30-06-2019
|
|
قلبٍ ... غضّ
دخلت غرفتها وهي تحمل كوب قهوتها ... ثم أغلقت باب الغرفه
فتوجهت لسريرها ووضعت كوب قهوتها على حافة ديكوره
تمددت على سريرها وقامت بوضع السماعات في أذنيها
ورحلت مع موسيقى هادئة تحرّك مشاعرها تفكر في معاناتها
التي لم تنل ممن هم أقل منها مالاً وجمالاً من صديقات دراستها
إنه الحب الذي لم تنله ... فكلٍ منهنّ لها صديق تحكي لهن كل
صغيرة وكبيرة حدثت لها معه ... إلا هذه الجميله لم تحظ بعد
بذلك الفارس الذي يحرك نبضاتها بالحب له ... فتنقل لهنّ ما
حدث بينه وبينها من نظرات وكلمات وعاطفة في قصة غرام
تحظى بها من بين كل صديقاتها ... ثم بدأت تتخيّل حدوث ذلك
وتبتسم لنفسها وكيف له لو أمسك بأطراف أناملها ثم يقبّل يدها
وقول لها كم أحبّك أيتها الجميلة الفاتنه ... أغمضت عينيها ثم
بدت ملامح إبتسامتها على وجهها ... وأكملت خيالها حتى تلك
اللحظة التي تخبر بها صديقاتها أنه أخذ ينظر لملامحها فيقترب
من وجهها وهي تتحدث إليه في حماس ودون أن تشعر بقربه
فتتسلل تلك القبلة على خدها فيعتذر لها وأنه لا يعلم كيف فعل
ذلك معها ... وحين إقشعر جسدها من قبلته ... تركت خيالها
لواقعٍ زاد من إصرارها للبحث عن هذا الفارس ... خصوصاً
أن هذا اليوم يوم إجازة (سبت) وستركب سيارتها وتبحث عنه
في السوبرماركت أو المكتبات أو محلات المقاهي ... وما إن
جاء في تفكيرها عنوان المقاهي التي تفضله حتى هانت عليها
قهوتها ... فارتشفت منه رشفه وسكبت الباقي في مغسلتها ...
ولبست أجمل ما لديها وأخذت أجمل نظارة شمسية وأغلى
حقائبها وتعطرت ونزلت متجهة لسيارتها وما كادت تفتح باب
كراج سيارتها حتى إتصلت بها أمها ... إلتفتت نحو نافذة
غرفة أمها فوجدت الأم تنظر إليها وتسألها عبر الهاتف :
إلى أين ستذهبين؟! ... إلى المقهى ثم المكتبه ... في هذا
الصباح؟!!! ... نعم يا أمي فصديقاتي في المقهى وبعدها
سنشتري مستلزمات الجامعه ... وأين تجدونها ... في المكتبه
المتواجده على الطريق الدائري ... هل أخبرتي والدك بذلك
لا يا أمي ثم هل تعوّد أبي أن أخبره متى وأين أذهب ... إلتفتت
الأم لزوجها قائلة له : أبنتك ستخرج بسيارتها للمقهى الموجود
على الطريق الدائري ... هل أيقظتني لأجل ذلك ؟!!!!! ....
ثم أكمل نومه ... فالتفتت الأم نحو النافذه ... فوجدت أن باب
الكراج أُغلِق وابنتها الوحيده قد غادرت قصر والدها متجهة
إلى ذلك المقهى الذي أخبرت أمها به ... أوقفت سيارتها أمام
المحل حتى يأتي فارسها فتنزل من سيارتها وتمرّ من أمامه
فتحرِّك قلبه ... لكن ذلك الفارس لم يأتِ ... وطال بقاءها في
سيارتها وحين رآها محاسب المحل (من جنسية عربيه) خرج
إليها وطرق زجاج سيارتها وما كادت تفتح نافذة باب سيارتها
حتى قال لها مبتسماً: ماذا تأمرنا الجميله هذا الصباح .. أعجبها
أسلوبه وإبتسامته ... فأخبرته ماذا تريد ... قال لها: محظوظة
قهوتنا لهذا اليوم ... ثم ذهب للمحل ... وطلب من العامل
تجهيز تلك القهوة والحلى للفتاة وسيذهب بنفسه لتسليمه لها
لكن الفتاة إستلطفت أسلوبه فنزلت من سيارتها وتوجهت إليه
وما إن نظر إليها حتى قال وهو ينظر لسقف المحل: الإضاءه
زادت وإلا إيه؟! ... إبتسمت ... ثم خلعت لثامها كي تعيد
ترتيبه من جديد تريد بذلك أن تريه بقية ملامحها الجميله ...
تصرفها هذا وهي تتحدث مع المحاسب أغضب شاباً سعودياً
كان يتناول قهوته وجهاز اللابتوب أمامه ... فأراد مقاطعتهم
قائلاً (بصوتٍ حادّ): لو سمحت أبي قارورة ماء .. إلتفتت الفتاة
خلفها فوجدت شاباً أنيقاً وسيماً ... وأدركت أن هذا الشاب هو
الذي كانت تتمناه ... غير أن الوضع غير مناسب الآن ... وكأنها
بفعلها هذا تقليل من شأنها عنده ... أصابها إحباط أن
فرصتها المميزه قد ضاعت منها ... فركبت سيارتها وهي
غاضبة من نفسها ... وحين قام المحاسب بإيصال قهوتها إلى
سيارتها وما كاد يقول لها : خذي هالنكته على هالصباح حتى
أغلقت النافذه في وجهه وعادت لمنزلها .. ثم إتصلت بصديقتها
وما إن تحدثت إليها وتعمقت بحديثها حتى ذكرت لها ما ذكرت
حتى ضحكت صديقتها ضحكاً هستيرياً وقالت: هل تعتقدين أن
القصص التي يذكرها البنات حقيقيه ... كلها كذب في كذب
إنما هي سواليف يطير بها الهواء ... إحمدي ربك وعسى أن
تكرهي شيئاً ويجعل الله فيه خيرٌ كثير ... انتهت القصه
rgfS >>> yq~
rgfS >>> yq~
|