ويُلاحَظ على هذا ما يلي:
أ. إذا احتاج لفعل شيء من محظورات الإحرام - كقص أظفاره مثلاً - وهو لابسٌ لملابس الإحرام، ولم ينو بعد الدخول في النُسُك، فإنه يَجُوز له فعل ذلك.

ب. لو كان سفره بالطائرة، وخشِيَ أن لا يستطيع أن يلبس ملابس الإحرام عند مروره بالمِيقات وهو في الطائرة، فإنه يلبسها من منزله أو من المطار، وكلك يغتسل من منزله أو من المطار.

14. يُلاحَظ أن كثيراً من الحُجَّاج يكشف عن كتفه الأيمن، ويضع طرفي رداءه على كتفه الأيسر بمجرد لبسه ملابس الإحرام، وهو ما يُسَمَّى بـ (الاضطباع )، وهذا غير صحيح، ولكن الاضطباع هذا يكون عند طواف القدوم فقط، وأما ما عدا طواف القدوم فإنه يغطي كتفيه (الأيمن والأيسر).


ثالثاً: ملاحظات هامة تتعلق بمَنْع الصيد على المُحرم:
1. إذا صادَ المُحْرِم صَيْداً، وكان هذا الصيد مأكول اللحم فعليه الفِدْيَة، وإن كان غير مأكول اللحم فيَحرُم صيده، ولكن لا فدية عليه (وسيأتي أحكام جزاء الصيد بالتفصيل).

2. اعلم أن الحيوان غير مأكول اللحم أقسام: فمنه ما أُمِرَ بقتله، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: " خمس من الدواب كلهن فواسق يُقتلْنَ في الحِلّ والحَرَم: الغراب، والحُدَّأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور "[41].

ومنه ما نُهِيَ عن قتله كالنمل والنحلة والهدهد، فهذا لا يُقتَل، ومنه ما سُكِتَ عنه، فإن كان مؤذٍ أُلحِقَ بالأول، وإن كان غير مؤذٍ ففيه خِلاف بين العلماء، وعلى هذا فيَجُوز للمُحْرِم وغيره قتل الأسد والسباع والخنازير والقمَّل والبراغيث والذباب صغارُ ذلك أو كبارُه (لأنها مؤذيَة).

3. لو كان معه حيون إنسِي (يعني حيوان أليف، مما يعيش مع الإنسان كالقِطّ وغير ذلك)، ثم هرب منه هذا الحيوان، ولم يتمكن منه إلا بالصيد: صادَهُ ولا شيء عليه.

4. لو هجم عليه حيوان بقوة، ولم يستطيع أن يدفعه إلا بالقتل: قتَلَهُ ولا شيء عليه.

5. إذا صاد المُحْرِم صيداً فهذا الصيد بمنزلة المَيْتَة، فلا يَحِلُّ له أكْلُه، وكذلك لا يَحِلُّ لغيره أكْلُه.

6. أما إذا صاد غير المُحْرِم هذا الصيد، فإنه يَجُوز للمُحْرِم الأكل منه، إلا إذا كان المُحْرِم قد دَلَّهُ عليه، أو أعانه عليه، أو أن يكون غير المُحْرِم هذا قد صاده من أجل المُحْرِم.

7. يَجُوز للمُحْرِم أكْل الصيد إذا كان قد صَادَهُ قبل أن يُحرم وظل معه بعد إحرامه، وإنما الذي يَحرُم عليه ابتداء الصيد.

8. لو صادَ المُحْرِم صيداً فانتزعه منه شخص غير مُحْرِم فإنه يكون مِلكاً لغير المُحْرِم، ولا يملك المُحْرِم تَمَلُّكُهُ منه حتى بعد إحلاله.

رابعاً: ملاحظات هامة تتعلق بأنواع الحَجّ (القارن والمُفرِد والتَمَتُّع):
1. يَجِب على المُتَمَتِع أن يذبح هَدْياً: وهو شاة (يَعني يذبح واحدة من الضأن أو الماعز)، أو سُبع بدنة (يَعني سُبع جمل) أو سُبع بقرة وذلك بأن يشترك مع ستةٍ غيره في ثمنها، وسيأتي تفصيل ذلك في باب (الهَدْي والأضحية)، فإذا لم يجد الهَدْي (يَعني لم يستطع دفع ثمنه) فإنه يصوم ثلاثة أيام في الحَجّ وسبعة إذا رجع إلى أهله، ويَجُوز له أن يصوم هذه الأيام الثلاثة في أيام التشريق، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " لم يُرَخَص في أيام التشريق أن يُصَمنَ إلا لمن لم يجد الهَدْي "[42]

وأما السبعة أيام الأخرى فاختلف العلماء: (أين يصومها؟)، فمنهم من يرى صيامها إذا رجع إلى وطنه، وهو قول الجمهور، ومنهم من يرى بدء صيامها إذا رجع إلى رَحلِه (يعني مَكان مَبِيتِهِ في مكة)، والراجح هو قول الجمهور.

واعلم أن هَدْي التمتع واجب لقوله تعالى: (فمَن تَمَتَّعَ بِالعُمرَة إِلَى الحَجّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِن الهَدْي)، واختلفوا بالنسبة للقارن: (هل ذبحه للهَدْي على سبيل الوجوب أم لا؟) والأحْوَط ذبح الهَدْي إبراءً للذمة.

2. هل يَجُوز تقديم ذبح الهَدْي؟ (يَعني هل يجُوز أن يذبحه بعد أداء العُمرَة وقبل أن يحرم للحَجّ يوم التَرْوِيَة)؟

فيه خلاف بين العلماء، والراجح أن وقت الوجوب لا يكون إلا إذا بدأ في الحَجّ (يعني بعد أن يُحرم للحج يوم التروية) وبعد أن يكون مستطيعاً للهَدْي، لكنه لا يذبح الهَدْي إلا يوم النحر، فإن لم يجد الهَدْي فإنه ينتقل إلى الصيام فرضاً.

3. قال تعالى: ﴿ فمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الحَجّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 196]، والراجح في تفسير قوله تعالى: (لِمَن لَّمْ يَكُنْ أهله حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ) أي: الذي يُقِيم أهله بمكة، وعلى هذا فليس على هؤلاء المقيمين هذا الهَدْي (أعني هَدْي التمتع) ولا الصوم.

4. إذا كان ساكناً بمكة، وأهله غير ساكنين بها (كمن يقيم في مكة للعمل مثلاً)، فهذا أيضاً عليه الهَدْي، أو الصوم (إن لم يجد الهَدْي)، لأن أهله ليسوا حاضري المسجد الحرام.

5. إذا لم يَصُم ثلاثة أيام في الحَجّ فماذا يفعل؟
يرى بعض أهل العِلم أنه يَجِب عليه قضاؤها، ويرى آخرون أنها تسقط عنه: (فإن كان عدم صيامه لهذه الأيام الثلاثة لِعُذر فلا شيء عليه، وإن كان متعمداً لعدم صيامها لَزِمَهُ التوبة)، وفي جميع الحالات فعليه أن يصوم السبعة أيام الأخرى.

6. إذا بدأ في صيام الثلاثة أيام أو كانَ قد صامها، ثم وجد سَعَة للهَدْي، فإنه لا يَلزَمُهُ الهَدْي وَليَمض في صيامه.

7. لو كان متمتعاً، وأدَّى العُمرَة في أشهر الحَجّ، ثم سافر وخرج من مكة على أنه سيؤدي الحَجّ في نفس العام فهل يكون مُتَمَتِعاً؟

فيه خلاف بين العلماء، والذي رَجّحهُ ابن عُثَيْمِين رَحِمَهُ الله أنه إن عاد إلى وطنه فإنه لا يصير مُتَمَتِعاً، وأما إن سافر إلى بلدٍ آخر فإنه على ما زال تَمَتُعِه، وقد ذهب ابن حَزْم رَحِمَهُ الله إلى أنه يكون مُتَمَتِعاً أيّاً كان (سواء سافر إلى بلده أم إلى غيرها)، وهذا هو الراجح لعدم وجود دليل على هذا التفريق، والله أعلم.

