غَدوةُ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيمية...!
• مع سَعٍته العلمية، وتفنّنهِ المعرفي ، وعبقريتِه اللامعة ، وترجيحاته الباهرة ، ومناظراته الفذّة ، إلا أن لديه مستندا متينًا،وركنًا ركينًا ، وغذاء روحيا، وزادًا مخبأً، ينفعه في المواقف،
![إضافة رد](Hajj.Mabroor-al7b2024/buttons/reply.gif) |
|
19-03-2021
|
|
غَدوةُ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيمية...!
• مع سَعٍته العلمية، وتفنّنهِ المعرفي ، وعبقريتِه اللامعة ، وترجيحاته الباهرة ، ومناظراته الفذّة ، إلا أن لديه مستندا متينًا،وركنًا ركينًا ، وغذاء روحيا، وزادًا مخبأً، ينفعه في المواقف، ويثبته في المُدلهمات ، قال تلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله: " حَضَرتُ شيخَ الإسلام مرَّةً، صلَّى الفَجرَ، ثم جلَسَ يذكُرُ اللهَ تعالى إلى قريبٍ مِنَ انتِصافِ النهارِ، ثم التَفتَ إليَّ، وقال: هذه غَدْوتي، ولو لم أتغَدَّ الغَداءَ، سقَطَتْ قُوَّتي " .
• وهو ما يقصِّرُ فيه بعضُ طلاب العلم، .. تطغى الدروسُ والمعارف ، وجديدُ الكتب والتأليفات ، والنشاط البحثي عن الزنبقة الروحية الثابتة، والزاد الإيماني الكامن، الذي يمثلُ منزلةً عليا، تربو على الطعام والشراب والإجمام..!
• وقال أيضًا عنه : قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية: " لا أتركُ الذكرَ إلا بنية إراحة نفسي؛ لأستعدَّ بتلك الراحة لذِكْرٍ آخَر ".
• فهو من ترويحٍ إلى ترويح فاضل، ومن تجديد إلى تجدّد أمثل ، بحيث تلتهبُ الهمة، وتتضخم العزيمة، وتنشرح النفس انشراحا مباركاً.. وفِي الذكر أسرارُ ذلك وبروزُه ونجاحه ..!
• فغَدوتُه القُرَانُ وكلُّ مَعنًى... من السننِ البهيجةِ والدعاءِ.../ جلوسٌ عاطرٌ في كل يومٍ...ومكثٌ عابقٌ حتى الضياءِ.../ فلا تسلِ الجمالَ بأي قلبٍ...سكنتَ وأينَ أنتَ من البهاءِ..؟!
• ويقولُ الحافظ الذهبي عنه وعن خصومه : (فجرى بينه وبينهم حمَلاتٌ حربية، ووقعات شامية ومصرية، وكم من نوبةٍ قد رمَوه عن واحدة؛ فينجيه الله تعالى، فإنه: دائمُ الابتهال، كثيرُ الاستغاثة، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أوراد وأذكار يُدمنها) .
• ويقولُ أيضا رحمه الله تعالى: " لم أرَ مثلَه في الإقبال على الله تعالى، وكان له أذكارٌ يُدمِنُها بكيفيَّة وجَمعيَّة " .
• وهذه الأذكارُ المُدمنَةُ ، أُهملت عند بعضِنا ، مع الانشغال الدنيوي، والتواصل الاجتماعي ، والهوس التقني ، حتى صار فتحُ الجوالات أشدَّ وأبلغَ من فتح القرآن والسنن، والتربية الإيمانية المتجددة، والله المستعان ..!
• وقال الشيخ محمد بن عبدالهادي رحمه اللهُ في عقوده : " ختم ابنُ تيمية القرآن مدةَ إقامته بسجن القلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة، انتهى في آخر ختمة إلى آخر سورة "اقتربت الساعة": ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55]، كان ابن تيمية يقرأ كل يوم ثلاثةَ أجزاء، ويختمُ في عشرة أيام " .
• وهذا الزادُ اليومي، قصّر فيه كثيرون، وأهمله طلاب، وتشاغل عنه شيوخ، وبدده آخرون ، حتى رؤي ذلك في علومهم ودروسهم واستدلالاتهم ... وبات القرآنُ غريبا في فتاويهم وخطبهم ..!
• وهذه الغَدوةُ الروحية، والغذاءُ النفسي ، ينبوعٌ لا غنى للمؤمن عنه فضلا عن العالم والداعية فهي سلاحُه الضارب، وسيفه القاطع، وراحلتُه الصبور، وصوته الجهوري، وحسه النابض ، وجماله العابر، وطاقته الوهاجة، وزهرته الأنيقة ، وعبَقُه الرافل ، ودويُّه الرقراق، وعلمه الباذخ، ودعوته الصداحة...!
• ومن فوائدها: أنها سندُ العلم وقوامه ، وطاقةُ النفس وثباتها، وإسعادُ الذات وانتشارها، بحيث لا تضعفُ أمامَ موقف، ولا تنهزمُ لخصم، ولا تذل لحسود ، ولا تخشى من حاقد، ولا تتلعثم عند مُغرض... تمضى مضاءً بثقة، وتنطلقُ جادةً بشوق، وتدعو خيرا بإصرار، وتبلّغ نورا باقتدار ، قد تجلببتْ بالعلم، واكتست بالذكر، وتدثرت بالابتهال... صوتُها ذكر، وحسُّها شكر، وإدمانُها فكر، وقد كان عليه الصلاة والسلام يذكر الله على كل أحيانه ..
• ولابن تيمية رحمه الله :" ما رأيتُ شيئا يُغَذِّي العقل والرُّوح ، ويحفَظُ الجسم ، ويضمن السعادة ، أكثرَ من إدامة النظر في كتاب الله تعالى ".
