أيامٌ ... مضت (حصري بقلمي) ج الأخير
وبينما هي في سيارتها ... أضاءت المواقف فنزلت من سيارتها وإتجهت ناحية المصعد لتجد ثامر في إستقبالها مبتسماً ومرحباً بها فسألته: ما هي أخبار ثامر بعد تلك السنين التي مضت
|
|
19-02-2021
|
|
أيامٌ ... مضت (حصري بقلمي) ج الأخير
وبينما هي في سيارتها ... أضاءت المواقف فنزلت من
سيارتها وإتجهت ناحية المصعد لتجد ثامر في إستقبالها
مبتسماً ومرحباً بها فسألته: ما هي أخبار ثامر بعد تلك
السنين التي مضت ومن هنّ الفتيات اللاتي كن يزرنك قبل
أن نقتحم عليك عالمك في تلك الصاله ... فقال لها : إنهنّ
أختاي كل واحدةٍ منهنّ تأتي إلي تشتكي زوجها وأتصل
بأزواجهن ونحل الموضوع في هدوء ثم يرحلن لبيوتهنّ
ولكنه لم يجبها عن حياته وظل صامتاً ينظر إليها فشعرت
أن جرحاً آلم مشاعره ومزّق حباله الصوتيه وهو يتجرع
الإجابة عليها حين لم يستمع أحد لشكواه وحاله الذي
وصل إليه ثم قال لها: إنه تــــائه لا يعلـــم ما الذي يفعله
وأشعر أنني خسرت الكثير رغم المال ... وهاهي شركات
أمي ... أصبحت لا أهتمّ لها وكم تمنيت أن تستمر تلك
الأيام التي كنت فيها الشاب المدلّل غير أن العمر لم يعد
يستلطف ما كنت أقوم به سابقاً ... (فشعر أنه يهذي بكلمات
لم تفهمها) سكت في صمتٍ ظلّ يحاصره وهي تنظر لعينين
تخنقها حروفها الحزينة على حاله وأدركت أن إنكساراً
في كل شيء يحتويه وبدت كلماته تستجدي الماضي ليعود
وتلك الضحكات واللهو بالماء والرقص ... ولأنها لا تريد
أن تقاطعه ... وبين نظراتٍ بدت أكثر يأساً وتيهاً وحزنا
فبدأ يردد (أستغفر الله) كي يزيح عنه الكثير من هموم نفسه
وما وصل إليه من يأس أن الحياة التي كان يحلم بها رحلت
فسألته: ما الذي يريده ثامر بالضبط ؟! .... نظر إلى عينيها
ثم صمت وكأنه يريد أن يقول شيئاً منعته نفسه النطق به
وقام من طاولتها واتجه صوب جهاز الإنارة المسرحية
وأضاءها ثم ناحية الإستيريو وأدار موسيقى هادئه وأشعل
نوافير المسبح وأطفأ الإنارة الداخلية وترك خلفه أضواء
المسرح تدور في كل مكان ثم مدّ يديه وأغمض عينيه
وبدأ يتراقص بهدوء وهي تنظر إليه مبتسمه منتظرةً
لعله يقول شيئاً من كلمات لا يود البوح بها لأحد ... رغم
كميّة الضجيج المكبوت داخله وهنا فتح عينيه ليستيقظ
من حلمٍ جميل وتذكّر ما فكر به وقال: بل أنا أسألك
لم جئتي إلى هنا وكيف عرفتي أمر مزرعتي وصالتي
أشبكت أنامل يديها النائمة على الطاولة وقالت له:
يا ثامر ... ربما أنا الوحيدة التي أشعر بما تشعر به
حيث أننا لم نعش حياتنا كما نريد ولو جئنا للحقيقه
لأدركنا أننا نريد أن نعيش كل حياتنا في لهوٍ ومرح
متجنبين جميع المسئوليات الملقاة على عاتقنا مثلما
يعيش الأطفال الذين لا يملّون من اللعب ولا يدركون
أن الدنيا ستتغيّر ... ولابد أن نتغيّر معها حتى لا نشعر
أن الحياة يوماً ما ستنبذنا ونجد أنفسنا أطفالاً أمضوا
حياتهم بلا مسئوليات ... يا ثامر علينا أن نتعايش مع
زمنٍ ينقلنا من عالمٍ إلى آخر ومن حياةٍ إلى حياة ...
ويمكنني أن أجاملك وأتضاحك معك ونرقص ونلهو
لكن إلى متى ... علينا أن نرمي ذلك الماضي خلفنا
وعلينا ألا نحنّ إلى أناس لا يعاملونا بالمثل ... دعنا
نقنع أنفسنا أن كل أولئك الذين كانوا معنا ماتوا ....
