28-02-2024
|
|
خاصرةُ الوجع
غصةُ الشوقِ بلغتِ الحُلقوم
ولا خريطةٌ تدُلُّ عليها
أنفاسي تتصاعد
وعروقي تُنازعُني، وأُنازِعُهَا
وأصبحَ الزبدُ قابَ ليلٍ وأدنى من وريدي
ولا تزالُ روحُهَا مغموسةً في جسدي
لا تنفكُ عني لو طرفةَ عين
حتى ضحكتُها...تُطاردُني
تكادُ تخنقني
أتعثرُ بها وقوفاً
بـ شموخِ رجلٍ مهزوم
(2)
أيُعقَلُ...أربعَ مواسمٍ من الجفافِ مَرَّت على فراقنا
ولا تزالُ صورتُهَا تتناسلُ في صدري
فلا أكادُ أُغمِضُ بصري حتى أجِدُها مصلوبةً في جذعِ نوني
تنامُ في سكونٍ، متوسدةً على إحدى رموشي
وتمسحُ في عتابٍ رمشي الآخَر
أيُّ أُنثى هذه...التي التصقت بـ كرسيِّ عرشي
كما استقرت في كبدِ السماءِ نجمةٌ شاردة؟!
هل أصابني المَس؟!
رُحماكَ ربي
ومن شرِ النفاثاتِ في العُقد
(3)
لستُ أدري...هل كانت سَكْرَةُ آمِلٍ عاثِرٍ
داهمتني ذاتَ شتاءٍ عاصف
جعلتني أترنحُ فوقَ خِنجَرِ العشق؟!
أم غفوةُ شيطانٍ عابرة؟!
تُحاولُ أن تقطِفَ من مواسمِ الكسادِ بُرعُمَ فرحٍ أبيض
لم تُلطخُهُ الليالي المسمومة
لكنها قالت: "أحُبُّك"
وأقسمت أنها لي وحدي
ولن يطوفَ بظلالِهَا سِوَاي
لقد خلعتني من جذوري، وألبستني ثيابَها
التي أقسمت أنها غسلتَها بماءِ زمزم
وتجنَّت عليَّ بكلماتِ العِشق
حتى أصبحَ غروري وكبريائي أكبرَ من البحر
هذا البحرُ الذي همست ذاتَ مساءٍ أنها تغارُ منه
عندما يُلامِسُ جسدُهُ جسدي...أن يكونَ أرَقَّ عليَّ منها
قالت، وقالت، وفاضت كلُّ ينابيعِهَا
وسقت كلَّ الحقولِ الجائعة
ونثرت قمحاً، وتيناً، ورُمَاناً حولَ عنقي
وأطبقت في سكونِ البحرِ على ما تبقى من شتاتي
والليلُ يُغطي وحدتِنَا في خَجَل
(4)
لم أكنْ أعلمُ أنِّي أغرسُ أقدامي بأرضٍ بوار
لم أكنْ أعلمُ أنها غجريةٌ تضحكُ على كلِّ الخوافِق
وتُجيدُ فنَّ العزفِ على وجعِ الرجال
خدعتني
ومن حيثُ لا أشعر
غرست خنجرَها على حينِ غفلة
ومزجَت كلَّ كيدِ النساءِ في أنبوبٍ واحد
وحقنتني من الوريدِ إلى الوريد
قتلتني
ولم تبكِ في ساحةِ الشرفاء
ولم تشقَ لي جيباً، ولم تلطمَ خداً، ولم تَعلِنَ حِدَاداً
ولم تغسلني بماءِ زمزمٍ...كما وعدتني
وتركتني
على رصيفِ الغدرِ بثوبٍ رَث
أبحثُ عن مُخَدِّرِ صَبْرٍ من أعينِ المَارَة
أُمَنِّي النفسَ لعلها تلتقطُني السَّيَّارَة
تُلقيني في غياهِبِ الجُب
لعلي أغسلُ نفسيَ الأمَّارَةَ بالسَّوءِ
من معصيةِ الحُب
لعلي أهبِطُ على جزيرةٍ هَجَرَت كلَّ شُعَرَائِها
أُعيدُ فيها ترميمَ أشيائي
وأُداوي روحاً مخذولة
بـ خيبةِ الأماني الشاردة
لعلي ألِجُ في سَمِّ الخِيَاط
وأطوي صفحةَ الأحزان
بميلادِ أمَلٍ جديد
م/ن
ohwvmE hg,[u
ohwvmE hg,[u
|