الرحم الذي استقبلني ذات يوم مدة تسعة أشهر
هو البيتُ المقدّس الذي الاطمئنان و يوم غادرته بليلة باردة ..
أدركت معنى التشرد و فهمت قدري جيداً..
أن أتشرد من مدينة إلى أخرى و من بيت إلى بيت و من قلب إلى قلب !
ليتني أعود إلى رحم أمي و أمكث هناك إلى الأبد !!
"أمي فقيدتي النائمة في تلك المقابر، غفر الله لكِ وأسكنك جناته."
تتراقص أناملي .. على أوتار حروفي ..
تتمايل بخاصرة مفاصلها ..
تضرب بقدمها على الحرف طرباً ..
بكعبها الظفر بلون البدر..
خطواتها كإيقاع حبيبات المطر ..
تنثر في سماءها السوداء أبجدياتها ..
من الألف إلى آخر نقاط الألق الياء .
في بعدك
جف الحبر في عروق قلمي
وأضعت حروف لغتي
فأصبحتُ حكاية ألم تاهت في دروب التلوي
في بعدك
بتُ ألهث خلف ظلالك علّني ألتمسُ وصالك
أُمارس الهرولة من قاع واقعي لأصل ل بعيد أُفقك
أوتار صوتي لاتعزف إلا لحن اسمك
وأناي هاربة مني تبحث عن ذاتك
في بعدك
أُعانق ذاك الغسق وأحلم ب إشراقة وجهك تشق عبابَ أحداقي
أُسامر الليل فأرسمك من حرائر الوجد وأزرعك في خاصرة وحدتي
تلوكني مساحات الفقد فتتقيأني زوال الرحيل لتنفينك خارج حدود انتمائي
في بعدك
أمتطي غيمة الأماني رغم جحيم خطواتي أليك
لأستجيب لنداء ينبعث من مسامات غيابك
فأهرول لأحضان الأفق الذي حواك
فتتكسر مجاديف العبور وأغرق في بحور التيه