وعَبَّرَ عنه النبي المصطفى صل الله عليه وسلم بقوله:
((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...))
أخرجه مسلم عن ابن عمر.
ولقد ضرب رسول الله صل الله عليه وسلم مثلاً رائعاً
لتبيين مضمون التكافل الاجتماعي فقال:
((مثل القائم في حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة،
فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء، مرّوا على
من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا،
فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً))
أخرجه البخاري والترمذي عن النعمان بن بشير.
وما أصوب بيان النبي صل الله عليه وسلم في وضع الشعار الواحد للمجتمع المسلم بقوله:
((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))
أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي عن أبي موسى الأشعري.
وبقوله:
((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))
أخرجه أحمد ومسلم عن النعمان بن بشير.
وليس أمر صلة الآخرين والإنفاق عليهم أمراً مرغوباً فيه وحسب،
وإنما هو واجب رباني، ودليل على الإيمان الصحيح،
وما أروع البلاغ النبوي الذي قرّر هذا المبدأ بقوله صل الله عليه وسلم:
((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به))
أخرجه البزار والطبراني عن أنس بن مالك.
وبقوله عليه الصلاة والسلام:
((إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم،
ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم،
ألا وإن الله يحاسبهم حساباً شديداً ويعذبهم عذاباً أليما))
أخرجه الطبراني عن علي بن أبي طالب.
وأخيراً،
فقد سبق القرآن غيره من التشريعات الحضارية التي دعت إلى التكافل الاجتماعي
وربط هذا الأمر بسياج عظيم من التقوى والإيمان،
فحقق ما عجزت عنه كل النظريات الداعية إلى كرامة الإنسان وعزته.