وصل كريم لذلك المقهى وأختاروا مكاناً هادئاً بداخله ...
وطلبوا ما يريدون وكريم يرى في ملامح الرجل (الوعي
والرزانة والوجاهة) وتأكد إليه ذلك حين عرّف الرجل نفسه
أنه طبيب نفسي لرئيسة الشركه وهو زميل والدها الراحل
والذي أوصاه بأن يتابع حالتها ويساعدها ... قال الدكتور:
سأتحدث عن مهره (أسم رئيسة الشركه) ... وأخبرك عن أنها
ورغم نجاحها تعاني من إضطراب ذهني يدعوها لتوهّم أشياء
غير حقيقيه وتتحدث بها كأنها واقع حقيقي يستند على
أدلة واضحه ... وقد اكتسبت هذا الشيء من شحن مستمر
ممن هم حولها يدعوها للتخوف المستمر من الناس وهو ما
يسمى بالخبرات السلبية المكتسبة وخلق حساسية زائده في
التعامل مع المقربين منها حتى تشك أن قربهم هو لمصلحة
ما مما يؤثر على هدم الثقة في الجميع وتبدأ بالأكثرهم قرباً
لها وهذا التوهم مبني على عجزها وفشلها بالتعايش مع
مصداقية هؤلاء ... وعندما تزورني لمواعيدها في عيادتي
تشتكي من إفتقاد الحنان والحب ويساهم ذلك في حرمانها
العاطفي من نبضات قلبها وإحتياجها الملحّ امن يعتني بها
وجلب الإنتباه نحوها وقد إتصلت قبل قليل ويقترب صوتها
من البكاء أنها فرّطت بك وأن عليّ الإسراع لتصحيح الموقف
وتواجدت كي أخبرك أنها بحاجة إليك ... إبتسم كريم من
كلام الرجل وكيف له أن يصنع هذا المجد ثم يفرّط فيه في
لحظه وأيضاً أدرك أن تلك الفاتنه هي نفسها من أبعدت
العاشقين لها بهذا التوهم الذي لم يحتملوه ... وأدرك أن
الفاتنه والمثيرة بكل شيء حتى في هوسها لإثارة صخب
الرجال نحو الإعجاب بها وأيضاً لكسب قلوبهم ثم حرمانهم
من الظفر بها كزوجه ولا يقتصر الوهم على هوس الحب
والعشق بل تحوّل لهوس العظمة وأنها أعلى قيمة
ومكانة ممن تحبهم وأن عليهم أن يمنحوها تقديراً أكبر
وإهتماماً مبالغاً لتتجاوز هوس الغيره بأن لا تريد أحداً
ينافسها جمالاً أو ينافسها في فارسها وبعد أن
تبعدهم تنقلب عليه بحجة أنه منحهم الإعجاب فتبدأ
تثني على نفسها وأنه جاهد لكسب قلبها وأنها
قادرة لإيقافه بقوة وعنف ... سأله الطبيب ما الذي يدور
برأسك يا كريم ويجعلك صامتاً ؟! ... قال كريم: مالمطلوب
مني يا دكتور ... صمت الدكتور برهه ثم قال: تستطيع أن
تأكل من الكيكه إذا تحمّلت طعمها ... فهم كريم أن بإمكانه
أن يحظى بها لو تحمّل ضجيج فكرها ومشاعرها ولسانها ..
وما الذي أستطيع فعله الآن ؟! ... أن تعود وكأن شيئاً لم
يكن وأترك ما تبقى عليّ وتأكد أن الكيكة غالية الثمن
وتحتاج للصبر والمجاهدة فحديثها عنك وعن الخدمات التي
تقدمها أنت للشركه يجعلها ترمي بثقلها على المحافظة عليك
حتى وإن غامرت بتصرفات سريعاً ما تندم عليها ... إذا
أردتها يا كريم عليك أن تؤمن أن سايس الفرس لا يمكن
ترويضها بين يوم وليله .... عاد كريم لعمله وسط إستغراب
منه على هذا الهدوء وكأن شيئاً لم يكن ... وتركته شهراً لا
تلتقي به ولا تسمع له صوتاً ويتم عقد الاجتماع الأسبوعي
بدونها ويتم رفع النتائج لها إلكترونياً وجعلت الموافقة
والرفض والتصديق والإعتماد عن طريق شبكة نت داخلي
فرفع لها كريم خطورة الإجراء كوسيلة ضغط كي يراها
ونسب ذلك لتخوّفه من الإختراق الالكتروني أو الهجمات
السيبرانية على الشركه وأيده في ذلك مدير الاتصالات
الألكترونية للشركه .. ولم تبالي رئيسة الشركة بطلبه وفي
كل مره يكتم غيظه منها ويحاول أن يكون لطيفاً معها وأنه
لا يهتم بما تفكر فيه ... فطلبت من الطبيب أن يسأله عن
رغبته للزواج منها ... تحدث معه الطبيب ووافق كريم غير
أنها رفضت طلبه ... فقال له الطبيب حاول مجدداً لأنها
تشك في نواياك ... وكاد أن يرفض لولا حرص الطبيب بأن
يستمر فالكعكة تستحق الصبر ... تحامل على نفسه وتقدم
لها مجدداً فرفضت ولكنها بعد ذلك طلبت من طبيبها ان
يشرع في إجراءات الزواج ... وبقت عزّة نفس كريم كيف
لها أن تلهو به وماذا لو تزوّج بها كيف يكون الوضع ...
وقبل عقد القران أراد كريم أن ينسحب من هذا الزواج وهو
محتار بين أنوثتها الطاغيه وسلوكها غير الواعي والمستفز
واتصل به الطبيب وسلّمه شيكاً بمبلغ 400 ألف ريال يقدمه
لها في عقد الزواج ... وأخبره بأن عليه أن يتركها في أول
ليله ويراقبها دون النوم معها حتى تنكسر نفسها وتأتي إليه
وتم مراسيم الزواج وسط مبالغةً منها وكليهما يخطط ألا
يناما معاً تلك الليله تأديباً للآخر وفي جناح الفندق نام في
غرفة الضيوف كما أوصاه الطبيب ولم تحتمل هي ذلك
فجاءته بكامل زينتها بعد صلاة الفجر وطلبت منه أن ينام
معها لأحياء تلك الليله في صباحها ... إنتهت القصه
;vdl ,hgtvs (frgld) [3 hgHodv hgl]dv frgln ,hgtvw ;v[g
;vdl ,hgtvs (frgld) [3 hgHodv hgl]dv frgln [3 ,hgtvw