17-12-2022
|
|
حديث: "ما يسرني أن لي أحدا ذهبا"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، تَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلاَّ دِينَارٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ عَلَيَّ».
شرح ألفاظ الحديث:
(( تَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ )):جاء في رواية أخرى عند البخاري بلفظ: ((تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء))
والمقصود أنه لو كان يملك أُحُدًا ذهبًا لا يسره - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن تمضي عليه ثلاث ليال إلا وقد أنفق هذا الذهب
في وجوه الخير، ولا يُبقي إلا شيئًا يسد به دينه، وهذا المعنى جاء مصرحًا في رواية الإمام أحمد ولفظها:
((ما يسرني أن أُحُدكم هذا ذهبًا أنفق منه كل يوم في سبيل الله، فيمر بي ثلاثة أيام، وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين ))
وفي هذا بيان المبالغة في سرعة الإنفاق في وجوه الخير.
(( إِلاَّ دِينَارٌ )):جاء في حديث أبي ذر - رضي الله عنه - (إلا ثلاثة دنانير)، وسيأتي في الباب القادم.
(( أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ)): أُعِِدَّه وأحفظه من أجل سداد الدَيْن.
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث يدل على الحث على الإنفاق في وجوه الخير، والمبالغة في سرعة الإنفاق، وهكذا كان النبي
- صلى الله عليه وسلم- كما يدل عليه حديث الباب مبادرًا للإنفاق، وتقدم في كتاب الصيام حديث ابن عباس المتفق عليه وفيه :
"فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة"، وإنما يكون كذلك من الناس من أدرك أن هذه الدنيا
دار فرار لا دار قرار ودار عمل، لا دار جمع للمال، وركون للشهوات، فهي دار اختبار واعتبار، نعيمها زائل وخيرها نافد
فإذا أدرك ذلك واستشعره بقلبه حقيقة الإدراك سارت الجوارح بالخيرات سيرًا حثيثًا، لعدم تعلُّق القلب بذلك النعيم الزائل
واستشعاره لذلك النعيم الدائم، وحينئذ فلا تتعجب من مبادرة تلك الجوارح للخيرات بعدما تخلَّص ملكها وقائدها من نيران
الشهوات وحبائل الشبهات، فعاد قلبًا سليمًا مليئًا بحب ربه، وكل عمل يقربه لربه، ومن ذلك الإنفاق في وجوه الخيرات والله المستعان.
الفائدة الثانية: في الحديث بيان ما عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- من زهد في الدنيا، بل كان عليه أفضل الصلاة والتسليم
في أعلى درجات الزهد في الدنيا، ووجه ذلك أنه لا يحب أن يبقى بيده شيء من الدنيا إلا شيئًا ينفقه في سبيل الله، ويبالغ
في سرعة هذا الإنفاق، وإما لشيء يرصده لمن له حق عليه وهو الدين، وقد توفي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ودرعه مرهونة عند يهودي
في شعير أخذه لأهله؛ كما رواه البخاري ( 2068 ) ومسلم (1603 ) من حديث عائشة - رضي الله عنها - وسيأتي هذا الحديث وأحاديث
كثيرة تدل على زهده - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بابها بإذن الله تعالى، فأي حال هي حالنا ؟ نسأل الله السلامة والعافية من كل فتنة وشهوة طاغية.
الفائدة الثالثة: في الحديث الحث على وفاء الديون، ووجه ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لا يجب أن يبقي شيء
من هذا المال عنده لأي مصلحة من مصالح الدنيا، ولو كانت مهمة لكن لأهمية قضية الدين استثناها - صلَّى الله عليه وسلَّم -
لتعلُّقها بالذمة، مما يدل على أن أمر الدين أمر عظيم، وأنه لا بد من المبادرة في الوفاء به، وهذا خلاف عمل كثير
من المقترضين اليوم ممن يتهاون في أمر الدين، ويماطل فيه مقدمًا مصلحة دنيوية يسيرة بماله على سداد دينه.
_ الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح.
p]de: "lh dsvkd Hk gd Hp]h `ifh" lh dsvkd Hk gd Hp]h `ifh Hpdh `ifh dp]e osvkd
p]de: "lh dsvkd Hk gd Hp]h `ifh" lh dsvkd Hk gd Hp]h `ifh Hpdh `ifh dp]e p]de: osvkd
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|