-هل تخجلين بي؟! - من قال ذلك؟ أنا فقط كنت... - لقد سألتك صديقاتك عني عندما ناديتك باسمكِ، لكنكِ تلجلجتِ وغيرتِ الموضوع، ألم تخبري أحدا أن والدكِ يعمل سبَّاكا؟! -
-هل تخجلين بي؟!
- من قال ذلك؟ أنا فقط كنت...
- لقد سألتك صديقاتك عني عندما ناديتك باسمكِ، لكنكِ تلجلجتِ وغيرتِ الموضوع، ألم تخبري أحدا أن والدكِ يعمل سبَّاكا؟!
- أجل لم أخبرهم، كيف تريد مني إخبارهم بذلك وكل منهن إما متزوجة من رجل ذي مكانة مرموقة أو ابنة رجل ذو سلطة!!
خجلت من ذلك، لست مستعدة لأكون محطّ سخريتهن أبي.
- تخجلين من إخبار الجميع أن والدك سباك، ولم تخجلي وأنت ترتدين ملابسا اشتراها هذا السباك؟! وتنفقين من راتب هذا السباك الذي حرم نفسه من كل شيء حتى يوفر لكِ كل ما تهفو له نفسك؟!
- كل ما ذكرته هو واجب عليك، هل بّت ترى ذلك معروفا تقدمه لفتاة أنت من أنجبها؟!
- أجل ذلك واجبي ولست نادما لأني بذلت ما بوسعي لأجلك، لكن كنت أنتظر جزاءًا بسيطًا لذلك، فخر بي أمام الجميع لأني من ربّاكِ، وسهر لأجلك، لقد رفضت الزواج مرة أخرى حتى لا أحضر لك زوجة أبٍ تهينك وتقسو عليك، عملت في مهنتين حتى لا تحتاجي أي شيء، اعتبرت أمنياتك واجبات لابد من تحقيقها لأنك قطعة مني، في النهاية غدوت وصمة عار بالنسبة لك؟
تخشين سخرية صديقاتك ولا تخشين إيلامي؟!
أولئك الفتيات لو كُنُ صديقاتك حقا سيحببنك سواء كنت فقيرة أو غنية، وأنتِ لو كنت ترين فيهن صديقاتك حقا لكنت صريحة معهن حول أصلك وأين تعيشين.
تتوارين خلف قناع الترف الزائف، وتتقمصين شخصية لا تمُّتّ لك بصلة حتى لا ينبذك أحد، لكنك نسيت شيئا أن حبل الكذب قصير جدا، وما إن تصلي لنهايته حتى تجدي نفسك وحيدة، لكنك حينها لن تجدي سواي لينتشلك، أو ربما لن تجديني من يدري ربما أنا هنا اليوم وخلف الثرى في الغد، ربما وقتها لن يعود هناك سبب للكذب، إذا عليك بالدعاء أن تغادر روحي جسدي قبل أن ينتهي حبل كذبك.
تلك كانت آخر كلماته، في تلك الليلة دلف لغرفته دون أن يضيف أي حرف، لكنه لم يخرج لصلاة الفجر كعادته، لم يوقظني لتناول الفطور أيضا، بدأ الخوف يتملكني فذهبت إليه لأعتذر عمّا بدر مني، بعدما فكرت فيما قاله علمت مقدار جحودي اتجاه من كان له كل الفضل لما وصلت إليه، لكن الأوان كان قد فات، قلبه المكسور لم يستطع تحمل ذلك فتوقف عن النبض، غادرت روحه المنهكة جسده المنهك بسبب عمله المضني طوال هذه السنون.
إنتسابي ♡
كنود
العرض الشجري
