لماذا نُضطرّ إلى ترك بعض أحلامنا جانبا ، ونسيانها ، هل هو ضُعفٌ أم إستسلام للواقع ،
أو تغيير للخُطط والبحث عن خطط بديلة وفق ماهو مُتاح لنا ؟
عندما نكون صغارا نرسم المُستقبل في صورة مُشرقة ، جميلة ، وسهلة جدّاً ،
لكن سُرعان مانتعثّر ونحنُ نحاول تحقيق أهدافنا ، أو ربّما لم نسلك الطّريق الصّحيحة ، ولم نأخذ بالأسباب الموصلة إليها .
أو قد نواجه عراقيل وعقبات ، البعض يستطيع تجاوزها ،
والبعض يقف المجتمع والقيود والعادات أمامه ، فلا يملك إلّا الدّوس على المكابح والتّوقّف بسرعة ، والرّضى بقدره أو الإستسلام لواقع أشدّ منه .
~
كلّنا كانت لديه أحلام ، والسّعيد من حقّقها ووصل إلى مبتغاه ، لكن هل هو فعلا سعيد ؟
وهل نقول بالضّرورة على من لم يُحقّق أحلامه بأنّه شقيّ وحزين ؟
طبعاً لا فاللّه قد أغلق له بابا ، وفتح أمامه أبوابا عديدة ، فقط عليه أن يراها جيّداً وأن لا يبقى أسيرَ حُلمه الذّي لم يتحقّق فيظلّ يبكيه ليله ونهاره ،
فلا هو حقّق حُلمه ولا هَنَأَ بحاضره وفكّر في مُستقبله .
~
علينا أن ننظر إلى واقعنا ومانملك نظرة ثاقبة شاملة ، ولنركّز بصرنا على نعم منحها اللّه لنا لا تعدّ ولا تحصى ،
عوض أن نندب حظّنا العاثر ونُعدّد ماعجزنا عن الوصول إليه وماينقصنا في حياتنا
فكوننا لم نُحقّق بعضا من أحلامنا ، لايعني نهاية العالم ،
ولكن فلنجعلها صفحةً طُويت ولنفتح أخرى بنفس مؤمنة راضية متفائلة ، حينها فقط تسعدُ وتهدأ روحنا وترتاح .