ننتظر بفارغ الصبر أن يعود نادي ميلان الى ما كان عليه سابقاً، نادي البطولات والانجازات وليس نادي الهزائم المستمرة كما يحصل في الفترة الأخيرة، فمن نادٍ تاريخه حافل بالإنجازات الى
من المجد الى الكارثة: ما هي اسباب سقوط نادي ميلان؟
ننتظر بفارغ الصبر أن يعود نادي ميلان الى ما كان عليه سابقاً، نادي البطولات والانجازات وليس نادي الهزائم المستمرة كما يحصل في الفترة الأخيرة، فمن نادٍ تاريخه حافل بالإنجازات الى فريق يعاني بالفعل من ازمات متتالية قد تطيح فيه بأي لحظة، فما سبب هذا السقوط؟
نبدأ مع قصة النجاح
كان تاريخ 20 فبراير 1986 حاسماً مميزاً في تاريخ نادي ميلان عندما دخل سيلفيو بيرلسكوني على خط انقاذ النادي من الإفلاس وشراء أسهمه، بعد فترة حرجة جداً عاشها النادي على المستوى المادي والفني.
كان الفريق قد سقط الى الدرجة الثانية عام 1980 بعد فضيحة "توتونيرو" الشهيرة، كما عوقب باللعب في الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه، مما أدى الى هجرة العديد من نجومه وبدء أزمة اقتصادية حادة في النادي، أثرت على تأهل الفريق الى الدرجة الأولى ثم السقوط من جديد الى الثانية.
مع بيرلسكوني، استعاد النادي الكثير من عافيتها وبدأ صعوداً صاروخياً، حيث تعاقد رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق مع نجوم المنتخب الهولندي ريكارد وخوليت وفان باستن، بالإضافة للمواهب الإيطالية الصاعدة من شباب الفريق، مالديني وباريزي وكوستاكورتا ودونادوني.
لم يحتج ميلان لأكثر من موسم تحت قيادة بيرلسكوني وإدارة المدرب الصاعد في وقتها اريجو ساكي ليعود للتويج المحلي بالفوز بلقب الدوري الإيطالي في موسم 1987- 1988، واستمر التألق في الفريق مع تحقيق لقب الكأس الأوروبية في موسمين على التوالي، عامي 1989 و1990، وذلك بعد أكثر من 20 عاماً على آخر لقب للفريق.
استمر نجاح ميلان في عهد بيرلسكوني، ففاز الفريق ما بين أعوام 1992 و1996 بلقب الدوري الإيطالي أربع مرات بينها 3 على التوالي، كما وصل الى نهائي دوري أبطال أوروبا لموسمين على التوالي (1993 و1994)، وفاز باللقب على حساب برشلونة عام 1994 في المباراة النهائية التي انتهت برباعية نظيفة.
بعد فترة من الهبوط على أثر رحيل المدرب فابيو كابيلو، عاد ميلان للتويج وفاز بالدوري الإيطالي موسم 1998-1999، وهو الموسم الذي شهر 100 عام على تأسيس النادي.
نجاح ميلان استمر مع المدرب كارلو انشيلوتي مطلع الألفية الثالثة، فوصل الى نهائي دوري ابطال أوروبا 3 مرات وفاز الفريق باللقب عامي 2003 و2007، كما فاز ببطولة كأس العالم للأندية عام 2007.
بداية السقوط
رحلة ميلان مع الأمجاد يبدو أنها توقفت، فبعد الفوز بدوري ابطال أوروبا عام 2007، بدأ الفريق بالسقوط خصوصاً مع ارتباط اسمه بفضيحة "كالتشيوبولي" حيث خصم من الفريق 8 نقاط في موسم 2006-2007.
في موسم 2010-2011، فاز ميلان بآخر لقب له في الدوري الإيطالي بقيادة المدرب ماسيميليانو أليغري، ليدخل الفريق بعدها نفقاً مظلماً لم يخرج منه حتى الساعة، فتعاقد النادي مع بعض من نجومه السابقين لتولي قيادة الفريق وكانت كل تلك التجارب فاشلة إضافة الى غياب الصفقات الكبيرة ودخول النادي ازمة مالية حادة.
فما هي أسباب السقوط؟
تأثر نادي ميلان كثيراً بالأزمة الإقتصادية التي ضربت العالم عام 2008، وهو أمر ظهر لاحقاً عندما قرر بيرلسكوني دخول الانتخابات العامة الإيطالية عام 2013 مع نصائح مستشاريه بتخفيف نفقاته على نادي كرة القدم ما قد يؤثر بشكل سلبي جداً على حملته الانتخابية.
شاب نادي ميلان الكثير من الفساد من قبل رئيسه، ما تسبب برفع دعوى قضائية بتهمة التهرب الضريبي خاصة ببرلسكوني عام 2013، ترتب عليها دعوى قضائية بقيمة 560 مليون يورو ضد كبار مستثمري النادي، والتي جعلت الاستقرار المالي للفريق شيئًا من طور النسيان
باع ميلان نجميه زلاتان ابراهيموفيتش وتياغو سيلفا الى باريس سان جرمان في مرحلة صعبة جداً للفريق عنوانها الفساد الإداري مع خزائن مالية فارغة.
وبعد أربعة سنوات من التخبط، قرر بيرلسكوني أخيراً التخلي عن النادي وبيعه مقابل 740 مليون يورو لمستثمر صيني مجهول الهوية.
أنفق المستثمر الصيني 200 مليون يورو في اول سوق انتقالات، ولكن سرعان ما سقط النادي من جديد بديونه لصالج شركة "إليوت" الأميركية بعد أن اقترض المستثمر الصيني 300 مليون يورو لاستكمال استحواذه على النادي بشكل تام، مع فشله في رد هذا المبلغ لتستولي الشركة الأميركية على النادي.
المزيد من المشاكل
تم التعاقد مع 11 لاعباً دفعة واحدة عام 2017 كلن الفريق فشل بالتأهل الى دوري ابطال أوروبا، ليزداد الوضع سوءاً، ولكن يُشهد للشركة القيام بمحاولات عديدة لمحاولة انقاذ النادي ولكنها لم تنجح بذلك حتى الساعة.
تم تعيين نجم الفريق السابق باولو مالديني مشرفا على قطاع كرة القدم في النادي في منصب المدير الفني وهو المنصب الذي يتم تصنيفه في أوروبا على أنه مسوؤل الأمور الفنية وليست التدريبية مع إمكانيات شبه معدومة تقريباً، ما صعّب مهمة مالديني.
ميلان لا يحقق أرباحاً صافية، وارتفعت خسائره بنسبة 16 في المائة لتصل إلى 146 مليون يورو (162 مليون دولار) مقارنة بـ 126 مليون يورو لنفس الفترة من العام السابق عام 2019 بحسب تقارير صحفية إيطالية.
وكان لغياب النادي عن كرة القدم الأوروبية تأثير على التجارة والجهات الراعية، حيث انخفض الدخل من الرعاة بمقدار 6.7 مليون يورو وانخفضت مبيعات التذاكر بمقدار 1.2 مليون يورو.
إيرادات بيع اللاعبين انخفضت بدورها من 42 مليون يورو الى 25 مليون يورو، ورغم ضخ الشركة الأميركية لما يقارب 325 مليون يورو، لا يزال النادي يعاني كثيراً.
يحتل ميلان المركز السابع حالياً قبل توقف البطولات، في وقت يعاني من عقوبة بسبب اللعب المالي النظيف، فهل يمكن أن نستعيد صورة ميلان السابقة أم أن الموضوع اصبح أقرب للحلم؟