ليتنا ما خضنا بحرك يا حب
فلا نحن ذقنا فيك عذوبة ارتواء
ولا لقينا في عمق ماءك حلمنا
نهيم على أطراف سطحك سباحة
فما تركد بنا أمواج الحنين لهم
ولا ترفعنا أمواج أحلامنا بهم
وحيناً تخفضنا أمواج الظنون
وبين جذب الوله على ساحلك
وبين جزر غيابهم عن العين
فيا بحر لا نريد أن نسكن هواك
ولا نريد أن يعصف بنا الفقــــد
وما أكثر ما كتبنا على رملك
حتى مسح مدّك كل الحروف
بعضٍ منها حرف الهوى
وبعضٍ منها حرف العتاب
وياما غرقنا في لذة وجودهم
ويا ما غرقنا في قسوة غياب
يا بحر الحب لا نريد ياقوتك
ولا شيء من زمردك ...
نحن فقط يا بحر .... نريدهم
نريد من خضنا بحرك لأجلهم
أخبرهم أن بحرك أغرقنا
ونحتاج لإحتواءهم لنا فيك
الجميع يقولون أنها رحلت
بينما أراها في كل مكان ترحل بي عينيّ
لعلي يوماً رسمتها في نظراتي
ولعلي خشيت ألا أجدها حين أستيقظ
فملامحها أجمل ما في صباحي
وأجمل ما أحلم به في ليلي
حتى خيالي أصبح متحفها وصورها وتاريخ عشقي بها
لكنني اليوم لم أجدها في عيني بطول غيابها
حتى رائحة ذلك المكان لم يعد له عطره
رحلت ولا أدري إلى أين رحيلها
لا أدري هل ستعود أم ألحق بها في الغياب
وأدرك أنني سأجدها يوماً هناك أو
ربما يخدعني قلبي فترسم لي لهفة للغياب ملامحها
لعلها يوماً ترحم طول إنتظارٍ في البحث عنها
فيجلبها لي حين لا أجد سوى هذيان حرف
وكلماتٍ جمعتها في غيابك ولم أرتبها
يا سيدتي طال الغياب وطال جرح الفقد
وبقينا لوحدنا نجمع هذا الهراء الكثير
حين جمعناه في الفقد وتاه منا في الغياب
يمر بي غيـــابــــاتٍ كثيره
من أناس جمعتني معهم صدفه
ثم يرحلون ... وقد يودعوننا وقد ... لا
ونجبر أنفسنا على نسيان كل غياب
إلا أن هناك غياب نزوره كل يوم
لعل حنيناً يلامس قلوبهم فيعودوا
لا لشيء ولكن لنطمئن عليهم
نجد أسماءهم قد عادت فتثور ضجيج نبضاتنا
ورغم الشوق للتواصل سنبقى بعيدين
ندعو لهم وقد نتسلل إلى حروفهم
لعلنا لا نجد بها حزناً أو أسى أو فراغ قلب
لعلنا لا نجد حباً جديداً أو نسياناً لنا
بل سنبقى بعيدين حتى عن نبضاتهم
وسنبقى نتسلل كل حين لعلهم يوماً
يكتبون فينا شيئاً من شوق أو عن ماضٍ
جمعنا وذكرى حرّكت يوماً .... مشاعرهم
أحببتك دون أن تعلمي ...
وسترحلين دون أن تشعري بي
وسيموت هذا الحب كما هي عادة قلبي
يخبئ هذا الحب حتى يرحلون عن قلبه
فلا يبقى لهم وجود سوى ذكريات لأماكن بقت
جاءه الحنين إليك يوماً ... هناك
وطال يحرّضني أن أخبرك بما أبقيته لك
من نظرات شوق وشغف قلب وصمت لسان
يخاف أن يخبرك به ... فتجرحيه وهو الذي
جمعه لك حتى إمتلأ قلبه بك
دعيني أصمت عن هذا الحب في قلبي
فأن أقتله أنا خيراً من أن تقتليه برفضك
واعلمي أنه حباّ يحمل أنفاسه الأخيره
حتى يأتي بك يوماً وتسأليني عنه
فتتراكم على فمي كمّاً من كلمات
وآهات بقت مكتومه لعلها حين تثور أمامك
تشعري بسجن السنين وبراءة صاحبه
ليتك يا سيدتي لا تعلمي بهذا الحب
فأنا معك لا أجيد التعبير ولا أعرف بوحاً به
وربما تقرأيها في عيوني ومعها شوق نظره
وحنين قلب وعاطفة يتعبها شوقاً لك
ولسان ردّد كثيراً بوحه بين صمت شفاه
وصرخات مشاعر لا تزال حبيسة صدر