8. إذا أحرمَ الحاجّ فقال: لَبَّيْك بما لَبَّى به فلان - يقصد شخصاً ما - جازَ له ذلك، ويكون إحرامه في هذه الحالة كإحرام هذا الشخص، فإن كان هذا الشخص مُفرِداً فهو مُفرِد مثله، وإن كان مُتَمَتِعاً فهو مُتَمَتِع، وأما إن كان قارناً، وكان قد ساقَ الهَدْي مثله فهو قارن مثله، وإن كان قارناً، ولكن لم يَسُق الهَدْي فإنه يُحِلّ ويجعل حَجّهُ تمتعاً، وأما مَن أحرمَ فلم يُسَمِّ في إحرامه شيئاً، لا إفراداً ولا قِرانا ولا تمتعاً (وذلك بأن يقول: لَبَّيْك اللهم بالحَجّ)، فقد ذهب الجمهور إلى جواز إحرامه، ثم يصرفه المُحْرِم بعد ذلك إلى ما شاء من أنواع الحَجّ الثلاثة.

ما معنى إدخال الحَجّ على العُمرَة؟
معنى ذلك أنه إذ لَبَّى الإنسان بعُمرَة، ثم لم يتمكن من أداء طواف القدُوم لِعُذرٍ ما حتى وقفَ بعَرَفَــة، فإنه يُدخِل الحَجّ على هذه العُمرة ويجعل حَجّهُ قارناً (يعني يُحَوِّل نيته من مُتَمَتِع إلى قارن)، وقد ذهب الجمهور إلى جواز ذلك، واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فوجدها تبكي فقال: " ما شأنك؟ " قالت: شأني أني قد حِضْتُ، وقد حَلَّ الناس ولم أحِلّ، ولم أطُف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحَجّ الآن، فقال: " إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهِلِّي بالحَجّ. . "، وقال لها في آخر الحديث: " قد حللتِ من حجتك وعُمْرَتِك " [43]، فدل ذلك على جواز إدخال الحَجّ على العُمرَة، ومعنى قولها: (ولم أطف بالبيت): أي أنها لم تستطع أداء مناسك العُمرَة لأنها حاضت، فلم تتمكن من طواف القدُوم.

ما معنى فسْخ الحَجّ إلى العُمرَة؟
معنى ذلك أن يُحَوِّل الحاجّ القارن أو المُفرِد حَجّهُ هذا إلى حج التمتع، وذلك بعد طواف القدوم والسَعي الذي بعده، فإذا كانَ قد نَوَى حَجّاً (سواء كان مُفرِداً أو قارناً)، ثم طاف بالبيت سبعاً (أعني طواف القدُوم)، وسَعَى بين الصفا والمروة: جازَ له أن يتحلل بالحلق أو التقصير ويجعل إحرامه عُمرَة، حتى إذا كان يوم التَرْوِيَة وهو اليوم الثامن من ذي الحِجّة لَبَّى بالحَجّ (أي أنه جعل حَجّهُ تمتعاً) (ولاحِظ أن هذه الفقرة هي عكس ما ذكرناهُ في الفقرة السابقة).

وقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز فسخ الحَجّ إلى العُمرَة، وأما ابن حَزْم فذهب إلى وجوب فسخ الحَجّ إلى العُمرَة لمن لم يَسُق الهَدْي، ورَجّح ابن القيم في زاد المعاد هذا القول، وعلى هذا فيُشرَع للقارن الذي لم يَسُق الهَدْي أن يتحلل بعد هذا السَعْي ويجعل حَجّهُ مُتَمَتِعاً، وكذلك المُفرِد يُشرَع له ذلك.

خامساً: ملاحظات هامة تتعلق بالإشتراط عند الإحرام:
1. اعلم أن فائدة هذاالاشتراط أنه متى لم يستطيع إكمال النُسُك لهذا العائق الذي يخشاه فإنه يتحلل (يَعني يلبس ملابسه المعتادة، ويُبَاح له ما كان محظوراً عليه أثناء الإحرام)، ولا شيء عليه، وأما إذا لم يَشتَرط وعاقه عائق، فإنه يكون مُحْصَرَاً (أي ممنوعاً)، ويترتب عليه أحكام الإحصار كما سيأتي.

2. هل يَجُوز أن يَشتَرط في الإحرام عموماً، يَعني بأن يقول المُحرم صيغة الاشتراط السابقة على أي حال، سواء خاف وجود مانع أو لم يخف؟
الجواب: أنه لا يكون ذلك سُنَّة إلا في حال الخوف فقط، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُشِر على أحد بهذا الاشتراط إلا على امرأة مريضة فقط حينما شكت إليه ذلك، ولم يُنقَل عنه أنه أمر أحداً من أصحابه أو أشار عليهم بهذا الشرط لا في حجة الوداع ولا في أي عُمرَة من عُمرَة التي اعتمرها، وعلى هذا فلا يكون الاشتراط مشروعاً إلا لمن خاف عدم إتمام النُسُك لِعُذرٍ معين.

3. لو كان هناك مانع يخافه فاشترط، لكنه أزيل ذلك المانع، وحُبِسَ لمانع آخر لم يشترطه فهل ينفعه اشتراطه؟

الراجح أن ذلك ينفعه لعموم قوله في الاشتراط: " فإن حَبَسَنِي حابس.. " (يَعني أي حابس، سواء الذي اشترطتُ من أجله أو غيره).

سادساً: ملاحظات هامة تتعلق بالطواف:
1.ما هي شروط الطواف؟


(1) ذهب جمهور العلماء إلى أن الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر ومن النجاسة شرط لصحة الطواف، وذهب شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَة إلى أن الطهارة ليست شرطاً لصحة الطواف، وهو الراجح.

قال ابن عُثَيْمِين رَحِمَهُ الله: (وعليه فالقول الراجح الذي تطمئن إليه النفس: أنه لا يُشتَرَط في الطواف: الطهارة من الحدث الأصغر، لكنه - (أي الطهارة) - بلا شك أفضل وأكمل اتباعاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا ينبغي أن يُخِلَ بها الإنسان لمخالفة جمهور العلماء في ذلك، لكن أحياناً يضطر الإنسان إلى القول بما ذهب إليه شيخ الإسلام مثل: لو أحْدَثَ أثناء طوافِهِ في زحامٍ شديد ".[44]

وأما المُستَحَاضَة (وهي التي يخرج منها الدم في غير زمن الحَيض)، وَمَن به عُذر (كَسَلَس البول، وانفلات الريح، وغير ذلك) فلا بأس بطوافهم.

(2) يُشتَرَط سَتر العورة: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " ولا يطوف بالبيت عريان "[45].

(3) يُشتَرَط أن تكون عدد أشواط الطواف سبعة، فلو ترك شيئاً منها ولو خطوة لم يَصِحّ، وإن شك أثناء الطواف في عدد الأشواط: بنى على الأقل (يَعني لو شَكَّ: هل طافَ سبعاَ أو سِتَّاً؟ فإنه يعتبرُ نَفسَهُ طافَ سِتَّاً ويأتي بالسابع)، أو يبني على غلبة الظن عنده.

قال ابن عُثَيْمِين رَحِمَهُ الله: (أما بعد الفراغ من الطواف، والانصراف عن مكان الطواف، فإن الشك لا يؤثر، ولا يلتفت إليه، ما لم يتيقن الأمر)[46].

(4، 5، 6) يُشتَرَط أن يبدأ الطواف من الحَجَر الأسود، وأن ينتهي إليه، وأن يكون البيت على يسار الطائف، وأن يكون طوافه خارج البيت كما تقدم.

2. ما هي سُنَن - (يَعني مُستَحَبَّات) - الطواف؟
1. استقبال الحَجَر الأسود واستلامه.
2. الاضطباع في طواف القدوم.
3. الرَمَل في الأشواط الثلاثة الأولى.
4. استلام الرُكْن اليماني.


3. ما هي البِدَع التي يُحْدِثها الناس أثناء الطواف؟
(1) قوْل بعضهم: نويتُ بطوافي هذا: كذا وكذا.

(2) التصويت عند تقبيل الحَجَر الأسود، والتبَرُّك به.

(3) مسابقة الإمام بالتسليم وقت الصلاة (يَعني يسلموا قبله) ليذهبوا سريعاً لتقبيل الحَجَر الأسود.

(4) لبس بعضهم الجوارب أثناء الطواف.

(5) دعواتهم بأدعية مخصوصة عند استلام الحَجَر، أو عند الطواف لكل شوط، أو خلف المقام.

(6) تقبيل الرُكْن اليماني، وكذلك تقبيل الرُكْنين الآخرين أو استلامهما.

(7) من البدع رفع اليَدَيْن عند استلام الحَجَر كما يرفعهما للصلاة، ولكنْ السُنَّة أن يشير إليه كما تقدم.

(8) وضع اليُمنَى على اليُسْرَى حال الطواف كما يفعل في الصلاة، إذ لا دليل على ذلك.

(9) الدعاء الخاص تحت مِيزاب الكعبة ؛ إذ لم يثبت دليل في ذلك.

(10) التبرك بالعُروة الوُثقى: وهو موضع عالٍ من إحدى جُدْران البيت (وهو الجدار الذي خلف باب الكعبة)، تزعم العامة أنَّ مَن نالَهُ بيده فقد استمسك بالعروة الوثقى.

(11) قصد الطواف تحت المطر، بزعم أنَّ مَن فعل ذلك فقد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه.

(12) طواف بعضهم مستقبلاً البيت بوجهه أو مستدبره بظهره، مثل أن يلتف بعضهم حول رجل مُسِنّ، أو حول أمرأة (حفاظاً عليهم من الزحام)، فيكون بعض هؤلاء الملتفين ظهره للكعبة، وبعضهم وجهه للكعبة، وكلاهما خطأ؛ لأن الصحيح أن يكون كتفه الأيسر للكعبة.

سابعاً: ملاحظـــات هامة تتعلق بالسَعْي بين الصفا والمروة:
1. إذا بدأ بالمروة قبل الصفا لم يُعتَدّ بهذا الشَوْط، ويبدأ العد مرة أخرى من الصفا.

2. اشترط بعض أهل العِلم أن السَعْي لا يكون إلا بعد طواف، وهذا الاشتراط قد يَصِحّ في سعي العُمرَة، ولكن الراجح عدم اشتراطه في الحَجّ يوم النحر، لأنه لم يثبت دليل صحيح على ذلك، بل الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ما سُئِلَ في يوم النحر عن شيء قدِّمَ أو أُخِّرَ إلا قال: (افعل ولا حرج).

3. يَجُوز أن يؤخر السَعْي (يَعني لا يؤديه بعد الطواف مباشرة)، فلا يُشتَرَط المُوَالاة بينه وبين الطواف، قال أحمد رَحِمَهُ الله: " لا بأس أن يؤخر السَعْي حتى يستريح أو إلى العشي - (يَعني إلى المساء)".

4. رَجّح الشيخ ابن عُثَيْمِين رَحِمَهُ الله أن الموالاة في السَعْي- (يَعني المتابعة بين الأشواط بحيث لا يفصلها شيء) - تعتبر شرطٌ في السَعْي إلا لو كان هناك ضرورة، كمن اشتد عليه الزحام أو احتاج إلى قضاء حاجته. .. إلخ.

5. لا يُشتَرَط الطهارة للسعي وإن كان ذلك أفضل، بل يَجُوز للحائض أن تسعَى لقوله - صلى الله عليه وسلم -لعائشة لما حاضت: " فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت "، فلو حاضت المرأة بعد الطواف حول البيت فإنها تؤدي سعيها ولا حرج عليها.

6. ليس هناك أدعية مُعَيَّنة أثناء السَعْي غير ما ذكر من دعائه - صلى الله عليه وسلم - على الصفا وعلى المروة، بل يدعو العبد بما شاء دون الالتزام بدعاء مُعَيَّن، كما أنه لم يثبت الاجتماع على الدعاء بأن يقوله أحدهم دعاءً، ويردد الآخرون خلفه، أو يُؤَمِّنون على دعائه فهذا كله مخالف للسنة.

7. قال الشِنقِيطي رَحِمَهُ الله: (اعلم أن أظهر أقوال أهل العِلم دليلاً، أنه لو سعى راكباً، أو طاف راكباً: أجزأه ذلك، لما قدمنا في الصحيح من أنه - صلى الله عليه وسلم - طاف في حجة الوداع بالبيت وبين الصفا والمروة وهو على راحلته).[47]

تنبيه: اعلم أن القارن والمُفرِد يكفيه هذا السعي، فلا يلزمه أن يسعَى مرة أخرى بعد طواف الإفاضة، أما المُتَمَتِع فإنه يلزمه أن يسعَى سعياً آخراً بعد طواف الإفاضة.

ثامناً: ملاحظـــات هامة تتعلق بالمَبِيت بِمِنَى ليلة عرفة (وهي الليلة التي تسبق يوم عرفة):
(1) من الأخطاء الشائعة ترْكُ المَبِيت هذه الليلة بمِنَى، ومن الأخطاء كذلك تَعَمُّد الإحرام تحت مِيزاب الكعبة.

(2) اعلم أن أيام الحَجّ قد سُمِّيَت ببعض الأسماء، فاليوم الثامن من ذي الحِجّة يُسَمَّى: " يوم التَرويَة "، واليوم التاسع يُسَمَّى: " يوم عَرَفَــة "، واليوم العاشر يُسَمَّى: " يوم النَفر الأول "، وهو يوم العِيد، واليوم الحادي عشر يُسَمَّى: " يوم القرّ "،، واليوم الثاني عشر يُسَمَّى: " يوم النَفر الثاني "، واليوم الثالث عشر يُسَمَّى: " يوم النَفر الثاني "، وهذه الأيام الثلاثة الأخيرة تُسَمَّى جميعاً: " أيام التشريق ".

تاسعاً: ملاحظات هامة تتعلق بيوم عرفة:
1. ما هو فضل يوم عَرَفَــة؟
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مَعاشرَ الناس، أتاني جبرائيل آنفاً - (أي سابقاً) -، فأقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله عَزَّ وجَلّ غفر لأهل عرفات، وأهل المَشعَر الحرام، وضمن عنهم التبعات، فقال عمر: (يا رسول الله، هذا لنا خاصَّة؟)، فقال: هذا لكم، ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة ".[48]

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله يُبَاهِي بأهل عرفات أهلَ السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاءوني شُعْثاً غُبْراً ".[49]

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما مِن يومٍ أكثر مِن أن يَعتِق الله فيه عبيداً من النار من يوم عَرَفَــة، وإنه لَيَدْنُو، ثم يُبَاهِي بهم الملائكة، فيقول: ما أرادَ هؤلاء؟ ".[50]

2. قال الشيخ الإسلام ابن تَيْمِية رَحِمَهُ الله: " يَجُوز الوقوف ماشياً وراكباً، وأما الأفضل فيختلف باختلاف الناس، فإن كان: (ممن إذا رآه الناس لحاجتهم إليه - (كمن يُعَلِّم الناس المناسك) -، أو كان يشق عليه ترك الركوب): وقف راكباً، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف راكباً ". [51]

3. السُنَّة أن يقف يوم عرفة مستقبل القبلة، حتى لو كان جبل الرحمة خلف ظهره، فإن من الأخطاء: استقبال بعض الناس لجبل الرحمة دون الكعبة.

