لم أعد أكتب كلما عطشتُ
أو جاع شغفي
فأصبح الصوم عقيدة يعيها القلب
لم يدركني الخوف بينما هذبته
وأنا أكثر الذين أخافهم الفقد
لكنني أعرف جيدًا مقاس رجفتي
فأُغلّفها بأهازيج السماء
فلا يضوي برق إلا وعيني تأمَلْ
وسريرتي تمتنّ
أتعجب منّي ولا أنتمي لـ ضمّة
ولي كُلٌ بالعناق يجود !
بعد السلام ..
بي زحامٌ
لي زحامٌ
وتطول هالة الكتمان
والأصل فيها من جمر
تكنس رصيفًا للتفرُّدِ
وتمد يدها للقمر
ومَن يدلف القمر ؟!
لا أحد يجرؤ أن يجس بغيمتي
( بين الضباب يبينُ كل ماهو مائزٌ )
يحيا التمرُّد
وهُنا السؤال ..
أي احتمال يملكك
والرَفَّهَ مني ينهمر !
امضي بإلغازٍ ووضحٍ ..
قد أزفَ موتك
قد سُحِق فوتُك
مَن أنت ؟
اووه قد مُحي خَطوِك
والدفن حق لك ولكن ..
حقي أنا النسيان عمدًا
فالذكرى يُنجبها الشقاء
لن أبقى أذكر ..
اخلِص غيابك نائيًا
حجَّ بـ بعادك ، واعتمر .
أحب رائحة الورق
يجذبني إسلوب الرسائل
أحفظ طريق البريد ..
وأما بعد ..
" من الـ نغـم
كل الشعور البائن ، المستتر
المسامح ، المنتقم
فرح بيديه ناي يزيد
وجرح يعضّ على الندم
كل الشعور ..
يسكن بغور ..
البحر ، وبالسماء
وبالبقاء المحتدم "
بعد السرد ..
كل شيء على مايرام
لكن ..
ما مِن عنوان يُدس في رأسه الشعور
ويتجه صوب مجهوله الساعي .
كل الطُرق مألوفة بمقاس الفضّ
والأمر اليوم لم يعُد يهم ..
يحفظ الشوك مكان بيته في قدمي
سِرتُ فوق الحطام ..
عانقتُ الجدران بـ سجن
فككتُ أحجية البقاء والترحال
وضمّ صدري الروح والوطن
سحبتُ المدار بين إصبعي
وعن كل التمائم الغادرة عزفت ..
اليوم وحدي أطوي الغربة ..
لكني فزتُ بي ..
نجوتُ بنفسي من بين الحريق
فإلى كل من رجَّ لي جُرح ..
لست عود ثقاب يفنى
وتُعتم رأسه في رمق الضحية
أنا وإن لم يغتنم الظلّ من قُبعتي الشمس ..
لن أرسم في الخيال .. نهاره !