26-04-2024
|
|
إنتظار اللحظه المناسبة ..
لست مسنًّا بما يكفي لبث حكم عن الحياة وطبيعتها، ولا أشعر برغبة هذه الأيام في الثرثرة، لكن شيئًا ما يدفعني لأن أقول درسًا تعلمته في حياتي، وأرجو من الله أن يعينني بياني على إيصاله مفهومًا واضحًا سلسًا .
منذ سنوات وأنا أعيش في نمط حياتي متعب، أسافر دائمًا، ولا أكاد أستقر إلا لترتيب سفر جديد، وفي هذه الأثناء خطر لي مشروع معرفي يحتاج وقتًا وتفرغًا، فعزمت على تأجيله حتى أستقر، لكني في اللحظة الأخيرة قررت أن أمنحه فترة ما بعد الفجر من كل سبت فقط، واظبت عليه بكل ما أوتيت من طاقة، وها أنا قد أتممته بحمد الله، ولو أجلته للحظة استقراري ما كنت لأبدأ أصلا .
أودّ لو أحفر في قلب كل صديقٍ هنا أن لا تعلق قلبك بوهم "نقطة التحول"؛ ألا تؤجل سعاداتك/أحلامك/مشاعرك بانتظار سراب اللحظة المناسبة؛ فالأيام دولاب دائري، يتدحرج برتابة حتى يقضي دورته، دون أن يسمح لحلمك باصطياد زاوية هادئة.
إذا ظللت تنتظر لحظة مناسبة للتعلم، تنتهي فيه أشغالك، وتصفو لك ساعاتك؛ فأحسن الله عزاءك في حلمك، لقد التهمه ذئب "اللحظة المناسبة" .
إذا كنت ترقب حتى الآن لحظة صافية لتقول لأبيك أو أمك أو صديقك "أحبك" "أنت نعمة"؛ فصدقني لن تأتي هذه اللحظة؛ وأرجو ألا تتذكر كلماتي هذه على شفير قبره .
حدثني كثير من الأصدقاء أنهم كانوا يحلمون بزواج/وظيفة؛ فما إن أتت حتى شعروا بخيبة أمل قاسية . العيب ليس في الزواج أو الوظيفة؛ بل العيب في تحميل هذه اللحظات عبء أحلامنا كلها، والنظر لها على أنها لحظات "يانصيبية" ستنقلنا فجأة للسعادة الكلية .
أرجوكم .. توقفوا عن اعتبار الحياة مسرحًا يرتفع فيه الستار وتطل أحلامنا فجأة لتقول : "تتاااا .. هيا عانقوني"
Ykj/hv hggp/i hglkhsfm >>
Ykj/hv hggp/i hglkhsfm >> hglkhsfm
|