4. تَعَمُّد الصعود فوق الجبل يُعتَبَر بدعة، إذا لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فضيلة في ذلك.

5. الصحيح أن يدعو كل إنسان لنفسه منفرداً، ولا يكون الدعاء جماعياً، لأنه لم يثبت هذا منه - صلى الله عليه وسلم -.

6. يَصِحّ وقوف الجنب والحائض والنفساء في عرفة، إذ لا دليل يمنع من ذلك.

7. ليس للوقوف بعرفات أدعية مخصوصة كما يَدَّعِي البعض، كدعاء الخِضر أو نحو ذلك، اللهم إلا ما ورد في الحديث من التهليل (يعني قوْل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).

8. لو أغمِيَ عليه بعَرَفَــة حتى خرج وقت الوقوف بعرفة (يعني حتى طلوع فجر يوم النحر) فالراجح صحة وقوفه، لأنه لا يُشتَرَط في الوقوف نِيَّة تخصه، طالما أنه كان قد نوى نِيَّة الحَجّ.

9. لا يُشرَع تَعَمُّد الاغتسال ليوم عرفة، إذ لم يَنُصّ دليل على ذلك، لكنْ مَن أرادَ أن يغتسل تنظفاً فلا شيء عليه.

10. من الأخطاء: صلاة الظهر والعصر قبل أن يخطب الإمام، والسُنَّة أن يصليهما بعد الخطبة.

11. من الأخطاء: اعتقاد بعض الناس أنه إذا كانت وقفة عَرَفَــة يوم جمعة، فإنها تعدل اثنين وسبعين حَجَّة، فهذا باطلٌ لا دليلَ عليه.

12. من الأخطاء: انصراف الناس عن الذكر والدعاء يوم عرفة، إلى اللهو واللعب والكلام فيما لا يُجْدِي.

13. السُنَّة لمَن يقف بعَرَفَــة ألاَّ يصوم ذلك اليوم.

14. من البدع تعمُّد الاجتماع قبل غروب شمس عَرَفَــة في المساجد بالقرى والمُدُن، أو في مكان خارج البلد، فيدعون ويذكرون زاعمين أنهم بذلك يتشبهون بأهل عَرَفَــة، وهذا الصنيع لم يفعله أحد من السلف، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.

عاشراً: ملاحظات هامة تتعلق بالمَبِيت بالمزدلفة:
(1) لم يَثبُت دعاء مُعَيَّن لحظة وصوله إلى المزدلفة.

(2) لم يَثبُت أن النبي - صلى الله عليه وسلم -أحيا تلك الليلة بقيام، وعلى هذا فلو كان للإنسان وِرْداً يومياً من قيام الليل فقام تلك الليلة لذلك فلا بأس، ولكنه لا يَخُصُّها بقيام.

(3) من الأخطاء: الوقوف بالمزدلفة وقتاً قليلاً، ثم الخروج منها دون بيات، أو خروج الأقوياء بعد منتصف الليل (وقد سبق أن هذا الأمر خاص بالنساء والضعفاء).

(4) ليس هناك دليل على أن الحَصَى يُلتَقَط من المزدلفة، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم -التقطها في طريقِهِ من مزدلفة إلى مِنَى.

- عاشراً: ملاحظـــات هامة تتعلق بالرَمْي:
(1) تقدم أنه لم يَثبُت أخْذ الحَصَى من المزدلفة، وكذلك لم يَثبُت أنه يلتقط جميع الحَصَيات التي سيرمِي بها في أيام مِنَى مرة واحدة، بل يكفيه أن يلتقط في كل يوم: العدد الذي سَيَرْمِيه في ذلك اليوم.

(2) لم يُشرَع غسْل الحَصَيات، ولا تطْييبهِنَّ، فإن ذلكَ بدعة.

(3) اعلم أن رَمْي الحَصَيات يكونُ الواحدة بعد الأخرى، فلو ألقاها جميعاً دفعة واحدة لا تجزئ إلا عن واحدة فقط.

(4) الراجح أنه يَجُوز أن يرمي بحصاةٍ قد رَمَى بها أحَدُ الحَجِيج قبل ذلك، إذ لا دليلَ يَمنعُ من هذا.

(5) المقصود من الرَمْي: وقوع الحصاة في المَرْمَى (وهو الحوض الذي حول العمود)، وسواء ضربت العمود أو لا، وسواء كانت من الطريق السفلي، أو من فوق الكُوبري الذي أنشأته السُلُطَات السعودية.

(6) لا يُشتَرَط رَفعُ اليد بصفة مُعَيَّنة وقت الرَمْي، بل يرفع يده حسب ما تيسرَ له.

(7) لا يُجْزِئ الرَمْي بغير الحَصَى، ولو كان يرمي بشيءٍ ثمين.

(8) من البِدَع: رَمْي بعض الناس الجمرة بالنعال والأحجار، مع سَبِّهِم للشيطان ونحو ذلك.

(9) ليس هناك دعاء زائد على التكبير عند رَمْي الجمرة، كقولهم: بسم الله والله أكبر وصدقَ اللهُ وَعْدَه. .. إلخ.

(10) إذا انتهى مِن رَمْي الجمرة يوم النحر: فإنه ينصرفَ ولا يقف للدعاء، وذلك اقتداءً بفعلِهِ - صلى الله عليه وسلم -.

(11) يَجوز لِمَن به عُذر كالنساء والضعفاء وغيرهم من أصحاب الأعذار أن يُوّكِّلوا غيرهم لِيَرْمِيَ بالنيابة عنهم.


11. ملاحظات هامة تتعلق بطواف الإفاضة والسَعْي الذي بعده:
(1) قلنا: إنه يَجُوز تأخير طواف الإفاضة عن يوم العيد، لكنه في هذه الحالة: هل يعود إلى إحرامه مرة أخرى (يعني يلبس ملابس الإحرام، ويجتنب جميع محظورات الإحرام كما كانَ مُنذ لحظة الدخول في النُسُك)، أم أنه ما زال على حِلِّهِ الأول الذي ذكرناهُ بعد رَمْي العقبة (يعني مازالَ يُباح له كل المحظورات عدا النساء)؟


الجواب: الذي عليه جمهور أهل العِلم أنه على حِلِّهِ الأول، حتى لو أخَّرَ طوافه إلى ما بعد الغروب، وهو ما رَجّحهُ الشيخ ابن عُثَيْمِين رَحِمَهُ الله.

وقد ذهب بعض التابعين منهم عروة بن الزبير إلى أنه إذا لم يَطُف قبل غروب الشمس يوم النحر: عادَ مُحْرِماً كما كان قبل رَمْي الجمرة، فعليه أن ينزع ثيابه، ويلبس ملابس الإحرام كما كان، وهذا الرأي اعتمده الشيخ الألباني رَحِمَهُ الله.

(2) يَجُوز للمرأة أن تستخدم ما يرفع عنها دم الحيض حتى تتمكن من طواف الإفاضة، خاصة إذا خشيت تخلفها عن رفقتها، وأما إذا لم تَخَفْ ذلك، فالأفضل أن تترك الأمر كما هو، ولا تستخدم ما يرفع الدم عنها، وعليها أن تأتي بالطواف متى طَهُرَت.

(3) إذا انتهى من طوافه ذلك فقد حَلَ له كل شيء، ويُسَمَّى هذا بـ (التحلل الأكبر)، فيَحِلّ له كل شيء حتى النساء.