• والملائكة تشهد وتستمع ، قال الإمامُ ابن الصلاح، رحمه الله:" قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، والمــلائكة لم يعطـــوا ذلك ، وهي حريصة على استماعه من الإنس".
• فأين أوقاتُنا وأحيانُنا المُبددة، وتلكم الساعات التي تحتويها أحاديثُ طويلة، وماجَرَياتٌ تافهة ، واستغراقٌ اجتماعي ، ومخالطة فجة، وتلاقٍ موجع، وأطعمة طاغية، ومشروبات غير دافئة... وقد غصّت بها المجالس والديوانيات والاستراحات ...!
• وابتُلي بها بعضُ طلاب العلم ، وعباقرة الفهم والحق، حتى تجدولت معهم، ونشبت في برامجهم، فباتوا لها عاكفين، ومن أجلها محبوسين، والله المستعان .
• فكيفَ الخروجُ منها ..؟! ، وقد تسلسلت بهم، وغرزت فيها أظفارها ، حتى ضُيعت أوقات وأيام، وتلاشت ساعات وأعوام .. كان بالإمكان فيها جردُ تفسير قرآني متين، أو هضم الكتب الستة، أو القضاء على الفتح أو المغني والتهام مسائله..!
• ولكنها النفسُ إذا استطابت وارتاحت بالمخالطة ، واستروحت لمَّ الشمل والمؤانسة دنيويًا وفكاهيا.. بحيث يعز عليها الانفكاكُ ، ويثقل منها الانزواء ، والعود من جديد...!
• ولما تُركت هذه الغدوة الروحية ، ضُيع الورد اليومي، وضعفَ التحصيل، وتناقصَ العلم، وهُجرت المكتبات، وصار كتاب (١٠٠) صفحة، أثقلَ من الصخر ، وحفظ متنٍ مشهور ، مثل الشدة الجاثمة...! فكيف بإنهاء مجلدات، أو العكوف في زنزانة مكتبية لساعاتٍ طويلات ...؟!
• وهذه الغدوة الروحية هي شكلٌ من الإقبال على الله، وتعظيم شرعه ومحبته، كما وصفه مترجموه ، يتغداها لأنها زاده، وقد وجد أثرَها في صحته وعلى جسمه وقلبه .
• وركائزُها: تقوى الله وإدامةُ الذكر، والمواظبة على عمل اليوم والليلة، والورد القرآني الثابت ، ومحاسبةُ النفس على ذلك، وعدم الانجراف الدنيوي ، واعتقاد أن شخصية طالب العلم ، تجانب العوام والدهماء ..
• فوقتُك ذهب، ولحظاتُك غالية، وساعاتك نفيسة.. ولا يجوز التضحية بها .. فكيف بالعلماء الربانيين، والدعاة المخبتين ..؟! قال ابنُ مسعود رضي الله عنه :" ما ندمتُ على شيءٍ ندامتي على يوم غربت فيه شمسُه، نقص فيه أجلي ، ولم يزدْ فيه عملي ".
• وفي قولهِ رحمه اللهُ " لو لم أتغدها سقطت قواي " تأكيدٌ للاستضعافِ الذاتي والمبدئي الذي يصيب النفسَ بعد هجرها برنامجها، ونسيانها جدولها وزادها .. حيثُ تسقط الروح، وتذهب ريحها ، وتذبلُ عزيمتُها ، فلا تحسُّ منها شيئًا ، أو تسمع لها ركزا..! ومن ضيَّع ذكرَ الله ، وودَّه وورده، وشوقه، وتصبيحه وصبوحه ، كان جزاءه السقوطُ والانهزام ، والله المستعان .
• وما وهَنَ بعضُ الدعاةِ وطلاب العلم إلا بسبب تضييع هذه الغدوة، وإيثارِ غيرها عليها، وتقديم الفاني على الباقي، والاهتمام المظهري على الجوهري والمخبري.. الذي يُعليهم ويُثبِّتهم ويصونهم
• والخلاصةُ: إنَّ لهؤلاء الأعلام زادًا مع ربهم تعالى ، وخبيئةً مخصوصة، وطاقة لا تهجر،.. فتعلمْ منهم، واعقدِ العزمَ على التخطي للمألوف ، وركوب صهوة العمل والجزم، واجعلها كحاجتك الماسة للطعام والشراب، فهي أجلُّ مطعوم ، وأنفسُ محروز، ومكسوب ، والله الموفق .
yQ],mE adoA hgYsghlA hfkA jdldm>>>! jogdj
yQ],mE adoA hgYsghlA hfkA jdldm>>>! hfkA jogdj jdldm>>>! adoA
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ - سِيمَــا. على المشاركة المفيدة:
|
|
19-03-2021
|
#2
|
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
19-03-2021
|
#3
|
جزاكِ الله خير
الله يجعله في ميزان حسناتكِ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
20-03-2021
|
#4
|
جزاك الله الجنه
واجزل لك الثواب
![Rose](images/smilies/rose.gif) ![Rose](images/smilies/rose.gif)
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
20-03-2021
|
#5
|
بورك فيكِ وجزاك الله كل خير
وأنار قلبكِ وطريقكِ بنور الهداية والإيمان
طرحتِ فأبدعتِ كتب الله لك أجر طرحك
دمتِ في حفظ الله ورعايته
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
20-03-2021
|
#6
|
*,
جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
20-03-2021
|
#7
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
20-03-2021
|
#8
|
بارك الله فيك ...
وجزاك خير ...
دمت بحفظ الله ورعايته...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
21-03-2021
|
#9
|
موضوع مفيد
ربي يجزيك النعيم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
21-03-2021
|
#10
|
الله يعطيك العافية
لاخلا ولاعدم
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |