سيدي دعني أُخبرك سراً لم يُفشى لغيرك هو عنكَ عن اشتياق يغلب المسافات يقهرها يُزلزلها ومن شوقي بتُ أُطوق خصر القمر ليراقصني وأرسم للأرض قُبعة وللنجوم سلة أجمعها أزورُ أبعاد
سيدي
دعني أُخبرك سراً لم يُفشى لغيرك
هو عنكَ
عن اشتياق يغلب المسافات
يقهرها
يُزلزلها
ومن شوقي بتُ أُطوق خصر القمر ليراقصني
وأرسم للأرض قُبعة
وللنجوم سلة أجمعها
أزورُ أبعاد لاتُدرك
سيدي
خذ يدي العمياء
لتتعرف على تضاريس وحدتكَ الصماء
حتى تُنطق ربيعها
وتُفجر براكينها
فتسترد النظر
فأكونُ وليدة حرفكَ
ومن رحِم كلماتكَ
من سطرك الممتد لصحاري وحدتكَ
من إِشراق صبيحة تشع بصفحتك
من هشاشة نهارك
وصلابة ليلك
من أثر قبلة غطت شفتاي
فأنطقت خرس لساني
أنت أبي
أنت أخي
أنت حبيبي
وعشقي المُتأرجح مابين عيني وعيني
أنتَ رُقية حماية
تفك سحر محرما بآية
أنتَ ابتدائية دراستي ومابعدها
وأنتَ جامعتي وكل شهادة تليها
أنتَ قرطاسيتي
التي تلقحت بأقلامك
لتثمل حروفي قارئِها قبل شارِب معانيها
سيدي
تعال مُقترباً من هيامي
للتمرغ عنوة بحبر أقلامي
فأدسُ نفسي في شقاً لديك بالجسد
فيُصبح لي مهداً لاأُريد الفطام منه
اجعلْ ذراعيك مفرودة
كجناحي طائر يهمُ بالرحيل
لأتسلل في طرقات قلبك
فتُفتح لي عظام الصدر بأوسع رحابه
لأدس بحمرة خجلي قُبلة
وبما خُبئ عن النظر بلمسه
وأنتَ ترسمني بلثمة وضمه
وأنا أسكنتك عيوني
تحبو بينهما على أربع
وتطير بين مساحات البياض وسوادها
مطالبا أن تُسجن العمر بين برواز الكحل وبين لحائف الهدب
فتكون نصف هواء تنفسته رئتي
بعد أن قاسمتني نصفه الأخر
فدعني أحبو بين مساحات خطواتك
رغبة بالحمل والتشبت بلياقة ثوبك
لتسير على نحر الورق
وتخنق سطره
وتعرق عطراً تجمع حبره
وتمدد قصيدة بكل مافيك عنوانا لماقبله
فقد اسكنتك عيوني
حلماً ويقظة
ولاندم ولاغرابة
أن أصابني بعد رُؤياك العمى
فقد أفرغتُ كل النظر بلحظة رؤياك
فلم أعد أشاهد سواك
يامن أسكنتك عيوني