شرح حديث أبي هريرة: "رأيت رجلا يتقلب في الجنة"
عَنْ أَبِي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: «لقد أُرِيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ في شَجَرةٍ قطعَها مِنْ ظَهْرِ الطريقِ، كانت تُؤذِي المسلِمينَ». رواه مسلم.
|
|
09-11-2022
|
|
شرح حديث أبي هريرة: "رأيت رجلا يتقلب في الجنة"
عَنْ أَبِي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
«لقد أُرِيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ في شَجَرةٍ قطعَها مِنْ ظَهْرِ الطريقِ، كانت تُؤذِي المسلِمينَ». رواه مسلم.
وفي روايةِ: «مرَّ رجلٌ بِغُصنِ شَجَرةٍ علَى ظهرِ طريقٍ، فقَالَ: واللهِ لأُنَحينَّ هذا عَنِ المسِلمينَ لا يُؤذِيهم، فأُدْخِلَ الجنَّةَ».
وفي روايةٍ لهما: «بينما رجلٌ يمشِي بطريقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوكٍ علَى الطريقِ فأَخَّرَه فشَكَر اللهُ له فغَفَرَ له».
قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«لقد أريتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّة في شجرةٍ قطعَها مِنْ ظهرِ الطَّريقِ كانت تُؤْذِي المسلِمينَ».
وفي الروايةِ الأُخرَى: أنَّه دخل الجنة، وغفر الله له بسبب غُصنٍ أزاله عن طريق المسلمين، وسواءٌ كان هذا الغصن من فوق
يؤذيهم من عند رؤوسهم، أو من أسفل يؤذيهم من جهةِ أرجلهم. المهِمُّ أنه غصن شوكٍ يؤذي المسلمين فأزاله عن الطريق
أبعده ونحاه، فشكر الله له ذلك، وأدخله الجنة، مع أن هذا الغصن إذا آذى المسلمين فإنَّما يؤذيهم في أبدانهم
ومع ذلك غفر الله لهذا الرجل، وأدخله الجنة.
ففيه دليل على فضيلة إزالة الأذى عن الطريق، وأنه سبب لدخول الجنة.
وفيه أيضًا دليل على أن الجنة موجودة الآن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى هذا الرجل يتقلب فيها، وهذا أمر
دل عليه الكتاب والسنة، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة؛ أن الجنة موجودة الآن، ولهذا قال الله تعالى:
﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، أعدت: يعني هيئت.
وهذا دليل على أنها موجودة الآن، كما أن النار أيضًا موجودة الآن، ولا تفنيان أبدًا. خلقهما الله - عزَّ وجلَّ - للبقاء، لا فناء لهما
ومن دخلهما لا يفنى أيضًا، فمن كان من أهل الجنة بقى فيها خالدًا مخلدًّا فيها أبد الآبدين. ومن كان من أهل النار
من الكفار دخلها خالدًا مخلدًا فيها أبد الآبدين.
وهذا الحديث دليل على أن من أزال عن المسلمين الأذى فله هذا الثواب العظيم في أمر حسيٍّ، فكيف بالأمر المعنوي؟
هناك بعض الناس - والعياذ بالله - أهل شر وبلاء، وأفكار خبيثة، وأخلاق سيئة، يصدون الناس عن دين الله
فإزالة هؤلاء عن طريق المسلمين أفضل بكثير وأعظم أجرًا عند الله. فإذا أزيل أذى هؤلاء، إذا كانوا أصحاب أفكار
خبيثة سيئة إلحادية، يرد عليها، وتبطل أفكارهم.
فإن لم يجد ذلك شيئًا قطعت أعناقهم، لأن الله يقول في كتابه العزيز: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33]
و (أو) هنا قال بعض العلماء: إنها للتنويع، يعني أنهم يُقتَّلون ويصلَّبون وتقَطَّع أيديهم وأرجلهم من خلاف وينفوا من الأرض حسب جريمتهم.
وقال بعض أهل العلم: بل إن (أو) هنا للتخيير، أي أن ولي الأمر مخيرٌ: أن شاء قتَّلهم وصلَّبهم، وإن شاء قطَّع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ
وإن شاء نفاهم من الأرض، حسب ما يرى فيه المصلحة، وهذا القول قولٌ جيِّدٌ جدًّا؛ أعني أن تكون (أو) هنا للتخيير لأنه
ربما يكون هذا الإنسان جرمه ظاهر سهل، ولكنه على المدى البعيد يكون صعبًا، ويكون مضلًا للأمة. فهنا مثلًا هل نقول لولي الأمر أن جرم هذا الإنسان سهل.
انفِهِ من الأرض، اطرده يكفي، أو اقطع يده اليمنى ورجله اليسرى يكفي، قد يقول لا يكفي؛ هذا أمر يخشى منه في المستقبل، هذا لا يكفي
المسلمين شره إلا أن أقتله؛ نقول: نعم لك ذلك. فكون (أو) هنا للتخيير أقرب للصواب من كونها تنزل على حسب الجريمة.
والواجب على ولاة الأمور أن يزيلوا الأذى عن طريق المسلمين، أي أن يزيلوا كل داعية إلى شر، أو إلى إلحاد، أو إلى مجون
أو إلى فسوق بحيث يمنع من نشر ما يريد من أي شيء كان من الشر والفساد، وهذا هو الواجب.
ولكن لا شك أن ولاة الأمور الذين ولَّاهم الله على المسلمين في بعضهم تقصير، وفي بعضهم تهاون. يتهاونون بالأمر في أوله حتى ينمو
ويزداد، وحينئذ يعجزون عن صده. فالواجب أن يقابل الشر من أول أمره بقطع دابره، حتى لا ينتشر ولا يضل الناس به.
المهم أن إزالة الأذى عن الطريق، والطريق الحسي، طريق الأقدام، والطريق المعنوي، طريق القلوب، والعمل على إزالة الأذى عن هذا الطريق كله
مما يقرب إلى الله. وإزالة الأذى عن طريق القلوب، والعمل الصالح أعظم أجرًا، وأشد إلحاحًا من إزالة الأذى عن طريق الأقدام. والله الموفق.
«شرح رياض الصالحين» (2 /174 - 177)
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
avp p]de Hfd ivdvm: "vHdj v[gh djrgf td hg[km" dp]e vHdj v[gh djrgf td hg[km vdlh svn ivdvm
avp p]de Hfd ivdvm: "vHdj v[gh djrgf td hg[km" Hfd hg[km" djrgf dp]e vHdj v[gh djrgf td hg[km vdlh svn ivdvm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ - وَرد. على المشاركة المفيدة:
|
|
09-11-2022
|
#2
|
الله يعطيك العافيه
جزاك الله كل خير
سلمت يمناك ...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-11-2022
|
#3
|
/
تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-11-2022
|
#4
|
-
عيون
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-11-2022
|
#5
|
-
غنج
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-11-2022
|
#6
|
10-11-2022
|
#7
|
-
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-11-2022
|
#8
|
جزاك الله خير على الطرح
و جعله الله بميزان حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-11-2022
|
#9
|
-
إزدان مُتصفحي بتشريفكم
لكم جنائن الورد.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-11-2022
|
#10
|
_
،
جَزَاكَ اَللَّهُ خَيْر . . .
وَأَحْسَنَ إِلَيْكَ فِيمَا قَدَّمَتْ
دُمْتُ بِرِضَى اَللَّهِ وَإِحْسَانِهِ وَفَضْلِهِ
~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |