توقظني رائحةُ خبز أمي
فيعيدني الحنين طفلةً صغيرة ..
أركضُ في حقولِ القمح الصفراء
أفردُ يديّ لأنافسَ العصافير ..
أتعمشقُ جُدران البيوتِ لأطاولَ السماء
وأقطفُ نجمةً أودعها حِجرَ أمي ..
يُنبهني نِداء أمي فأُداري
دمعةً ترثي عفويةً غابرة ..
وأتصنَّعُ ابتسامةً على مقاسِ يومي الجديد
أطبعُ قبلةً على جبينِ أمي وامتنُ للصباحِ الذي يبدأُ بها رغم جُورِ السنين ..
/
يومًا ما سنلتقي .. في ابريلٍ دافىء أو نوفمبرٍ خريف أوراقه تملأ أرصفة طرقات العابرين ..يومًا ما ستزهر الحياة من جديد و كأنها تزور ربيع داخلنا للمرة الأولى ، ستتلاشى آلام البِعاد و يصير الخيال واقًعا و الأمان رفيقًا و الكلمات ثرثرة لا نهاية لها .. يومًا ما سيحل لقاء حتمي و أبدي لا نهاية لميقاته .