لنتركهم حتى يموتوا في فكرنا ... وربما أودعك اليوم
ولا أعود إليك مجدداً وأكون من ماضٍ لا يمثّل لك شيئاً
يا ثامر أنا مثلك أشعر بالحنين إلى تلك الحياة وأحنّ
إليها وكم بكيت أنني بقيت وحيده وفي يومٍ جاءني
إتصال من ذلك الذي كنت أحبه ونأتي معاً إلى ذلك
المكان .... وقال لي: يا تهاني اليوم سنفترق ونرحل
عن بعض لأنني سأتزوج .... وكم قتلتني كلماته وطلب
أن أحضر إلى مكانٍ نتوادع فيه وآخذ منه كل هداياي
وصوري وحياتي الجميلة التي قضيتها معه ... يا ثامر
حين طلبت منه أن يأخذني إليك ولم أعلم لِمَ طلبت منه
ذلك جاء بي إلى هنا ورأيتك تبني هذه الصاله إنفجرت
باكيةً عنده وقلت له إن ثامر مثلي لا يودّ مفارقتكم غير
أن الدنيا ليست كما عهدناها وتمنينا أن تدوم تلك الأيام
لنا وبدأت أسمع عن كل فتاة تزوجت وكل أحبابهنّ
تزوّجن ... وبقيت آتي إلى هنا فأجدك حزيناً مثلي
ثم أذهب إلى البيت وارتمي على سريري ... أتعرف
لماذا ؟! نظر ثامر إلى عينيها الغارقة في دموعها
واستمر مصغياً لحديثها وشعر أنها ما جاءت إلا لتحطّم
أصنام خياله ... ذلك الخيال الذي يتوهّم أن المراهقه
ستظل معه طوال العمر ... مسحت دموعها مجدداً
وأكملت حديثها قائلةً: يا ثامر لقد قتلتنا عواطفنا كثيراً
سكت المكان إلا من تلك الموسيقى الهادئه ونظرات
ثامر لعينيها التي لا زالت تذرف دمعاً لا يجف ... قامت
وهي ترتب حقيبتها وتخرج مفاتيح سيارتها ونظرت إليه
ثم قالت: أستودعك الله يا ثامر ... واتجهت للمصعد وهي
تقول: ليتنا لم ندخل جنتك ... ودخلت المصعد ونزلت إلى
سيارتها وما إن خرجت من المواقف حتى إنطفأت أنوار
الصاله ... وخرجت من مزرعة ثامر وهي تقول: اللهم
أنسِني تلك الأيام التي مضت . إنتهت القصّه
HdhlR >>> lqj (pwvd frgld) [ hgHodv hgl]dv frgln p dEv]
HdhlR >>> lqj (pwvd frgld) [ hgHodv HdhlR lqj hgl]dv frgln frgld) p
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ نبض المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
19-02-2021
|
#2
|
:
:
/ كُتلة شُكر تنحنِي لـِ أُلق صنيعُك
سلِمت الأكُف .. وسلِم لنا هَذا الطِرح المُميز
اسعَدك الله , و لَك الإمتنَان أبدًا وَ مددًا ..كُل الوّد و التقدِير لشخصّك.
أعَـذب تحـايّاي
:
الختم والتنبيه, و 150 مُشاركة وتقييّم ..
تمّت الإضافة
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ - الــعًلآ على المشاركة المفيدة:
|
|
19-02-2021
|
#3
|
ستظل ايام المراهقة والشباب احلى الايام
و حنين الذكريات لتلك الايام لاينطفيء
مهما حاولنا النسيان او التناسي
اديبنا الفخم
كالعادة سرد ممتع
واحداث مشوقة
دام نبضك و دام عطاءك
يستحق الاعجاب و التقييم و
وبانتظار جميلك القادم
|
|
.
:ff1 (35): قلب :ff1 (35):
قطعة سكر لايحلو الانفاس الا بها ..
قلبوبتي بحبك قد الدنيا
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ سهاد على المشاركة المفيدة:
|
|
19-02-2021
|
#4
|
داائمااا يطيب لي المكوث في متصفحك العطر
الذي ينشر شذااه من بين اسطرة ...
سلمت اناااملك ..وسلم قلمك ونبض قلبك
دمت بحفظ وسعااادة من الله
|
|
|
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ العاشق الولهان على المشاركة المفيدة:
|
|
19-02-2021
|
#5
|
سرد مميز
تسلم ايدك ع القصة
و العبره
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ eyes beirut على المشاركة المفيدة:
|
|
19-02-2021
|
#6
|
الله يجمّل حالك أخت علاوي ......
ممتن لهذا التواجد الجميل منك سيدتي
وما رافقه من عطاء ... شكراً لك ولتعليقك
|
|
|
19-02-2021
|
#7
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهاد
ستظل ايام المراهقة والشباب احلى الايام
و حنين الذكريات لتلك الايام لاينطفيء
مهما حاولنا النسيان او التناسي
رائع هذا التعليق بكل مكوناته وحروفه ومعانيه
كل الشكر والثناء والإمتنان لك سيدتي
تحية مكلّله بالإحترام لهذا التعليق الجميل
|
|
|
19-02-2021
|
#8
|
أهلاً بك أخي العاشق الولهان
كل الشكر والتقدير والمحبة لك أخي
تحيتي لك
|
|
|
19-02-2021
|
#9
|
شكراً لك سيدتي
تحيه وتقدير
|
|
|
19-02-2021
|
#10
|
تحيه تليق
وسلم القلم ومساؤك ألق
|
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الطائر المهاجر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |