الحياة جميلة الحياةُ جميلةٌ في عينيهِ، فهو يَتفكَّر في الطبيعةِ الخلَّابةِ التي أنعمَ بها الخالقُ على الإنسانِ، يستمتعُ كثيرًا بِسَماع زقزقة العصافيرِ الشجيَّة، ويَسعدُ عندما يراها تُرفرف في
الحياةُ جميلةٌ في عينيهِ، فهو يَتفكَّر في الطبيعةِ الخلَّابةِ التي أنعمَ بها الخالقُ على الإنسانِ، يستمتعُ كثيرًا بِسَماع زقزقة العصافيرِ الشجيَّة، ويَسعدُ عندما يراها تُرفرف في السماء، محلِّقةً عاليًا، حرَّةً طليقةً، تسيحُ في السماءِ بكلِّ حيويَّة ونشاط وسعادةٍ غامرةٍ.
الحياة لها جوانبُ رائعة بالنسبة إليه، في براءةِ الأولادِ الصغارِ، وفي حكمة الشيوخ الكبارِ، وفي صدق الصادقين الأنقياءِ، وفي وفاء الأخيار الأبرار، يُحبُّ الكلمةَ الحلوةَ، والابتسامةُ غيرُ متكلَّفة، والثغرُ الباسمُ يُشِعُّ نورًا، كم تتراءَى له الذكريات الجميلة!كلُّ مصافحةِ يدٍ مدَّها إلى أخيهِ، وكلُّ لقاء حميم جمعه بأعزِّ أصدقائه، وكلُّ خير أسداه لمَنْ هو في حاجةٍ إليه، بمُبادرةٍ تامّة من نفسه، مُهجة روحه هي التي يمنحُها قبل أن تتحرَّك جوارحُه قيد أُنملة.
للعلم مكانةٌ مميزةٌ في فسيفسائه، يَذكُر الكتاب والقلم، الحرف والكلمة، الجملة والعبارة، والمعنى الذي يتخلّل كلَّ هذا، والأفكار التي تتناثر بعد كل هذا، كلآلئ مضاءةٍ بالنور الوهَّاج.
الأخلاق تزيِّنُ روائع هذا الجمال؛ لأنها مِهاد الإنسان، والمداد الذي يحرِّكه بكل قوة، والاستمساك بها يمنح الحياةَ جمالًا آخَرَ، وبُعدًا آخر؛ لأنها أساسُ الجمال في الإنسان، وكما يقول المثلُ: (كن جميلاًفي نفسكَ، ترى الكونَ بأسرِه جميلًا)، وهي خَصْلة شريفة يتشرَّف بها كلُّ إنسان.
إن للحياة جمالًا آسرًا، ونحن مدعوُّون لاستكْنَاه خباياه، كالدُّرِّ الكامنِ في أحشاءِ البحر، وكالصَّدَفة البرّاقة التي تتقاذفُها أمواجُه، وكالسمكة المُذهَّبة التي تنتقل بين أحنائِه.
هذا هو جمالُ الحياة الذي هو بحاجة إلى تثمينه، وجعله بين العينين يتراقص فرحًا، هكذا تسعد في حياتِك، وترى كلَّ تفصيلٍ فيها جميلًا ورائعًا؛ لأنَّك كنتَ جميلًا أيضًا، بما يتوافق مع هذا الجمال، وأقبلت على الحياة بكل قوةٍ، تقتطفُ ثمارَها، وتستمتعُ بها، وتهنأُ بكلِّ خيراتها ونعمِها الكثيرة.