24 أكتوبر 2022
تونس
مختار النايلي
يبقى المختار النايلي، أفضل حراس منتخب تونس الذين شاركوا في المونديال على امتداد الخمس مشاركات السابقة لنسور قرطاج حيث لم تقبل شباكه في مونديال الأرجنتين إلا هدفين.
لكن الملفت في مسيرة هذا الحارس أنه كان بديلا للحارس العملاق الصادق ساسي، الملقب بعتوقة، قبل أيام من انطلاق الموعد العالمي.. فكيف أصبح الحارس الأول لنسور قرطاج.. "
" يقدم التفاصيل ضمن التقرير التالي:
من مهاجم إلى حارس مرمى
عديدون لا يعرفون أن مختار النايلي بدأ مشواره الكروي كمهاجم، وانضم إلى النادي الإفريقي وهو في سن ال15 عاما حيث أمضى لفائدته أول عقد سنة 1968.
ومع قدوم المدرب أندريه ناجي لإفريقي رأى في مختار النايلي خصال الحارس الناجح فغير وجهته من مهاجم إلى حارس مرمى، لكن في وجود الحارس العملاق عتوقة ظل النايلي في ظل الأخير لفترة طويلة.
ولعب مختار النايلي أول ديربي له يوم 18 أبريل/نيسان 1976 يومها فاز الإفريقي بهدف دون رد وساهم النايلي مساهمة كبيرة في هذا الفوز حيث تألق كأحسن ما يكون ولم يسمح للترجي بالنيل من شباكه.
القرار الصعب للشتالي
رغم الإمكانيات الكبيرة التي أظهرها مختار النايلي فقد ظل الحارس البديل لعتوقة في النادي الإفريقي لسنوات عديدة كما كان بديلا له في منتخب تونس إلى أن آمن به المدرب الشتالي، لكن لم يكن يجرؤ على تنحية الحارس العملاق عتوقة والذي أسهم بشكل كبير في ترشح منتخب نسور قرطاج إلى مونديال الأرجنتين 1978.
لكن أمام تراجع أداء عتوقة خصوصا في مباراة هولندا الودية في أبريل/نيسان 1978 بدأ الشتالي في التفكير في مختار النايلي بما أن عتوقة قبل أربعة أهداف كاملة.
وفي يوم 19 مايو/أيار 1978 بدأت تتضح اختيارات عبد المجيد الشتالي، فأشرك يومها الحارس مختار النايلي في المباراة الودية ضد منتخب فرنسا ورغم الهزيمة بثنائية نظيفة فقد كسب النايلي ثقة الجهاز الفني.
تألق النايلي
لم يكن أحد يتوقع أن يقرر المدرب عبد المجيد الشتالي إشراك الحارس مختار النايلي أساسيا في تشكيلة تونس في مونديال الأرجنتين 1978.
وقد واجه هذا الاختيار انتقادات لاذعة واعتبره عديدون أنه أكبر خطأ سيرتكبه الشتالي في حق الحارس عتوقة وحق منتخب تونس، لكن هذا المدرب كانت له رؤية ثاقبة.
وانتظر التونسيون يوم 2 يونيو/حزيران 1978، ليكتشفوا حارسا عملاقا جديدا اسمه مختار النايلي الذي تألق كأحسن ما يكون أمام منتخب المكسيك في روزاريو فقهر المكسيكيين بتدخلاته الرشيقة ولم يقبل هدفا إلا في الدقيقة 45 عن طريق ركلة جزاء نفذها فاسكاز إيوالا.
لكن في الشوط الثاني حافظ النايلي على نظافة شباكه مقابل ثلاثية تاريخية لتونس قادته لفوز تاريخي لأفريقيا وللعرب.
و لم يكن ما قدمه النايلي أمام المكسيك ضربة حظ بل أكده في اللقاء الثاني أمام بولندا يوم 6 يونيو/حزيران فكان أسدا في عرينه إلا أن الخطأ الفادح الذي ارتكبه المدافع على الكعبي مكن لاتو من تسجيل الهدف الوحيد في اللقاء في الدقيقة 43.
ويوم 10 يونيو/حزيران 1978 أكد مختار النايلي أن اختيار الشتالي له كان صائبا حيث حرم الألمان من تسجيل ولو هدف واحد وتصدى لمحاولات نجوم عالميين مثل كارل هاينز رومنيجة وراينر بونهوف.
وهذا التألق جعل الحارس سيب ماير يحرص على إبداء إعجابه به بعد نهاية المباراة ويهديه قميصه حتى أنه كان قد رشحه لإدارة البايرن ليكون خليفته في النادي البافاري بعد اعتزاله.
وبعد بروزه في مونديال الأرجنتين لعب مختار النايلي مع منتخب تونس 30 مباراة قبل أن يعتزل في يونيو/حزيران 1982.
[COLOR=inherit ! important]