حينما كان عمر صغيراً خرج من المدينه نحو جبال
ليست بعيده وتركهم والده تحت شجرة ليبحث لهم
عن مأوى بعد أن باع منزله القديم المتهالك كي يؤمّن
معيشة لأفراد عائلته ويسد جوعهم وبحث خارج المدينه
عن مسكن ولم يجد سوى كهفاً شراه من راعي غنم كان
يضع به أغنامه لحمايتها ودفع نصف المبلغ للكهف
والنصف الآخر لخرفان وغنم إشتراها وقرر العيش فيه
بعد أن قام بتنظيفه وترتيبه للعيش به واقتصرت
معاناته على الماء الذي يحتاج إليه رغم المطر الذي
يساعده في تجميع جزءٌ منه واكتشف عمر أن والده
هرب من مدينة حماة ليس لمجرد عوز فقط بل لأن ريباً
من نهديد قد يصيب المدينة وحدث بالفعل ما كان يخافه
حين ألقت الطائرات قنابلها عليها لتدمر المنازل وتحرق
البيوت وأرتالاً من الدبابات تقترب من حدود المدينة
وتقذف بإتجاهها النيران فانطلق والده يدخل الغنم
بينما عمر يسمع الإنفجارات وبدأ الجميع يضع أحجاراً
عند مدخل الغار حتى لا يبدو أنه غار ... ومضى شهراً
لا يشم عمر سوى رائحة حرائق المدينه الكثيف
وتمضي السنين سريعاً بعمر في مكان لم يفارقه رغم السنين
وتقدّم والده في العمر وبقى يحرس المكان حتى يعود والده
بما يحتاجونه لغذائهم وملبسهم ... وهاهي السنين تخبئ
عمر مرة أخرى ليرى مجدداً قذائف الإبن ما قام به والده قبل
ثلاثون عاماً لتدمير المدينة ويتساءل .. لم ذلك؟! ولكن لا مجيب
سوى قول والده: يحسبون الله غافلٌ عما يفعلون... ومره
يستبدلها بقوله: يحسبون الله غافلٌ عما يعملون ... ولم يكن
عمر يعلم سبب ما يحدث بحماه طوال تلك السنين لكنه لاحظ
أن والده يصرّ على البقاء بل بدأ يحفر في الغار ويضع أعمده
كي يتسع المكان لهم وبنى حفرة لجمع ماء المطر فيها
للشرب والزراعة وعادت الأحداث كما كان لها في الماضي
وحل الدمار بالمدينة مجدداً لكنها هذه المرة تغيّرت آلية
التدمير وأصبحت أكثر عنفاً وتوسّعاً للمناطق المدمره
وتولت طائرات ليست من بلده كثافة الضرب حتى أنه في
ذلك اليوم وبينما كان يريد إخراج الغنم للرعي وجد طائرة
صغيره لا تحتمل أن يركب بها أحد لصغرها تقترب من
مكانهم وفجأه ينطلق منها صارخ يتجه صوب عمر وينتهي
كل شيء في تفجير هائل ... ولا تعرف عائلة عمر بأي ذنبٍ قُتِلت
... إنتهت القصه
`kfR gl dErjvt (r>r>[) frgld Yi]hx gw]n hga,r gwd] hgs,r frgln rr[
`kfR gl dErjvt (r>r>[) frgld Yi]hx gw]n hga,r gl gwd] hgs,r `kfR frgln dErjvt Yi]hx