(4) وله أن يقدم أو يؤخر أعمال المناسك في هذا اليوم (أعني يوم النحر)، ويُلاحظ الآتي:
الأصل أن يرتب الحاج أعمال الحَجّ يوم النحر على الترتيب السابق: الرَمْي، ثم الذبح، ثم الحلق، أو التقصير، ثم الطواف، ثم السَعْي، لكنه يَجُوز أن يقدم بعض هذه الأعمال على بعض في يوم النحر؛ وذلك لما ثبت عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - وأتاه رجل يوم النحر، وهو واقف عند الجمرة - فقال: يا رسول الله، حلقتُ قبل أن أرمي، قال " ارمِ ولا حرج " وأتى أخر فقال: إني أفَضْتُ إلى البيت قبل أن أرمي، قال: " ارم ولا حرج "، وفي رواية: فما سُئِلَ يومئذٍ عن شيء إلا قال: " افعل ولا حرج ".[52]

(5) يُستَحَبّ للإمام أن يخطب الناس يوم النحر ليعلم الناس أحكام الحَجّ ويعظهم، فعن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: خطبَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر فقال: " أتدرون أي يوم هذا؟ " قلنا: الله ورسوله اعلم، قال أبو بكر: فسكت، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال: " أليس ذا الحَجّة؟ " قلنا: بلي، قال: " أيُّ بلدٍ هذا؟ " قلنا: الله ورسوله اعلم، قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: " أليست البلدة؟ " قلنا: نعم، قال: " فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كَحُرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟ " قالوا: نعم، قال: " اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فرُبَّ مُبَلَّغٍ - (يعني الذي ستبلغونه) - أوعَى مِن سامع، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضربُ بعضكم رقابَ بعض ". [53]




12. ملاحظات تتعلق برَمْي الجمرات الثلاثة (الصُغرَى، والوُسطَى، والكُبرَى):
1. تقدم بيان صفة الرَمْي وصفة الحَصَى عند رَمْي جمرة العقبة.

2. لا يَجُوز أن يرمي قبل الزوال، فمَن فعل ذلك فإنه لا يُجْزِئه - على الراجح -، بل عليه أن يرمي بعد الزوال.

3. يَجِب الترتيب في الرَمْي، وذلك بأن يرمي الجمرة الصغرى أولاً، ثم الوسطي، ثم الكبرى، لفعله - صلى الله عليه وسلم -كذلك، مع قوله: " خذوا عني مناسككم ".

4. يَجُوز لأصحاب الأعذار ممن يقومون على خدمة الحَجيج أن يجمعوا رَمْي يومين في يومٍ واحد، فقد رَخَّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِرُعاء الإبل في البَيتُوتة - (يعني في ترْك المَبِيت بمِنَى) - أن يرموا يوم النحر، ثم يجمعوا رَمْي يومين بعد النحر، فيرمونه في أحدهما - (يعني يرمونه في يومٍ واحد فقط من هذين اليومين)[54].

وقد أفاد ابن القيم رَحِمَهُ الله أنه إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رَخَّصَ لأهل السِقاية، وللرعاء في البَيتوتة، فكذلك مَن له مالٌ يخافُ ضياعَهُ، أو مريض يخافُ مِن تخلفه عنه، أو كانَ مريضاً فإنه يُرَخَّصُ له أيضاً في ترْك المَبِيت بمِنَى، والله أعلم"[55].

ويُلاحَظ أنه إذا جمع رَمْي يومين في يومٍ واحد: أنه يرميهم بالترتيب الآتي:
1. يرمي الصغرى بسبع حصيات، ثم الوسطى بسبع حَصَيات، ثم الكبرى بسبع حَصَيات (ويكون هذا الرَمْي نيابة عن اليوم الأول من اليومين الذين جمعهم).

2. ثم يعود فيرميهم بنفس الترتيب السابق، (ويكون هذا الرَمْي عن اليوم الثاني)، ولا يُجْزِئه أن يرمي كل جمرة من الجمرات بأربعة عشرة حصاة مجتمعة (نيابة عن اليَوْمَيْن).

13. ملاحظات هامة تتعلق بطواف الوَداع:
1. تحب أن يكون آخر عهده بمكة هو طواف الوداع، بحيث يؤدي الطواف ثم يرحل من مكة مباشرة (هذه هي السُنَّة)، لكنه لو تأخر بعد طواف الوداع لشراء شئ في الطريق مثلاً، أو لانتظار رفقته فلا شئ عليه.

2. في طواف الوداع رَمَل ولا اضطباع، ولا يلزمه أن يلبس ملابس الإحرام، بل يطوف بملابسه العادية.

3. من البدع رجوع بعض الناس عن الكعبة إلي الخلف مودعين البيت، ويقفون عند الباب، ويكبرون ثلاثاً قائلين: (السلام عليك يا بيت الله)، فهذا كله لا دليل عليه، بل عليه الخروج بوجهه، ولا يتكلف صفة معينة ؛ لأن خيرَ الهدي: هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.

تنبيه: إذا أخَرَّ الحاجُّ طوافَ الإفاضة عن يوم النحر على أنْ يؤَدّيَهُ في وَقتٍ آخر فترة وُجُودِهِ بمكة، ثم حدث له ظرف مُفاجئٌ - مثلاً - أرادَ بسببه الرحيل مِن مكة فماذا يفعل؟ هل يطوف طوافين (يعني طواف بنية الإفاضة ثم طواف بنية الوداع)، أم يُجزئُهُ طوافٌ واحد بِنِيَّة الطوافين معاً؟

الجواب: يَجُوز له أن يطوف طوافاً واحداً بشرط استحضار نِيَّة الطوافين معاً، ويُجزِئُهُ ذلك الطواف عن طواف الوداع مع طواف الإفاضة (وذلك مِن باب التيسِير)، ولكنْ لا يَنْوِ طواف الوداع فقط.

ويُلاحَظ أنَّ هذا الحاج - الذي أرادَ الرحيلَ المُفاجئ - إذا كانَ مُتَمَتِّعاً، واحتاجَ إلى السعي بعد هذا الطواف الأخير فلْيَسعَ ولا بأس بذلك، ولا يلزمه إعادة الطواف مرة أخرى بعد السعي من أجل أن يكون آخر عهده بالبيت الطواف؛ لأن هذا الوقت الفاصل بين الطواف والرحيل، (أعني الوقت الذي تسبب السعي في حدوثه قبل الانصراف) لا يضر، ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد طاف طواف الوداع، ثم صلى بعده صلاة الفجر وقرأ بسورة الطور، ولم يثبت أنه أعاد طواف الوداع رغم هذا الفاصل.

تنبيه هام جداً: اعلم - رحمك الله - أن العلماء قد قسموا أعمال الحج إلى أركان وواجبات وسُنَن كالآتي:
أولاً: الأركان:
(1) الإحرام.

(2) الوقوف بعرفة.

(3) طواف الإفاضة.

(4) السعي بين الصفا والمروة.

ثانياً: الواجبات:
(1) أن يكون الإحرام من الميقات.

(2) المَبِيت بالمزدلفة (وفيه خلاف).

(3) المَبِيت بمني لغير أصحاب الأعذار.

(4) رمي الجِمار.

(5) الحلق أو التقصير.

(6) طواف الوداع.

ملحوظة: ذكر بعض العلماء أن من الواجبات أيضاً: امتداد الوقوف بعرفة إلي ما بعد الغروب، وقد تقدم أن الراجح أن ذلك هو الأكمَل، لكنه لو دُفِعَ قبل الغروب فلا شئ عليه.

ثالثاً: السنن (يعني المُستَحَبَّات): وهي غير ما ذُكِرَ من الأركان والواجبات.

ما حُكم مَن ترك واجباً أو ركناً في الحج أو العمرة؟
أما مَن ترك نية الإحرام فإن إحرامه لم ينعقد أصلاً فلا يَصِحّ حجه، وأما من ترك ركناً من الأركان كالطواف أو السعي فإنه يلزمه الإتيان به، إلا إذا فات وقته كالوقوف بعرفة، فقد فاته الحج، وأما من ترك واجباً فعليه دم (والمقصود بالدم: أن يذبح سُبع بدنة أو سُبع بقرة، يعني يشارك ستةٍ غيره فيها، أو واحدة من الضأن أو الماعز) وذلك لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " من ترك شيئاً من نسكه، أو نسيه فليهرق دماً ". فإذا لم يجد الهدي فلا شئ عليه، وعليه الاستغفار والتوبة، وأما مَن ترك سنة من السنن فإنه فاتَهُ الفضل ولا شيء عليه.

وإتماماً للفائدة.. فهذا مُلَخَّص سريع جداً لصفة الحَجّ على هيئة نِقاط كالتالي:
(1) قبل السفر: (التوبة وَرَدُّ المَظالم، وتعلُّم أحكام الحَج والعُمرة).

(2) عند بداية السفر: (يصلي ركعتين قبل السفر، ويتجنب المُخاصَمة والخِلاف والتنازُع، ويتق اللهَ حيثما كان).

(3) فإذا وصل إلى المِيقات المكاني الخاص ببلده - على ما سبق تفصيله-، فإنه يُحرم بالحج أو العمرة.

(4) ثم يبدأ في التلبية.

(5) وليتجنــب محظورات الإحرام.

(6) فإذا وصلَ مكة: بدأ بدخول المسجد الحرام.

(7) وليبدأ بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، وهو مايُسَمَّى بـ (طواف القُدُوم).

(8) ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم.

(9) فإذا فرغ الحاج من صلاة ركعتي الطواف: ذهب إلى زمزم فشرب منها، وَصَبَّ على رأسه.

(10) ثم يرجع إلى الحَجَر الأسود فيكبر ويستلمه على التفصيل السابق.

(11) ثم يسعَى بين الصفا والمروة سبعة أشواط.

(12) ثم يُحِلُّ المُتَمَتِع من إحرامه بالحَلْق أو التقصير.

(13) ثم يُحرِم المُتَمَتِع بالحَجّ يوم التَرْوِيَة، ويتوجه مع جميع الحُجَّاج إلى مِنَى.

(14) ثــم يتوجه مع الحجيج إلى عَرَفَــة.

(15) ويقف بعَرَفَــة حتى غروب الشمس.

(16) فإذا غابت الشمس دُفِع إلى المزدلفة.

(17) ويَجِب عليه المَبِيت بالمزدلفة.

(18) فإذا أسفر النهار - (أي اتضح ضوءه) - دُفِعَ إلى مِنَى قاصداً الجمرة الكبرى.

(19) ثم يرمي الجمرة الكبرى.

(20) فإذا رَمَى الجمرة فقد حَلَّ الإحلال الأول.

(21) ثم ينحر الهَدْي.

(22) ثم يَحلِق أو يُقَصِّر.

(23) ثم بعد النحر.. يَفِيضُ إلى مكة، ويطوف حول الكعبة سبعة أشواط، وهو مايُسَمَّى بـ (طواف الإفاضة).

(24) ويشرب من ماء زمزم.

(25) ثم يسعَى بين الصفا والمروة سبعة اشواط.

(26) ثم يرجع فيبيت بمِنَى أيام التشريق لِيَرمي الجمرات الثلاثة في هذه الأيام.

(27) ثم يرمي الجمرات الثلاثة في كل يوم من هذه الأيام الثلاثة التي يبيتها بِمِنَى.

(28) ومَن تعجل فَرَمَى في يومين فلا إثمَ عليه، ومَن تأخرَ فلا إثمَ عليه.

(29) فإذا عزم على الرحيل طافَ طواف الوداع.

مُلَخَّص أحكام العُمْرَة: إذا وصل المُعتمِر إلى المِيقات فإنه يُحرم بالعمرة كما تقدم في وصف الإحرام، ويقول: (لَبَّيكَ اللهم بعُمْرة)، ثم يلبي حتى يصل إلى مكة، ثم يطوف بالبيت سبعاً كما سبق بيان ذلك في موضعه، ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، ثم يستلم الحجر الأسود - وله أن يشرب بعد ذلك من ماء زمزم - ثم يسعَى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم يحلق أو يقصر، وبهذا تنتهي أعمال العمرة.
أما عن أركان العمرة فهي: الإحرام، الطواف، السعي بين الصفا والمروة.
وأما عن واجبات العمرة فهي: أن يكون الإحرام من الميقات، الحلق أو التقصير.
وأما عن سنن (يعني مُستَحَبَّات) العُمرة: فهو غير ما ذُكِرَ من الأركان والواجبات.

وبهذا نكون قد انتهينا بفضل الله تعالى من الجزء الأول من ملخص أحكام الحج والعمرة، ونتبعه إن شاء الله تعالى بالجزء الثاني
"التلخيص على مسؤولية الكاتب"


[1] مُختَصَرَة من كتاب (تمام المِنّة في فِقه الكتاب وصحيح السُنّة) لفضيلة الشيخ عادل العزّازي أثابه الله لمن أراد الرجوع للأدلة والترجيح، وقد تمَّ مراجعة المُلَخَّص من أحد تلاميذ الشيخ عادل.

[2] (انظر صحيح الجامع حديث: 2901).

[3] (متفق عليه)

[4] (انظر فتح الباري (3 / 447)

[5] (البخاري: (1520)

[6] انظر صحيح الترغيب والترهيب (1100)

[7] (متفق عليه)

[8] انظر صحيح الجامع حديث (3168)

[9] رواه أحمد (5 / 354) بإسنادٍ حسن.

[10] انظر السلسلة الصحيحة (1185)

[11] (انظر السلسلة الصحيحة 1662).

[12] (انظر صحيح الجامع حديث: 2957).

[13] (انظر صحيح سنن أبي داود (4/141).

[14] البخاري (1852)،

[15] المُغنِي (3 / 222).

[16] الفتوَى رقم (3198)

[17] الفتوَى (9405)

[18]صحيح: رواه ابن ابي شَيْبَة (3 / 339).

[19] المغني (3 / 240 - 241)

[20] رواه ابن أبي شَيْبَة (3 / 326) ورجاله ثقات

[21] (متفق عليه)

[22] البخاري (1853).

[23] البخاري (1852)

[24] فتح الباري (4 / 66)

[25] (انظر الشرح المُمتِع (7 / 39 - 40)، وانظر فتاوى اللجنة الدائمة رقم (6515)

[26] (انظر الشرح المُمتِع (7 / 39 - 40)، وانظر فتاوى اللجنة الدائمة رقم (6515).

[27] (انظر: الإجماع (ص 21).

[28] (انظرصحيح الجامع حديث 3172)

[29] (انظرصحيح الجامع حديث 3274).

[30] مسلم (1218).

[31] انظر صحيح سنن ابن ماجة (2/1008).

[32] (انظر صحيح الجامع حديث: 4536)

[33] (متفق عليه)

[34] البخاري (7562)

[35] (متفق عليه)

[36] البخاري (1735)

[37] رواه مالك في الموطأ ( 1 / 419 / 240 )

[38] رواه البيْهَقِيّ (5 / 62)، والدار قطني (2 / 232)، وانظر المُحَلَّى (7 /281)

[39] البخاري (1838)

[40] صحيح: رواه أبو داود (1833)

[41] (متفق عليه)

[42] البخاري (1998)

[43] (متفق عليه)

[44] الشرح المُمتِع (7 / 300)

[45] (متفق عليه)

[46] الشرح المُمتِع (7 / 276)

[47] انظر الشرح المُمتِع (7 / 306)

[48] انظر صحيح الترغيب والترهيب(1151)

[49] انظر صحيح الجامع حديث (1867)

[50] مسلم (1348)

[51] مجموع الفتاوى (26 / 132)

[52] (متفق عليه)

[53] (متفق عليه)

[54] انظر صحيح سنن أبي داوود (2/202)

[55] انظر زاد المعاد (2 / 290).


lEgQo~Qw Hp;hl hgpQ[~ ,hguElvQm (1) 1 hgpQd~




lEgQo~Qw Hp;hl hgpQ[~ ,hguElvQm (1) 1 Hp;hl lEgQo~Qw hgpQd~ ,hguElvQm




 توقيع : غيمہّ فرٌح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ غيمہّ فرٌح على المشاركة المفيدة:
 (13-01-2024),  (14-01-2024)
قديم 13-01-2024   #2



 إنتسابي » 4
 آشرآقتي ♡ » May 2019
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (10:32 PM)
موآضيعي » 629
آبدآعاتي » 739,378
 حاليآ في » بين هلي ونآســي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » يا حافظ النعّم ، احفظ لي من أحب ..
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 🌹
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 20166
الاعجابات المُرسلة » 24194
 التقييم » عـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond reputeعـز الأصايل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك water
قناتك mbc
اشجع https://a-al7b.com/vb/showthread.php?t=2496
سيارتي المفضلةLexus
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

عـز الأصايل متواجد حالياً

افتراضي



طلتكِ بَهاءٌ ي غيمتــي
وغيث العطاء يبهج ي روحي
لروحكِ السعادة ي بعد العز


 توقيع : عـز الأصايل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : عـز الأصايل



رد مع اقتباس
قديم 13-01-2024   #3



 إنتسابي » 1423
 آشرآقتي ♡ » Jan 2024
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (01:05 AM)
موآضيعي » 60
آبدآعاتي » 23,638
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
الاعجابات المتلقاة » 525
الاعجابات المُرسلة » 3292
 التقييم » خالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond reputeخالد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك pepsi
قناتك line-sport
اشجع
سيارتي المفضلةGMC
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

خالد متواجد حالياً

افتراضي



طرح فى قمة الروعه
جزاك المولى خير الجزاء
وجعله فى موزين حسناتك
دمتي فى حفظ الرحمن


 توقيع : خالد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 13-01-2024   #4



 إنتسابي » 666
 آشرآقتي ♡ » Oct 2020
 آخر حضور » منذ يوم مضى (01:05 AM)
موآضيعي » 129
آبدآعاتي » 131,092
 حاليآ في » فَيِ حدود السماء ..!
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » ملجأي .!
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي♡
آلعمر  » 60سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 10506
الاعجابات المُرسلة » 8446
 التقييم » بُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond reputeبُليِتُ بِك has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Mac
مشروبك water
قناتك mbc4
اشجع
سيارتي المفضلةTOYOTA
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ѕмѕ ~



أعلم أن أكثر الوعود كاذبة ولكني صدقتها لأنها منك ،
ومازلت ، فالأمنيات تخلق فينا الغباء ياصديقي ..!


آوسمتي

بُليِتُ بِك غير متواجد حالياً

افتراضي



/








جزاك الله خيراً
وَ جعله في ميزان حسناتك
شكراً جزيلاً لك


 توقيع : بُليِتُ بِك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 14-01-2024   #5



 إنتسابي » 1325
 آشرآقتي ♡ » Aug 2023
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (06:03 AM)
موآضيعي » 5239
آبدآعاتي » 772,041
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 33سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 14301
الاعجابات المُرسلة » 13009
 التقييم » _ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute_ ريِمآ . has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك bison
قناتك mbc
اشجع
سيارتي المفضلةBMW
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

_ ريِمآ . غير متواجد حالياً

افتراضي



-












جزآك الله عنا كل خير
ولا حرمك الأجر وفي موازين حسناتك
أدآمك الرحمن ..


 توقيع : _ ريِمآ .

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 14-01-2024   #6



 إنتسابي » 232
 آشرآقتي ♡ » Sep 2019
 آخر حضور » 24-02-2024 (11:57 AM)
موآضيعي » 6004
آبدآعاتي » 1,154,578
 حاليآ في » أنفَاس الحُب.
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحَمدلله.
آلقسم آلمفضل  » الصحي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
الاعجابات المتلقاة » 23701
الاعجابات المُرسلة » 20377
 التقييم » - وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute- وَرد. has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك water
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةMercedes-Benz
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

- وَرد. غير متواجد حالياً

افتراضي



-







جزاك الله خير ..
وَ جعله في ميزان حسناتك.


 توقيع : - وَرد.

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 17-01-2024   #7



 إنتسابي » 271
 آشرآقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (02:11 AM)
موآضيعي » 7055
آبدآعاتي » 580,098
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 21سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
الاعجابات المتلقاة » 15968
الاعجابات المُرسلة » 9
 التقييم » أميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond reputeأميرة أميري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك fox
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  
мч ѕмѕ ~


آوسمتي

أميرة أميري متواجد حالياً

افتراضي



الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
لك خالص احترامي


 توقيع : أميرة أميري

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 18-01-2024   #8



 إنتسابي » 958
 آشرآقتي ♡ » Dec 2021
 آخر حضور » منذ 8 ساعات (05:26 AM)
موآضيعي » 2536
آبدآعاتي » 172,980
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الصحي♡
آلعمر  » 27سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
الاعجابات المتلقاة » 4121
الاعجابات المُرسلة » 1977
 التقييم » شروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond reputeشروق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

شروق متواجد حالياً

افتراضي




جزاك اللهُ خَيرَ الجَزاءْ
وجَعَلَ يومك نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَك


 توقيع : شروق

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 25-01-2024   #9



 إنتسابي » 417
 آشرآقتي ♡ » Jan 2020
 آخر حضور » 30-01-2024 (07:28 PM)
موآضيعي » 4
آبدآعاتي » 3,106
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 18سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
الاعجابات المتلقاة » 49
الاعجابات المُرسلة » 27
 التقييم » الماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond reputeالماريشال has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

الماريشال غير متواجد حالياً

افتراضي










جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته











 توقيع : الماريشال

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 29-01-2024   #10



 إنتسابي » 292
 آشرآقتي ♡ » Oct 2019
 آخر حضور » منذ 18 دقيقة (01:37 PM)
موآضيعي » 106
آبدآعاتي » 280,924
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » التصميم♡
آلعمر  » 29سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطة ♡
الاعجابات المتلقاة » 7455
الاعجابات المُرسلة » 4263
 التقييم » AL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond reputeAL7AN has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك 7up
قناتك abudhabi
اشجع
سيارتي المفضلةbentley
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  


آوسمتي

AL7AN متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خير
طرح قيم
في ميزان حسناتك


 توقيع : AL7AN

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
1, أحكام, مُلَخَّص, الحَيّ, والعُمرَة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مُلَخَّص أحكام الحَجّ والعُمرَة (2) غيمہّ فرٌح ۩۞۩ أنفاس الحج والعمره ۩۞۩ 12 03-03-2024 09:55 PM
- ما معنى إدخال الحَجّ على العُمرَة؟ ~ - شقاء.. ۩۞۩ أنفاس الحج والعمره ۩۞۩ 21 11-11-2023 10:38 AM
أحكام الموظفين _ ريِمآ . ۩۞۩ فـتــــاوى ۩۞۩ 23 04-10-2023 07:10 AM
مُلَخَّص أحكام الإمامة [1] فاتن ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ 15 25-09-2023 02:01 AM
القلب الحَيّ شروق ❀ انفاس عالم القصه والرواية ❀ 15 17-01-2023 01:29 AM

