ربما تكون أحداث ذكرياتي مضحكه .... أكثر من أن تكون مؤثره
وعجيب أن أعيش هذه الذكريات رغم أنها سراب
وعجيب أن تتحرك مشاعري لأناس لم أرهم يوماً
أو تجمعني بهم مناسبه أو تلتقي العينان معاً
أنا يا سيدتي أستطعم النظرات وأشعر ما بداخلها
حين لا يعرف الآخرون قراءتها ... حين لا يدركون تعابيرها
إن فيها عمقاً يجعلنا نقرأ كل حرف تقوله لنا
حين يتوق وجدانها أن يهمس من خلالها ما
يمنعها الخجل أن تبوح به ...
سيدتي لقد تحركت مشاعرنا بعيداً عن تلك العيون
لقد أحببنا لمجرد كلمات لامست مشاعرنا
لمجرد حرف إستهوانا ما يعنيه
كم قلوبنا هشّة يا سيدتي ... تبحث عن أي شيء يحركها
فمن أحببتهم وإن كانوا قلّه ... لم أرهم في حياتي
أو تقع في يدي نعومة يدها أو يرحل بي النظر بين أهدابها
ألم أخبرك أن أحداث ذكرياتي مضحكه ...
ألم أخبرك أننا نتألم كثيراً لرحيلهم رغم أنهم لم يأتوا
أنا يا سيدتي حين أجلس في سكون وحدتي
وأجمع الطرق التي سلك بي فيها قلبي
أشعر أنه خدعني حين أضاعني فيها ... حين تاه بي هناك
أشعر أنه جعلني طويلاً أتخيل صوراً جميله في ليلة ظلماء
وأتفاجأ بنور الصباح يكشف لي حقيقة أن ليلي ليس للنوم
ورغم أنني يا سيدتي إقتحمت عالم المنتديات
ولم يكن في ظني يوماً أن تتحرك دماء جسدي بغير دماءها
ولم أكن أعتقد أنني يوماً سأعشق وهماً وأحب خيال
إن ضحكاتي من ذكرياتي مريره رغم أنني أتباهى بها وكأنني المنتصر
وكأن هذا الإنتصار هو في تلك الدماء التي أنعشت قلبي
أو في ذلك الخيال الذي رحل بي بعيداً
تخيلي يا سيدتي ... أنني ورغم سفري البعيد
أبقى في حضن هذا الخيال الجميل وهو أن تتوهم أنك تحب أحداً
فتحمل قلماً يستطعم تعابيرك ويكتبها
ثم يجمعها لي في مذكرات حين أقرأها تبتسم شفاهي
ليس لجمال الحرف أو لصدق المشاعر فيها
ولكن لأنها أوهمتني أنني يوماً كنت ذلك العاشق
لقد وطأتي على جرحٍ كاد يطيب
ولامستي ألماً كادت تهدأ أوجاعه
تحيتي لك سيدتي على هذا الحضور الجميل والتعليق الأجمل
شكراً لك