يأتيني بين الفينة والأخرى
وكأنه يستحثني أن أعود للوراء
في زمنٍ لم يخلّف في ذاكرتي
سوى الوجع
سوى الألم
هو ذاك الزمان الذي شد رحاله
وظننته قد غادرني إلى غير رجعه
اليوم أتى
اليوم أتى
يستنهض في أعماقي الحنين
لـ ليلٍ به السهر الطويل
ومعزوفة صداها صرخاتُ وأنين
ويحٌ له
فقد أتى بذكرى الخذلان
لمركبٍ لم تعرف الوصول لبر الأمان
كان الشامتون كثر
والمراقبون قِلّة
وكانوا يقفون بالحياد
لم أسمع سوى عبارات الإحباط
وكلمات الإنتقاد
لمَ أنت هنا
لماذا ما زلت هنا
إذهب وإبتعد
فالموج والطوفان سيجرفانك
ليس لك القدره في مواجهة القادم
الحاضر معروف
والقادم مجهول
إبتسمت وقتها
وكأنني الآن أعيد نفس الإبتسامة
قلت
الله لطيفٌ بعباده
الله لطيفٌ بعباده
رحلت عنهم و بتُّ أراقب المشهد من بعيد
تبدلت المواقف
تغيرت الأزمنة
ولا زلت في نفس مكاني أراقب من بعيد
تغيرت المفاهيم
البشر هم البشر نفسهم لم تتغير أجيالهم
تغيرت عقولهم و أفكارهم
بات الأكثرية لما كنت أردده مقتنعون
بل مؤيدون
لم يعد هنالك شيء يدعى الحياد
حينما لمحوا شيئاً من حضوري
هلّلوا واستبشروا
إبتسمت وعدت لواقعي