09-03-2024
|
|
رمضان في حديث نبوي
*
حديث تقشعر له الأبدان، وترتجف له القلوب، ويَعتبر به من تأمل فيه وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، إنه حديث يدعو فيه خير الملائكة، والروح الأمين، وروح القدس: جبريل عليه السلام، ويؤمِّن عليه خير البشر وخاتم المرسلين وسيد ولد آدم أجمعين: نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم.
جاء في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم (رَقِي المنبر، فلمَّا رَقِي الدرجة الأولى قال: آمين، ثم رَقِي الثانية فقال: آمين، ثم رَقِي الثالثة فقال: آمين، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات؟ قال: لَمَّا رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل فقال: شَقِي عبدٌ أدرك رمضان فانسَلَخ منه ولم يُغفَر له، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ ذُكرتَ عنده ولم يصلِّ عليك، فقلت: آمين)[1].
وحديثٌ هذا شأنه أحرى بإجابة دعائه، ووقوع ما جاء فيه من وعيد ونكال؛ لأن الداعي والمؤمِّن مستجابا الدعوة؛ لعلو منزلتهما ورفعة مكانتهما.
إنَّ من دعا عليه خير الملائكة، وأمَّن على دعائه خير البشر يستحق أن يُدعى عليه بلا شك؛ فهو شقي؛ لأنه فوَّت فرصاً ثمينة، ومنحاً جزيلة لا تُوجد في غير رمضان، وخاب وخسر حين لم تدركه بركات هذا الشهر، ولم يتعرض لنفحات الله جل وعلا فيه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ)[2]. فمن فاتته هذه المكافآت السخية والعطايا الثمينة والفرص النادرة؛ فهو محروم مخذول، استحق الشقاء والعقاب.
فإن كان الأمر هكذا، فحريٌّ بالعاقل الكيِّس أن يُنزِل رمضان منزلته اللائقة به؛ فيشمِّر عن ساعد الجد، ويُجتهد في هذا الشهر ما لا يجتهد في غيره، ويقبل على الله جل وعلا إقبالاً صادقاً، راجياً أن يُكتَب عند الله تعالى من المتقبلين المعتوقين المرضيين، فطُوبى لمن لم يفوِّت السانحة الثمينة التي ربما إذا ذهبت فلن تعود أبداً.
*
vlqhk td p]de kf,d dp]e ,f,p
vlqhk td p]de kf,d dp]e vlqhk td ,f,p
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|