Bookmark and Share


الساعة الآن 01:55 PM

أقسام المنتدى

.ღ اسلاميات ღ | ۩۞۩ انفاس الركن الإسلامي ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس القصص والروايات الاسلاميه ۩۞۩ | .ღ أنفاس العـــــامه ღ | ❀ انفاس ضفاف حره ❀ | ❀ انفاس اهداءات وتبريكات الاعضاء❀ | ❀انفاس قسم التعازي والمواسآة والدعاء للمرضى ❀ | ❀ انفاس حللتم أهلا ووطئتم سهلا ❀ | ❀ انفاس الحوار والنقاش ❀ | .ღ انفاس انبثـاق الحرف ღ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام حصري ❀ | ❀ انفاس نبض الخفوق وعذب الكلام وسبق نشره ❀ | ❀ انفاس نبـض الخفوق و عذب الكلام المنقول ❀ | ❀ انفاس عالم القصه والرواية ❀ | ❀ انفاس ملتقى الصوتيات والمرئيات ❀ | .ღ أحسآس يتنفسْ ღ | ❀ انفاس كوفي شوب ❀ | ❀ انفاس استراحة اعضاء ❀ | ❀ انفاس منابع البوح ❀ | ❀ انفاس مرافئ ساكنه خاصه ❀ | .ღ أنفاس حياتنا ღ | ❀ انفاس حَوّاء ❀ | ❀ انفاس انامل طاهية ❀ | .ღ قسم التكنولوجيا والابداع ღ | ❀ الحاسب وتكنولوجيا العصر ❀ | ❀ ماسنجريات - Google Android OS - Apple iOS ❀ | .ღ عالم التصاميم والفوتوشوب ღ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم ❀ | ❀ ركنْ الإبداع للتصاميم الحصرية .❀ | .ღ متنفس شبابي , آناقة , رياضةღ | .ღ الأقسام الإدارية ღ | ♔ مجلس الإدارة ♔ | ♔ الإقتراحات والشكاوي ♔ | ❀ انفاس صدى الملآعب ❀ | ❀ انفاس عآلم السيآرآت ❀ | ❀ دروس التصميم والشروحات الحصرية للفوتوشوب ❀ | ❀ طلبات التصاميم و الإهداءات ❀ | ۩۞۩ انفاس اسلاميات بلمسه مصمم ۩۞۩ | ♔ آرشيف المواضيع المكرره والمحذوفات ♔ | ❀ تطوير المواقع والمنتديات ❀ | ♔ طلبات الأعضاء وتغيير النكات والرمزيات ♔ | .ღ أنفاس الثقافية ღ | ❀ انفاس القسم الطبي ❀ | ❀ انفاس القسم التعليمي ❀ | ❀ انفاس الديكور والاثاث ❀ | ❀ انفاس العنايه ب البشره والشعر ❀ | ❀ توجيهات وقرارات الإدارة - ترقيات الأعضاء ❀ | ❀ الاخبار المحلية والدولية والعالمية ❀ | .ღ الفن والمشآهير ღ | ♫.اخبار المشآهير ولقاتهم.♫ | ♫.افلام ومسلسلات ودراما خليجيه عربيه .♫ | ♔ طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ انفاس المسابقات والفعاليات ღ | ❀ انفاس المسابقات وفعاليات المنتدى ❀ | ❀ انفاس الحياة الزوجية ❀ | ❀ الحمل والامومه ❀ | ❀ انفاس الضحك والفرفشه ❀ | ❀ Ask Me ❀ | ۩۞۩{ انفاس القرآن الكريم وعلومه }۩۞۩ | ♫ الأنمي والرسوم المتحركه ♫ | .ღ المنوعات ღ | ❀ Foreign Language Forum ❀ | ❀ ❀ الأشخاص ذوي الإعاقة ❀ ❀ | ❀ تنسيق الموضوع قبل طرحه ❀ | ❀ الشخصيات التاريخية ❀ | ❀ (مسابقات وتوقع نتائج المباريات) ❀ | ❀ نتائج الفعاليات والمسابقات ❀ | ❀ ادوات الفوتوشوب وملحقات التصميم الحصرية ❀ | طلبات التبادل الإعلاني | ♔ شؤون إدارية ♔{ خاص بالسلطة الملكية } | ❀ صندوق الأمـآن ❀ | ❀ طهاة ب انامل وحصريات ال انفاس الحب ❀ | ♫.درام تركية واخبار الفن التركي .♫ | ♫.مسلسلات وافلام الدراما الهندية.♫ | ۩۞۩ أنفاس الرسول والصحابة الكرام ۩۞۩ | ۩۞۩ أنفاس الصوتيات والمرئيات الاسلامية ۩۞۩ | ❀ انفاس عالم القصة والرواية الحصرية ❀ | ❀ قناة يوتيوب انفاس الحب ❀ | ♔ أرشيف إداري ♔ | ♔ انفاس الحب لـ الردود المميزه ♔ | ❀ انفاس الاسره والطفل ❀ | ❀ انفاس مهارات الاشغال اليدويه ❀ | ❀ انفاس تطوير الذآت ❀ | ❀ انفاس التراث والاثار ❀ | ❀ انفاس قسم السياحة ❀ | ❀ انفاس الصور المنوعة ❀ | ❀ انفاس عدسة الاعضاء وابداعاتهم ❀ | ❀ الصيد والمقناص والرحلات البرية ❀ | ❀ عالم الحيوانات والنباتات والبحار ❀ | ❀ المقالات الادبيه الحصريه لـ انفاس الحب ❀ | ❀ لآنني رجل ب كاريزمآ ❀ | ❀ مملكة فلورا ديزاين ❀ | -{ورشة عمل ونقطة التقاء مبدعينا}-* | ۩۞۩ فـتــــاوى ۩۞۩ | ❀ مجلة اعضاء آنفاس الحب ❀ | ❀ مِنصة لقِآء ❀ | ❀ المقالات الأدبية المسبوق نشرها بقلم العضو ❀ | ❀ شغب حرف وعبث ريشة ❀ | ❀ المدونات الشخصية للصور ❀ | ♔ أرشيف طآقم الإشراف والرقآبة ♔ | .ღ الخيمة الرمضانية ღ | ۩۞۩ انفاس الخيمة الرمضانية ۩۞۩ | ۩۞۩ مسابقات وفعاليات شهر رمضان المبارك ۩۞۩ | ❀ إستفسارات الفوتوشوب وطلبات البرامج ❀ | ❀ الألغاز ❀ | ❀ قسم وسائل التواصل الاجتماعي ❀ | ❀قسم الكتب الـ PDF و الـWORD ❀ | ۩۞۩ أنفاس الحج والعمره ۩۞۩ | ۞ قسم فعاليات الحج ۞ | ♣ ركـن المُصَمِمين والمُصَمِمات ♣ | ❀ انفاس قسم المئويات ❀ | ❀ الإحتفالات الوطنية ❀ | ♔ قائمة الإنتظار ♔ | ۩۞۩ مطبخ أنفاس الحب الرمضاني ۩۞۩ | ۩۞۩ التصاميم الرمضانية ۩۞۩ | ۩ أرشيف الفعاليات ۩ | ❀ مقاطع يوتيوب منوعه ❀ | ♔ مجلس نواب السلطة ♔ | ❀ الطب البديل ❀ | ❀ متحف أنفاس الحب ❀ | ❀ FIFA World Teams ❀ | ❀ انفاس التمّيز اليومي ❀ | ❀ انفاس قسم المليونيات ❀ | ❀ الدوري العالمي الانقليزي والعربي ❀ | .❀ مُـنـوعـات ريـاضـيـة ❀ |




تصحيح تعريب Powered by vBulletin® Copyright ©2016 - 2024 
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة آنفاس الحب

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant